Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد مسيرة 12 عاما... كيف صعدت "بتكوين" إلى 120 ألف دولار؟

العملة المشفرة الأشهر بدأت على استحياء عام 2023 قبل أن تعتمد كبديل قوي للأسهم والسندات والعقارات والذهب

"بتكوين" وغيرها من العملات المشفرة تعد رموزاً رقمية تعمل من خلال شبكة "بلوكتشين" (أ ف ب)

ملخص

لا يحصل مالكو "بتكوين" على دخل أو عائد دوري كما هي الحال مع حاملي الأسهم أو السندات، وتنبع قيمة "بتكوين" من كونها عملة محدودة العرض، إذ ينص بروتوكولها البرمجي على ألا يتجاوز عدد العملات المتداولة 21 مليون وحدة.

قبل 12 عاماً، لم يكن يتخيل العالم أن تكون هناك عملة غير مألوفة وغير تقليدية لم تصدرها البنوك المركزية يمكن استخدامها لسداد المدفوعات أو الشراء والبيع بصورة فورية، أطلق عليها عملة مشفرة ظلت مجهولة الهوية حتى ارتاب الناس في استخدامها.

إلا أن المفاجأة كانت كبيرة، فسرعان ما دخلت هذه النوعية من العملات دائرة الاهتمام، وبدأ يتردد على ألسنة الناس العملة الأشهر من هذه النوعية وهي "بتكوين"، وخلال أسابيع معدودة قفز سعرها عام 2013 من 13 دولاراً إلى 747 دولاراً لعملة "بتكوين"، قبل أن يتطور الأمر خلال الأعوام التالية حتى سجل سعر العملة خلال الوقت الحالي حاجز الـ120 ألف دولار.

هل "بتكوين" بديل للذهب والعقارات؟

وكان السبب الرئيس وراء بقاء "بتكوين" كأصل يحظى بالاهتمام هو اعتمادها من قبل القطاع المالي التقليدي كبديل قوي للأسهم والسندات والعقارات والذهب.

وأسهم ازدياد عدد "مليونيرات بتكوين" في إثارة شهية كثر ممن يريدون اقتناص جزء من المكاسب، مما وضع مستشاري الاستثمار تحت ضغط متزايد لإتاحة فرصة التعرض لهذا الأصل الرقمي لعملائهم. وفرضت العملات المشفرة نفسها على المؤسسات المالية الكبرى، حتى اضطرت تلك المؤسسات إلى طرح صناديق "بتكوين" تُتداول في سوق الأوراق المالية خلال الوقت الحالي.

وعلى رغم ذلك، فإن وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى رئاسة الولايات المتحدة كان عاملاً حاسماً في دعم العملات المشفرة وعلى رأسها "بتكوين" بطبيعة الحال، إذ إن الكونغرس أقر حزمة من التشريعات بدفع مباشر من ترمب المؤيد للعملات المشفرة.

ما هي "بتكوين"؟

تعد "بتكوين" وغيرها من العملات المشفرة رموزاً رقمية تعمل من خلال شبكة "بلوكتشين"، وهي بمثابة سجل رقمي يستخدم لتوثيق المعاملات، ويعد رمز "بتكوين" المتداول اليوم هو العملة الرئيسة على شبكة "بلوكتشين"، وتعرف هذه الرموز بالعملات المشفرة لأنها تعتمد على تقنيات التشفير، إذ تشفر بطريقة تجعل من التزوير (التهديد الأكبر لأية عملة) أمراً مستحيلاً، ولهذا السبب يمكن لهذه العملات الاحتفاظ بقيمتها من دون الحاجة إلى أي ضمان من جهة مركزية مثل الحكومات.

تؤدي تقنية "بلوكتشين" الدور ذاته الذي يؤديه النظام المصرفي في حالة العملات التقليدية، إذ يتتبع حركة الأموال بين الأطراف المختلفة، بما يضمن عدم إنفاق المبلغ نفسه مرتين.

ويمكن تنفيذ معاملات "بتكوين" عبر مواقع إلكترونية أو تقنيات توفر محافظ إلكترونية ترفع بيانات المعاملة إلى الشبكة.

وتجمع المعاملات الجديدة في دفعة، ثم تبث إلى الشبكة للتحقق منها من قبل ما يعرف باسم "معدني بتكوين".

ماذا عن تعدين "بتكوين"؟

يستطيع أي شخص أن يصبح من معدني "بتكوين"، بشرط أن يمتلك حاسوباً فائق السرعة وكمية كبيرة من الكهرباء واستعداداً لحل الألغاز، إذ تُشفر بيانات المعاملات ضمن كل دفعة باستخدام خوارزمية لا يمكن فكها إلا من خلال عملية تخمين تعتمد على المحاولة والخطأ على نطاق واسع، إذ يسخر المعدنون قدرات حوسبة هائلة للتنافس على من يتمكن أولاً من حلها.

وعندما يتحقق من صحة الحل من قبل معدنين آخرين، تضاف البيانات إلى سلسلة مترابطة من كتل البيانات، ويكافأ المعدن بإصدار جديد من عملة "بتكوين"، وتضم كل كتلة بيانات ترتبط بكتل سابقة، مما يجعل من أية محاولة لإنفاق نفس العملة مرتين أمراً يتطلب مراجعة عدد كبير من الروابط في السلسلة.

ما الذي يمنح "بتكوين" قيمتها؟

لا يحصل مالكو "بتكوين" على دخل أو عائد دوري كما هي الحال مع حاملي الأسهم أو السندات، وتنبع قيمة "بتكوين" من كونها عملة محدودة العرض، إذ ينص بروتوكولها البرمجي على ألا يتجاوز عدد العملات المتداولة 21 مليون وحدة.

وفوق ذلك، ينخفض معدل إصدار "بتكوين" جديدة إلى النصف تقريباً كل أربعة أعوام، مما يؤدي إلى تباطؤ نمو المعروض بمرور الوقت، بصرف النظر عن الطلب.

ويرى مؤيدو "بتكوين" أن هذه الندرة تجعل منها بديلاً جذاباً للعملات التقليدية، التي قد تفقد قيمتها عندما تطبع البنوك المركزية مزيداً منها لتحفيز النمو الاقتصادي. وحتى الذهب، يمكن استخراج كميات إضافية منه وتنقيتها إذا أدى ارتفاع الطلب إلى زيادة الأسعار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يلجأ بعض العمال المهاجرين إلى استخدام "بتكوين" كوسيلة لتحويل الأموال إلى عائلاتهم في بلدانهم، وتستخدم أيضاً في شراء سلع غير قانونية عبر الإنترنت المظلم، أو من قبل مجرمين يمارسون غسل الأموال (على رغم أن هناك عملات مشفرة أخرى توفر مستويات أعلى من إخفاء الهوية مقارنة بـ"بتكوين"). ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من مالكي "بتكوين" اليوم ينظرون إليها كأصل يحتفظ به، وليس كعملة تستخدم في عمليات الشراء، كما أنهم يعتقدون أن ندرتها ستدفع سعرها نحو الارتفاع في المستقبل القريب.

لماذا لا تعد "بتكوين" عملية كعملة؟

يمكن أن تكون تسوية المعاملات باستخدام "بتكوين" بطيئة خلال فترات ازدحام شبكة "بلوكتشين" الخاصة بها، كما أن سعر "بتكوين" يتسم بتقلبات حادة، لذا يصعب التنبؤ بعدد التفاحات أو الأحذية أو سيارات لامبورغيني التي يمكنك شراؤها بها من أسبوع إلى آخر. وفي المقابل، لا تشهد العملات التقليدية مثل هذه التقلبات السعرية إلا في حالات الاضطرابات السياسية أو الاقتصادية.

ووفقاً لدراسة أجريت عام 2023، أشارت إلى أنه ليس هناك سوى دولار أميركي واحد فحسب، لكن "بتكوين" عليها منافسة عملات مشفرة أخرى في المعاملات التجارية، مثل "إيثريوم" و"دوج كوين"، كما أن ارتفاع رسوم الشبكة المرتبطة بـ"بتكوين" يجعلها غير عملية في المدفوعات الصغيرة.

وعلى رغم أن حكومة السلفادور اعتمدت "بتكوين" كعملة قانونية عام 2021، فإن نسبة المعاملات التي تسدد بها لا تتجاوز 4.9 في المئة".

لماذا تعد "بتكوين" استثماراً جذاباً؟

إلى جانب ما تتمتع به من ندرة في المعروض تعد "بتكوين" عملة ذات سيولة عالية، إذ يمكن شراؤها وبيعها عبر الحدود، كما لا يشترط امتلاك وحدة كاملة التي تجاوز سعرها 119 ألف دولار اعتباراً من منتصف يوليو (تموز) الجاري، إذ يمكن تقسيم كل وحدة وتداولها في صورة أجزاء.

تستمد "بتكوين" قيمتها اليوم من دورها المتصور كأداة تحوط كلية، وهذا يعني أنها أداة لتنويع المحافظ الاستثمارية لتقليل انكشافها على تقلبات الاقتصاد العالمي، والسياسات غير المتوقعة، والتضخم الذي قد يضعف القوة الشرائية للعملات التقليدية.

لماذا ارتفعت قيمة "بتكوين" عام 2025؟

باعتبارها العملة المشفرة الكبرى، تعد "بتكوين" مؤشراً إلى قوة سوق العملات المشفرة ككل، فقد شهدت العملة سلسلة من الانهيارات على مر الأعوام، كان أحدثها خلال عام 2022 عندما انهارت إحدى العملات المستقرة وتفككت منصة تداول العملات المشفرة "أف تي أكس"، مما تسبب في موجة إفلاسات داخل القطاع.

ودفعت هذه الأحداث بعض الحكومات المترددة إلى الاعتقاد أن الأخطار المرتبطة بالعملات المشفرة تفوق بكثير أية فوائد محتملة من تبنيها. وخلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، وصف البنك المركزي الأوروبي في منشور على مدونته تعافي "بتكوين" الجزئي بعد الانهيار بأنه "نفس أخير مصطنع قبل دخولها طريق التلاشي".

ومع ذلك، انتعشت "بتكوين" وبدأت تستقطب اهتماماً متزايداً من جانب بعض أكبر الفاعلين في القطاع المالي التقليدي.

هل "بتكوين" هي المستقبل من جديد؟

يأمل مؤيدو "بتكوين" اليوم أن تخفف قاعدتها المتزايدة من المؤسسات المالكة من تقلباتها الحادة، عبر دخولهم كمشترين طويلي الأجل خلال المرة المقبلة التي يصاب فيها المستثمرون الأفراد الأقل خبرة، والذين يتخذون قرارات سريعة، بالذعر ويضغطون على زر البيع.

لكن من غير المعتاد أن تسوق البنوك الكبرى لأصل معين بينما تعبر خلال الوقت نفسه عن قلق كبير تجاهه، فقد وصف الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان" جيمي ديمون "بتكوين" بأنها احتيال مبالغ فيه"، قائلاً إنه "سيغلق قطاع العملات المشفرة إذا كان بإمكانه ذلك"، وهذا العام، بدأ مصرفه قبول صناديق "بتكوين" المتداولة في البورصة كضمانات للقروض.

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية