ملخص
نصب مسلحون كميناً لمركبة في وسط نيجيريا تقل أشخاصاً كانوا في طريقهم لحضور مناسبة دينية إسلامية، وقاموا بخطف 28 شخصاً بينهم نساء وأطفال، بحسب تقرير أمني صدر أمس الإثنين.
أظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية وإفادات من مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين أن الولايات المتحدة تنفذ رحلات جوية بهدف جمع معلومات استخباراتية فوق أجزاء كبيرة من نيجيريا منذ أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في إشارة إلى زيادة التعاون الأمني بين البلدين.
ولم يتسن لـ"رويترز" تحديد المعلومات التي تهدف هذه الرحلات الجوية إلى جمعها، لكنها تأتي في أعقاب تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نوفمبر الماضي بالتدخل العسكري في نيجيريا، بدعوى تقاعسها عن وقف العنف الموجه ضد المجتمعات المسيحية.
وتأتي هذه الرحلات أيضاً بعد أشهر قليلة من اختطاف طيار أميركي يعمل لدى وكالة تبشيرية في النيجر المجاورة. وتشير بيانات التتبع لشهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري إلى أن الطائرة التي تشغلها شركة أميركية متعاقدة، والمستخدمة في عمليات المراقبة، تقلع عادة من غانا وتحلق فوق نيجيريا قبل أن تعود أدراجها إلى العاصمة الغانية أكرا.
وتظهر بيانات تتبع الرحلات أن الشركة المشغلة هي شركة "تيناكس إيروسبيس" التي تتخذ من ولاية مسيسيبي مقراً لها وتوفر طائرات للمهام الخاصة وتعمل بشكل وثيق مع الجيش الأميركي، وذلك وفقاً لموقع الشركة الإلكتروني. ولم ترد "تيناكس إيروسبيس" على طلب للتعليق.
وقام رئيس فريق أفريقيا في مشروع التهديدات الحرجة بمعهد أميركان إنتربرايز ليام كار بتحليل بيانات الرحلة. وقال إن العملية بدت وكأنها تدار من مطار في أكرا، وهو مركز معروف لشبكة الدعم اللوجيستي للجيش الأميركي في أفريقيا. وأضاف كار أن العملية تعد مؤشراً مبكراً على أن واشنطن تعيد بناء قدراتها في المنطقة بعدما أمرت النيجر القوات الأميركية بمغادرة قاعدة جوية مترامية الأطراف، حديثة البناء، في الصحراء عام 2024، واتجهت بدلاً من ذلك إلى روسيا للحصول على المساعدة الأمنية.
وذكر كار في مقابلة "شهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية استئناف رحلات الاستطلاع والمراقبة في نيجيريا".
بدوره أوضح مسؤول أميركي سابق أن الطائرة ضمن أصول عدة نقلتها إدارة ترمب إلى غانا في نوفمبر الماضي. ولا يزال عدد الطائرات المتبقية في غانا غير معروف، لكن المسؤول أوضح أن المهام تشمل تعقب الطيار الأميركي المختطف وجمع معلومات استخباراتية عن الجماعات المسلحة التي تنشط في نيجيريا.
وتعد جماعة "بوكو حرام" والفصيل المنشق عنها، تنظيم "داعش" في غرب أفريقيا، من بين الجماعات المسلحة التي تنشط في نيجيريا.
وأكد مسؤول أميركي حالي أن الطائرة كانت تحلق فوق نيجيريا، لكنه أحجم عن تقديم تفاصيل نظراً للحساسية الدبلوماسية للموضوع. وقال مسؤول آخر في الإدارة إن واشنطن تواصل العمل مع نيجيريا من أجل "معالجة العنف الديني والهجمات المعادية للمسيحيين وانتشار الإرهاب المزعزع للاستقرار".
وقالت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) في بيان إن الحكومة الأميركية عقدت اجتماعات بناءة مع نيجيريا عقب رسالة ترمب في شأن البلاد، لكنها أحجمت عن مناقشة القضايا الاستخباراتية. ولم يرد المتحدث باسم الجيش النيجيري على طلبات للتعليق. ولم يرد نائب وزير الدفاع الغاني على طلب للتعليق.
حل الخلاف الدبلوماسي
أعلنت الحكومة النيجيرية أمس الإثنين أن الخلاف الدبلوماسي الأخير مع الولايات المتحدة والذي هدد فيه ترمب بالتدخل العسكري على خلفية مزاعم بوقوع مجازر في حق المسيحيين، "قد جرى حله إلى حد كبير".
وقال وزير الإعلام النيجيري محمد إدريس في مؤتمر صحافي عقد في العاصمة بمناسبة نهاية العام، "لقد حُل الخلاف الدبلوماسي الأخير مع الولايات المتحدة إلى حد كبير من خلال حوار جدي قائم على الاحترام، توج بتعزيز الشراكة بين أميركا ونيجيريا".
وترفض الحكومة النيجيرية ومحللون مستقلون توصيف العنف في البلاد بأنه اضطهاد ديني، وهو خطاب كثيراً ما استخدمه اليمين المسيحي في الولايات المتحدة وأوروبا، وكذلك الانفصاليون النيجيريون الذين يحتفظون بلوبي نشط في واشنطن.
وجاءت تصريحات إدريس بعدما استقبلت نيجيريا وفداً من الكونغرس الأميركي في وقت سابق هذا الشهر، لكن نيجيريا لا تزال على قائمة واشنطن للدول "المثيرة للقلق" في شأن اتهامات بانتهاك الحرية الدينية.
حادثة اختطاف جديدة
نصب مسلحون كميناً لمركبة في وسط نيجيريا تقل أشخاصاً كانوا في طريقهم لحضور مناسبة دينية إسلامية، وقاموا بخطف 28 شخصاً بينهم نساء وأطفال، بحسب تقرير أمني صدر أمس الإثنين.
وجاء في التقرير الذي أعد للأمم المتحدة، "مساء الـ21 من ديسمبر الجاري، خطف مسلحون 28 شخصاً، بينهم نساء وأطفال"، أثناء توجههم إلى تجمع ديني قرب قرية زاك في منطقة بشار في ولاية بلاتو، مضيفاً أن الشرطة فتحت تحقيقاً في الهجوم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعد هذه الواقعة الأحدث في سلسلة من عمليات الخطف الجماعي التي وقعت في الأسابيع الأخيرة والتي سلطت الضوء على الوضع الأمني المتردي في نيجيريا.
ووقعت هذه الحادثة في اليوم نفسه الذي تمكنت فيه السلطات من تأمين إطلاق سراح 130 تلميذاً، وهي الدفعة الأخيرة من بين أكثر من 250 تلميذاً خطفوا من مدرستهم الكاثوليكية في ولاية النيجر الشمالية الوسطى قبل شهر.
وتعاني نيجيريا الدولة الواقعة في غرب إفريقيا تحديات أمنية متعددة، بدءاً بتهديد الجماعات الإرهابية في الشمال الشرقي وصولاً إلى العصابات المسلحة في الشمال الغربي.
وتحولت عمليات الخطف في نيجيريا إلى "قطاع منظم يدر الأرباح" حقق نحو 1,66 مليون دولار بين يوليو (تموز) عام 2024 ويونيو (حزيران) الماضي، وفق تقرير حديث صدر عن مجموعة الاستشارات في لاغوس.