Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بيوت عزاء منفذي العمليات في القرى الفلسطينية ممنوعة بأمر إسرائيلي

الهدف محاولة ردعهم عن تنفيذ هجمات مماثلة والتضييق على الحاضنة الشعبية

فلسطينيون محرومون من إقامة بيوت عزاء لمنفذي العمليات ضد المستوطنين (اندبندنت عربية)

ملخص

يعمل الجيش الإسرائيلي على تفريق المشاركين في العزاء بالقوة من خلال إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية داخل بيوت العزاء.

هناك من يعد أن الهدف من منع إقامة بيت عزاء لعادل الهذالين "منع وصول المتضامين الأجانب والناشطين الإسرائيليين المناهضين للاحتلال الإسرائيلي".

حتى قبل تسليم جثمانه المحتجز في مستشفى سوروكا الإسرائيلي، اقتحم الجيش الإسرائيلي بيت عزاء عودة الهذالين ومنع إقامة العزاء، في سياسة إسرائيلية ممنهجة تسعى من ورائها إلى "عزل رموز المقاومة اجتماعياً، والتضييق على حاضنتها الشعبية في محاولة للقضاء على فكرة المقاومة".

وأقام أهالي قرية أم الخير في مسافر يطا جنوب الخليل بيت عزاء للناشط ضد الاستيطان عودة الهذالين في المركز المجتمعي في القرية، وهو المكان نفسه الذي قتل فيه برصاص مستوطن إسرائيلي الثلاثاء الماضي.

"سياسة ممنهجة"

لكن الجيش الإسرائيل فض بيت العزاء مرات عدة خلال الليالي الماضية، واعتقل 14 شخصاً من أفراد عائلة الهذالين بعد إعلانه القرية منطقة عسكرية مغلقة.

واشترطت إسرائيل على عائلة الهذالين عدم إقامة بيت عزاء لابنها في القرية، وعدم دفنه في القرية مقابل تسليم جثمانه، وهو ما رفضته العائلة.

وعدت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أن "عودة الهذالين كان صوتاً للنضال السلمي ضد التهجير، وأن قتله الموثق يجب أن يقابل بمحاسبة صارمة لا بإخلاء سبيل قاتله".

ولم يكن اقتحام الجيش الإسرائيلي بيت عزاء الهذالين حدثاً منفرداً، لكنه سياسة ممنهجة تستهدف بيوت عزاء "منفذي الهجمات ضد الإسرائيليين، ورموز المقاومة السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي"، بحسب ناشطين.

وتقتحم تلك القوات مراكز المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وتفض بالقوة بيوت عزاء منفذي الهجمات في "محاولة لمنع التعزية بهم وعزلهم اجتماعياً".

ورغم أن اقتحام بيوت عزاء الضحايا الفلسطينيين بدأ في مدينة القدس، فإن باقي مدن وقرى الضفة الغربية لم تكن بعيدة من ذلك.

وبقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية التي يطلقها داخل بيوت العزاء، يعمل الجيش الإسرائيلي على تفريق المشاركين في العزاء بالقوة.

منع وصول المتضامين

وعد رئيس مجلس قروي مسافر يطا نضال أبوعرام أن منع إقامة بيت عزاء لعادل الهذالين يهدف إلى "منع وصول المتضامين الأجانب والناشطين الإسرائيليين المناهضين للاحتلال الإسرائيلي".

وبحسب أبوعرام، فإن السلطات الإسرائيلية ترفض إقامة بيت عزاء الهذالين في المركز المجتمعي الذي يعد مقراً للمناسبات والفعاليات في أم الخير، بدعوى "قربه من مستوطنة كرمئيل".

ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي يؤاف اشتيرن أن منع إقامة بيت عزاء للهذالين في أم الخير يستهدف "القضاء على الوجود الفلسطيني في مسافر يطا بظل الصراع على تلك المنطقة".

وأشار إلى أن "اقتحام الجيش الإسرائيلي بيوت عزاء منفذي الهجمات تهدف من ورائه إسرائيل إلى محاولة ردع الفلسطينيين عن تنفيذ هجمات مماثلة، وإظهار القوة الإسرائيلية في وجه الفلسطينيين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع أن ظاهرة اقتحام بيوت العزاء تصاعدت بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لكنها تعود إلى أعوام وعقود ماضية، في محاولة إسرائيلية إلى "عزل فكرة المقاومة المسلحة ضدها اجتماعياً".

وبحسب الباحث في الشؤون الإسرائيلية عماد أبوعواد، فإن إسرائيل تعمل على "ترسيخ في الذهن الفلسطيني بأن مواجهة إسرائيل لها ثمن مكلف، وحتى في الأمور البسيطة، ومن ثم يبدأ الفلسطينيون في إعادة النظر في الاستمرار بالمقاومة المسلحة ضد إسرائيل"؟

وأوضح أن "مظاهر العزاء لمنفذي عمليات ضد إسرائيل تعطي نفساً مقاوماً للفلسطينيين، لأن فيها نوعاً من التكريم والاحتفاء بهؤلاء".

ولفت أبوعواد إلى أن "إسرائيل تسعى من خلال سياسة هدم منازل منفذي الهجمات ومنع بيوت عزائهم، إلى تدفيع العائلة الثمن، على أمل الحد من ظاهرة المقاومة".

انفجار متوقع

لكنه أكد أن تلك السياسة لا تؤتي ثمارها، فمع أن المواجهة المسلحة في حال تراجع بالضفة الغربية، لكن المستوى الفكري عند الفلسطينيين يرتفع باتجاه المواجهة بخاصة في ظل سلوك المستوطنين الاحتلال الضاغط بشكل كبير".

وأضاف أبوعواد أن "الانفجار في الضفة الغربية سيكون صاعقاً، وهو ما تدركه أجهزة الأمن الإسرائيلية، إذ إن محاولة إسرائيل القضاء على المقاومة عبر ردع الفلسطينيين سرعان ما سينتهي مفعوله".

ويرى المحلل السياسي جهاد حرب أن "إجبار الفلسطينيين على منع إقامة بيوت العزاء للمقاومين يهدف إلى خلق انطباع بأنهم لا يحظون بمكانة اجتماعية أو حاضنة شعبية بين الفلسطينيين".

وبحسب حرب، فإن بيوت العزاء "جزء من ثقافة الشعب الفلسطيني لتكريم الضحايا والتضامن المجتمعي".

لكن حرب أوضح أن إسرائيل تعمل على "تدفيع الفلسطينيين ثمن العمليات المقاومة عبر هدم منازلهم، وسحب تصاريح العمل في إسرائيل من أقارب منفذي الهجمات المسلحة".

 ووفق حرب، فهناك ترابط بين العقوبات الاجتماعية بمنع بيوت العزاء والعقوبات المادية، فكلاهما يستهدف ردع الفلسطينيين عن مواصلة المقاومة السلمية وحتى المسلحة".

و"يعد منع العائلة من إقامة بيت عزاء محاولة للضغط على المستوى النفسي عليها، لكي تشعر بغياب التضامن المجتمعي معها، وبأنها منبوذة بسبب سلوك ابنها" وفق حرب.

إلا أن حرب استدرك بأن إسرائيل "لم ولن تنجح في دفع الفلسطينيين للتراجع عن النضال والمقاومة المسلحة، حيث يرى البعض من الفلسطينيين ذلك جزءاً من الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون في مواجهة الاحتلال".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير