ملخص
يضم تحالف صناديق الاستثمار أيضاً شركتي الاستثمار الأميركيتين "سيلفر ليك"، و"أفينيتي بارتنرز" التي تتخذ ميامي مقراً وأسسها جاريد كوشنر، المستشار السابق للبيت الأبيض وصهر الرئيس دونالد ترمب.
أعلنت شركة "إلكترونيك آرتس" (EA) الأميركية العملاقة لإنتاج ألعاب الفيديو اليوم الإثنين أن تحالفاً، بقيادة صندوق الاستثمارات العامة السعودي، استحوذ عليها لقاء نحو 55 مليار دولار.
وأفادت الشركة المنتجة لألعاب "إي أيه سبورتس إف سي" و"ذي سيمز" و"باتلفيلد" الشهيرة في بيان، بأن قيمتها خمنت بموجب الصفقة بنحو 55 مليار دولار.
ووصفت الصفقة بأنها أكبر عملية استحواذ نقدي بالكامل في تاريخ شركات الاستثمار الخاصة.
ويضم تحالف صناديق الاستثمار أيضاً شركتي الاستثمار الأميركيتين "سيلفر ليك"، و"أفينيتي بارتنرز" التي تتخذ ميامي مقراً وأسسها جاريد كوشنر، المستشار السابق للبيت الأبيض وصهر الرئيس دونالد ترمب.
ونقل البيان عن رئيس مجلس إدارة "إلكترونيك آرتس" رئيسها التنفيذي أندرو ويلسون قوله إن "هذه اللحظة بمثابة تقدير كبير للعمل المميز" لموظفي الشركة، متوقعاً أن تساعد الصفقة في "فتح آفاق جديدة لها على المستوى العالمي".
وأعلنت "إلكترونيك آرتس"، في نتائج أحدث سنة مالية لها، إيرادات بلغت 7.5 مليار دولار.
ويتوقع إتمام عملية الاستحواذ في مطلع عام 2027، وتتطلب موافقة مساهمي الشركة والجهات التنظيمية. وسيجدد صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يمتلك أصلاً حصة 9.9 في المئة فيها، استثماره الحالي كجزء من الصفقة.
وتمثل هذه الصفقة أحدث استثمار رئيس لصندوق الاستثمارات العامة في قطاع الألعاب، إذ تسعى المملكة إلى تنويع اقتصادها والحد من الاتكال على عائدات النفط.
وارتفع سهم الشركة بأكثر من خمسة في المئة في التداولات التي سبقت افتتاح بورصة نيويورك.
السعي نحو العالمية
وتسعى السعودية إلى أن تصبح محوراً عالمياً لألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية.
وقال الأمير فيصل بن بندر بن سلطان آل سعود، وهو رئيس الاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية، في مايو (أيار) 2024، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية خلال زيارة إلى طوكيو "نريد أن نصبح محوراً عالمياً لألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية".
وأعلنت البلاد في عام 2022 استراتيجية استثمارية بقيمة 38 مليار دولار، ولوحظ خصوصاً استحداث 39 ألف فرصة عمل مرتبطة بقطاع الألعاب أو الرياضة الإلكترونية، مع السعي إلى أن تمثل هذه القطاعات واحداً في المئة من إجمال الناتج المحلي بحلول 2030.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأخيراً استطاعت الرياض من تنظيم حدث رياضي مهم، وهو كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وتخطى قيمة الجوائز 60 مليون دولار.
ويوضح المسؤول السعودي أن ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية "تستحضر بطبيعة الحال بلداناً مثل اليابان أو كوريا الجنوبية، لكننا نريد أن تكون السعودية جزءاً من هذه المعادلة".
ومع ذلك، يقول الأمير فيصل إنه يرى الرياضة الإلكترونية بمثابة "بوابة" لطموح أكبر بكثير، لأن "ما نريد بناءه هو صناعة شاملة لألعاب الفيديو".
استحواذ "سكوبلي"
ولتحقيق ذلك، استحوذت السعودية العام الماضي خصوصاً في مقابل 4.9 مليار دولار على استوديو "سكوبلي" في كاليفورنيا، المتخصص في ألعاب الأجهزة المحمولة، الذي حققت لعبته "مونوبولي غو"، إثر طرحها العام الماضي إيرادات بقيمة ملياري دولار في 10 أشهر فحسب.
ولن يبقى هذا الاستحواذ وحيداً، إذ ستستتبعه السعودية بعمليات كبرى أخرى من هذا النوع، وفق ما يلفت رئيس مجموعة "سافي غيمز" المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة في السعودية براين وارد، التي تحتل مركزاً في قلب الاستراتيجية الوطنية لألعاب الفيديو.
ويشدد وارد، وهو من الكوادر السابقين في شركة ألعاب الفيديو الشهير "أكتيفيجن بليزارد"، بقوله "لا نتوقف أبداً، إذ نعمل بطاقتنا القصوى طوال الوقت. الوقت مناسب لحجز موقع لنا في السوق والبحث عن فرق جيدة في الاستوديوهات، خلال العام ونصف العام الماضيين، كان من الصعب العثور على مصادر أخرى لرأس المال".
ويأمل وارد أيضاً في أن تتمكن "سافي غيمز" في نهاية المطاف من الاستفادة من الاستثمارات الضخمة، التي يمولها صندوق الاستثمارات العامة في الاستوديوهات الدولية الكبرى مثل "أكتيفيجن بليزارد" الأميركية و"نينتندو" و"كابكوم" اليابانيتين.
إنتاج الألعاب
ويوضح وارد، "سنجد طرقاً لإقامة شراكات ذات معنى أكبر معهم، تتجاوز مجرد البحث عن عائد مالي"، وعلى سبيل المثال في الرياضة الإلكترونية أو لمساعدة هذه الجهات في زيادة انتشارها في الشرق الأوسط.
ويقول الأمير فيصل "نريد أن يكون لنا تأثير خلال السنوات الـ10 المقبلة، ليس من خلال التحول إلى مركز عالمي فحسب، بل بأن نكون أيضاً مركزاً إقليمياً، مما سيجعل المنطقة بأكملها تنمو معنا".
ويوضح أنه إلى جانب ألعاب الهاتف المحمول، تأمل البلاد أيضاً في إنتاج لعبة ذات موازنة كبيرة لوحدات التحكم بحلول 2030، "يجري إنشاؤها في السعودية على يد مواطنين"، مع تطوير تراخيص خاصة بها. ويضيف "لدينا تقليد طويل في عالم القصص، انظر إلى ’علاء الدين‘ و’ألف ليلة وليلة‘ و’سندباد‘ كل هذه القصص جرى تناقلها من الشرق إلى الغرب، لكننا لم نكن أبداً الجهة التي تروي القصة".
ويقول الأمير فيصل، "نحن بلد يمر بمرحلة انتقالية، وننفتح شيئاً فشيئاً"، مضيفاً "ثمة كثير من المفاهيم الخاطئة حول السعودية والسعوديين"، ويؤكد "لدينا ثقافة محافظة بطبيعتنا أيضاً، لكن هذا لا يعني أننا نتجنب الناس أو ندفعهم بعيداً".
ويوضح براين وارد "كان من المهم بالنسبة إلي أن تتمكن ’سافي‘ من العمل كشركة ألعاب فيديو حقيقية، بما يتوافق مع قيم صناعتنا وثقافتها".
ويضيف "هذه هي الحال فعلاً، فقد حصلنا على تفويض مطلق، نحن لا نفعل أي شيء مختلف في الرياض عما لو كنا في نيويورك أو لوس أنجليس أو برلين".