Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إنجلترا تحقق أخيرا رؤية توماس توخيل بسحق صربيا بخماسية

قدم فريق "الأسود الثلاثة" أداءً متكاملاً منح آمالهم في كأس العالم جرعة من الإثارة

تحية لاعبي المنتخب الإنجليزي للجماهير بعد الفوز على صربيا (أ ف ب)

ملخص

أشعلت إنجلترا بقيادة توماس توخيل أجواء التصفيات الأوروبية بفوز كاسح على صربيا (5-0)، لتقترب من التأهل إلى كأس العالم. الانتصار لم يكن في النتيجة فقط، بل في الأداء المنظم والهجوم الديناميكي، حيث سجل ثلاثة لاعبين أهدافهم الدولية الأولى، مؤكداً بداية حقبة جديدة واعدة للمنتخب الإنجليزي.

قال توماس توخيل إنه كان يتطلع إلى هذه اللحظة، ويمكنك الآن أن تدرك السبب. لقد منح إنجلترا أخيراً شيئاً تتطلع إليه، وهو ما يتجاوز مجرد المشاركة في كأس العالم الصيف المقبل.

هذا الانتصار على صربيا بنتيجة (5 - 0) يجعل التأهل شبه مضمون، إذ يتقدم فريق توخيل بسبع نقاط على صاحب المركز الثاني مع بقاء ثلاث مباريات فقط. لكن الأهم كان في الطريقة التي تحقق بها الفوز، فقد كانت ليلة مثالية تُوِّجت بتسجيل ثلاثة لاعبين أهدافهم الدولية الأولى.

ديناميكية هجومية تكسر صمود صربيا

هذا ما كانت إنجلترا تنتظره، وهذه ـ أخيراً ـ هي إنجلترا الخاصة بتوخيل. لقد لعبوا بانضباط في التنظيم ثم بديناميكية في الهجوم، تماماً كما تخيل مدربهم.

من عرض واثق ومسيطر، أطلقت إنجلترا الهجمات مراراً لتجد صربيا، التي يُفترض أنها قوية، عاجزة عن التعامل معها. وقد تعرضوا لضغط شديد لدرجة أن نيكولا ميلينكوفيتش اضطر إلى تدخل متهور على هاري كين نتجت منه بطاقة حمراء، بينما كانت النتيجة (3 – 0).

الهدف الأبرز، الذي جعل النتيجة (2 - 0) قبل الاستراحة، بدا وكأنه لحظة انطلاق لكل من صاحب الهدف نوني مادويكي ـ وهو هدفه الأول مع إنجلترا ـ وللمدرب أيضاً.

كان المشهد بالضبط كما تتخيل عند مشاهدة موهبة بهذا الانسياب. مادويكي نفسه بدأ الهجمة بتمريرة إلى إليوت أندرسون الواثق، الذي مرر كرة بينية أبدع مورغان روجرز في تحويلها بلمسة مذهلة، ليجد مادويكي نفسه منفرداً بالمرمى فرفع الكرة من فوق دوردي بتروفيتش في إنهاء يناسب تماماً روعة تلك الهجمة.

إنها اللحظة التي ترسم الآن المعيار لما يمكن أن يكون عليه المنتخب الإنجليزي. فأصعب مباراة أخرجت بالفعل أفضل ما لدى الفريق، كما وعد كل من توخيل وكين.

ومن اللافت أنهم سجلوا في مباراة واحدة ضد صربيا أهدافاً أكثر مما سجلوا في مباراتين ضد أندورا.

لذلك كان لا بد من اختبار حقيقي. فالكثير من المباريات السابقة كانت باهتة لا تُنعش الفريق، أما هذه فقد أشعلت الحماسة لدى الجميع.

غياب أجواء الجماهير الصربية وتأثير السياسة

وباستثناء ما يجب قوله عن الجماهير الصربية، فلم يضطر المنتخب الإنجليزي فعلياً لتحمل ذلك "الجو الشهير"، كما كان يردد المشجعون الضيوف. لم يكن الأمر حتى وكأن الفريق أنهى الأجواء برأسية كين في الدقيقة الـ33 من ركلة ركنية نفذها ديكلان رايس. فالضجيج لم يأت قط، على الأقل ليس من أجل إنجلترا.

جزء من ذلك ربما كان بسبب تقليص الحضور الجماهيري نتيجة عقوبة سابقة، وهو ما دفع الاتحاد الصربي لكرة القدم إلى مناشدة الجماهير ضبط سلوكهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجزء آخر ربما كان بسبب انشغال الأذهان بالقضايا المحلية. فقد جرى تأطير المباراة بأكملها في سياق احتجاجات ضد الحكومة، بل إن وسائل الإعلام المحلية تحدثت عن أن الوضع أدى إلى مزيد من الانتقادات للمدرب واللاعب الأسطوري دراغان ستويكوفيتش. وقبل نهاية المباراة بوقت طويل، بدت معظم المدرجات خاوية بقدر المقاعد المخصصة للإغلاق.

كان هناك بعض الاضطراب بين الجماهير، إلى جانب هتافات ذات طابع سياسي حول كوسوفو. غير أن ذلك، مثل معظم مجريات المناسبة، لم يشغل لاعبي إنجلترا، الذين واصلوا اللعب ببساطة.

بل كان هناك شعور، في حدود الدقيقة الـ26، بأن اللاعبين أدركوا فجأة أنهم الطرف الأقوى، فرفعوا من وتيرة اللعب. إذ اخترق أنتوني غوردون خط الدفاع بسرعة خاطفة، وفتح روجرز المساحات بلمسة فنية رائعة.

تألق النجوم الجدد

بدت المباراة ذات أهمية كبرى لصانع ألعاب أستون فيلا كما كانت لمادويكي أو لتوخيل نفسه. وبالنظر إلى الانسجام المذهل الذي أظهرته إنجلترا، أصبح لروجرز الآن حق منطقي في المطالبة بالمركز المحوري تماماً مثل جود بيلينغهام أو حتى كول بالمر.

مكانة هؤلاء النجوم قد تجعل مثل هذا الطرح مثيراً للجدل، لكن المنتخبات الوطنية لا تُبنى على الأسماء بل على الانسجام. وإنجلترا وجدت ذلك وأكثر مع هذا الهجوم.

يمتلك توخيل الآن أحجية ممتعة عليه أن يحلها. لن يكون هناك أي حديث عن أنه لا يعرف فريقه بعد الآن، أو على الأقل ليس في الوقت القريب. فقد جاءت تغييراته الأربعة مبررة.

لذلك يمكن وصفها بالمثالية. فإنجلترا توخيل لم تستقبل حتى الآن أي هدف في المباريات الرسمية.

تنوع الأهداف يؤكد اكتمال منظومة توخيل

وعلى الطرف الآخر، كان هناك تقريباً كل أنواع الأهداف التي يتمناها المرء، باستثناء تسديدة استعراضية بعيدة المدى. الهدف الافتتاحي جاء أيضاً من كرة ثابتة، وهو ما بدا مناسباً بالنظر إلى ما قاله توخيل قبل المباراة عن استخدام الأسلحة القديمة، لكنه حرص على أن يُظهر أن إنجلترا تملك ما هو أكثر بكثير من ذلك.

وظهرت مشكلات صربيا بوضوح مع هدف كين، إذ إن دفاعاً يتمتع بالقوة البدنية ترك بطريقة ما مهاجماً مثله يسجل برأسية حرة من كرة ثابتة.

هدف مادويكي جعل الأمر أسرع من مجرد فوز، قبل أن يحوله باقي الفريق إلى ما هو أبعد من مجرد "رسالة". لقد كان اكتساحاً.

لقد وجهت إنجلترا ضربات متلاحقة لصربيا، حتى أن سلسلة من التسديدات على بتروفيتش انتهت بتسجيل إزري كونسا الهدف الثالث، ليوقع على أول أهدافه الدولية. وسجل مارك غيهي هدفاً مشابهاً بعد البطاقة الحمراء، قبل أن يضيف البديل ماركوس راشفورد مزيداً من البريق إلى النتيجة بركلة جزاء.

بحلول ذلك الوقت، كان الملعب شبه خالٍ. لقد قدم توخيل وإنجلترا عرضاً متكاملاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة