Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا أعلن القنصل السوري في دبي انشقاقه الآن؟

وزارة الخارجية كشفت أن مهماته كانت انتهت في الـ20 من سبتمبر ونقل إلى الإدارة المركزية في دمشق

القنصل في دبي زياد زهر الدين يعلن انشقاقه في بيان مصور (موقع يوتيوب)

ملخص

رجحت أوساط دبلوماسية أن هذا البيان للقنصل "المنشق" أو "المنتهية مهماته" يأتي كنوع من المراوغة، أو "الانتحار المهني"، حيث تشير المعلومات الواردة عنه إرسال عائلته إلى دول أوروبية قبل بيانه، ومن المتوقع أنه لن يعود إلى سوريا بل سيختار السفر إلى تلك الدول طلباً للجوء، ومن الممكن أن يدعم بيان الانشقاق هذا موقفه بطلب اللجوء سواء الإنساني أو السياسي.

اتجهت أنظار الشارع السوري نحو مدينة دبي الإماراتية، لكن الأمر يتعلق بتطور جديد مرتبط بالساحة السورية، إنه انشقاق القنصل السوري زياد زهر الدين، مما أثار لغطاً واسعاً حيال تخلي دبلوماسي عن مكانه لـ"أسباب سياسة"، حسب وصفه.

وأعلن القنصل في دبي زهر الدين، المنحدر من محافظة السويداء جنوب سوريا، انشقاقه في بيان مصور وجهه إلى أبناء جبل العرب، معرباً عن رفض وجوده في هذه السلطة، ومتوقفاً عن متابعة أي أعمال في ظل إدارتها وحضورها.

وأكد في بيان الانشقاق وقوفه إلى جانب السويداء، واصفاً ما تعرضت له بـ"هجمة بربرية وجريمة تطهير عرقي وإبادة جماعية نفذتها ’هيئة تحرير الشام‘ بالتعاون مع عناصر من ’داعش‘ وبعلم وتنسيق من قيادات عليا في دمشق".

وأضاف "المستقبل الكياني للموحدين الدروز يقرره أبناؤهم بأنفسهم، ومن خلال قياداتهم وعلى رأسها الرئاسة الروحية المتمثلة بالشيخ أبو سلمان حكمت الهجري"، كما تحدث عن الجوانب الإنسانية وضرورة رفع الحصار عن المدينة وتحرير المخطوفين.

تأثير الانشقاق

بالمقابل سارعت وزارة الخارجية السورية بالرد على البيان المصور للقنصل زهر الدين، وأكدت أن مهماته انتهت في الـ20 من سبتمبر (أيلول) الماضي وأنه نقل إلى الإدارة المركزية في العاصمة دمشق.

وجاء في بيانها "ما صدر من تصريحات ومواقف في الأوان الأخيرة لا يمثل الدولة السورية أو سياستها الرسمية، وإنما يعكس موقفاً شخصياً بحتاً يتنافى مع الأعراف الدبلوماسية وأخلاقيات العمل القنصلي".

وأوضحت الخارجية السورية أن قنصليتها في دبي مستمرة بعملها وتؤدي مهماتها وخدماتها القنصلية للمواطنين السوريين بصورة طبيعية ومنتظمة، وتعمل تحت إشراف وزارة الخارجية المباشر، وأكدت احترامها الكامل لقوانين وأنظمة دولة الإمارات العربية المتحدة، والالتزام بأحكام اتفاق فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963، مشيدة بالتعاون مع وزارة الخارجية الإماراتية.

وأثار هذا الحدث الجدل بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، وأعاد للأذهان مشاهد الانشقاق التي كانت عقب الانتفاضة السورية عام 2011 احتجاجاً على قمع المتظاهرين السلميين بالقوة والعنف المفرط، ومن بينهم قادة وعناصر الجيش والأمن، وحتى بين أعضاء السلك الدبلوماسي والسياسي، وسفراء وأشهرهم الدبلوماسي جهاد مقدسي، ورئيس وزراء سوريا السابق رياض حجاب.

مقابل ذلك، قال الإعلامي السوري ماهر شرف الدين ابن مدينة السويداء "أخيراً أعلن زهر الدين ضم صوته إلى الأصوات المنادية بتأسيس كيان خاص بالموحدين الدروز، وفي مقدمة تلك الأصوات الرئاسة الروحية المتمثلة بالشيخ حكمت الهجري، ألف تحية أيها البطل"، في حين استخف مغردون وناشطون بهذه الخطوة، باعتبار أن ليس لها "وزن على أرض الواقع ولا تترك أي تأثير".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورجحت أوساط دبلوماسية أن هذا البيان للقنصل "المنشق" أو "المنتهية مهماته" يأتي كنوع من المراوغة، أو "الانتحار المهني"، حيث تشير المعلومات الواردة عنه إرسال عائلته إلى دول أوروبية قبل بيانه، ومن المتوقع أنه لن يعود إلى سوريا بل سيختار السفر إلى تلك الدول طلباً للجوء، ومن الممكن أن يدعم البيان الانشقاق هذا موقفه بطلب اللجوء سواء الإنساني أو السياسي.

ويتساءل المتحدث الرسمي باسم حركة "رجال الكرامة"، باسم أبو فخر في حديثه إلى "اندبندنت عربية" عن جدوى الانشقاق بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الأحداث التي اندلعت بالسويداء "لا أعرف ماذا يقدم هذا الإجراء وماذا يؤخر".

وحول إذا ما سيترك هذا الانشقاق تأثيراً واحتمال أن تعقبه إجراءات مماثلة لدى بقية المسؤولين بالحكومة من أهالي السويداء وأبناء الطائفة الدرزية، قال الشيخ أبو فخر "لا يوجد في الحكومة من السويداء سوى وزير الزراعة أمجد بدر، ولم يصدر عنه أي استنكار أو انشقاق".

الخارجية السورية

وكانت محافظة السويداء (تبعد عن العاصمة دمشق 120 كيلومتراً) شهدت في الـ13 من يوليو (تموز) الماضي، اشتباكات بين مجموعات مسلحة محلية من أبناء الطائفة الدرزية ومقاتلين من العشائر البدوية، أسفرت عن مقتل 1600 شخص وفق توثيق "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، بينهم مدنيون دروز، ورافقت ذلك انتهاكات بحق أبناء طائفة الموحدين وإعدامات ميدانية، مما أدى إلى تدخل إسرائيل بزعم حماية الدروز، وأغارت على أحد مداخل القصر الرئاسي ومبنى هيئة الأركان وسط دمشق.

وصف وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أحداث السويداء بـ"الفخ" في لقاء تلفزيوني على فضائية الإخبارية السورية الرسمية، وتابع أنها "فخ وقعنا فيه جميعاً واستغلته بعض الأطراف لا سيما إسرائيل".

في الأثناء، يشرح مدير الإدارة القنصلية في وزارة الخارجية السورية محمد يعقوب العمر بأن زهر الدين قد نقل إلى الإدارة المركزية في دمشق بموجب القرار 209 بتاريخ الـ20 من سبتمبر الماضي، وبناء على ذلك انتهت مهماته في القنصلية أصولاً اعتباراً من تاريخ القرار.

وأضاف العمر في منشور له أن "ما صدر عن المذكور من تصريحات ومواقف في الأوان الأخيرة لا يمثل الدولة السورية وسياستها وإنما يعكس موقفاً شخصياً يتنافى مع الأعراف الدبلوماسية وأخلاقيات العمل القنصلي".

وبدأ زهر الدين مساره المهني كدبلوماسي في السفارة السورية لدى العاصمة الروسية موسكو، بين عامي 2003 وحتى 2010 وتابع تحصيله الأكاديمي، ونال درجة الدكتوراه في القانون الدولي من إحدى الجامعات الروسية "باتريس لومومبا"، وحملت رسالته عنوان "المفهوم الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي" وبعد انتهاء مهمته في موسكو انتقل بعدها للعمل بالقنصلية بدبي في الإمارات المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات