ملخص
من خلال وثائق مزورة، انتحل المتهم صفة طبيبة تحمل اسم "مي العيني" وظل يعالج النساء اليمنيات والماليزيات باعتباره طبيبة جلدية مع تقديم نفسه أيضاً سيدة دبلوماسية بريطانية من أصول يمنية وهي الادعاءات التي أجادها ومكنته من استغفال ضحاياه بسرعة والتكسب من ورائهم
أسدل القضاء اليمني الستار على واحدة من أكثر قصص الابتزاز إثارة بالحكم بسجن شاب انتحل صفة طبيبة أمراض جلدية ودبلوماسية بريطانية عقب قصة مثيرة وغير مسبوقة في هذا النوع من القضايا.
في القضية الشهيرة رقم (15) لعام 2023، ضد متهم أثار جدلاً واسعاً، أصدرت محكمة صيرة الابتدائية في عدن حكمها بسجن أدهم فيصل عبدالعزيز خليل ثلاث سنوات ونصف السنة، مع احتساب فترة 18 شهراً قضاها في السجن بماليزيا ضمن العقوبة، بعدما دين بانتحال صفة دبلوماسية بريطانية وطبيبة أمراض جلدية وممارسة الطب في ماليزيا بوثائق مزورة، وشمل الحكم إدانته بتهم احتيال وتزوير وابتزاز طاولت يمنيين في الداخل والخارج.
وقضت المحكمة إلزامه دفع 20 ألف دولار للمجني عليه عارف عبدالرزاق أحمد دحوان و3 ملايين ريال يمني (نحو ألفي دولار) كتعويض عن الأضرار. واشترطت توقيع المتهم تعهداً بعدم تكرار الجرائم قبل الإفراج عنه.
الطبيبة والدبلوماسية التي تنفذ للداخل
عقب متابعات أمنية استمرت نحو ثلاث سنوات كانت الأجهزة الأمنية في مطار عدن الدولي تمكنت من ضبط المتهم أدهم فيصل عبدالعزيز خليل في مارس (آذار) 2023 بعد اشتعال قصته وتحولها إلى قضية رأي عام.
ومثلما اختبأ الجاني خلف مساحيق التجميل للإيقاع بالضحايا وابتزازهم عاطفياً لأجل التكسب، كان أيضاً يختبئ للوصول إلى أهدافه خلف الهويات الافتراضية التي زورها، ومن بينها جواز سفر دبلوماسي بريطاني ومحررات رسمية بأسماء مسؤولين في دول عدة، بحسب بيان سابق لوزارة الداخلية في الحكومة الشرعية.
ووفقاً لمصادر أمنية، كشفت التحقيقات عن استخدام المتهم أكثر من هوية افتراضية يروج من خلالها لنفسه عبر منصات التواصل الاجتماعي بوصفه "طبيبة بريطانية متخصصة"، مما ساعده على كسب ثقة ضحاياه قبل أن يبدأ بابتزازهم مالياً ونفسياً، إضافة إلى استدراج ضحاياه بوعود علاجية أو فرص دراسية ووظيفية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن خلال وثائق مزورة، انتحل المتهم صفة طبيبة تحمل اسم "مي العيني" وظل يعالج النساء اليمنيات والماليزيات باعتباره طبيبة جلدية مع تقديم نفسه أيضاً سيدة دبلوماسية بريطانية من أصول يمنية باستخدام وثائق مزورة، وهي الادعاءات التي أجادها ومكنته من استغفال ضحاياه بسرعة والتكسب من ورائهم.
الفاتنة الرجل!
عندما واصل عمليات النصب والاحتيال لجأ إلى ابتزاز الضحايا بنشر الخصوصيات التي اطلع عليها بصفته طبيبة جلدية لدى النساء اللاتي قام بعلاجهن. وبعد أن تزايدت الشكاوى ضده، اعتقلته السلطات الأمنية في ماليزيا عام 2020 التي كشفت عن إيقاعه بعشرات الأشخاص بدعوى الحب والارتباط.
ولعل المفاجأة الصادمة لضحاياه من الرجال والنساء على السواء، ما أعلنته السلطات الماليزية إذ تبين عقب الفحوص بأنه رجل وأن تلك الطبيبة الحسناء التي أغرقت الشبان بوعود العاطفة والارتباط والمستقبل لم تكُن سوى مبتز، ليقضي في السجون الماليزية عاماً ونصف العام قبل ترحيله إلى مطار عدن الدولي، احتُسبت ضمن مدة العقوبة التي أقرتها المحكمة أمس الأربعاء.
عشرات الضحايا
وأكدت وزارة الداخلية أنه زور وحرر وثائق لعدد من المسؤولين في السعودية ومصر وبريطانيا واليمن بهدف الإضرار بعدد من ضحاياه، كما لجأ إلى ابتزاز الأشخاص والأسر الذين تعاملوا معه كطبيبة أمراض جلدية عبر التهديد بالكشف عن الأسرار والتلويح بالأعراض.
ووفقاً لتقارير صحافية محلية، يعتقد بأن عدد ضحايا المتهم قد يتجاوز 50 شخصاً في اليمن وماليزيا ودول عربية، معظمهم من النساء والطلاب الباحثين عن فرص علاجية أو دراسية.