ملخص
خرج تظاهرات في بلدان أوروبية عدة للتضامن مع غزة والمطالبة بإنهاء الحرب ومنع الإبادة الجماعية وكذلك لدعم أسطول الصمود العالمي وفرض "عقوبات" على إسرائيل من أجل رفع الحصار المفروض على القطاع.
قالت الشرطة الإسبانية اليوم الأحد إنها اعتقلت ثمانية أشخاص، وإن 20 شرطياً أصيبوا في اشتباكات مع متظاهرين داعمين للفلسطينيين في برشلونة.
وأضافت الشرطة أن المتظاهرين أتلفوا متاجر قالوا إن لها صلات بإسرائيل خلال مسيرة كانت سلمية بالأساس شارك فيها 70 ألف متظاهر أمس السبت.
وشارك عشرات الآلاف في احتجاجات داخل مدريد وعشرات المدن الإسبانية الأخرى، إضافة إلى تظاهرات في روما ولشبونة وسط حال من الغضب بعد اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود العالمي، الذي أبحر من برشلونة في محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة.
وقال وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس للتلفزيون الإسباني إن من بين 49 إسبانياً احتجزتهم القوات الإسرائيلية من أسطول المساعدات، سيعود 21 جواً إلى البلاد من تل أبيب اليوم.
واعترفت إسبانيا بدولة فلسطينية خلال مايو (أيار) 2024، وتعد من أشد المنتقدين لأفعال إسرائيل في غزة، وحظرت الشهر الماضي السفن والطائرات التي تنقل أسلحة أو وقود طائرات للاستخدام العسكري إلى إسرائيل.
وتظاهر مئات الآلاف في روما وبرشلونة ومدريد وغيرها من المدن الأوروبية أمس السبت دعماً للفلسطينيين وللمطالبة بإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن ناشطين كانوا على متن أسطول مساعدات دولي اعترضته إسرائيل خلال إبحاره باتجاه سواحل غزة.
وخرجت تظاهرات أقل حجماً في دبلن ولندن حيث احتشد نحو 1000 شخص على رغم دعوة الحكومة البريطانية إلى عدم التظاهر احتراماً لمشاعر الجالية اليهودية بعد هجوم دام وقع، الخميس الماضي، خارج كنيس في مانشستر.
وفي روما شارك نحو "مليون" متظاهر وفق المنظمين و250 ألفاً وفق الشرطة في شوارع وسط المدينة وهم يهتفون "أوقفوا الإبادة"، في ظل حضور أمني كثيف.
وقال دوناتو كولوتشي وهو قائد كشفي يبلغ 44 سنة لوكالة "الصحافة الفرنسية"، "عادة لا أؤيد التظاهرات الكبرى لكن اليوم لم أتمكن من ملازمة المنزل".
اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الشرطة
مع حلول المساء، اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الشرطة الذين استخدموا الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه إثر تعرضهم للرشق بالزجاجات والمفرقعات. وأفادت وكالة "أنسا" للأنباء عن اعتقال 11 متظاهراً.
وتشهد عديد من المدن الإيطالية تظاهرات كبرى يومياً منذ اعتراض القوات الإسرائيلية أسطول الصمود العالمي، الأربعاء الماضي.
وفي مدريد، تظاهر نحو 92 ألف شخص من أجل غزة، وفقاً لأرقام حكومية. وقال الطالب ماركوس باغاديزابال البالغ 19 سنة، "نحن، من حياتنا ليست معرضة للخطر، يجب أن نناضل من أجل من يعانون حقاً".
"تضامن" ضد الإبادة الجماعية
في برشلونة، جاب نحو 70 ألف متظاهر شوارع المدينة رافعين لافتة ضخمة كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين. أوقفوا تجارة الأسلحة مع إسرائيل"، وفقاً لشرطة البلدية.
وقال جوردي باس، وهو معلم يبلغ 40 سنة، "إنه الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعطي الشعب الفلسطيني بعض الدعم: رؤية العالم بأسره يحتشد تضامناً معهم".
وقالت مارتا كارانزا البالغة 65 سنة، التي شاركت أيضاً في تظاهرة، الخميس الماضي، "توقعنا أن تتخذ الأمور منعطفاً خطراً اليوم".
وتقول مدريد، إنه يوجد نحو 50 إسبانياً بين الناشطين المحتجزين الذين كانوا على متن أسطول "الصمود العالمي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي لندن، تجمع قرابة 1000 شخص، أمس السبت، في ساحة ترافلغار تضامناً مع مجموعة "فلسطين أكشن" (التحرك من أجل فلسطين) المحظورة، بحسب ما أعلنت مجموعة "الدفاع عن هيئات محلفينا"، الجهة المنظمة.
وأوضحت إحدى المتظاهرات وتدعى تيسا وتبلغ 31 سنة، "أتضامن مع الجالية اليهودية في مانشستر وأعارض الإبادة الجماعية في فلسطين".
وقتل شخصان وأصيب ثلاثة بجروح خطرة جراء هجوم على كنيس في مانشستر بشمال غربي إنجلترا في يوم الغفران أو "كيبور" الذي يعد الأكثر قداسة لدى اليهود.
وتمكنت الشرطة من قتل المهاجم، وهو بريطاني من أصل سوري يدعى جهاد الشامي ويبلغ 35 سنة.
في هذا السياق، حض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر البريطانيين على عدم المشاركة في التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، معتبراً أنه "وقت للحداد وليس مناسبة لإثارة التوتر أو التسبب في مزيد من الألم".
وأعلنت الشرطة البريطانية أنها اعتقلت 442 شخصاً في الأقل بتهمة "دعم منظمة محظورة".
وفي دبلن، تجمع آلاف الأشخاص أمام البرلمان الإيرلندي لإحياء ذكرى مرور عامين على "الإبادة" في غزة، وفقاً للمنظمين.
"أسطول آخر"
في فرنسا، نظمت تظاهرات لدعم أسطول المساعدات إلى غزة ولمطالبة الرئيس إيمانويل ماكرون بفرض "عقوبات" على إسرائيل من أجل رفع الحصار المفروض على القطاع.
وفي باريس، سار المتظاهرون الذين قدرهم المنظمون بنحو 10 آلاف والشرطة بنحو 5 آلاف، تحت الأعلام الفلسطينية مرددين هتافات "عاش الأسطول" و"غزة، باريس معك".
وأعلنت حركة "حماس"، أول من أمس الجمعة، عن استعدادها لإجراء مفاوضات فورية لتحرير الرهائن الذين اختطفتهم في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في إطار خطة اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وخاطبت هيلين كورون، المتحدثة باسم الوفد الفرنسي المشارك في أسطول الصمود، المتظاهرين قائلة "لن نتوقف أبداً! لم يصل هذا الأسطول إلى غزة، لكننا سنرسل أسطولاً آخر، ثم آخر، حتى تتحرر فلسطين وغزة".