Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دراسة حديثة تكشف زيف الاعتقاد الصحي حول فاكهة استوائية محبوبة

تجارب سريرية استبدلت خبز الإفطار بالمانجو ورصدت الاستجابات السكرية

يعد المانجو جزءاً أساساً من الثقافة الهندية (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

استبدال الخبز بثمرة مانجو صغيرة (250غ) لدى مصابي السكري من النوع الثاني خفض تقلبات سكر ما بعد الوجبات، وحسّن مقاومة الإنسولين وسكر الصيام، مع انخفاض في الوزن ومحيط الخصر خلال أسبوع. أصناف سافيدا ودسهري ولانغرا قدمت استجابة سكرية مماثلة أو أدنى من الخبز الأبيض خلال ساعتين؛ لكن الفائدة مشروطة بالاعتدال واحتساب 180 سعرة/250غ ضمن السقف اليومي وتحت إشراف طبي.

أظهرت تجربتان سريريتان جديدتان نتائج تخالف المعتقدات الغذائية السائدة، إذ تبين أن تناول المانجو بدلاً من الكربوهيدرات مثل الخبز قد يساعد في تحسين مستويات السكر في الدم لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني.

ويقدر عدد المصابين بالسكري في العالم بنحو 830 مليون شخص، وفق منظمة الصحة العالمية، ويشكل مرضى السكري من النوع الثاني ما يقارب 90 في المئة منهم، وهو النوع الذي يفقد فيه الجسم قدرته على الاستجابة للإنسولين أو لا ينتج الكمية الكافية منه.

وفي الهند وحدها بلغ عدد المصابين بالسكري نحو 77 مليون بالغ، إضافة إلى 25 مليون آخرين يواجهون خطر الإصابة لكونهم في مرحلة ما قبل السكري. ووفق ما قال أحد أطباء السكري في مومباي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإنه يسأل كثيراً عن إمكان تناول المانجو، تلك الفاكهة التي تحتل مكانة مركزية في حياة الهنود.

يقول راهول باكسي: "المانجو بما تحمله من مذاق عذب وتنوع كبير في أصنافها، تمثل روح الصيف في الهند، ولا عجب أن يتوق الناس للاستمتاع بها".

ومع ذلك، تحيط بالمانجو تصورات خاطئة، فبينما يرى البعض أنه ينبغي الابتعاد منها كلياً، يذهب آخرون إلى الاعتقاد بأنها قد تملك القدرة على "عكس مسار المرض".

وللإجابة عن هذه المعتقدات، جاءت دراسة تجريبية شملت 95 مشاركاً، أظهرت أن ثلاثة أصناف هندية من المانجو – السافيدا، والدسهري، واللانغرا – أحدثت استجابات سكرية مماثلة أو أقل من تلك التي يسببها الخبز الأبيض خلال ساعتين من اختبارات الغلوكوز.

وتعرف الاستجابة السكرية بأنها كيفية تأثير الطعام أو الوجبة في مستويات سكر الدم (الغلوكوز) بعد تناولها.

ومن خلال متابعة مستمرة امتدت ثلاثة أيام شملت مرضى سكري من النوع الثاني وأشخاصاً أصحاء، تبين أن استبدال الخبز بالمانجو أدى إلى تراجع ملاحظ في تذبذب مستويات السكر بعد الوجبات.

ويؤكد الخبراء أن لهذه النتائج انعكاسات إيجابية على صحة الجسم، وفي هذا السياق توضح الدكتورة سوجاندا كيهـا، المشرفة على الدراستين: "تبين أن إدخال المانجو في الأنظمة الغذائية الموجهة لا يسبب أي ضرر لمستويات السكر في الدم، بل قد يحمل فائدة حقيقية".

ولم تتوقف الأبحاث عند هذا الحد، إذ جاءت تجربة أخرى استمرت أسبوعاً لتؤكد هذه النتائج. فقد أظهرت أن 35 من البالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني الذين استبدلوا الخبز بـ250 غراماً من المانجو تحسن في مقاومة الإنسولين ومستويات الغلوكوز في الدم أثناء الصيام، إضافة إلى انخفاض في الوزن ومحيط الخصر، إلى جانب مؤشرات إيجابية أخرى.

ومن جانبه، أشار البروفيسور أنوب ميسرا، الباحث الرئيس ومؤلف الدراسة: "أثبتنا وللمرة الأولى، من خلال دراستين مفصلتين، الفوائد التي يمكن أن تحققها كميات صغيرة من المانجو عند استبدالها بالكربوهيدرات (كالخبز) في وجبة الإفطار، واضعين حداً لكل الجدل حول آثارها الأيضية السلبية المحتملة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف: "غير أن السر يكمن في الاعتدال وتحت إشراف طبي، فذلك لا يمنح ضوءاً أخضر للإفراط في تناول المانجو".

وبعيداً من الجانب الصحي، يبقى للمانجو في الهند حضور يتجاوز المذاق ليشمل الأبعاد الثقافية والاجتماعية وحتى الدبلوماسية، إذ تشكل جزءاً من تفاصيل الحياة اليومية. ويزرع في البلاد أكثر من ألف صنف من هذه الفاكهة، فيما تقدم سلال المانجو غالباً للضيوف من الشخصيات البارزة تعبيراً عن الترحيب والتقدير.

وفي ما يتعلق بالاعتدال، ينصح بأن يكون تناول المانجو ضمن الحد اليومي المسموح به من السعرات الحرارية للشخص.

ويقول البروفيسور ميسرا: "إذا كان الحد اليومي المسموح لك 1600 سعرة حرارية، فعليك احتساب سعرات المانجو ضمن هذا المجموع لا كزيادة فوقه. فثمرة مانجو صغيرة بوزن 250 غراماً تحتوي ما يقارب 180 سعرة حرارية. والفكرة، كما أوضحت الدراسة، أن تستبدل كمية مساوية من الكربوهيدرات بالمانجو لتحقق النتيجة ذاتها".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة