Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش يحيد "الدعم السريع" بكردفان ومعلومات عن قرب فك حصار الفاشر

مصر تؤكد لرئيس الوزراء السوداني دعمها الكامل للحفاظ على مؤسسات الدولة

لاجئون سودانيون يتجمعون أمام مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العاصمة الليبية طرابلس (أ ب)

ملخص

تبادل الجيش و"الدعم السريع" القصف المدفعي بينهما داخل مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، خصوصاً في المحورين الجنوبي الغربي والشمالي للمدينة، في وقت أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن الأوضاع الإنسانية والعسكرية المتدهورة في الفاشر ستنتهي قريباً جداً.

تمكن الجيش السوداني من وقف تقدم قوات "الدعم السريع" وتحييد تحركات عناصرها في محاور القتال بكردفان، وذلك بعدما شن طيرانه أمس الخميس غارات جوية مكثفة ومركزة استهدفت متحركات ومواقع "الدعم السريع" في المناطق الغربية من محلية أبوزبد بولاية غرب كردفان، مما أسفر عن تدمير عشرات العربات القتالية ووقوع خسائر كبيرة في الأرواح. كما نفذ طيران الجيش، بحسب مصادر عسكرية، ضربات جوية "موجعة" على مواقع وتجمعات لـ"الدعم السريع" في منطقتي بيسم وأبو حراز الواقعتين غرب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، فضلاً عن استهداف أرتال عسكرية لتلك القوات بجنوب الأبيض ومنطقة الخوي بولاية غرب كردفان.
وأشار المصدر إلى أن القصف الجوي أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، جرى نقل بعضهم إلى مستشفى الأبيض التعليمي لتلقي العلاج.
ومع اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، شهدت ولايات كردفان الثلاث (جنوب وشمال وغرب) مواجهات عسكرية دامية بين طرفي الصراع، مما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى المدنيين جراء القصف العشوائي المتبادل.
ومنذ الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي، تحاول قوات "الدعم السريع" فرض سيطرتها الكاملة على الأبيض، فيما يواصل الجيش السوداني حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية في المنطقة.
وتتمتع هذه المدينة بموقع استراتيجي في غرب البلاد، إذ تضم أكبر سوق لمحصول الصمغ العربي على مستوى العالم، إلى جانب أسواق أخرى للمحاصيل والماشية، كما ترتبط بطريق الصادرات الذي يربط بين ولايات غرب السودان.

تمويل وتسليح

في محور دارفور، تبادل الجيش و"الدعم السريع" القصف المدفعي بينهما داخل مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، خصوصاً في المحورين الجنوبي الغربي والشمالي للمدينة، في وقت أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن الأوضاع الإنسانية والعسكرية المتدهورة في الفاشر ستنتهي قريباً جداً، في إشارة إلى قرب إنهاء الحصار الذي تفرضه "الدعم السريع" على المدينة منذ أبريل 2024. ورأى مناوي في منشور عبر صفحته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي أن "ما يجري في الفاشر هو نتيجة لمؤامرات دولية خطرة تهدف إلى تمزيق وحدة السودان"، متهماً "الدعم السريع" بتلقي تمويل وتسليح من جهات خارجية، بما يشمل مركبات مدرعة وطائرات مسيرة ومرتزقة من أكثر من 12 دولة.
في الأثناء، شكا سكان مدينة الفاشر صعوبات متزايدة تعرقل مغادرتهم المدينة، أهمها ارتفاع كلفة السفر، وغياب المسارات الآمنة، ومخاوف التعرض للانتهاكات من قوات "الدعم السريع".
وبين القيادي في أحد التجمعات الأهلية بمدينة الفاشر عبدالرحمن إسحاق أن هناك مخاوف من سكان المدينة لتعرضهم لانتهاكات أثناء مغادرتها، خصوصاً باتجاه الشمال الغربي، إذ حفرت "الدعم السريع" خنادق عميقة للحد من تسلل السكان، وفرضت بوابات خاصة للخروج، مما يعرضهم للاعتقال أو حتى القتل.
ولفت إسحاق إلى أن "كلفة السفر تضاعفت بصورة غير معقولة، إذ ارتفعت أجرة التنقل بعربة كارو من الفاشر إلى حلة الشيخ، من 40 ألفاً (13 دولاراً) إلى 100 ألف جنيه (32 دولاراً). ومن حلة الشيخ إلى قرني 100 ألف جنيه، ومن قرني إلى كورما 100 ألف جنيه إضافية للفرد الواحد".
وتعد قرية قرني، الواقعة على الطريق الرابط بين الريف الشمالي ومدينة الفاشر، نقطة رئيسة لخروج المواطنين وتوريد التموين للمدينة.
وكان عضو المجلس الرئاسي لتحالف "تأسيس" الطاهر حجر، نفى وقوع الفاشر تحت الحصار، مؤكداً في منشور على صفحته الرسمية على "إكس" أن الفاشر لا تعيش حصاراً بالمعنى الحقيقي، وأن هناك جهات تؤمن خروج المدنيين بدعم من قوات "تأسيس".
كما دعا رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي الهادي إدريس سكان الفاشر لمغادرة المدينة، مشيراً إلى وجود قوات "تأسيس" في منطقة قرني لتأمينهم وتوفير ممرات آمنة لهم.
وتسببت الحرب وحالة الحصار بنزوح أكثر من 782 ألف شخص من مدينة الفاشر ومخيم زمزم، بحسب منظمة الهجرة الدولية. وتشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى وجود 300 ألف مدني لا يزالون محاصرين في المدينة، جرى تحويل مساعدات نقدية إلى 256 ألفاً منهم خلال يونيو (حزيران) الماضي.

وضع كارثي

إلى ذلك، حذرت "شبكة أطباء السودان" من الوضع الإنساني الكارثي في الفاشر التي ترزح تحت حصار خانق أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية والغذائية إلى مستويات غير مسبوقة.
ووصفت الشبكة في بيان لها الوضع في المدينة بأنه "كارثة إنسانية متكاملة الأركان"، مطالبة بتدخل دولي عاجل لإنقاذ المدنيين من الجوع والمرض والموت.
وأشار البيان إلى أن الفاشر وصلت إلى المرحلة الثالثة من مراحل انعدام الأمن الغذائي وفقاً للتصنيفات الدولية، وهي مرحلة ما قبل المجاعة، مما يعني أن السكان يعانون نقصاً حاداً في الغذاء قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات، خصوصاً بين الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن.
وأكدت الشبكة أن آلاف العائلات داخل المدينة لم تعد تجد ما تسد به رمقها، في ظل شح المواد الغذائية، وغياب أي إمكان لتوفير حاجاتها الأساسية من الغذاء أو المياه النظيفة، نتيجة الحصار الذي تفرضه "الدعم السريع"، إذ منع بصورة تامة دخول المساعدات والإمدادات الطبية إليها. ولفت البيان إلى تردي أوضاع القطاع الصحي، إذ تعاني المستشفيات والمراكز الصحية في الفاشر من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الحيوية، بما في ذلك المحاليل الوريدية والمضادات الحيوية، وحتى مستلزمات الجراحة الطارئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

انشقاق حركة مناوي

في غضون ذلك، شهدت "حركة تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي انقساماً داخلياً على وقع قرارات إعفاءات أصدرها الأخير في حق عدد من قيادات الصف الأول من دون الرجوع إلى المؤسسات التنظيمية، مما دفع عدداً من القادة البارزين إلى إعلان انشقاقهم عن الحركة وبدء ترتيبات لعقد مؤتمر عام لعزل مناوي واختيار قيادة جديدة.
وأشار بيان صادر عن مجموعة من القياديين المنشقين إلى أنهم بصدد "تكوين هيئة قيادية جديدة تسعى إلى تصحيح مسار الحركة وإعادتها لمبادئها الأساسية التي انطلقت من أجلها"، لافتين إلى أن "النهج الفردي الذي يتبعه مناوي بات يهدد وحدة الحركة وصدقيتها أمام قواعدها وجماهيرها".
ووقع على بيان الانشقاق كل من مساعد رئيس الحركة للشؤون القانونية محمود كورينا، والمستشار السياسي للحركة متوكل محمد موسى، والأمين السياسي للحركة الفاضل التجاني، ومسؤول المكاتب الخارجية بأوروبا عصام الحاج، ومدير مكتب رئيس الحركة عصام كتر.
وأكد الموقعون أنهم سيشرعون في عقد مؤتمر عام للحركة في أقرب وقت ممكن، بهدف انتخاب قيادة جديدة تكون أكثر تعبيراً عن المؤسسات القاعدية وقيم العمل الجماعي.
ويأتي هذا الانشقاق في سياق توتر داخلي ظل يتصاعد منذ إعلان مناوي انحيازه للجيش السوداني في الحرب الدائرة في البلاد، وهو ما اعتبره بعض قادة الحركة تخلياً عن التزامها السابق بالحياد ودورها كقوة سلام في إقليم دارفور، خصوصاً بعد توقيع اتفاق جوبا للسلام في عام 2020.


دعم مصري للسودان

خارجياً، أكدت مصر دعمها الكامل للمساعي الرامية إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، رافضة أي تهديد لوحدة السودان وسلامة أراضيه، فيما اتفق الجانبان على تعزيز العلاقات المشتركة.
جاء ذلك عقب زيارة رئيس مجلس الوزراء السوداني كامل إدريس إلى القاهرة، على رأس وفد رفيع المستوى، ضم وزراء الخارجية والثقافة والإعلام والسياحة، عقد خلالها جلسة محادثات رسمية ناقشت أطر ومشاريع التعاون بين البلدين في المرحلة المقبلة، كما بحث الوزراء من الجانبين في اجتماعات ثنائية المقترحات والبرامج التفصيلية للتعاون بين الوزارات النظيرة. وأبدى الجانب السوداني تطلعه واستعداده للعمل المشترك، بما يخدم أهداف تعزيز العلاقة والوصول بها إلى آفاق أرحب.
وبحسب البيان المشترك، فإن الجانبين ناقشا تطوير التعاون في مجال الاستثمار والفرص المتاحة للشركات المصرية للاستثمار في عدد من المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية للسودان، لا سيما مع استشرافه مرحلة إعادة الإعمار.
كما أعرب الجانب السوداني عن تطلعه لترقية التعاون في مجال مكافحة الأمراض وزيادة عدد القوافل الطبية المصرية المتخصصة، وتقديم برامج لدعم قدرات الكوادر الصحية السودانية، بما يعزز عملية إعمار القطاع الصحي في السودان.
وأشار البيان إلى اتفاق الجانبين على قيام الجهات المعنية في البلدين بالتشاور من أجل بلورة مذكرة تفاهم حول تسجيل الدواء المصري في السودان، فضلاً عن بحث قضايا الأمن الإقليمي وسبل تعزيزه واستدامته، إذ أكد الجانبان ضرورة استدامة التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا المرتبطة بالأمن الإقليمي، لا سيما في منطقة البحر الأحمر.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات