Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تسارع الوقت لصناعة صاروخ ليزر قبل حرب جديدة مع إيران

تعزيز الحماية لكبار الضباط خوفاً من استهدافات محتملة وقلق متنام بعد تقارير أشارت إلى أن مخزون صواريخ "حيتس" على وشك النفاد

أعلن الجيش الإسرائيلي تكثيف استعداد سلاح الجو والمنظومات الدفاعية لاحتمال تجدد الحرب مع إيران (أ ف ب)

ملخص

ما بين نهاية الشهر الجاري ونهاية السنة تتضارب التوقعات الإسرائيلية في احتمال حرب ثانية مع إيران، وبحسب أمنيين فإن الجولة المقبلة أصعب وأكثر دموية من سابقتها.

بدأ سلاح الجو الإسرائيلي في تجهيز طائراته التي ستشارك في المعركة.

في عام 2025 صنع بالولايات المتحدة فقط 12 صاروخ اعتراض من نوع "ثاد"، ومخطط صناعة 37 صاروخاً عام 2026 بكلفة تبلغ 13 مليون دولار للصاروخ الواحد.

"خلال 12 يوماً من الحرب ضد إيران جرى استخدام 150 صاروخ ’ثاد‘ دفاعياً، أي ربع مخزون الصواريخ الاعتراضية لدى الولايات المتحدة".

عاد الملف الإيراني بقوة إلى الأبحاث الأمنية في إسرائيل بعد سلسلة تصريحات وتهديدات متبادلة بين تل أبيب وطهران، اعتبرت كل منهما الحرب لم تنته بعد. وجاءت الردود الإيرانية بحدتها بعد تصريح رئيس أركان الجيش، إيال زامير، في مراسم عسكرية لاستبدال قادة كلية عسكرية، بأن "الجيش الإسرائيلي، اليوم، على أهبة الاستعداد لتوجيه هجوم جديد على إيران"، معتبراً أن الحرب بين طهران وتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي كانت "حرباً استباقية ناجحة أوقفت تهديداً وجودياً ضد إسرائيل". وفي جولته الأخيرة في غزة قال زامير إن "خطط الجيش التي صدق عليها للمعركة المقبلة تهدف إلى تغيير الواقع الأمني"، ملمحاً إلى توسيع الحرب في المنطقة مجدداً "المعركة الحالية ليست موضعية، وهي ركيزة أخرى في خطة طويلة المدى ومخطط لها، من خلال رؤية متعددة الجبهات لاستهداف جميع مركبات المحور وفي مقدمها إيران".

وأعلن الجيش تكثيف استعداد سلاح الجو والمنظومات الدفاعية لاحتمال تجدد الحرب بين الطرفين. وفيما توقع أمنيون أن تندلع شرارة الحرب الثانية، كما يسمونها في إسرائيل، مع إيران نهاية الشهر الجاري، رأت جهات أخرى أن الحرب حتمية حتى نهاية السنة.

وفي حالتي التقديرات خرج الجيش الإسرائيلي بتقارير تتحدث عن استعداد لجولة قتال جديدة مع إيران والتوقعات بأن إيران مستعدة بكمية غير قليلة من الصواريخ الباليستية.

الاستعداد الإسرائيلي لحرب مختلفة، وبحسب مسؤولين عسكريين وأمنيين يأتي ضمن سيناريو التوقعات بأن يعمل الطرفان على حسم الحرب في أقل ما يمكن من الوقت. واعتبر تقرير نشره الموقع الإخباري "زمان يسرائيل" الحرب المقبلة أشد خطورة وقسوة من الحرب الأخيرة، خصوصاً إذا نجحت إسرائيل في إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بدعمها وتنفيذ عمل عسكري ضد إيران "بهدف إضعافها وإعادة التوازن الإقليمي الذي تريده إسرائيل ولا تستطيع تحقيقه وحدها".

وفي تقرير آخر جاء أن الجيش في ذروة استعداده وقد بدأ سلاح الجو الإسرائيلي في تجهيز طائراته التي ستشارك في هذه المعركة، وبحسبه "الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل لم تتوقف بعد توقيع اتفاق أو حتى وثيقة، بل هي مجرد تفاهمات بوساطة الرئيس الأميركي ترمب ومبعوثه ستيف ويتكوف. في إسرائيل أكدوا يوم دخول وقف إطلاق النار انتهاء القتال، وقالوا نظراً إلى تحقيق أهداف العملية بالتنسيق الكامل مع الرئيس ترمب، وافقت إسرائيل على اقتراح الرئيس لوقف إطلاق نار ثنائي، إلا أن التقارير الواردة لدى الاستخبارات الإسرائيلية تؤكد أن إيران عادت تعزز منظومتها الصاروخية بل تعمل على توسيع مخزون صواريخها الباليستية إلى جانب تقدمها نحو قنبلة نووية".

ونقل المتخصص العسكري نداف إيال عن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تقديرات بأن إيران تعمل في الأسابيع الأخيرة على إعادة قدراتها الصاروخية الاستراتيجية، التي تضررت بصورة كبيرة في الحرب الأخيرة ضد إسرائيل، وذلك من خلال تعاون متزايد مع الصين، لا سيما منظومة الصواريخ أرض–أرض، التي تعدها إيران التهديد المركزي لإسرائيل.

وبحسب ما نقل عن الاستخبارات الإسرائيلية، فإن الإيرانيين يركزون على مسارين رئيسين:

-              محاولة الحصول على أنظمة دفاع جوي جديدة، ربما حتى من روسيا.

-              إعادة بناء ضخمة لقدرة الصواريخ أرض–أرض، بشكل يعيد لإيران القدرة على ردع إسرائيل بشكل مستقل.

الحاجة إلى تصد أسرع للصواريخ الباليستية

في سياق نقاش خطوة الحرب المتوقعة مع إيران، ركزت جهات إسرائيلية على نتائج الحرب الأخيرة، التي ألحقت دماراً هائلاً في عشرات المباني التي بمعظمها بوشر بناؤها من جديد، إلى جانب المواقع الاستراتيجية والعسكرية الحساسة.

وضمن النقاش، طرحت أهمية استخدام منظومات أوسع وأسرع وأكثر دقة، علماً أن التخوف الإسرائيلي كبير بعد التقارير التي أشارت إلى أن مخزون صواريخ "حيتس" على وشك النفاد.

بحسب المتخصص يهوشاع كليسكي، من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إسرائيل في حاجة إلى "تطوير صواريخ سريعة لاصطياد الصواريخ الإيرانية بعيداً من أرض الدولة. ويفضل في مرحلة الإقلاع". وشدد على ضرورة مواجهة الصواريخ في مرحلة التسارع التي تعتبر مرحلة حرجة للغاية "في اللحظة التي ينفصل فيها الصاروخ عن المعزز ويبقى فقط الرأس الحربي، يكون من الأصعب بكثير إلحاق الضرر به ويكون قد أصبح عالياً في الفضاء باتجاه إسرائيل، لكن الاعتراض المبكر يتطلب منظومات شديدة الدقة وصاروخ اعتراض سريعاً جداً، قادراً على بلوغ الهدف في أقل من خمس دقائق".

أحد الخيارات لتعزيز القدرة على الاعتراض في مرحلة التسارع هو الليزر، وهي منظومة بدأت شركات الصناعات الإسرائيلية بصناعتها منذ بداية الحرب الأخيرة، نظراً إلى الثمن الباهظ لصواريخ "حيتس" الذي أشار تقرير للجيش إلى أن كلفة صاروخ اعتراض واحد من نوع "حيتس-3" تبلغ نحو 3 ملايين دولار. وبحسب كليسكي "الليزر يتحرك بسرعة الضوء، ولا صاروخ اعتراض يمكنه منافسته، وهذا ما يجب أن يتوفر قبل اندلاع حرب جديدة مع طهران".

فشل التصدي ما زال قائماً

حديث كليسكي حول ضرورة تطوير أجهزة دفاع بالليزر، يأتي، أيضاً، في أعقاب تقارير كشفت خسائر اقتصادية باهظة لمنظومة الدفاع، التي لم تنجح إسرائيل، حتى الآن، في إعادة تزويدها بما يكفي للتصدي لإطلاق صاروخي باليستي مكثف عليها.

وإلى جانب الكلفة الباهظة لصواريخ "حيتس" وعدم توفير الكمية الضرورية بعد، فإن صاروخ الاعتراض الأميركي "ثاد"، بحسب مسؤول قسم التحقيقات الخاصة بالاستخبارات والخدمة السرية في صحيفة "هآرتس"، عوديد يارون، يكلف أربعة أضعاف كلفة صاروخ "حيتس"، إذ قال "خلال 12 يوماً من الحرب ضد إيران جرى استخدام 150 صاروخ ’ثاد‘ الدفاعي، أي ربع مخزون الصواريخ الاعتراضية لدى الولايات المتحدة. الكلفة الكلية لصواريخ الاعتراض التي أطلقت من جانب إسرائيل والولايات المتحدة في 12 يوم حرب قدرت بنحو 5 مليارات شيكل (نحو مليار ونصف المليار دولار)".

وتساءل يارون إذا يمكن، اقتصادياً وتكنولوجياً، التزود بمخزون كاف من الصواريخ الاعتراضية في مواجهة رشقات ثقيلة ستسعى إلى إغراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه عام 2025 صنع في الولايات المتحدة فقط 12 صاروخ اعتراض من نوع "ثاد"، ومخطط صناعة 37 صاروخاً عام 2026 بكلفة تبلغ 13 مليون دولار للصاروخ الواحد، وهي مبالغ طائلة غير متوقع أن تنجح هذه المرة واشنطن بتوفير الكمية اللازمة لإسرائيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تعزيز الحماية لكبار الضباط

في جانب آخر، جاء تحرك الملف الإيراني في أعقاب الكشف عن تقارير استخباراتية إسرائيلية تدعي أن إيران تخطط لتصفية ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، ما استدعاه إلى اتخاذ خطوة سريعة صودق عليها أخيراً بتوسيع وحدة الحماية التابعة لهيئة الأركان العامة وتحويلها إلى لواء.

وبحسب مسؤولين في الجيش، فقد اضطر إلى اتخاذ هذه الخطوة ضمن إجراء شامل لتغيير ما اتبعه الجيش على مدى أعوام طويلة من مفهوم لحماية كبار ضباطه، "هذه المرة الوحدة التي ستتحول إلى لواء لحماية ضباط هيئة الأركان، ستعمل وفق وحدة حماية الشخصيات في جهاز الأمن الداخلي ’الشاباك‘، الوحدة 730".

وقد أعد الجيش قائمة باسم الضباط والشخصيات العسكرية المهددة من قبل إيران، وفق تقديراته وباعتماده أيضاً على التحقيقات التي أجراها مع العملاء الإسرائيليين الذين اعتقلهم بعد تجنيدهم من قبل إيرانيين مقابل مبالغ مالية طائلة لتوفير معلومات حساسة سواء عن شخصيات عسكرية إسرائيلية أو مواقع حساسة إلى جانب تنفيذ عمليات.

واتضح أن بين العسكريين الذين تخطط إيران لاستهدافهم رئيس الأركان إيال زامير ونائبه تامير يديعي وقائد سلاح الجو تومر بار ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية شلومي بيندر ورئيس "الشاباك" المعين ديفيد زيني وغيرهم من كبار الضباط.

وبحسب المتخصص العسكري أفي أشكنازي، فإن "جميع هؤلاء الضباط يتلقون الآن حماية ملاصقة، ولعدد منهم فرضت درجة حماية عالية ومماثلة لتلك المقدمة لرموز الحكم، وبعض الضباط يتنقلون بمركبات مصفحة مطابقة لسيارات موكب رئيس الحكومة".

وبحسب أشكنازي، فإن شعبة العمليات في هيئة الأركان تبحث في هذه الأثناء عن عشرات الجنود الذي يلائمون العمل كحراس شخصيين وسيجري تدريبهم تماماً كما يدرب "الشاباك" حراس وحدة حماية الشخصيات.

المزيد من تقارير