Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مراكز المساعدات في غزة تتحول "مصيدة للموت" وتحصد 1373 روحا

ألمانيا وفرنسا تشاركان في إسقاط الإمدادات جواً وويتكوف في القطاع لمعاينة الوضع ميدانياً

ملخص

أعلن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مقتل 1373 فلسطينياً منذ أواخر مايو أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في غزة، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي. واتهمت "هيومن رايتس ووتش" إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب ووصفت نظام توزيع المساعدات بأنه "مصيدة موت". ميدانياً، قُتل 11 فلسطينياً اليوم، بينهم أطفال، في غارات إسرائيلية. في المقابل، بدأت فرنسا وألمانيا بإرسال مساعدات جوية، وسط دعوات دولية لضمان وصول الإغاثة.

 

أعلن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، أن 1373 فلسطينياً قُتلوا، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم المساعدات في قطاع غزة الذي يعاني سكانه من نقص حاد في الغذاء منذ أواخر مايو (أيار).

وأفاد مكتب الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية في بيان، بأنه "في المجمل، منذ 27 مايو، قُتل ما لا يقل عن 1373 فلسطينياً أثناء محاولتهم الحصول على طعام، 859 منهم في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية (التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل) و514 على طول مسارات قوافل الغذاء". وأضاف أن "معظم عمليات القتل هذه ارتكبها الجيش الإسرائيلي".

في السياق، أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير نُشر اليوم، بأن القوات الإسرائيلية أقامت نظاماً "عسكرياً معيباً" لتوزيع المساعدات في غزة، مما حوّل العملية إلى "حمام دم" و"مصيدة للموت".

وجاء في التقرير إن "عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب". وأضافت المنظمة، "الوضع الإنساني الكارثي (في غزة) هو نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل للتجويع سلاح حرب - وهو جريمة حرب - فضلاً عن عرقلتها المتعمدة والمستمرة لدخول المساعدات الإنسانية وتأمين الخدمات الأساسية".

وتابعت "هيومن رايتس"، "وقعت حوادث أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا بشكل شبه يومي في مراكز توزيع المساعدات الأربعة التي تديرها" مؤسسة غزة الإنسانية.

11 قتيلاً

ميدانياً، أفاد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، بأن 11 فلسطينياً قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي اليوم، بينهم إثنان قرب نقطة لتوزيع المساعدات في جنوب القطاع.

ومع مواصلة سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على قطاع غزة المدمر، قال بصل لوكالة الصحافة الفرنسية إن تسعة فلسطينيين قتلوا وأصيب نحو 20 آخرين من بينهم أطفال، في غارتين إسرائيليتين فجر اليوم.

وقال بصل إن خمسة منهم قُتلوا "جراء غارة جوية استهدفت خيام النازحين في منطقة طبريا" في المواصي جنوب غربي خان يونس. وقتل أربعة آخرون في غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية و"استهدفت سيارة مدنية" في وسط مدينة دير البلح، وسط القطاع.

وأضاف المتحدث أن المسعفين نقلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس قتيلين وأكثر من 70 إصابة بنيران الجيش الإسرائيلي من بينهم عدد من الأطفال، من منتظري المساعدات قرب محور موراج الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية، بين خان يونس ورفح في جنوب القطاع.

وأصيب 14 شخصاً أثناء انتظار المساعدات قرب مركز توزيع بالقرب من جسر وادي غزة وسط القطاع، بحسب مسعفين.

ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الجيش الإسرائيلي إنه غير قادر على تأكيد الغارات من دون إحداثيات محددة.

وذكر شهود عيان أن آلاف الأشخاص تجمعوا منذ الفجر في الطرقات المؤدية إلى مراكز ونقاط توزيع المساعدات في جنوب القطاع ووسطه.

ويتكوف في غزة

في الأثناء، وصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، اليوم الجمعة، إلى مركز مساعدات في رفح بقطاع غزة، يرافقه السفير الأميركي في تل أبيب، لمعاينة الوضع على الأرض ولقاء سكان القطاع، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الجمعة أنه يريد "التأكد من حصول الناس على الطعام".

بالتزامن، قال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في بلدات إسرائيلية قريبة من غزة، ما دفعه لإطلاق صاروخ اعتراضي باتجاه مصدر تهديد مشتبه فيه. وأكد الجيش في وقت لاحق أن الإطلاق نجم عن إنذار كاذب، ولم يجرِ رصد أي تهديد.

وهذه ثاني زيارة معلنة لويتكوف إلى غزة بعد أن زار القطاع في يناير (كانون الثاني)، خلال وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" بقي سارياً حتى الـ18 من مارس (آذار)، حين استأنفت إسرائيل هجومها.

 

إسقاط المساعدات جواً

قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الجمعة إن باريس سترسل أربع رحلات جوية محملة بعشرة أطنان من المساعدات الإنسانية إلى غزة من الأردن. وقال بارو لشبكة "فرانس إنفو"، إن "هذه مساعدات طارئة، لكنها لا تزال غير كافية" في مواجهة هذا الوضع المروع.

بدورها، قالت وزارة الدفاع الألمانية اليوم إن الجيش بدأ في إسقاط إمدادات إغاثة فوق قطاع غزة، بدايةً عبر رحلتين جويتين لسلاح الجو تحملان نحو 14 طناً من الإمدادات.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، "لا يمكن للرحلات الجوية أن تقدم سوى مساهمة صغيرة جداً في تزويد المتضررين على الأرض بالضروريات الأساسية"، مضيفاً أنه يتوقع من إسرائيل "ضمان دخول إمدادات إنسانية شاملة" لسكان القطاع.

وذكرت وزارة الخارجية الألمانية أن برلين تعهدت أيضاً بتقديم دعم إضافي بقيمة خمسة ملايين يورو (5.70 مليون دولار) لبرنامج الأغذية العالمي في غزة.

معاينة أميركية للميدان

وبعد 22 شهراً من الحرب ضد "حماس"، بات قطاع غزة المحاصر والمدمر مهدداً بـ"مجاعة شاملة" بحسب الأمم المتحدة، وخصوصاً أنه يعتمد في صورة أساس على مساعدات إنسانية تنقلها شاحنات أو يجري إلقاؤها من الجو.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن ويتكوف والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي "سينتقلان إلى غزة لمعاينة المواقع الحالية لتوزيع" المساعدات، وبهدف وضع "خطة لتسليم مزيد من الغذاء" لسكان القطاع الذين يواجهون "مجاعة شاملة"، بحسب الأمم المتحدة.

وأوضحت المتحدثة أنهما "سيلتقيان (هناك) سكاناً في غزة للاستماع منهم بصورة مباشرة إلى ما يقولونه عن هذا الوضع الرهيب"، وأضافت أن "الموفد والسفير سيعرضان للرئيس حصيلة (ما قاما به) فوراً بعد زيارتهما، بهدف الموافقة على خطة نهائية لتوزيع المساعدة والغذاء في المنطقة".

والتقى ويتكوف الخميس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل ضغط دولي غير مسبوق من عدد متنام من الدول التي تعهدت الاعتراف بدولة فلسطين.

وتؤكد مصادر فلسطينية أن القتلى الذين يسقطون بالنيران أو القصف الإسرائيلي باتوا يومياً بالعشرات، وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 38 فلسطينياً أمس الخميس.

ترمب: على "حماس" الاستسلام

في القطاع الفلسطيني الذي تتهدده المجاعة، تتسبب عمليات إلقاء المساعدات من الجو بفوضى، والخميس في الزوايده (وسط)، وعند رصدهم مساعدات ألقتها طائرة بواسطة مظلات، هرع عشرات من الفلسطينيين نحو موقع سقوطها، وقد سجل تدافع وتناتش للشحنات، وفق لقطات لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال أمير زقوت، الذي كان ينتظر المساعدات، إن "الجوع قلب الناس ضد بعضهم بعضاً، الناس يتقاتلون بالسكاكين".

وصباح أمس الخميس، أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية بأن ثلاجة مستشفى الشفاء في شمال غزة كانت تضيق بعشرات الجثث التي تعود غالبيتها لرجال قضوا الأربعاء بالرصاص، فيما كانوا ينتظرون شاحنات تنقل مساعدات، بحسب عائلاتهم.

وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب صباحاً على منصته "تروث سوشال"، أن "الوسيلة الأسرع لوضع حد للأزمة الإنسانية في غزة هي أن تستسلم حماس وتفرج عن الرهائن".

وكان ترمب أعرب عن قلقه بداية هذا الأسبوع من "مجاعة حقيقية" في غزة، في موقف لا يتقاطع إلى حد بعيد مع حليفه نتنياهو.

وقبيل وصول الموفد الأميركي، تظاهر عشرات من الأمهات وأقرباء الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى "حماس" أمام مكتب رئيس الوزراء.

وكرر المتظاهرون مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالتوصل إلى "اتفاق شامل" يضمن الإفراج عن 49 رهينة لا يزالون في غزة، بينهم 27 أعلن الجيش الإسرائيلي وفاتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فيديو لرهينة

مساء الخميس، نشر الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فيديو لرهينة إسرائيلي خطف في الهجوم، وأكدت عائلته أنه روم براسلافسكي وهو شاب إسرائيلي - ألماني يبلغ من العمر 21 سنة.

وفي هذا المقطع المصور الذي تتجاوز مدته ست دقائق، يتكلم الرهينة بالعبرية معرفاً عن نفسه ومطالباً الحكومة الإسرائيلية بالتحرك للإفراج عنه، وتعذر على وكالة الصحافة الفرنسية التأكد من صحة الفيديو وكذلك من تاريخ تصويره.

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنته "حماس" على جنوب إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد يستند إلى أرقام رسمية.

ومن بين 251 رهينة جرى احتجازهم خلال الهجوم، لا يزال 49 في غزة، 27 منهم يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قضوا.

وأعلنت وزارة الصحة التي تديرها "حماس" ارتفاع حصيلة قتلى العملية العسكرية الإسرائيلية الانتقامية إلى 60249 شخصاً.

وأوردت الوزارة أيضاً أن 9081 شخصاً قتلوا منذ استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع في الـ18 من مارس (آذار) الماضي، فيما ارتفع عدد القتلى من منتظري المساعدات إلى 1330.

"عزلة إسرائيل"

وأمس الخميس قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، بعيد لقائه مسؤولين إسرائيليين في القدس، إن "الكارثة الإنسانية" في غزة "تفوق الخيال".

وشدد على أن إسرائيل "ملزمة أن ترسل على نحو سريع وآمن مساعدات إنسانية وطبية كافية، لتجنب وفيات جماعية في إطار مجاعة".

وقبيل توجهه إلى إسرائيل، حذر الوزير الألماني تل أبيب، وقال إنها "تجد نفسها بصورة متزايدة ضمن الأقلية"، وقال إن "عدداً متزايداً من الدول الأوروبية بات مستعداً للاعتراف بدولة فلسطينية من دون مفاوضات مسبقة".

وألمانيا من أقرب الحلفاء الدبلوماسيين لإسرائيل، إلا أن انتقاداتها لتل أبيب تزداد حدة على خلفية الحرب في غزة والأوضاع في الضفة الغربية المحتلة.

وتأتي الزيارتان بعد نحو أسبوعين من فشل مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس"، ترعاها الولايات المتحدة وقطر ومصر، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية الأحد إيقافاً محدوداً للعمليات العسكرية للسماح بإيصال المساعدات إلى القطاع المنكوب، حيث يعيش 2.4 مليون فلسطيني.

دولة فلسطين

أعلنت البرتغال الخميس أنها "تعتزم" الاعتراف بدولة فسطين، خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وكانت كندا أعلنت أول أمس الأربعاء نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، محتذية بما سبق أن أعلنته فرنسا والمملكة المتحدة.

والاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة يبقى خطوة رمزية إلى حد كبير، مع رفض إسرائيل قيام دولة يتطلع إليها الفلسطينيون.

ونددت إسرائيل بـ"حملة ضغط دولية مشوهة" غايتها "مكافأة حماس، والإضرار بالجهود الهادفة إلى التوصل لوقف النار في غزة".

ودانت الولايات المتحدة إعلان دول عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، وفرضت عقوبات على مسؤولين في السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينيتين، متهمة الأخيرتين باتخاذ خطوات "لتدويل نزاعهما مع إسرائيل" و"مواصلة دعم الإرهاب"، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية.

وأعرب ترمب عن "استيائه ومعارضته قادة فرنسا والمملكة المتحدة وكندا" في ما يتصل بالاعتراف بدولة فلسطين، وفق ما أفادت به المتحدثة باسمه كارولاين ليفيت الخميس.

ومنذ شنها هجوماً هدفه المعلن "القضاء" على "حماس" وتحرير الرهائن، تواجه الحكومة الإسرائيلية على ما يبدو صعوبات في اتخاذ قرار في شأن حل سياسي في غزة.

وفي هذا السياق يدعو الجناح الأكثر ردايكالية في الائتلاف الحكومي إلى استئناف الاستيطان في غزة، التي أخليت في 2005 من المستوطنين في انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أن الفرقة 98 المؤلفة من وحدات مظليين وكوماندوس من قوات النخبة انسحبت من شمال غزة، للاستعداد لـ"مهمات جديدة".

وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمقتل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في عملية سرية إسرائيلية في إيران في الـ31 من يوليو (تموز) 2024، نشرت "حماس" بياناً أكدت فيه "المضي على نهج هنية"، والتزامها "الجهاد حتى النصر أو الشهادة".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط