ملخص
الهلال يسعى إلى استعادة تاريخه الكبير على المستوى المحلي والقاري ويؤكد زعامته الآسيوية بعد الخروج خالي الوفاض في الموسم الماضي
يعد نادي الهلال من الأبرز ليس على مستوى الأندية السعودية فقط بل على العالم العربي والشرق الأوسط، وبخاصة خلال الأعوام الأخيرة لما شهده من طفرة كبيرة على مستوى التعاقدات وأصبح منافساً لكبار أوروبا على بعض الصفقات الكبيرة.
تاريخ نادي الهلال
تأسس نادي الهلال السعودي خلال الـ16 من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1957 داخل مدينة الرياض على يد عبدالرحمن بن سعيد، وكان في بدايته يحمل اسم الأولمبي قبل أن يُغير إلى الهلال بأمر من الملك سعود بن عبدالعزيز بعد عام واحد فقط من التأسيس.
ومنذ انطلاقته، تميز الهلال بكونه نادي الطموح الكبير والهوية الواضحة، إذ بنى قاعدة جماهيرية ضخمة امتدت إلى كل أنحاء السعودية، بفضل شخصيته التنافسية وأسلوب لعبه الممتع الذي ارتبط بالبطولات والأرقام القياسية.
على مدار تاريخه، فرض الهلال نفسه قوة ثابتة في كل حقبة، مقدماً أجيالاً من النجوم الذين صنعوا مجده وأكدوا مكانته كواحد من أكثر الأندية تتويجاً في آسيا والعالم العربي، حتى أصبح يلقب بـ"الزعيم الآسيوي".
أبرز اللاعبين في تاريخ نادي الهلال
يوسف الثنيان
يعد يوسف الثنيان أحد أبرز المواهب التي أنجبتها الكرة السعودية، إذ صعد للفريق الأول بنادي الهلال منتصف الثمانينيات، وسرعان ما أصبح العقل المدبر وصانع اللعب الأهم في جيله.
خاض مع الهلال 350 مباراة في مختلف البطولات، سجل خلالها 183 هدفاً وصنع العشرات من الأهداف، ووصل عدد بطولاته مع الفريق إلى 28 لقباً.
حقق يوسف الثنيان جميع الألقاب الممكنة مع الهلال على الصعيد المحلي، إذ توج بكأس الملك عبدالعزيز وكأس الملك وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد والدوري الممتاز، إضافة إلى كأس الاتحاد، وعلى المستوى العربي حصد لقب بطولة الأندية العربية أبطال الدوري وكأس النخبة العربية وكأس مجلس التعاون الخليجي للأندية، أما قارياً فنجح في قيادة الهلال إلى الفوز بدوري أبطال آسيا وكأس الكؤوس الآسيوية وكأس السوبر الآسيوي، ومع المنتخب السعودي أضاف الثنيان إلى مسيرته لقب كأس أمم آسيا إلى جانب كأس العرب، ليؤكد مكانته كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ الكرة السعودية.
سامي الجابر
برز سامي الجابر كلاعب استثنائي في صفوف الهلال منذ مطلع التسعينيات، إذ لعب 448 مباراة وسجل 178 هدفاً في مختلف البطولات، وقاد الفريق للتتويج بلقب الدوري السعودي خمس مرات ودوري أبطال آسيا مرة واحدة، وكأس ولي العهد السعودي خمس مرات وكأس السوبر الآسيوي مرة واحدة، وكأس الكؤوس الآسيوية مرتين، وشارك في أربع نسخ متتالية من كأس العالم مع المنتخب السعودي بين عامي 1994 و2006، ليسجل اسمه كأحد رموز الكرة السعودية.
محمد الشلهوب
يعد محمد الشلهوب أحد أبرز رموز نادي الهلال والكرة السعودية، بعدما قضى مسيرته الكاملة بين جدران "الزعيم" حتى اعتزاله عام 2020، ليصبح واحداً من أكثر اللاعبين تتويجاً بالألقاب في تاريخ كرة القدم.
حقق الشلهوب 34 لقباً خلال مسيرته من بينها 33 مع الهلال يتصدرها كأس ولي العهد الذي رفعه 11 مرة، إلى جانب ثمانية ألقاب في الدوري وثلاثة في كأس الأمير فيصل بن فهد، ولقبين في كل من كأس الملك وكأس السوبر السعودي ودوري أبطال آسيا. وتوج بألقاب آسيوية وعربية إضافية وحصل على جائزة هداف الدوري السعودي عام 2009 برصيد 12 هدفاً. وعلى المستوى الدولي، شارك مع المنتخب السعودي منذ عام 2000 وتوج بلقب كأس الخليج 2003، واستُدعي لقائمة "الأخضر" ضمن مونديال 2006 في ألمانيا.
ياسر القحطاني
انضم ياسر القحطاني إلى الهلال عام 2005 قادماً من القادسية، ليبدأ رحلة استثنائية في خط الهجوم. لعب 282 مباراة وسجل 128 هدفاً بقميص الهلال، وقاده للتتويج ببطولات الدوري السعودي خمس مرات وكأس ولي العهد سبع مرات، إلى جانب لقب دوري أبطال آسيا 2019.
حصل على جائزة أفضل لاعب في آسيا عام 2007، وشارك مع المنتخب السعودي في مونديال 2006 وسجل هدفاً في مرمى تونس، وعُرف بقدراته التهديفية ومهاراته الفنية، ليصبح أحد أعظم المهاجمين في تاريخ الهلال.
كارلوس إدواردو
منذ انضمامه إلى الهلال عام 2015، أصبح البرازيلي كارلوس إدواردو أحد أهم اللاعبين الأجانب في تاريخ النادي، لعب مع الفريق أكثر من 148 مباراة في جميع البطولات، سجل خلالها 76 هدفاً ليصبح الهداف التاريخي للهلال بين المحترفين.
قاد الفريق للتتويج بلقب الدوري السعودي ثلاث مرات وكأس خادم الملك مرتين، إلى جانب دوري أبطال آسيا 2019.
تميز بقدرته على تسجيل الأهداف من مركز الوسط الهجومي وحسم المباريات الكبرى، ليحجز مكانة خاصة لدى جماهير "الزعيم".
سالم الدوسري
يعد سالم الدوسري رمز الجيل الحديث للهلال، إذ تدرج في فرق الناشئين حتى وصل إلى الفريق الأول عام 2011، وخاض مع الهلال 449 مباراة حتى الآن في جميع البطولات، نجح في تسجيل 131 هدفاً وصنع 98 أخرى، وقاد الفريق للتتويج بلقب الدوري السعودي ست مرات وكأس الملك خمس مرات، إضافة إلى دوري أبطال آسيا عامي 2019 و2021، وثلاث نسخ بكأس ولي العهد، وتألق على المستوى الدولي مع المنتخب السعودي بتسجيله أهدافاً تاريخية في كأس العالم 2018 أمام مصر و2022 أمام الأرجنتين، ويتميز بسرعته ومهاراته الفردية وقدرته على الحسم في المباريات الكبرى، ليصبح أحد أبرز نجوم الكرة السعودية خلال العقد الأخير.
بطولات نادي الهلال
يعد الهلال النادي الأكثر تتويجاً بالبطولات في تاريخ السعودية، محققاً أكثر من 69 لقباً رسمياً منها 56 بطولة محلية وثماني بطولات قارية، وبعض البطولات على مستوى المنافسات العربية، إذ يعتلي صدارة أندية القارة الآسيوية في عدد البطولات.
توج الهلال بلقب الدوري السعودي الممتاز 19 مرة وهو رقم قياسي، وأحرز كأس خادم الحرمين الشريفين 11 مرة وكأس ولي العهد 13 مرة، وكأس الاتحاد السعودي سبع مرات إلى جانب لقب كأس السوبر السعودي 5 مرات.
وعلى الصعيد القاري يعد الهلال أنجح ناد في آسيا، بعدما فاز بلقب دوري أبطال آسيا أربع مرات (1991 و2000 و2019 و2021)، وكأس الكؤوس الآسيوية مرتين، وكأس السوبر الآسيوي مرتين أيضاً، كما نال بطولة الأندية العربية وكأس النخبة العربية وكأس مجلس التعاون الخليجي للأندية، لتكتمل منظومة بطولاته الخارجية.
وشارك الهلال ثلاث مرات في كأس العالم للأندية، كانت أبرزها في نسخة 2022 بالمغرب، حين بلغ النهائي بعد فوزه التاريخي على فلامنغو البرازيلي (3-2)، قبل أن يخسر أمام ريال مدريد الإسباني (5-3)، ليكتب إنجازاً غير مسبوق في تاريخ الأندية السعودية والآسيوية.
الوضع المالي لنادي الهلال
يعيش الهلال السعودي خلال الأعوام الأخيرة واحدة من أكثر فتراته استقراراً على الصعيدين المالي والإداري، وبخاصة بعد دخول صندوق الاستثمارات العامة السعودي شريكاً رئيساً في ملكيته ضمن مشروع تطوير الأندية الكبرى.
أتاحت هذه الخطوة للنادي قدرات مالية هائلة ساعدته في إبرام صفقات من العيار الثقيل، مثل البرازيلي نيمار جونيور والبرتغالي روبن نيفيز والصربي سافيتش، إلى جانب الحفاظ على نجومه المحليين، مما جعل الفريق يمتلك واحدة من أقوى التشكيلات في آسيا.
وتوج هذا العمل بتحقيق الهلال لعدد من الألقاب المحلية والقارية، واستعادته السيطرة على البطولات السعودية، ليواصل مسيرته بوصفه النادي الأكثر حضوراً وتأثيراً في تاريخ كرة القدم السعودية والآسيوية.
