Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الشاطر"... فيلم التوليفة الجاهزة

أمير كرارة يواصل التحدي ومصطفى غريب ينقذ الكوميديا وأحمد مكي يحدث فارقاً

أمير كرارة ومصطفى غريب وهنا الزاهد في مشهد من فيلم الشاطر (مواقع التواصل الإجتماعي)

ملخص

يحترف كثير من صناع السينما تقديم توليفة جاهزة مضمونة النجاح تجمع بين البطل الشعبي الشجاع والصديق الطيب الخفيف الظل  والكوميديا وفتاة جميلة يحبها البطل في النهاية، وكل هؤلاء يخوضون مهمة غالباً من النوع الإنساني الذي يعتمد على إنقاذ شخص مقرب.

فيلم "الشاطر" قدم المعني الحرفي لما يسمى التوليفة السابقة الصنع المضمونة المشاهدة وربما بنفس مقاييس وأدوات أفلام عربية وأجنبية من دون ت

ومن قبل كان السؤال الشائع بين الجمهور قبل مشاهدة فيلم معين، هل الفيلم قصة أم مناظر؟ حتى يفهموا المعنى العام له ويتشجعوا على مشاهدته، لكن اختلفت المقاييس لدرجة كبيرة منذ أعوام بمعادلة مختلفة تعتمد على جذب الجمهور ببطل شعبي ونجم كوميدي ومناظر خلابة خارجية على يخوت وفي شوارع أوروبية جميلة، إضافة إلى جرعة من الشر تتطلب بطولة وبسالة من الممثل الأول بالعمل.

قدم أمير كرارة وصفاً معروفاً ومعلباً لفكرة البطل الشعبي لا يمكن حتى المناقشة بداية من اسمه وهو "أدهم الشاطر"، وهو اسم مرتبط في الثقافة المصرية بجزأيه الأول والثاني بالبطولة والشجاعة والبسالة.

ولا يمكن أن يكون البطل الشعبي بمفرده بل بصحبة صديقه خفيف الظل الطيب المخلص "فتوح"، الذي قدمه مصطفى غريب صاحب الشعبية الكبيرة بين الجمهور بعد تألقه في أعمال كوميدية مهمة مثل "أشغال شقة"، ويكون فتوح هو السند والداعم لأدهم طوال الوقت في رحلته التي لا نعرف أين ستذهب به.

وبالطبع كل المشاهد تعتمد على خفة ظل فتوح وغبائه في الوقت نفسه وردود أفعال أدهم المتعجبة من تصرفات فتوح البلهاء.

وقد كان مصطفى غريب الحصان الأسود الرابح في العمل، واحتلت مشاهده النسب الأعلى في الإضحاك والإشادة، وذهب بعض المتابعين أنه التعويذة التي استطاعت كسب الحظ للعمل وحققت كل هذا الإقبال.

قبضة خطرة

وحتى تبدأ الأحداث والمشاهد البطولية التشويقية لأبطال الفيلم كان يجب أن يكون هناك خطر على أحد الأشخاص المقربين، حسب خط سير تلك التوليفة المعروفة، لذلك يقع أحمد عصام السيد أو "عصفورة" شقيق أدهم الأصغر في قبضة عصابات خطرة في تركيا فيضطر شقيقه إلى السفر لإنقاذه بصحبة فتوح على رغم أنهما لم يسافرا ولو مرة ولا يعرفان تركيا أو لغات أو حتى أية معلومة عن الخاطفين.

وفي رحلة البحث اللاهثة لإنقاذ الأخ المخطوف وكشف غموض الحادثة تظهر الفتاة "كرميلا" التي قامت بدورها هنا الزاهد، وتقع في طريق أدهم لترشده حتى يصل لشقيقه أو أي خيط يستطيع به فك الطلاسم.

وفي رحلة "كرميلا" مع أدهم تقدم المشاهد الكوميدية التي تعتمد على إعجابها بالبطل ووقوعها في حبه بينما هو يقاومها بطريقة تحمل تجاهلاً متعمداً غير مفهوم.

ويثير الدهشة سؤال مهم وهو لماذا يحب صناع الكوميديا خلق ضحكات معتمدة على إقبال الفتاة أو البطلة على البطل، في حين يصدها بطريقة غير مفهومة كأن هذا التصرف غير اللائق طريقة لإثارة الفكاهة، وتكرر الأمر في فيلم "ريستارت" بين تامر حسني وهنا الزاهد أيضاً، إضافة إلى ضرب تامر لها على وجهها بطريقة مهينة مفروض أنها بقصد الكوميديا.

تتصاعد الأحداث عندما يصل أدهم لبعض المعلومات والأشخاص الذين يكشفون عن مكان شقيقه وسبب خطفه، ولكن تزداد الصعوبة عندما يكتشف أن رئيس العصابة الذي قام بدوره اللبناني عادل كرم هو الرأس المدبر لعملية الخطف.

يأخذنا العمل لأكثر من مفاجأة وبعد تصديقها يتضح أنها مجرد خدعة صنعت كي تظل في حال تشويق، فليس كل ما تراه حقيقياً عليك الانتظار حتى تعلم أن هناك "لعبة" تتم بطريقة "فلاش باك" بالأحداث.

حاول الفيلم حشد أكبر قدر ممكن من الأدوات التي تحقق قبولاً جماهيرياً بداية من ضيوف الشرف الذين كان على رأسهم ماجد الكدواني في دور الراوي، إذ بدأ بصوته أول مشاهد الفيلم بتعريف كل الأبطال.

 واختار مخرج الفيلم أحمد الجندي أن يكون تقديم الشخصيات بصورة كارتونية، إذ يستهل بصوت ماجد الكدواني تعريف الشخصية مصحوبة بصورة مرسومة كارتونياً.

وعلى رغم حرفية وخبرة أحمد الجندي الذي أخرج العمل وكتبه أيضاً مع كريم يوسف كان هناك عيوب لافتة منذ أول مشاهد الفيلم، فمثلاً تعريف أمير كرارة بأنه دوبلير مشهور يقوم بالأعمال الخطرة للنجوم لم يتم استخدامه في أي مشهد ولا حتى بجزء التعريف الافتتاحي بالبطل نفسه، وكأنها جملة أو مهنة وضعت للبطل ونساها الصناع ودخلوا في نقطة أخرى.

 والأغرب من ذلك أنه بعد تعريف الكدواني بصوته أدهم الشاطر بأنه يعمل دوبليراً، وجدناه يقود سيارة في مشهد أكشن ومعه الممثلة شيرين رضا التي غضب منها لأنه تجاوز حد الغزل معها فقامت بتوبيخه، وقرر أن يلقنها درساً فقام بقيادة السيارة بسرعة جنونية ليعذبها ويجبرها على أن تعتذر له، والمشهد يدل أنه سائق سيارات أو منفذ عمليات أكشن وليس دوبليراً كما جاء في تعريفه بالفيلم.

عودة مناسبة

رجوع أمير كرارة للكوميديا بعد فيلم "البعبع" الذي قدمه منذ نحو ثلاثة أعوام عودة ذكية وربما هي أنسب طريقة للوجود في الوقت الحالي بهذه السوق السينمائية المتقلبة الشديدة الخطورة، وخلطه بين "الأكشن" والكوميدي والظهور وسط نجوم الجيل الجديد مصطفى غريب وأحمد عصام أفاده كثيراً وأعفاه من تحمل محاولات بعض المتابعين التركيز والتصيد والتربص ضده، فبعد عن مرمى الانتقادات، وجاء وجوده مقبولاً وخفيفاً حتى عندما كان يردد "إفيهات" كوميدية بصحبة مصطفى غريب.

وكان عنصر ضيوف الشرف جيداً ومفيداً جداً للفيلم، بخاصة عندما فاجأ صناع العمل الجميع بظهور أحمد مكي سينمائياً بعد غياب أعوام طويلة، وعلى رغم اقتصار مشهده على دقائق معدودة فإنه كان مؤثراً بطريقة سعيدة لمحبيه، وقدم الدور بطريقته البسيطة المعتمدة على أداء وشكل الشخصية الذي لا يتشابه مع أية شخصية أخرى.

وربما مهد ظهور مكي المفاجئ لعودته السينمائية المنتظرة، وتأمل الجمهور أنه قد يعود بشخصية رئيس العصابة خفيف الظل المميز الذي ظهر بها في آخر مشاهد فيلم "الشاطر".

حشد مميز

حشد العمل بجانب موهبة مصطفى غريب الكوميدية مجموعة من الممثلين المحببين مثل محمد عبدالرحمن "توتا"، وكانت مشاهده من إيجابيات العمل.

كذلك كان ظهور الفنان خالد الصاوي كضيف شرف في شخصية "المعلم سمك" إيجابياً وإضافة للعمل على رغم أنه قدم شخصية قريبة من الملامح نفسها في فيلم "سيكو سيكو" مع عصام عمر وطه الدسوقي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما وجود الممثل اللبناني عادل كرم فلم يكن مفعلاً بالدرجة التي تناسب موهبته واسمه، وظهوره ترك إحساساً سطحياً بأنه من باب الاستعانة بممثل غير مصري لإضفاء مزيد من التنوع والجنسيات التي تناسب أجواء التصوير بتركيا، وكان يمكن استغلال إمكانات كرم الفنية وهو ممثل لا يستهان به بالأدوار الصعبة، لكن للأسف سقط التخطيط للشخصية وثقلها وسط معمعة ضعف رسم الشخصيات الأخرى أيضاً.

جمع فيلم "الشاطر" بين "الحدوتة" والمناظر والشجاعة والتشويق والإثارة واللغات والممثلين المصريين والعرب، واستعراض اليخوت والمشاهد البحرية الساحرة وتميز شوارع تركيا، لكن افتقد وجود تخطيط جيد للشخصيات، وحبكة في الأحداث، واجتهاداً في خلق قصة جديدة أو أسباب للصراع، لكنه بوجه عام نجح في مغازلة الجمهور وتقديم وجبته السينمائية المفضلة لضمان الإيرادات والإقبال والتناسب مع كل شرائح الأسر.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون