ملخص
"التايمز": بريطانيا ستعترف بدولة فلسطينية مطلع الأسبوع المقبل.
قالت وزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين أغابيكيان شاهين أمس الأربعاء إن استعداد دول عدة، بينها فرنسا، للاعتراف بدولة فلسطين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، رسالة واضحة لإسرائيل حول "أوهام" دولة الاحتلال.
وقبل أيام من القمة حول القضية الفلسطينية التي ستترأسها باريس والرياض في الـ22 من سبتمبر (أيلول) في الأمم المتحدة، وتعهدت دول عدة بأن تعترف خلالها بدولة فلسطين، قالت أغابيكيان شاهين في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إنها "صدمت" من تقاعس الاتحاد الأوروبي أمام الحرب الدائرة في غزة، وأضافت أن الزخم الدبلوماسي الحاصل هو وعد قطعه المجتمع الدولي للفلسطينيين، وهو التزام كانت تنتظره منذ زمن طويل.
وما تتوقعه الأسبوع المقبل، قالت المسؤولة الفلسطينية إن "هذا الاعتراف لن يغير فوراً الوضع على الأرض، قد يقول بعضهم: لكن ما معنى هذا الاعتراف؟ ماذا يعني إذا لم يتوقف العدوان على قطاع غزة؟ لكنه يسهم في وقف العدوان على قطاع غزة".
وأضافت أن "هذا الاعتراف ليس رمزياً بل هو بالغ الأهمية، لأنه يوجه رسالة واضحة للإسرائيليين حول أوهامهم باستمرار الاحتلال إلى أجل غير مسمى، كما أنه يبعث رسالة واضحة للفلسطينيين: نحن نؤيد حقكم في تقرير المصير، ويعزز الطرح القائم على حل الدولتين. هذا يمنحنا الزخم للمستقبل، لأننا نستطيع البناء عليه وكل دولة تعترف بفلسطين ستقطع تعهدات على أساس هذا الاعتراف".
وأشارت إلى أن "لكل محطة أهميتها، لا يمكننا إنكار أن الاعتراف يقربنا من قيام الدولة فعلياً، لكن نعم علينا أيضاً أن نعمل للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار (في غزة)، وتحقيق جوانب أخرى ضرورية ليأمل الفلسطينيون بمستقبل في فلسطين.
وبسؤالها عن انتقاد إسرائيل إعلانات الاعتراف بدولة فلسطين، ردت بأن "العالم اليوم يدرك ويرى ما تستطيع إسرائيل فعله كدولة احتلال توسعية ويفهم ما تقوله إسرائيل، لأنها لا تتردد في قوله. تقول إسرائيل للعالم: أريد المضي قدماً، أريد بناء إسرائيل الكبرى، مما يعني المساس بأمن واستقلال وسيادة الدول المجاورة. وعدم الاعتراف سيؤدي إلى تعزيز مواقف المتطرفين في الجانبين، لأنهم لا يريدون رؤية دولتين تتعايشان جنباً إلى جنب".
وعن مدى استجابة إسرائيل للتفاوض، قالت "إذا كان هناك من يعتقد أن إسرائيل ستجلس إلى طاولة المفاوضات، فهذا لن يحدث إطلاقاً. منذ أن انخرطنا في عملية السلام (مع اتفاقات أوسلو في 1993)، شهدنا ضم إسرائيل مزيداً من الأراضي الفلسطينية، وتكثيف الأنشطة الاستيطانية، وتصعيد العنف الذي يمارسه المستوطنون ومزيداً من التضييق على حياتنا اليومية. لن نسمح باستمرار هذا الأمر، نحن ببساطة نطالب باحترام حقوقنا، كما يكفلها القانون الدولي. ونحن نعلم أن (حكومة بنيامين نتنياهو) ستحاول ضم مزيد من الأراضي، ونحن نرى ذلك على الأرض. نرى الحواجز التي تقام على مداخل القرى والمدن، وأعمال العنف ستتصاعد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستدركت المسؤولة الفلسطينية "لكن لا يمكن لإسرائيل أن تستمر في التصرف كدولة فوق القانون، لأنها إذا أرادت أن تعيش في سلام وأمن في المنطقة، عليها أن تتصرف كدولة طبيعية. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونقول: إنها إسرائيل، ولا نستطيع أن نفعل شيئاً حيالها".
وعن معارضة واشنطن للاعتراف بدولة فلسطينية قالت أغابيكيان "في نهاية المطاف، سيكون العالم أجمع في جانب واحد، وعلى الأرجح إسرائيل وبعض الدول في جانب آخر. هذه الاعترافات ستحدث تحولاً، لذا يجب أن ننظر إليها بإيجابية ونواصل المضي قدماً، ونأمل أن تقبل الولايات المتحدة في النهاية بأن ما نحتاج إليه في هذه المنطقة هو دولتان.
في شأن اشتراط بعض الدول الاعتراف في مقابل وقف إطلاق النار في غزة أو نزع سلاح "حماس" وتأثيره، قالت وزيرة الخارجية الفلسطينية "أعتقد أن هناك إجماعاً حول نزع سلاح حماس. حتى إن حماس نفسها تقول إنها لا تريد أن تكون جزءاً من حكومة غزة بعد الحرب، إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام وإلى وقف دائم لإطلاق النار، فهذا لا ينبغي أن يطرح مشكلة".
وفي سياق ذي صلة، ذكرت صحيفة "التايمز" أن بريطانيا ستعترف رسمياً بدولة فلسطينية في مطلع الأسبوع المقبل، بعد أن يغادرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نهاية زيارته الرسمية.
ويعارض ترمب القرار البريطاني المزمع، وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعلن في يوليو (تموز) الماضي أن لندن ستتخذ هذا الإجراء ما لم تتخذ إسرائيل خطوات لتخفيف المعاناة في غزة، وتتوصل إلى وقف لإطلاق النار في حربها المستمرة منذ نحو عامين مع حركة "حماس".
وتقول إسرائيل إن الاعتراف بدولة فلسطينية مكافأة لـ"حماس"، وسبق أن أعلنت فرنسا وكندا وأستراليا أنها ستقدم على هذه الخطوة الشهر الجاري.
وقالت صحيفة "التايمز"، من دون أن تذكر مصادرها، إن بريطانيا ستصدر إعلاناً بمجرد انتهاء ترمب من رحلته اليوم الخميس. ولم ترد وزارة الخارجية البريطانية بعد على طلب للتعليق.
وكان ترمب، الذي يقوم حالياً بزيارة رسمية ثانية غير مسبوقة لبريطانيا، قال في يوليو الماضي إنه لا يمانع إذا قامت بريطانيا بمثل هذه الخطوة، لكن الولايات المتحدة أوضحت منذ ذلك الحين معارضتها لأي إجراء من هذا القبيل من جانب حلفائها الأوروبيين.
ويتعرض ستارمر لضغوط من بعض من في حزب العمال الذي يتزعمه لاتخاذ موقف أكثر تشدداً إزاء إسرائيل، وكان قد قال إن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل ما لم تتخذ إسرائيل خطوات جوهرية لتخفيف الوضع في غزة.
وتدعم بريطانيا منذ فترة طويلة سياسة "حل الدولتين" لإنهاء الصراع في المنطقة، لكن سبق لها القول إن ذلك لن يتحقق إلا في الوقت المناسب.