Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سباق التريليون دولار يعيد رسم خريطة إدارة الأصول في أوروبا

تتجه 4600 شركة للاندماج في مواجهة 3 عمالقة أميركيين

39 في المئة من الاستثمارات العالمية تتجه نحو صناديق المؤشرات منخفضة الكلفة (أ ف ب)

ملخص

صفقات الاستحواذ الأخيرة من فرنسا إلى إيطاليا تفتح سباقاً أوروبياً على التريليونات في صناعة إدارة الأموال

كثيراً ما أدركت شركات إدارة الأصول في أوروبا أن الاندماج ضرورة للبقاء، هذه المقولة تعكسها سلسلة من صفقات الاستحواذ الكبرى أخيراً التي بدأت توحي بأن الوقت حان للتحرك.

من فرنسا إلى سويسرا وإيطاليا، بدأت هذه الصفقات تعيد رسم خريطة الصناعة، وتخلق مؤسسات تدير تريليونات الدولارات، مدفوعة ببنوك أوروبية تستفيد من السيولة الوفيرة الناتجة من ارتفاع أسعار الفائدة، وتسعى إلى زيادة إيراداتها من الرسوم.

كيف يواجه الأوروبيون عمالقة أميركا؟

يحاول الأوروبيون التصدي للشركات الأميركية العملاقة، التي عززت حصتها في السوق منذ الأزمة المالية عبر صناديق المؤشرات منخفضة الكلفة. ومع الضغوط على الرسوم، لم يعد أمام الأوروبيين سوى خيارين: الاندماج لخفض الكلفة، بالتالي الوظائف أو التوسع في الأصول البديلة والأسواق الخاصة، التي يهيمن عليها الأميركيون أيضاً.

تهيمن السوق الخاصة بالصناديق السلبية عليها شركات سبقت في الاستثمار وحققت الحجم الكافي لجني الأرباح حتى من أدوات منخفضة الهامش، وفي ظل ضعف تقييمات الشركات التقليدية يصبح شراء مديري الأصول البديلة مكلفاً وربما غير ناجح، كما أظهرت تجارب في الولايات المتحدة، أما في أوروبا فالمشهد أكثر تعقيداً بسبب تدخلات السياسة الوطنية التي أعاقت صفقات اندماج عدة.

لماذا أصبح الاندماج واقعاً عالمياً؟

تتجه الاستثمارات عالمياً نحو صناديق المؤشرات الأرخص بدلاً من الصناديق النشطة، ووفقاً لتقارير متخصصة، ارتفعت حصة تلك الأدوات إلى نحو 39 في المئة من إجمال الأصول العالمية العام الماضي، أي أكثر من ضعف حصتها قبل 10 سنوات.

القطاع الأوروبي ما يزال شديد التجزئة في أوروبا، فهناك نحو 4600 شركة لإدارة الأصول تدير ما يقارب 34 تريليون يورو (40 تريليون دولار). وعلى رغم أن بعض الشركات معروفة محلياً، فإن معظمها لا يملك حضوراً مؤثراً على مستوى القارة، فحتى بين الصناديق الكبيرة (فوق 500 مليون دولار)، لا تتجاوز الحصة السوقية نسبة اثنين في المئة لأكثر من سبعة من العمالقة الذين يهيمون على سوق إدارة الأصول.

من يهيمن على سوق إدارة الأصول؟

من بين هؤلاء السبعة، تبرز ثلاث شركات أميركية: "بلاك روك"، و"فانغارد"، و"جيه بي مورغان"، مما يوضح حجم التهديد للمنافسين الأوروبيين، إذ ارتفعت الأصول التي تديرها الشركات الأميركية في أوروبا بأكثر من 120 في المئة منذ 2014، في مقابل 84 في المئة فقط للأوروبيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

شركة "أليانز" الألمانية مثلاً تدير على الورق أكثر من تريليوني دولار، لكنها موزعة على شركتين منفصلتين: ذراعها الأميركية "بيمكو" بحصة 1.4 في المئة في أوروبا، وذراعها الأوروبية "أليانز غلوبال إنفستورز" التي لا تدخل حتى ضمن أكبر 20 شركة، بينما شركة "دويتشه" لإدارة الأصول بالكاد تتجاوز حاجز تريليون دولار، وتظل مرشحة للاستحواذ أو الاندماج.

هل هناك صفقات كبرى تغير المشهد؟

استحواذ بنك "بي أن بي باريبا" على وحدة إدارة الأصول التابعة لـ"آكسا" أنشأ كياناً بحجم 1.8 تريليون دولار، ووقع بنك "بي بي سي إي" الفرنسي مذكرة تفاهم لدمج وحدته "ناتيكسيس" مع وحدة شركة التأمين الإيطالية جنرالي لتشكيل ثاني أكبر مدير أصول في الاتحاد الأوروبي.

تشير تقديرات الخبراء إلى إمكان دخول مشتر أميركي مثل "جيه بي مورغان" للاستحواذ على لاعب أوروبي يعتبر مقوماً بأقل من قيمته مثل "شرودرز"، علاوة على أن شركات الملكية الخاصة درست الاستحواذ على شركات أوروبية مثل "أبردين"، وفي بريطانيا استحوذ تحالف تقوده "سي في سي كابيتال بارتنرز" على منصة الاستثمار للأفراد "هارغريفز لانزداون".

ما الصعوبات أمام صفقات الاندماج؟

تختلف إدارة الأصول عن بقية الصناعات، لأن أصولها الأساسية هي الأشخاص والأداء وثقة العملاء، ودمج شركتين تقدمان منتجات متشابهة قد يؤدي إلى فقدان العملاء، حتى أن التوسع نحو الأصول الخاصة عبر الاستحواذات لا يضمن النجاح.

تجربة "أبردين" مع "ستاندرد لايف" عام 2017، وتجربة "يانوس هندرسون"، أثبتتا أن الاندماج لا يحمي بالضرورة من التدفقات الخارجة.

كيف تؤثر السياسة والرقابة الأوروبية؟

الحكومات الوطنية كثيراً ما تضع عراقيل أمام صفقات الاندماج للحفاظ على نفوذها في إدارة المدخرات المحلية، علاوة على أن البنك المركزي الأوروبي رفض تطبيق ميزة محاسبية تعرف بـ"التسوية الدنمركية" على صفقات عدة، منها استحواذ "بي إن بي باريبا" على وحدة "آكسا".

بحسب مجموعة "بوسطن" الاستشارية، لا يساعد الحجم فقط في المنافسة على السعر، بل في الفوز بولايات ضخمة من المستثمرين المؤسسيين، ومثلما يقول الخبراء "لا أحد يلام إذا اختار مديراً من بين الثلاثة الكبار، لكن قد تحاسب إذا اخترت شركة صغيرة ذات سجل قصير".

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة