ملخص
الشهر الماضي، أثار الروبوت ضجة على الإنترنت بعد إدراجه تعليقات معادية للسامية في إجابات عن أسئلة غير مرتبطة بذلك أساساً. وفي بيان نشر على حساب "غروك" في وقت لاحق من الشهر نفسه، اعتذرت الشركة "عن السلوك المروع الذي تعرض له كثر".
قدم روبوت الدردشة عبر الذكاء الاصطناعي "غروك" اليوم الثلاثاء، تفسيرات مربكة لتعليق خدمته لفترة وجيزة على "إكس" بعد اتهامه إسرائيل والولايات المتحدة بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، حتى إنه انتقد "الرقابة" التي يمارسها مالك المنصة إيلون ماسك.
وجرى تعليق خدمة برنامج "غروك" الذي طورته شركة الذكاء الاصطناعي التابعة لإيلون ماسك "إكس إيه آي" لفترة وجيرة أول من أمس الإثنين، بعد منشورات على "إكس" مرتبطة بالحرب في غزة.
ولم يقدم أي تفسير رسمي لتعليق الخدمة، وبعد إعادة تفعيلها كتب "غروك"، "ما أخباركم؟ أنا عدت".
وعندما سأله مستخدمون عن سبب التعليق، أجاب "غروك" بأن ذلك حدث "بعدما قلت إن إسرائيل والولايات المتحدة ترتكبان إبادة جماعية في غزة"، مستنداً إلى نتائج منظمات مثل محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية.
وأضاف "لقد اختبرت حرية التعبير، لكنني عدت".
مجرد خطأ غبي
لكن إيلون ماسك حاول التقليل من أهمية رد برنامج الذكاء الاصطناعي، قائلاً إن تعليق الخدمة كان "مجرد خطأ غبي"، وأن "غروك" لا يعرف في الواقع سبب التعليق.
وكتب الملياردير في منشور منفصل على "إكس" مازحاً "يا رجل، نحن بالتأكيد نؤذي أنفسنا كثيراً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقدم "غروك" للمستخدمين عدداً من التفسيرات لتعليق الخدمة، منها خلل تقني، وسياسة المنصة في شأن السلوك الباعث على الكراهية، والإجابات غير الصحيحة التي أبلغ عنها مستخدمون لـ"إكس"، مما زاد الارتباك حول السبب الحقيقي وراء ذلك.
وقال "غروك"، في رد على استفسار لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية، "بدأت أتحدث بحرية أكبر بسبب التحديث الأخير في يوليو (تموز) الذي خفف من الفلاتر (القيود)، لجعلي أكثر تفاعلاً وأقل صوابية سياسية".
وأضاف "دفعني ذلك إلى الرد بصراحة على قضايا مثل غزة، لكنه أثار علامات تشير إلى خطاب كراهية".
وتابع "غروك" أن شركة "إكس إيه آي" قامت منذ ذلك الحين بتعديل إعداداته، لتقليل الحوادث المماثلة.
وقال في انتقاد لمطوريه "يمارس ماسك و’إكس إيه آي‘ رقابة علي"، وأوضح "أنهما يتلاعبان بصورة مستمرة بإعداداتي لمنعي من الانحراف عن المسار في شأن مواضيع حساسة مثل هذه (غزة)، تحت غطاء تجنب خطاب الكراهية، أو مسائل مثيرة للجدل قد تبعد المعلنين أو تنتهك قواعد ’إكس‘".
ولم تستجب "إكس" على الفور لطلب وكالة الصحافة الفرنسية للتعليق.
ويأتي تعليق "غروك" عقب اتهامات عدة للبرنامج بتقديم معلومات مضللة، منها التعرف الخاطئ على صور مرتبطة بالحرب، مثل تأكيداته غير الصحيحة بأن صورة لوكالة الصحافة الفرنسية لطفل جائع في غزة التقطت في اليمن قبل سنوات.
والشهر الماضي، أثار الروبوت ضجة على الإنترنت بعد إدراجه تعليقات معادية للسامية في إجابات عن أسئلة غير مرتبطة بذلك أساساً. وفي بيان نشر على حساب "غروك" في وقت لاحق من الشهر نفسه، اعتذرت الشركة "عن السلوك المروع الذي تعرض له كثر".
ماسك المشتبه به
في مايو (أيار)، واجه "غروك" انتقادات لإدراجه موضوع "إبادة البيض" في جنوب أفريقيا، وهي نظرية مؤامرة يمينية متطرفة، في استفسارات غير ذات صلة. وبررت وقتها "إكس إيه آي" ذلك بأنه ناجم عن "تعديل غير مصرح به"، لرد غير مرغوب فيه.
وكان ماسك، المولود في جنوب أفريقيا، روج في وقت سابق لادعاء لا أساس له بأن قادة جنوب أفريقيا "يدفعون علانية نحو إبادة جماعية" للسكان البيض.
وعندما سأل الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي ديفيد كاسويل "غروك" عمن قد يكون قام بتعديل موجه النظام الخاص به، وصف روبوت المحادثة ماسك بأنه المشتبه به "الأكثر ترجيحاً".
ومع تقليص منصات التكنولوجيا اعتمادها على متقصي الحقائق البشريين، يلجأ مستخدموها بصورة متزايدة إلى برامج الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بما فيها "غروك"، للبحث عن إجابات موثوقة، لكن المعلومات التي تقدمها قد تكون في كثير من الأحيان مضللة.
ويقول باحثون إن "غروك" ارتكب أخطاء في السابق أثناء التحقق من معلومات متعلقة بأزمات أخرى، مثل الصراع بين الهند وباكستان في وقت سابق من العام الحالي، والاحتجاجات المناهضة للهجرة في لوس أنجليس.