Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحذير: إليكم الفواكه والخضراوات الأكثر تلوثاً بالكيماويات الأبدية

1.8 في المئة من عينات خضعت للتحليل احتوت على بقايا مبيدات حشرية تتجاوز المستوى المسموح به قانوناً

السبانخ يندرج بين الأطعمة الأكثر تلوثاً بالمواد الكيماوية الأبدية (غيتي)

ملخص

مواد كيماوية مضرة لا تتحلل و"تعيش أبداً"

في المملكة المتحدة، تبين وجود سموم معروفة باسم "المواد الكيماوية الأبدية" forever chemicals [يُطلق عليها هذا الاسم لأنها ملوثات لا تتحلل في البيئة بمرور الوقت] في أعداد من الفواكه والخضراوات والتوابل الشائعة الاستهلاك، وكشفت التحاليل المخبرية عن الأنواع الأكثر تلوثاً بتلك الكيماويات المضرة.

هذه الأنباء أثارت القلق بين أوساط الجهات الناشطة في مجال الحماية من المواد الكيماوية السامة لما تطرحه من أضرار محتملة على صحة السكان.

وثبُت أن كيماويات تسمى "المركبات العضوية المتعددة الفورين" (اختصاراً بي أف أي"PFA ) وتُستخدم في بعض المبيدات الحشرية، موجودة في مجموعة من الأطعمة في عام 2022، وفق نتائج خلصت إليها آخر الاختبارات الحكومية.

"المركبات العضوية المتعددة الفورين"، التي تسمى "مواد كيماوية أبدية" لأنها تستغرق قروناً من الزمن قبل أن تتحلل في البيئة، قادرة على أن تتراكم في أجسام الكائنات الحية، وقد وجدت [بحوث عدة] علاقة بينها من جهة، وبين الإصابة بحالات صحية خطيرة من جهة أخرى.

خضع أكثر من ثلاثة آلاف و300 عينة من الأطعمة والمشروبات المتوافرة للاستهلاك في المملكة المتحدة للتحليل المخبري بحثاً عن بقايا نحو 401 مبيد حشري في عام 2022، وفق تقرير صادر عن اللجنة الاستشارية المعنية بمراقبة "بقايا المبيدات في الأغذية" (PRiF) التابعة لوزارة البيئة في المملكة المتحدة.

"شبكة عمل مبيدات الآفات في المملكة المتحدة" (اختصاراً "بان يو كي" Pan UK) التي تولت دراسة نتائج التحاليل المخبرية، وجدت أن الفراولة تبقى الأكثر تلوثاً، إذ احتوت 95 في المئة من 120 عينة خضعت للتحليل المخبري على "المركبات العضوية المتعددة الفورين" المستخدمة في المبيدات الحشرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحل بعد الفراولة 61 في المئة من عينات العنب البالغ عددها 109 عينات، ثم 56 في المئة من عينات الكرز الـ121، وبعدها 42 في المئة من عينات السبانخ الـ96، و38 من عينات الطماطم البالغ عددها 96 عينة.

وفي الوقت نفسه، أظهرت التحاليل أن 15 في المئة على أقل تقدير من عينات الخوخ والخيار والمشمش والفاصوليا تحتوي على "المركبات العضوية المتعددة الفورين".

وذكر تقرير اللجنة الاستشارية المعنية بمراقبة "بقايا المبيدات في الأغذية" أن 56.4 في المئة من العينات التي خضعت للتحليل المخبري احتوت على بقايا مبيدات حشرية كانوا يتقصون عنها في الاختبارات، ولكنها أقل من "الحد الأقصى لبقايا" المبيدات في الغذاء المسموح به قانوناً.

وفي الوقت نفسه، احتوت 1.8 في المئة من العينات على آثار مبيدات أعلى من المستوى القانوني المسموح به.

وذكر التقرير أن "إدارة الصحة والسلامة" (اختصاراً HSE) في المملكة المتحدة تعكف على تقييم الأخطار التي تطرحها جميع بقايا المبيدات الحشرية الموجودة في برنامج التحاليل، وتتخذ إجراءات إضافية في حال ظهور أي أخطار تتهدد الصحة.

و"تجدر الإشارة إلى أنه حتى عندما يحتوي نوع من الطعام على بقايا من المبيدات تتجاوز الحد الأقصى المسموح به قانوناً، من النادر أن تجد هيئة "إدارة الصحة والسلامة" أي خطر يذكر محتمل على صحة الناس الذين تناولوا هذا الطعام"، على ما جاء في التقرير.

ولكن مع ذلك، ذكرت "شبكة عمل مبيدات الآفات في المملكة المتحدة" أن الحدود القصوى المسموح بها من بقايا المبيدات لا تضمن أن كمية المبيدات الموجودة في الأغذية آمنة، ولا تأخذ في الاعتبار طرقاً أخرى كثيرة للتعرض المحتمل لـ"المركبات العضوية المتعددة الفورين"، مثل التغليف البلاستيكي للمواد الغذائية ومياه الشرب، ومجموعة واسعة من مواد التنظيف المنزلية.

وقال نيك مول، من "شبكة عمل مبيدات الآفات في المملكة المتحدة": "نظراً إلى تزايد الأدلة التي تربط هذه المواد الكيماوية بأمراض خطيرة مثل السرطان، من المقلق جداً أن لا خيار متاحاً أمام المستهلكين في المملكة المتحدة سوى ابتلاع هذه الكيماويات، والتي قد يبقى بعضها في أجسادهم لفترة طويلة في المستقبل".

"من الضروري وبشكل عاجل التوصل إلى فهم أفضل للأخطار الصحية المرتبطة بابتلاع هذه "الكيماويات الأبدية"، وبذل كل ما في وسعنا من جهود لاستبعادها من السلسلة الغذائية"، أضاف مول.

وتحث "شبكة عمل مبيدات الآفات في المملكة المتحدة" الحكومة البريطانية على حظر 25 مبيداً حشرياً من نوع "المركبات العضوية المتعددة الفورين" المستخدمة حالياً في بريطانيا، ستة منها مصنفة على أنها "شديدة الخطورة".

وقالت المنظمة إنه يتعين على الوزراء أيضاً زيادة الدعم للمزارعين بغية مساعدتهم على التوقف عن الاعتماد على المواد الكيماوية واستخدام بدائل أكثر أماناً واستدامة.

وأوضح مول أن "خطط حكومة المملكة المتحدة، التي تأخرت كثيراً، للحد من الآثار السلبية التي تنطوي عليها "المركبات العضوية المتعددة الفورين" تصب تركيزها على المواد الكيماوية الصناعية فحسب، وتتجاهل المبيدات الحشرية تماماً.

وفي زراعة المحاصيل الغذائية، يقول مول، "لا ضرورة أبداً إلى استخدام مبيدات حشرات تحتوي على "المركبات العضوية المتعددة الفورين"، علماً أنها تشكل مصدراً من السهل تجنبه لتلوث "المركبات العضوية المتعددة الفورين".

بناء عليه، فإن "التخلص منها سيكون بمثابة فوز [إنجاز] كبير بالنسبة إلى المستهلكين والمزارعين والبيئة"، أضاف مول.

تحدثت في هذا الشأن أيضاً الدكتورة شوبهي شارما، من المنظمة الخيرية "كيم ترست" Chem Trust، التي تنظم حملات لحماية البشر والحيوانات من المواد الكيماوية المضرة، فقالت "إن المركبات العضوية المتعددة الفورين مجموعة من المواد الكيماوية من صنع الإنسان بالكامل، ولم تكن موجودة على كوكب الأرض قبل قرن من الزمن، وقد لوثت الآن كل ركن من أركان الكوكب".

ووفق الدكتورة شارما، "أحد لم يبدِ موافقته على التعرض لهذه المواد الكيماوية المضرة، ولم يكن لدينا أي خيار، والآن علينا أن نتعايش مع هذه المخلفات السامة لعقود مقبلة من الزمن".

"أقل ما في وسعنا أن نتوقف عن زيادة هذا العبء السام من طريق حظر استخدام "المركبات العضوية المتعددة الفورين" مجتمعة"، أضافت الدكتورة شارما.

يبقى أن "اندبندنت" تواصلت مع "إدارة البيئة والصحة والسلامة" في هذا الشأن، وتنتظر أي تعقيب منها.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة