Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان يبدأ تسلم الأسلحة من المخيمات الفلسطينية في بيروت

حركة "فتح" ستبادر أولاً لتشجيع الفصائل الأخرى على الأمر وواشنطن ترحب

تجمع عناصر من الجيش اللبناني وقوات الأمن قرب شاحنة محملة بالأسلحة الخفيفة أثناء خروجها من مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الجنوبية لبيروت، 21 أغسطس 2025 (أ ف ب)

ملخص

قال مسؤول أمن فلسطيني في مخيمات بيروت، من دون الكشف عن هويته، إن "حركة 'فتح' ستبدأ تسليم سلاحها في مخيم برج البراجنة في إطار التنسيق مع الجيش اللبناني".

تبدأ السلطات اللبنانية اليوم الخميس تسلّم السلاح من المخيمات الفلسطينية، وفق ما أفاد مسؤول لبناني، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من خطة أقرها الجانبان قبل نحو ثلاثة أشهر، وسعي بيروت إلى حصر السلاح بيد الدولة.

وجاء إعلان بدء تسليم سلاح المخيمات عقب تكليف الحكومة اللبنانية في الخامس من أغسطس (آب) الماضي الجيش بوضع خطة لنزع سلاح "حزب الله" الذي تكبد خسائر كبيرة في حربه الأخيرة مع إسرائيل، على أن يجري تطبيقها قبل نهاية العام، وقال مصدر أمني في مخيم فلسطيني في بيروت إن "فتح" ستبادر إلى تسليم السلاح، معتبراً أن الخطوة شكلية لتشجيع الفصائل الأخرى على الأمر.

وقال رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير رامز دمشقية في بيان وزعته رئاسة الحكومة، "تبدأ اليوم المرحلة الأولى من مسار تسليم الأسلحة من داخل المخيمات الفلسطينية، انطلاقاً من مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث ستسلّم دفعة أولى من السلاح وتوضع في عهدة الجيش اللبناني".

وأوضح دمشقية المكلف من الحكومة بالملف الفلسطيني أن عملية التسليم ستشكل الخطوة الأولى على أن تستكمل بتسلّم دفعات أخرى خلال الأسابيع المقبلة في مخيم برج البراجنة وباقي المخيمات، وشاهد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية أمام مقر لحركة "فتح" الفلسطينية عند مدخل المخيم الواقع جنوب بيروت، عشرات المقاتلين بزي عسكري يحملون بنادق من طراز كلاشينكوف، وسط تجمع للسكان.

وقال مسؤول أمن فلسطيني في مخيمات بيروت لوكالة الصحافة الفرنسية، من دون الكشف عن هويته، "ستبدأ حركة 'فتح' تسليم سلاحها في مخيم برج البراجنة ضمن إطار التنسيق مع الجيش اللبناني".

واتفق الجانبان اللبناني والفلسطيني في الـ 23 من مايو (أيار) الماضي خلال زيارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت، على "خطة تنفيذية لسحب السلاح من المخيمات"، وفق ما أفاد حينها مصدر حكومي لبناني، وكان من المقرر أن يبدأ تنفيذ الخطة منتصف يونيو (حزيران) الماضي في مخيمات بيروت، على أن تليها المخيمات الأخرى.

رحب المبعوث الأميركي توم باراك باتفاق حركة فتح الفلسطينية والسلطات اللبنانية على بدء نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية في بيروت، بعدما بدأت السلطات بالفعل تسلم الأسلحة من أحد المخيمات اليوم الخميس.

وكتب باراك في منشور على إكس "نهنئ الحكومة اللبنانية وفتح على اتفاقهما حول نزع السلاح طوعا من مخيمات بيروت"، معتبراً أنه "إنجاز عظيم جاء نتيجة الخطوة الجريئة التي اتخذها أخيراً مجلس الوزراء اللبناني" و"خطوة تاريخية نحو الوحدة والاستقرار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا تتحكم السلطة الفلسطينية بقرار الفصائل الفلسطينية المسلحة في مخيمات لبنان كافة، وعلى رأسها حركة "حماس"، ولا يبدو أن خطوة البدء بتسليم السلاح تحظى بإجماع بين كل الفصائل الفلسطينية.

وقال مصدر أمني فلسطيني في مخيم برج البراجنة إن "مبادرة حركة 'فتح' ببدء تسليم السلاح شكلية وجاءت بموجب اتفاق بين عون ونجل الرئيس الفلسطيني ياسر عباس الذي يزور بيروت حالياً"، موضحاً أن هدفها "تشجيع بقية الفصائل على أن تحذو الخطوة ذاتها"، ومشيراً إلى أن "بقية الفصائل الفلسطينية التي تحظى بنفوذ في المخيم ومخيمات أخرى لم تقرر تسليم سلاحها بعد".

وقال عضو قيادة "فتح" في منطقة بيروت بديع الهابط إن ما يجري هو "تسليم السلاح غير الشرعي بحوزة أشخاص غير شرعيين"، موضحاً أن "بعضه ثقيل وبعضه متوسط"، ومضيفاً أن السلاح الفردي الذي بحوزة عناصر الأمن الفلسطيني في مخيمات اللاجئين لا يشمله هذا التسليم.

وشكّل سلاح الفصائل الفلسطينية عنصراً أساساً في اندلاع الحرب الأهلية في لبنان (1990 – 1975)، وبناء على اتفاق ضمني تتولى الفصائل الفلسطينية مسؤولية الأمن داخل المخيمات التي يمتنع الجيش اللبناني من دخولها، ويعد مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا (جنوب) أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويؤوي أشخاصاً مطلوبين للسلطات اللبنانية.

ويقيم في لبنان أكثر من 220 ألف فلسطيني غالبيتهم في مخيمات مكتظة وبظروف مزرية ويمنعون من العمل في قطاعات عدة داخل البلاد، وخلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل والتي استمرت لأكثر من عام، شاركت فصائل فلسطينية في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، بينها حركة "حماس"، فيما استهدفت إسرائيل مراراً عناصر من تلك الفصائل بضربات شنتها على مناطق عدة داخل لبنان، وانتهت الحرب بوقف إطلاق نار أبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 نص على حصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية وانسحاب إسرائيل من نقاط توغلت إليها خلال النزاع، إلا أن تل ابيب أبقت قواتها في خمس مرتفعات إستراتيجية، وتواصل شن ضربات بصورة شبه يومية.

وإضافة إلى إقرارها نزع سلاح "حزب الله" قبل نهاية العام على وقع ضغوط أميركية، وافقت الحكومة اللبنانية على أهداف وردت في ورقة أميركية حملها المبعوث الأميركي توم باراك إلى المسؤولين اللبنانيين في وقت سابق، وتشمل تفاصيل حول جدول وآلية نزع الترسانة العسكرية، بدءاً بوقف تحركات الحزب ونقل سلاحه على الأرض، ووصولاً إلى انتشار القوات المسلحة اللبنانية على مراحل في كل مناطق سيطرته، مع تعزيز مراقبة الحدود.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار