Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المستثمرون يسحبون 15.2 مليار دولار من صناديق ديون الشركات الأوروبية

أدى ارتفاع التضخم الذي أججته حرب أوكرانيا إلى الإضرار بسندات المؤسسات في المنطقة

أشعلت الحرب في أوكرانيا التضخم السريع بالفعل وأثارت تقلبات السوق (رويترز)

سحب المستثمرون ما يقرب من 14 مليار يورو (15.2 مليار دولار) من صناديق ديون الشركات الأوروبية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، وهو أسوأ ربع منذ بداية الوباء، إذ أشعلت الحرب في أوكرانيا التضخم السريع بالفعل وأثارت تقلبات السوق. وخسرت السندات ذات العائد المرتفع 4.3 في المئة، وعلى النقيض من ذلك اتسمت أسواق ديون الشركات الأميركية بالهدوء نسبياً، وتظهر الفجوة أن المستثمرين مستعدون لفرض عقوبات على روسيا، لا سيما في مجال الطاقة لإلحاق الضرر بالشركات الأوروبية، مع وجود فرصة إضافية في أن يؤدي اتخاذ موقف أكثر تقييداً من البنك المركزي الأوروبي إلى تفاقم أخطار الركود.

الكلف المرتفعة

وقال مدير محفظة الأصول المتعددة في "لومبارد أودييه إنفستمنت مانجرز" فلوريان إيلبو لـ "فايننشال تايمز"، إنه "إذا كان هناك مكان لا نريد أن نكون فيه الآن فهو ائتمان منطقة اليورو"، وأشار إلى أن الكلف المرتفعة للشركات واحتمال ارتفاع أسعار الفائدة يشكلان مزيجاً مقلقاً بالنسبة إلى فئة الأصول.

وأدت الحرب الأوكرانية إلى رفع أسعار المواد الغذائية والوقود، مما أدى إلى ارتفاع التضخم السنوي لأسعار المستهلك في منطقة اليورو إلى 7.5 في المئة، كما تراجعت توقعات النمو الاقتصادي مما خلق معضلة للبنك المركزي الأوروبي الذي يتعرض إلى ضغوط للتراجع عن سياسته النقدية المتساهلة للغاية لتثبيط الأسعار.

واستراتيجية الائتمان الأوروبية هي استراتيجية دخل ثابت موجهة نحو القيمة تسعى إلى تحقيق عوائد إجمالية جذابة من الدخل وارتفاع الأسعار من خلال الاستثمار في محفظة متنوعة عالمياً من الديون المقومة باليورو، وفي المقام الأول الصادرة عن الشركات والمصدرين غير الحكوميين.

صمود ديون الشركات الأميركية

في المقابل، صمدت أسواق ديون الشركات الأميركية الأقل تعرضاً للحرب في أوكرانيا بشكل أفضل، مع الإشارة إلى أن الفارق بين العائد على السندات عالية العائد وسندات الخزانة الأميركية أقل بكثير، وتعتبر السندات والأوراق التجارية أنواعاً شائعة من ديون الشركات غير المتاحة للأفراد، والأوراق التجارية عبارة عن سندات شركات قصيرة الأجل ذات أجل استحقاق 270 يوماً أو أقل، أما السندات فهي نوع من أدوات الدين التي تسمح للشركة بتوليد الأموال من طريق بيع الوعد بالسداد للمستثمرين.

ولكن بعد العام 2021 "كان أداء أوروبا دون المستوى"، وقال مدير المحفظة الرئيس في "مان جي إل جي" للصناعات الدورية مايك سكوت التي تتأثر بدورة الأعمال التجارية مثل قطاع السيارات والإسكان وصناعات الصلب التي تزدهر في أوقات النمو الاقتصادي، إنه "إضافة إلى الائتمان (B) وما دونه تعتبر هذه الالتزامات بمثابة مضاربة وتخضع لأخطار ائتمانية عالية، وهي مناطق السوق التي شهدت أكبر قدر من الضغط، وإضافة إلى ذلك أدى تقلب السوق إلى توقف تدفق سندات الشركات الجديدة المحفوفة بالأخطار في أوروبا بشكل أو بآخر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت الأسواق مغلقة فعلياً أمام المصدرين المضاربين لما يقرب من خمسة أسابيع بسبب الاضطرابات الجيو-سياسية.

وعلى الرغم من التدفقات الخارجة من الأموال والتباطؤ في الإصدار، بلغ إصدار الديون من قبل الشركات باستثناء البنوك حوالى نصف مستوى 2021 بين يناير (كانون الثاني) ومنتصف مارس (آذار) من هذا العام، ويقول المحللون إن الشركات الأوروبية في وضع جيد نسبياً للتعامل مع ارتفاع كلف الاقتراض.

محدودية أخطار المضاربة 

وأنفقت الشركات جزءاً كبيراً من الوباء في تحميل الديون الرخيصة والمحافظة على جداول السداد طويلة الأجل، مما يعني أنه من غير المرجح أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة ضارة اليوم كما كانت في الماضي، وقالت "ستاندرد آند بورز غلوبال" إن أخطار المضاربة (إعادة التمويل) على المدى القريب محدودة"، وتشير إلى أن نحو 90 في المئة من الديون المستحقة حتى العام 2023 من الدرجة الاستثمارية.

وكانت ارتفعت معدلات التخلف عن السداد ذات العائد المرتفع في أوروبا خلال مارس لتنهي سلسلة من الانخفاضات الشهرية المتتالية، فعلى سبيل المثال "جيه بي مورغان" يبدو غير منزعج، وقال البنك في مذكرة إنه وعلى الرغم من أن المستثمرين قلقون في شأن الأخطار الكلية للائتمان الناشئة عن السياسة النقدية والجغرافيا السياسية، إلا أنهم يكافحون لتحديد المرشحين المحتملين للتخلف عن السداد.

وتعود بعض الشركات عالية الأخطار إلى السوق ببطء، إذ جمعت شركة "باير" الألمانية للأدوية والكيماويات الزراعية أواخر الشهر الماضي 1.3 مليار يورو (1.4 مليار دولار)، وأصدر البنك الإيطالي "إنتيسا سانباولو" ديوناً بقيمة مليار دولار، وجمعت شركة الطاقة النووية الفنلندية "تيوليسودين فويما" 600 مليون يورو (652.5 مليون دولار). وقال سكوت من "مان جي إل جي" إن الحرب في أوروبا وآثارها على التضخم وسياسة البنك المركزي قد تم تقديرها إلى حد كبير من قبل المستثمرين. وأضاف، "أعتقد أن هناك فرصة سانحة للصفقات لبدء طرحها في السوق، ولكن السؤال الأهم هل السوق جاهزة؟ لا أرجح ذلك".