ملخص
حافظت الحكومة التي يقودها الجيش على اعتراف دولي كبير منذ اندلاع الصراع بينه وبين قوات "الدعم السريع" في أبريل (نيسان) 2023 على رغم اضطرارها للانتقال إلى بورتسودان على البحر الأحمر بسبب القتال.
أعلن ائتلاف سوداني بقيادة قوات الدعم السريع شبه العسكرية اليوم السبت تشكيل حكومة موازية في خطوة عارضها الجيش بشدة وقد تدفع البلاد نحو مزيد من التقسيم مع استمرار الحرب الدائرة منذ عامين.
وقالت مصادر شبه عسكرية وسياسيون داعمون للحكومة الموازية التي شكلتها قوات "الدعم السريع" في السودان، لوكالة "رويترز"، إن هذه الحكومة تهدف إلى انتزاع الشرعية الدبلوماسية من منافستها التي يقودها الجيش، فضلاً عن تسهيل الحصول على أسلحة متطورة.
وقد يؤدي هذا التحرك إلى إطالة أمد الحرب المدمرة، التي فقدت فيها "الدعم السريع" شبه العسكرية السيطرة على أراض خلال الفترة الماضية، والتي أدت إلى التقسيم الفعلي لثالث أكبر دولة في أفريقيا من جهة المساحة.
وسيرأس قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف أيضا باسم حميدتي، المجلس الرئاسي في الحكومة الموازية.
ووقعت قوات الدعم السريع وجماعات متحالفة معها في مارس (آذار) دستوراً انتقالياً يُرسي أسس دولة اتحادية علمانية مُقسمة إلى ثمانية أقاليم.
وتسيطر قوات الدعم السريع على مُعظم المناطق في غرب البلاد، مثل إقليم دارفور الشاسع وبعض المناطق الأخرى، لكن الجيش الذي استعاد أخيراً السيطرة على العاصمة الخرطوم يمنعها من الوصول إلى وسط السودان.
وحافظت الحكومة التي يقودها الجيش على اعتراف دولي كبير منذ اندلاع الصراع بينه وبين قوات "الدعم السريع" في أبريل (نيسان) 2023 على رغم اضطرارها للانتقال إلى بورتسودان على البحر الأحمر بسبب القتال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وندد الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بفكرة تشكيل قوات الدعم السريع حكومة مُوازية، وتعهد بمواصلة القتال لحين السيطرة على كامل السودان، الذي يُعاني من صراعات وانقلابات وفقر وجوع.
وفي فبراير (شباط)، اتفقت قوات الدعم السريع مع قادة جماعات متحالفة معها خلال اجتماع في كينيا على تشكيل حكومة من أجل "سودان جديد" في مسعى لتحدي شرعية الحكومة التي يقودها الجيش وتأمين واردات الأسلحة المُتطورة.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على دقلو، وهو أحد أكبر أثرياء السودان، بعدما اتهمته بارتكاب إبادة جماعية في وقت سابق من هذا العام.
وسبق أن تقاسم دقلو السلطة مع البرهان بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019. إلا أن انقلابا عسكرياً نفذه الطرفان عام 2021 أطاح بسياسيين مدنيين، مما أشعل فتيل حرب حول دمج القوتين خلال فترة انتقالية كانت تهدف لإرساء الديمقراطية.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات أيضا على البرهان في يناير (كانون الثاني) متهمة إياه بتفضيل الحرب على المفاوضات الرامية لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف.
وأدى الصراع إلى تدمير السودان وخلف أزمة إنسانية "غير مسبوقة" في البلاد، حيث تقول الأمم المتحدة إن نصف السكان يواجهون جوعا ومجاعة.