Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يريد تقصير مدة احتلال مدينة غزة خشية غضب واشنطن

أكدت وثيقة للجيش الإسرائيلي أن "مركبات جدعون" فشلت فشلاً ذريعاً ولم تنجح أهدافها بالمطلق

تعاظم الغضب الإسرائيلي والنقاشات بعد كشف تقديرات عسكرية عن احتمال أن تستمر خطة احتلال غزة سنة في الأقل (رويترز)

ملخص

كشف تقرير لقناة "كان" الإخبارية عن أن نتنياهو يدرس تقصير مدة الحرب على قطاع غزة في ظل مخاوف من فقدان الدعم الأميركي. ونقل عن مقربين من رئيس الحكومة أنه "يفكر في تقصير الجداول الزمنية للقتال أكثر مما خطط له، خشية أن تخسر إسرائيل دعم الجمهوريين للحرب". وتم تسريب قول نتنياهو في هذا الشأن "إنه على رغم أن إسرائيل تحظى بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فإن هذا الدعم ليس بلا حدود".

أبقت الخلافات الحادة، التي شهدتها جلسة "الكابينت" في الحكومة الإسرائيلية عملية احتلال غزة في أولوية أجندة الإسرائيليين من قيادات ومسؤولين وجمهور بعدما كشف من مواقف لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزرائه رافضة بصورة مطلقة التصويت على الصفقة الجزئية المطروحة التي شدد على ضرورة قبولها رئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس أركان الجيش إيال زامير، وبحسبهما فإن عدم تنفيذها يضع الأسرى الـ20 الأحياء في خطر الموت.

نتنياهو استمع لبرنياع وزامير، لكن رده عليهما جاء بتأكيد موقفه الرافض هذه الصفقة، متذرعاً بأن لديه دعماً من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وهذا الرفض أبقى الداخل الإسرائيلي مشتعلاً إزاء التقارير التي كشفت عن خطورة عملية احتلال غزة، ليس على الفلسطينيين الذين سيدفعون ثمناً باهظاً، إنما على الأسرى الأحياء والجثث، كما كشفت عن الخطر المتوقع أن يواجهه الجنود المقاتلون في أرض غزة بعدما سجل الأحد الماضي العدد 900 للجنود القتلى، والإثنين سجل الرقم 47 للجنود الذين انتحروا منذ بداية الحرب، بينهم 19 جندياً منذ مطلع هذه السنة، حيث عثر داخل معسكر جيش في الشمال على جثة جندي يخدم في لواء غولاني قاتل في غزة سنة ونصف السنة.

 

وتعاظم الغضب الإسرائيلي والنقاشات بعد كشف تقديرات عسكرية عن احتمال أن تستمر خطة الاحتلال سنة في الأقل، وتعرض الجنود الإسرائيليين لأخطار أكثر من قبل بسبب الترهل والإرهاق وعدم تدريب الجنود على العملية، مع توقع أن تؤدي العملية إلى مقتل ما لا يقل عن 100 جندي إسرائيلي وإصابة المئات، من دون أن يتمكن الجيش من تحقيق هدف هزيمة حركة "حماس". وحتى اليوم الثلاثاء يتوقع أن يصل إلى القواعد العسكرية 60 ألف جندي احتياط بعد تسلمهم أوامر المثول للخدمة والتدريب على عملية احتلال غزة، على أن يواصل الجيش استدعاء آخرين ليصل إلى 120 ألفاً، علماً أن الجيش توقع بداية الحديث عن عملية احتلال غزة حاجته لتجنيد 250 ألف جندي لضمان أكبر عدد من النظاميين في غزة ونشر القوات على جبهات لبنان وسوريا والأردن، حيث الأوضاع الأمنية غير مستقرة وقابلة للاشتعال اليومي.

إزاء تعقيدات عملية احتلال غزة وعدم مغادرة أكثر من 10 آلاف فلسطيني بيوتهم نحو الجنوب من أصل مليون تتطلب الخطة في المرحلة الأولى منها إخراجهم من بيوتهم نحو الجنوب، يتوقع عقد نقاش موسع في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمتابعة الخطة العسكرية لاحتلال مدينة غزة وتصعيد الحرب على القطاع.

التماسات لمنع عملية احتلال غزة

وفي خطوة غير مسبوقة منذ بداية الحرب وإزاء تداعيات احتلال غزة المدينة وإصرار المستوى السياسي على تنفيذ الخطة، على رغم التحذيرات، تقدمت مجموعة من الإسرائيليين إلى المحكمة العليا بطلب التماس يدعوها إلى استصدار أمر يمنع تنفيذ احتلال غزة، والتي يتوقع الجيش أن تبدأ مراحلها العملية على الأرض بعد أسبوعين.

الملتمسون هم مواطنون وضباط متقاعدون ومحامون وغيرهم، وقدم الالتماس ضد "الكابينت" الإسرائيلي، وطالبوا بإلغاء قراره باحتلال غزة.

بحسب الملتمسين فإن القرار اتخذ بخلاف موقف الجيش ومن دون أن يدرس "الكابينت"، كما ينبغي، تداعياته الوجودية والدولية. وفي أحد بنوده تطرق الملتمسون إلى لوائح الاتهام ضد نتنياهو وشددوا على احتمال أن تكون وراء القرار دوافع شخصية.

وكتب محامي الملتمسين دانييل حكلاي في الالتماس "بما أن الملتمسين يدركون القاعدة المتعلقة بالنطاق المحدود لتدخل هذه المحكمة في قرارات المستوى السياسي للسلطة التنفيذية، والمتعلقة بجوانب سياسية وعسكرية، يطلب منها، في الأقل، أن تأمر الجهة المقررة بنشر الأسباب العلنية لهذا القرار"، ووضع الملتمسون الحجة الأساسية المتمثلة بمعارضة الجيش والتداعيات الأمنية. وجاء أن الجيش برئاسة رئيس الأركان إيال زامير عارض بشدة القرار بل حذر من أن الاحتلال المخطط سيعرض حياة الأسرى للخطر، ويزيد من إنهاك القوات النظامية وقوات الاحتياط. وأضاف رئيس الأركان أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى انهيار منظومة الاحتياط، وهو ما يشكل خطراً على الأمن القومي، ومع ذلك قرر "الكابينت" رفض موقفه.

حجة إضافية طرحها الملتمسون تتعلق بكون القرار اتخذ من قبل حكومة أقلية، يفترض أن تتصرف بمزيد من الحذر في مسائل مصيرية كهذه، في ظل خلفية لائحة الاتهام الجنائية في حق رئيس الحكومة. وبحسب الملتمسين، فإن رئيس الحكومة هو من طرح المقترح، وربما لم تكن اعتباراته موضوعية بل سياسية وشخصية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع تصعيد الخطوات ضد الحكومة والمستوى السياسي إلى القضاء احتدم النقاش بالتركيز على الخلافات بين زامير ونتنياهو لتكشف جهات عسكرية في قيادة الأركان عن أن الاثنين متفقان على الخطة ذاتها لاحتلال مدينة غزة، لكنهما مختلفاًن حول الجداول الزمنية. وتقدر هذه الجهات أنه في اللحظة التي يخلا فيها السكان، سيفهم الغزيون أن إسرائيل جادة وسيمارسون ضغطاً على قيادة "حماس".

وبخلاف ما نشر نقل عن هذه الجهات العسكرية أن نتنياهو صادق على عرض الخطط وتحضير خطوات المعركة لاحتلال المدينة، لكن الخلاف يتمحور في رغبة نتنياهو ببدء العملية في أسرع وقت، بينما رئيس الأركان يريد تأجيل المهام لتحسين جاهزية القوات، وإنعاش القوات المرهقة ورفع كفاءة الأدوات العسكرية.

وفي سياق النقاش كشف تقرير لقناة "كان" الإخبارية أن نتنياهو يدرس تقصير مدة الحرب على قطاع غزة، في ظل مخاوف من فقدان الدعم الأميركي. ونقل عن مقربين من رئيس الحكومة أنه "يفكر في تقصير الجداول الزمنية للقتال أكثر مما خطط له، خشية أن تخسر إسرائيل دعم الجمهوريين للحرب". وتم تسريب قول نتنياهو في هذا الشأن "إنه على رغم أن إسرائيل تحظى بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فإن هذا الدعم ليس بلا حدود".

فشل "مركبات جدعون"

أمام ما كشف من أخطار وتحديات وصعوبات في احتلال غزة أكدت وثيقة للجيش الإسرائيلي أعدها رئيس جهاز التدريب في القوات البرية العميد احتياط غاي حازوت استعداداً للمرحلة التالية لاحتلال قطاع غزة عن أن "مركبات جدعون" فشلت فشلاً ذريعاً ولم تنجح أهدافها بالمطلق. وجاءت وثيقة الجيش الداخلية مناقضة لإعلان زامير بتحقيق "مركبات جدعون" أهدافها، وهي تشير إلى أن إسرائيل لم تعمل على هزيمة "حماس" في العملية، بل لردعها، بهدف التوصل إلى اتفاق، وقد أدركت الحركة ذلك. ومن أسباب الفشل التي عرضتها الوثيقة أن إسرائيل اتخذت العملية بمنطق الردع، بدلاً من الحسم، وبهدف الدفع بصفقة أخرى وهي خطوة أدركت "حماس" كيفية استغلالها. وأكدت الوثيقة أيضاً أن القتال جرى من دون تحديد زمني واضح، إذ كانت الأولوية الحفاظ على القوات وتحقيق أهداف العملية نفسها، مما أدى إلى تآكل القوات والأسلحة، إضافة إلى ذلك تسبب سوء التعامل مع الهجمات التي شنتها "حماس" بزيادة صعوبة اتخاذ القرار. من جهة أخرى أظهر حازوت في الوثيقة أن "أساليب القتال لم تتوافق مع عقيدة القتال لدى الجيش الإسرائيلي وطريقة القتال التي اتبعتها، أيضاً، حركة (حماس)".

نتنياهو يواصل الخداع

أمام هذا الوضع وما وصفه البعض بـ"أسوأ الحقب الزمنية التي تمر بها إسرائيل منذ قيامها"، خرج المتخصص في الشؤون الإسرائيلية بن كسبيت الذي يقود منذ أشهر حملة إعلامية نشطة ويومية ضد سياسة رئيس الحكومة ووزرائه، بدعوة إلى مواجهة نتنياهو بحقيقة "عدم وجود شرعية دولية لاحتلال غزة"، واعتبر بن كسبيت بأن ما تضمنته وثيقة الجيش تؤكد أن هذه الحرب هي الأسوأ في تاريخ إسرائيل، وقال "هذه في واقع الأمر هزيمة. حماس هي الأضعف بين أعداء إسرائيل. لا مجال للمقارنة بينها وبين حزب الله، هي لا توجد على الإطلاق في مناطق إيران ولا حتى سوريا. كما أنها لا تذكر بدول وجيوش نظامية، مدرعة، بحرية وجوية قاتلناهم في الماضي. حماس هي منظمة إرهاب، أقامت لنفسها جيش إرهاب، لكن قوتها كانت محدودة. ليس لها سلاح جو، ليس لها سلاح ثقيل، ليست لها مدرعات، ليست لها صواريخ مضادة للطائرات، ليس لها سلاح بحر، ليست لها رادارات. ليست لها صواريخ اعتراض. ليس لها أرض إقليمية"، وأضاف "(حماس) حبيسة في قطاع بري معزول ومحاصر، سهل وعديم العوائق البرية. إذا كانت إسرائيل لا تنجح في حسم المعركة مع حماس، في وقت تستخدم ضدها قوى غير مسبوقة على مدى سنتين، فإن شيئاً ما هنا فاسد والفاسد هو القيادة". وبرأيه القيادة المنقطعة عن الواقع لا تفهم وضع الشرعية الحالية لإسرائيل مضيفاً أيضاً "إسرائيل أصبحت دولة منبوذة. يبصقون علينا وينددون بنا في كل زاوية في العالم، بما في ذلك أميركا، صديقتنا الأكبر، بما في ذلك مناطق كان يمكن فيها حتى الآن الشعور بحرية كإسرائيلي وكيهودي. مكانتنا الدولية في أسفل الدرك. خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية تتسارع. العالم قد ملّنا"، وتوجه إلى الإسرائيليين قائلاً "نتنياهو يواصل خداعنا وخداع الجميع. رعب بن غفير (وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير) وسموتريتش (وزير المال بتسلئيل سموتريتش) لا يزال يفوق مخاوفه من الجمهور الذي يطالب، بجموعه، بإنهاء الحرب وإعادة المخطوفين. وأصبحنا نحن رهائنه، والمخطوفون رهائن (حماس). هذا مثلث برمودا الواقع المخيف الذي علقنا فيه في نهاية صيف 2025".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط