Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتخابات بوليفيا مهيأة لعودة اليمين إلى السلطة

تشهد البلاد انهيار اليسار سياسياً وأزمة اقتصادية حادة ورغبة شعبية للتغيير

ستُجرى جولة إعادة في الـ 19 من أكتوبر المقبل إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة (أ ف ب)

ملخص

تواجه بوليفيا الواقعة في منطقة الأنديس أسوأ أزمة منذ جيل، تنعكس في تضخم سنوي يقترب من 25 في المئة ونقص حاد في الدولار والوقود، وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين يريدون معاقبة حزب "الحركة نحو الاشتراكية" الحاكم منذ 2005 عندما انتُخب إيفو موراليس أول رئيس من السكان الأصليين.

يدلي الناخبون البوليفيون بأصواتهم، اليوم الأحد، في انتخابات أرخت بظلالها عليها أزمة اقتصادية عميقة شهدت انهيار اليسار، فيما يترقب اليمين فرصته الأولى للعودة إلى السلطة بعد 20 عاماً.

وتواجه بوليفيا الواقعة في منطقة الأنديس أسوأ أزمة منذ جيل، تنعكس في تضخم سنوي يقترب من 25 في المئة ونقص حاد في الدولار والوقود.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين يريدون معاقبة حزب "الحركة نحو الاشتراكية" الحاكم منذ 2005 عندما انتُخب إيفو موراليس أول رئيس من السكان الأصليين.

ويُعد رجل الأعمال الوسطي-اليميني سامويل دوريا ميدينا والرئيس اليميني السابق خورخي "توتو" كيروغا الأوفر حظاً لخلافة الرئيس غير الشعبي لويس آرسي الذي لا يسعى لإعادة الترشح.

وأظهرت الاستطلاعات تقارب دوريا ميدينا (66 سنة) وكيروغا (65 سنة) عند حوالى 20 في المئة، وخلفهما ستة مرشحين آخرين من بينهم رئيس مجلس الشيوخ اليساري أندرونيكو رودريغيز.

وستُجرى جولة إعادة في الـ 19 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة.

وتعهد المرشحان الأوفر حظاً إحداث تغييرات جذرية في النموذج الاقتصادي القائم على دور كبير للدولة، إذا ما فازا في الانتخابات.

ويريدان تقليص الإنفاق العام وفتح البلاد أمام الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة التي تراجعت في عهد موراليس الذي يعد نفسه مناهضاً للرأسمالية والإمبريالية.

وأبدت مارسيلا سيربا (63 سنة)، وهي بائعة من السكان الأصليين اعتادت التصويت للحركة نحو الاشتراكية، دعمها لكيروغا، وقالت في تجمع انتخابي في أحد شوارع لاباز "لقد تركتنا ’الحركة نحو الاشتراكية‘ جميعاً في الحضيض".

كذلك، تُجرى الأحد انتخابات لشَغل كل مقاعد البرلمان بغرفتيه، ويقول محللون إن الانتخابات تُشبه انتخابات الأرجنتين عام 2023 عندما أطاح الناخبون الحزب اليساري البيروني الذي حكم لفترة طويلة، وانتخبوا المرشح الليبرتاري خافيير ميلي سعياً لوضع حد لأزمة عميقة.

وقالت دانييلا أوسوريو ميشيل، المتخصصة في العلوم السياسية البوليفية في المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية "ما يبحث عنه الناس الآن، بعيداً من التحول من اليسار إلى اليمين هو العودة إلى الاستقرار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى عكس ميلي الذي كان مبتدئاً في السياسة، فإن دوريا ميدينا وكيروغا يخوضان رابع حملة رئاسية لهما.

فدوريا ميدينا، مليونير ووزير تخطيط سابق، جمع ثروته من خلال الاستثمار في قطاع الأسمنت قبل أن يبني أكبر ناطحة سحاب في بوليفيا ويحصل على امتياز "برغر كينغ" المحلي، ويُنظر إليه كمعتدل وقد تعهد وقف التضخم وإعادة الوقود والدولارات خلال 100 يوم، من دون خفض برامج مكافحة الفقر.

أما كيروغا الصريح في خطاباته، الذي تدرب كمهندس في الولايات المتحدة، فشغل منصب نائب الرئيس خلال فترة الديكتاتور السابق هوغو بانزر بعد إصلاحاته، ثم شغل الرئاسة لفترة قصيرة عندما تنحى بانزر إثر إصابته بالسرطان في 2001، وقال في اليوم الأخير لحملته في لاباز، الأربعاء الماضي، "سنغير كل شيء، كل شيء تماماً بعد 20 سنة ضائعة".

شهدت بوليفيا أكثر من عقد من النمو القوي وتحسن وضع السكان الأصليين في عهد موراليس الذي أمم قطاع الغاز واستخدم العائدات في برامج اجتماعية قلصت نسبة الفقر المدقع إلى النصف.

لكن الاستثمار المحدود في التنقيب أدى إلى تراجع عائدات الغاز التي بلغت ذروتها في 2013 مع 6.1 مليار دولار إلى 1.6 مليار دولار العام الماضي.

وفيما لا يزال الليثيوم، المورد الرئيس الآخر، غير مُستغل، أوشكت العملات الأجنبية اللازمة لاستيراد الوقود والقمح والمواد الغذائية على النفاد.

وخرج البوليفيون مراراً إلى الشارع احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وطول طوابير الانتظار للحصول على الوقود والخبز والمواد الأساسية.

وقال الطالب ميغيل أنخيل ميرندا (21 سنة) "خلال السنوات الـ20 الماضية كانت لدينا مداخيل جيدة، لكن الحكومة لم تستثمر أو تقترح طرقاً جديدة لتوسيع نطاق الاقتصاد".

وهيمن موراليس الذي مُنع من الترشح لولاية رابعة، على الحملة الانتخابية، ودعا أنصاره الريفيين إلى إبطال أصواتهم احتجاجاً على رفض السلطات السماح له بالترشح مرة أخرى.

وأيدت ماتيلده تشوك أبازا، زعيمة جمعية نسائية ريفية للسكان الأصليين من أنصار موراليس، دعوته للإدلاء بـ"أصوات باطلة" وقالت "لا نريد العودة إلى القرن الـ20" مشددة على أن البوليفيين المعروفين بثورتهم "سينهضون في أي وقت".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار