Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذه المدينة ستشهد حرب ترمب المقبلة

اعتمد الرئيس الجمهوري "وزارة الحرب" ووجّه حديثه إلى شيكاغو لا الصين أو روسيا

يلوح ترمب بتدخل عسكري في شيكاغو (أ ف ب)

ملخص

بينما يلوح ترمب بتدخل عسكري في شيكاغو، وصف حاكم ولاية إلينوي جي بي بريتزكر كلام ترمب بأنه "تهديد بشن حرب على مدينة أميركية"،  وسط نزاع بين الولاية والبيت الأبيض حول طرق مكافحة الجريمة ووقف تدفقات المهاجرين غير الشرعيين.

لم يبعث قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتغيير مسمى وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب برسالة مقلقة إلى الصين وروسيا وحسب، فقد بلغ الهلع شيكاغو، ثالث أكبر مدينة في الولايات المتحدة، التي حذر عمدتها من أن ترمب يريد "احتلال المدينة" بحجة مكافحة الجريمة والهجرة غير الشرعية.

وأمس السبت كتب ترمب أن "شيكاغو ستعرف قريباً سبب تسمية وزارة الحرب"، إلى جانب صورة مصممة بالذكاء الاصطناعي تظهر المدينة غارقة في النيران، بينما يجلس هو بزي عسكري وخلفه مروحيات، وكذلك ورد في منشوره على "تروث سوشال": "أحب رائحة الترحيلات في الصباح".

عمدة المدينة: "هذا احتلال"

ووصف حاكم ولاية إلينوي جي بي بريتزكر كلام ترمب بأنه "تهديد بشن حرب على مدينة أميركية"، وقال إن "إلينوي لن تُرهب من قبل شخص يتوق إلى أن يكون دكتاتوراً"، ليفتح هذا التصعيد الكلامي بين الولاية والبيت الأبيض فصلاً جديداً في نزاعهما حول مكافحة الجريمة ووقف تدفقات المهاجرين غير الشرعيين.

 

وأدت حملة ترمب الواسعة لترحيل المهاجرين إلى مواجهات بين مسؤولي الهجرة وقوات إنفاذ القانون والمتظاهرين، ففي لوس أنجلوس اضطر الرئيس الأميركي إلى استدعاء قوات الحرس الوطني لحفظ القانون ووقف أعمال الشغب، على رغم رفض حاكم ولاية كاليفورنيا الاستعانة بهم.

ويسعى ترمب إلى نشر الحرس الوطني في شيكاغو على غرار ما فعله في واشنطن، حيث أصبح مشهد الجنود المدججين بالسلاح في طرقاتها مألوفاً، وهو بذلك يحقق هدفين، تمكين مسؤولي إدارة الهجرة من أداء مهماتهم، ومكافحة الجرائم التي جعلت شيكاغو "أخطر مدينة في العالم"، على حد وصفه.

وبرز عمدة شيكاغو الديمقراطي براندون جونسون كأحد المعارضين لهذه الخطة، فحذّر من أن ترمب "يريد احتلال مدينتنا وانتهاك دستورنا"، بعدما لوحت الإدارة الأميركية بنشر قوات الجيش في المدينة.

ويعد إجمال عدد الجرائم في شيكاغو أعلى بكثير من المتوسط مقارنة بالمدن الأميركية، على رغم أن معدل جرائم القتل انخفض بمقدار الثلث بين يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران) الماضيين، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب "مجلس العدالة الجنائية".

 

ويرى ناشطون معارضون لسياسة ترمب أن مشكلة الجريمة ناجمة جزئياً عن تقليص إدارته التمويل المخصص لبرامج الوقاية من الجريمة في شيكاغو وغيرها، معتبرين أن التمويل لبرامج تستهدف تهريب السلاح من ولايات ذات قوانين أقل صرامة كان ضرورياً للحد من تصاعد العنف.

150 ألفاً غير موثق

وشيكاغو هدف مهم في حملة ترمب ضد المهاجرين غير الشرعيين، فوفق التقديرات يعيش في المدينة ما لا يقل عن 150 ألف شخص غير موثق، أي نحو ثمانية في المئة من أُسر المدينة البالغ عدد سكانها 2.7 مليون نسمة، وفي ولاية إلينوي نفذت إدارة الهجرة ما لا يقل عن 1400 عملية اعتقال منذ تولي ترمب منصبه، 1000 منها في شيكاغو.

وتسببت حملة ترمب لمكافحة الهجرة في احتجاجات واسعة داخل ولاية إلينوي، فتظاهر آلاف أمام برج ترمب ضد عمليات الدهم الخاصة بالهجرة وتزايد الاعتقالات وخطة الرئيس لإدخال الحرس الوطني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبينما يحذر نقاد ترمب من "عسكرة شيكاغو" ألغت المدينة بعض المهرجانات التي تحتفل بذكرى استقلال المكسيك بعد أن ترددت أنباء عن إمكان تزامن عمليات دهم إدارة الهجرة مع المسيرات الاحتفالية، حيث يسيطر القلق على أحياء اللاتينيين الذين يشكلون ثاني أكبر مجموعة سكانية في المدينة ويزيد عددهم على 800 ألف نسمة، بحسب بيانات "مكتب الإحصاء الأميركي".

ويشكك الخبراء القانونيون في قدرة ترمب على نشر الحرس الوطني داخل شيكاغو من دون موافقة حاكم الولاية، على رغم أنه أقدم على خطوة مماثلة في واشنطن ولوس أنجليس، وقال قائد شرطة المدينة لاري سنيلينغ إن "الحرس الوطني لا يملك صلاحيات الشرطة أو الاعتقال"، وأن أي تدخل يتطلب تنسيقاً مباشراً مع السلطات المحلية.

الجيش لمكافحة الجريمة

ويسعى ترمب إلى توسيع دور الجيش على الأراضي الأميركية واستخدام قوته لفرض سلطة القانون في الولايات التي تعاني تفشي الجريمة وتدفقات المهاجرين غير الشرعيين، لكن مساعيه تصطدم مع "قانون بوس كوميتاتوس" الذي يحد بشدة من استخدام الجيش في إنفاذ القانون المحلي، وعلى أساسه منعت المحكمة الجزئية الأميركية في كاليفورنيا ترمب من إرسال قوات إلى الولاية.

ويرى محامو إدارة ترمب بأن دستور الولايات المتحدة يسمح للرؤساء باستخدام القوات لحماية الموظفين والممتلكات الفيدرالية كاستثناء من قانون "بوس كوميتاتوس"، في حين يحذر المعارضون من أن نشر قوات الجيش في الولايات قد تقود إلى توترات بينها وبين المواطنين المدنيين.

وفيما يواصل ترمب حملته لاستخدام الجيش في الداخل، تشير "نيويورك تايمز" إلى أن تغيير اسم وزارة الدفاع يبرز تناقضات الرئيس، فمن جهة يتعهد بأنه سينأى بالولايات المتحدة عن الحروب، ويؤكد استحقاقه "جائزة نوبل للسلام"، ومن جهة أخرى يروج لاستخدام عدواني للقوة العسكرية الأميركية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات