Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دخول الرسوم الجمركية الأميركية على البرازيل حيز التنفيذ مع فسحة إعفاءات

لولا دا سيلفا يتعهد الدفاع عن مصالح بلاده ويقول إنه لا ينوي التحدث إلى ترمب... والصين تدعم برازيليا في مقاومة "سلوك الاستقواء"

برازيليون يتظاهرون دعماً للرئيس السباق بولسونارو الموضوع تحت الإقامة الجبرية، في 5 أغسطس الحالي في العاصمة برازيليا (أ ب)

ملخص

ارتفعت التعريفات الأميركية على مروحة واسعة من الواردات البرازيلية إلى الولايات المتحدة من 10 إلى 50 في المئة، على رغم أن الحزمة الجديدة تتضمن إعفاءات واسعة على منتجات مثل عصير البرتقال وقطاع الطيران المدني، مما سيسهم في التخفيف من وقع الرسوم.

 قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لسيلسو أموريم المستشار الخاص للرئيس البرازيلي اليوم الأربعاء خلال اتصال هاتفي إن الصين تدعم البرازيل في مقاومة "سلوك الاستقواء" المتمثل في فرض رسوم جمركية مفرطة.
وذكر بيان صادر عن الخارجية الصينية أن الوزير وانغ قال إن الصين تدعم البرازيل في حماية حقوقها الخاصة وتعارض التدخل الخارجي "غير المعقول" في الشؤون الداخلية للبرازيل، دون أن يذكر الولايات المتحدة مباشرة.

وبدأت الولايات المتحدة في وقت سابق اليوم الأربعاء فرض رسوم جمركية جديدة على عدد من المنتجات البرازيلية المستوردة، مع مواصلة الرئيس دونالد ترمب حملة الضغط على خلفية محاكمة حليفه اليميني والرئيس السابق للبلاد جايير بولسونارو.
وبموجب ذلك، ارتفعت التعريفات على مروحة واسعة من الواردات البرازيلية إلى الولايات المتحدة من 10 إلى 50 في المئة، على رغم أن الحزمة الجديدة تتضمن إعفاءات واسعة على منتجات مثل عصير البرتقال وقطاع الطيران المدني، مما سيسهم في التخفيف من وقع الرسوم.

لولا لمواجهة ترمب

وكان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قال أمس الثلاثاء إن بلاده ستستخدم الموارد المتاحة كافة، بما في ذلك منظمة التجارة العالمية، للدفاع عن مصالحها. وصرح دا سيلفا خلال فعالية في مدينة برازيليا بأنه لن يجري اتصالاً بالرئيس الأميركي بسبب عدم وجود رغبة لدى نظيره في الحديث، ووصف اليوم الذي فرضت فيه الرسوم الجمركية بأنه "الأكثر مدعاة للأسف" في العلاقات بين البلدين.
وبينما أكد نائب الرئيس البرازيلي جيرالدو ألكمين في تصريحات صحافية سابقة أن التعرفات الجديدة ستطال نحو 36 في المئة فقط من صادرات البرازيل إلى الولايات المتحدة، أشار محللون إلى أنها ستشمل منتجات رئيسة مثل القهوة ولحم البقر والسكر.


محاكمة بولسونارو

وأصدرت إدارة ترمب الأسبوع الماضي أمراً تنفيذياً بفرض التعريفات الجديدة على البرازيل، منتقدة المسؤولين في البلاد على خلفية "التهم الجنائية غير المبررة" الموجهة إلى بولسونارو، في إشارة إلى محاكمة الرئيس السابق بتهمة تدبير محاولة انقلاب.
وأمر قاض في المحكمة العليا البرازيلية أول من أمس الإثنين بوضع بولسونارو قيد الإقامة الجبرية، لانتهاكه قراراً يمنعه من نشر أية تصريحات على وسائل التواصل الاجتماعي في إطار محاكمته. ويتهم الرئيس السابق بمحاولة منع تنصيب الرئيس اليساري الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بعدما هزمه الأخير في انتخابات عام 2022، وهو يواجه عقوبة يمكن أن تصل إلى السجن لفترة طويلة.

البيت الأبيض ينتقد سياسات البرازيل

وأشار البيت الأبيض كذلك إلى "سياسات وإجراءات البرازيل غير العادية والاستثنائية التي تضر بالشركات الأميركية، والحق في حرية التعبير للمواطنين الأميركيين والسياسة الخارجية الأميركية والاقتصاد الأميركي"، معتبراً أن الخطوات والسياسات الراهنة للحكومة البرازيلي الحالية تهدد اقتصاد الولايات المتحدة وأمنها القومي وسياستها الخارجية.
وتعهد الرئيس البرازيلي الدفاع عن "سيادة" بلاده، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة فرض الرسوم الجديدة، إضافة إلى عقوبات على القاضي في المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس.
وندد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا عقب اجتماعه في واشنطن ونظيره الأميركي ماركو روبيو أواخر يوليو (تموز) الماضي، بـ"تدخل غير مقبول في السيادة الوطنية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إعفاءات واسعة


على رغم ذلك، لفت خبراء إلى وجود إعفاءات واسعة من الرسوم الجديدة، وأشارت الخبيرة في الشؤون البرازيلية بالمجلس الأطلسي فالنتينا صادر إلى قرابة 700 إعفاء من التعريفات، وقالت في مذكرة بحثية صدرت أخيراً "التعريفات ليست جيدة، لكن كان المتوقع أن تكون أسوأ"، متوقعة أن يتمكن الاقتصاد البرازيلي "من تحمل الرسوم" الأميركية الجديدة. وأضافت لوكالة الصحافة الفرنسية أنه "يبدو أن الحكومة تنظر في دعم بعض القطاعات الأكثر تأثراً (بالتعريفات الجديدة)، لكن قد نرى محاولة من البرازيل لتعزيز أسواق صادراتها".
وتأتي زيادة الرسوم الجمركية على الواردات البرازيلية، عشية رفع الولايات المتحدة التعريفات على عشرات الاقتصادات في العالم، من الاتحاد الأوروبي إلى تايوان، مع مواصلة ترمب حربه التجارية وسعيه إلى إعادة رسم خريطة التجارة العالمية.
ومن غير المتوقع أن تتراجع التوترات بين الولايات المتحدة والبرازيل خلال وقت قريب، خصوصاً عقب القرار القضائي بوضع بولسونارو قيد الإقامة الجبرية.
وأوضح القاضي أن بولسونارو (70 سنة) انتهك مجدداً القيود المفروضة عليه بنشره تصريحات تناقلها أنصاره على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد الأحد الماضي. والرئيس السابق مجبر على وضع سوار إلكتروني، والبقاء في المنزل خلال المساء وعطل نهاية الأسبوع، وهو ممنوع من النشر على وسائل التواصل.
وأثارت حملة الضغط التي يشنها ترمب غضب عدد من البرازيليين، لكنها زادت من شعبيته لدى قاعدة المناصرين المحافظين للرئيس اليميني السابق.
وقالت الباحثة صادر من المجلس الأطلسي "لم يتقبل البرازيليون ما يعدونه تدخلاً واضحاً في الشؤون الداخلية والسلطة القضائية المستقلة"، وأضافت "كان لولا حازماً في أن الحكومة منفتحة على الحوار والمفاوضات، ولكن ليس على التدخل الأجنبي في الشؤون البرازيلية"، مشددة على أن "السيادة البرازيلية ليست موضع نقاش".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار