Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعلم العربية عبء أولاد المهاجرين وعائلاتهم

الأهالي يجدونه استحقاقاً من أجل تعلم القرآن والتواصل مع الوطن الأم والحفاظ على الهوية

احتفالات إحدى المدارس العربية في لندن بنهاية العام الدراسي (اندبندنت عربية) 

ملخص

أدى ازدياد أعداد المهاجرين العرب في بريطانيا منذ بداية الألفية إلى ارتفاع أعداد المدارس التي تعلم العربية كلغة ثانية، ويصر الأهالي على إرسال أولادهم إليها في عطلة نهاية الأسبوع، لكن الأمر يزيد من أعباء الأولاد الذين يقصدون 5 أيام في التعليم البريطاني.

في المملكة المتحدة يواظب المهاجرون بصورة عامة على إرسال أولادهم إلى مدارس تعلمهم العربية كلغة ثانية، وتلبيةً للطلب المتزايد باستمرار منذ بداية الألفية الثالثة، أسست في المدن البريطانية، وبخاصة لندن، مدارس عدة متخصصة لهذا الغرض.

تقتطع المدارس العربية من العطلة الأسبوعية لأبناء المهاجرين ساعات عدة يوم السبت هي أقصى ما يمكن توفيره لهم خارج المنزل في هذا الإطار، فهم يتعلمون طوال الأسبوع في المدارس البريطانية التي تؤهلهم للعمل والحياة باللغة الإنجليزية.

 

بالنسبة إلى الأولاد يزيد تعلم العربية من أعباء الدراسة ويحرمهم من الاستمتاع بكامل عطلتهم الأسبوعية فيشعرون بتململ وضيق من هذا الواجب، لكن الأهل يقابلون ذلك بإصرار وتشجيع واستخدام أدوات مختلفة للترغيب مهما كانت النتائج متواضعة.

ويسوق الأهالي لأولادهم أسباباً عديدة لتعلم العربية، أولها التواصل معهم داخل الأسرة، ومن ثم الحفاظ على الهوية، وكذلك تعلم القرآن والدين الإسلامي، إضافة إلى أهمية اكتسابها كلغة ثانية إلى جانب الإنجليزية تفيدهم في الحياة العملية بعد الدراسة.

وتسعى كوادر المدارس العربية من جهتهم إلى تشجيع أبناء المهاجرين على اللغة بوسائل مختلفة، فيجعلون تعلمها ممتعاً في الطريقة ومثمراً في النتيجة، إذ ينال الطلبة ثناءً ومكافأةً كلما تقدموا في الصفوف وبذلوا جهوداً أكبر في تعلم اللغة.

المدارس العربية أيضاً هي بيئة جيدة لتعارف الأهل وتبادل النصائح في دعم أطفالهم لتعلم اللغة الثانية، وكذلك تتيح للأبناء تأسيس صداقات مع أقرانهم من دول عربية مختلفة تجمعهم الهوية والهدف وحكايات الوطن والتراث والعادات والتقاليد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والنجاح في تعلم اللغة العربية رهن بالمدرسة واجتهاد التلميذ ومتابعة الوالدين، كما تقول مديرة مدرسة "الأمل" العربية وداد ياسين عمر، لافتة إلى أن التجربة أثبتت أن تضافر الجهود بين الأطراف الثلاثة يصل بالطلبة إلى إتقان اللغة جيداً.

ومناهج المدارس العربية لا تقرها الدولة، فثمة محددات قانونية تمنع المحتوى "الضار" في أية مؤسسة تعليمية، وللإدارات اختيار الكتب المناسبة والمفاضلة بين إصدارات من الداخل والخارج للمناهج وفق تلك المحددات، كما توضح عمر.  

سقف طموح الأهل في إتقان أولادهم للعربية ليس مرتفعاً، لكن المعلمة ألطاف الحاج عبود تقول إن المنافسة بين المدارس العربية في لندن دفعت بالمدرسين والإدارات إلى البحث عن طرق وأدوات تعزز من فرص اكتساب الأبناء للغة الأم.

وما يزيد صعوبة تعلم العربية هو تعدد اللهجات التي يتحدث بها أبناء الجالية، فتلجأ المدارس إلى الفصحى التي تلبي حاجات التعامل مع اللغة، كما تخدم غرض حفظ القرآن والاطلاع على الكتب التي تتحدث عن قصص الأنبياء وأساسات الإسلام.

بحسب المعلمة أطياف، مدرسة اللغة العربية والتربية الإسلامية، فإن المدارس ترفد أبناء المهاجرين بالتعليم الديني تدرجاً من الأسهل إلى الأصعب من ناحية إمكان الفهم، فمثلاً تبدأ أولاً بتحفيظهم الآيات القصيرة في القرآن، ثم الطويلة.

وتتأخر اللغة العربية في تواصل أبناء المهاجرين مع العالم على الصعد كافة، لكن وجودها في حياتهم، ولو بالحد الأدنى، قد يحفظ الهوية من الاندثار، وهذا ما يعول عليه الأهل بصورة أساسية لأن اللغة هي حاملة الثقافة والدين والذاكرة حول الوطن الأم. 

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات