ملخص
تتواصل تداعيات الهجوم على كنيس يهودي في مدينة مانشستر شمال بريطانيا، وقد أعلنت شرطة المدينة اعتقال 3 أشخاص ضمن التحقيق في الحادث الذي صنفته السلطات كعمل إرهابي، فيما خرجت مطالبات رسمية بإلغاء تظاهرة مؤيدة لمنظمة "فلسطين أكشن" يوم غد السبت احتواء للأوضاع الراهنة.
أظهرت تحقيقات أولية في مانشستر أن أحد قتلى الهجوم على كنيس يهودي بالمدينة أصيب بطلق ناري من الشرطة خلال المواجهة مع منفذ الاعتداء الذي تقول تقارير رسمية إنه بريطاني من أصل سوري.
ودعت الشرطة اليوم الجمعة منظمي احتجاج مؤيد للفلسطينيين في لندن مطلع الأسبوع إلى إلغائه أو تأجيله، بعد الهجوم الذي وقع عند كنيس يهودي في مانشستر وسقط فيه قتلى.
وقالت الشرطة، على منصة "إكس"، إن "الهجوم الإرهابي المروع الذي وقع في مانشستر أمس سيكون قد تسبب في قدر كبير من الخوف والقلق في كل فئات المجتمع في بريطانيا، بما في ذلك هنا في لندن".
وأكدت أنها تريد نشر كل فرد متاح منها لحماية فئات المجتمع، لكنها اضطرت بدلاً من ذلك إلى الاستعداد للتعامل مع تجمع أكثر من ألف في ساحة الطرف الأغر (ترافالجر) في لندن غداً السبت، دعماً لمجموعة "فلسطين أكشن"، وهي منظمة حظرتها السلطات البريطانية بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في يوليو (تموز) الماضي.
وأوضحت الشرطة أنه "باختيار تشجيع خرق جماعي للقانون على هذا النطاق، يستنزف (منظمو هذا الاحتجاج) موارد الشرطة بعيداً من فئات المجتمع الأخرى في لندن، في وقت هم في أمس الحاجة إليها".
*مقتل شخصين*
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية شبانة محمود إن الحكومة ستكثف جهودها للتصدي لمعاداة السامية في البلاد بعد مقتل شخصين في هجوم على كنيس يهودي في مانشستر. وذكرت محمود لـ "تايمز راديو" اليوم الجمعة "سنضاعف جهودنا". وأضافت "سنراجع الآن، بالطبع، جميع الجهود التي نبذلها للتصدي لمعاداة السامية".
وكانت شرطة مانشستر الكبرى كشفت عن أن منفذ الهجوم على كنيس "هيتون بارك هيبرو كونغريغيشن"، في منطقة كرامبسال بالمدينة الواقعة شمال إنجلترا، مواطن بريطاني من أصل سوري يعتقد أن اسمه جهاد الشامي، ويبلغ من العمر 35 سنة.
وجاء في بيان صادر عن الشرطة أنه تم مساء الخميس توقيف ثلاثة مشتبه بهم، هما رجلان ثلاثينيان وامرأة ستينية، على خلفية الاشتباه في "ارتكابهم أعمال إرهابية والتحضير لها والتحريض عليها".
وقتل الشامي برصاص ضباط مسلحين، بعد أن صدم بسيارته مشاة وطعن شخصاً واحداً في الأقل بالقرب من الكنيس خلال "يوم الغفران"، وهو أقدس يوم في التقويم اليهودي.
وأكدت الشرطة في وقت سابق أن المشتبه به في تنفيذ الهجوم كان من بين القتلى الثلاثة، مشيرة إلى أنه لم يعد هناك خطر على العامة بعد الواقعة، وأعلنت الشرطة الخميس مقتل شخصين في محاولة دهس وطعن خارج كنيس يهودي.
وأكدت شرطة مانشستر أن القتيلين يهوديان، في وقت أعلنت شرطة لندن لمكافحة الإرهاب أن ما حصل هو "حادثة إرهابية".
تعزيز الإجراءات الأمنية
أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي غادر قمة سياسية أوروبية في الدنمارك لترؤس اجتماع طارئ في لندن للاستجابة للحادثة، تعزيز الإجراءات الأمنية في الكنس اليهودية في البلاد.
وفي خطاب متلفز موجه إلى الجالية اليهودية بعد وقت قصير على الاجتماع، تعهد ستارمر "القيام بكل ما في وسعي لضمان الأمن الذي تستحقونه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أنه بينما لا تعد معاداة السامية أمراً جديداً، إلا أنه "علينا أن نكون واضحين بأن الكراهية تتصاعد مجدداً، وعلى بريطانيا هزيمتها مرة أخرى".
من جانبه، دان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم "الهمجي"، قائلاً إن إسرائيل "تشاطر الجالية اليهودية في المملكة المتحدة الحزن".
يأتي الهجوم قبل أيام على حلول الذكرى السنوية الثانية لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، الذي أشعل حرب غزة التي أدت بدورها إلى خروج احتجاجات في بريطانيا وغيرها من البلدان الأوروبية، وتسببت بتوترات بين الحكومتين الإسرائيلية والبريطانية.
وأكد أنصار منظمة "فلسطين أكشن" من جهتم أنهم سيمضون قدماً بمسيرة مقررة السبت، على رغم مناشدة الشرطة تأجيلها.
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر السلطات البريطانية بالفشل "في اتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح هذه الموجة السامة من معاداة السامية"، وأضاف أن إسرائيل تتوقع "أكثر من مجرد كلمات من حكومة ستارمر" لمعالجة هذه القضية.
ومانشستر المعروفة عالمياً في مجال كرة القدم في الدوري الإنجليزي الممتاز وتاريخها الصناعي العريق، تضم إحدى أكبر الجاليات اليهودية في المملكة المتحدة. وكان عدد أفرادها أكثر من 28 ألف نسمة في 2021، وفقاً لمعهد أبحاث السياسات اليهودية.