ملخص
رحل الفنان اللبناني زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 سنة بعد صراع مع المرض من دون إيضاح مزيد من التفاصيل عن مرضه وطبيعته، وبخاصة أنه لا أخبار سابقة في الفترة الماضي عن معاناته صحياً. الرحباني كان قدم رؤية جديدة للمسرح العربي المعاصر جمعت بين الموسيقى والكوميديا والسياسة والجرأة.
في غمرة أخبار الحروب والمعارك السياسية أتى خبر من عالم الفن ليهز اللبنانيين، إذ أُعلنت وفاة الفنان والموسيقي زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 سنة بعد صراع مع المرض من دون إيضاح مزيد من التفاصيل عن مرضه وطبيعته، وبخاصة أنه لا أخبار سابقة في الفترة الماضي عن معاناته صحياً.
وُلد زياد الرحباني في الأول من يناير (كانون الثاني) عام 1956، وهو الابن البكر للفنانين الأسطوريين فيروز وعاصي الرحباني، وقد نشأ في بيت موسيقي بامتياز، حيث كانت الألحان والنصوص والمسرحيات جزءاً من الحياة اليومية، فيما بداياته الفنية كانت باكرة، وتحديداً في سنوات المراهقة.
بصمته في أغنيات فيروز
تميز الرحباني في عالم الفن من مواقع عدة، فهو كاتب وملحن وعازف بيانو، كما أنه كاتب مسرحي وناقد سياسي ومعلق إذاعي وصحافي، وقد تميزت أعماله بقوة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وبخاصة تلك التي كتبها ولحنها لوالدته السيدة فيروز، وهو الذي لحَّن لوالدته أغنيتها الشهيرة "سألوني الناس" عام 1973 بسبب مرض والده، وبعدها "كيفك إنت"، و"عودك رنان"، وغيرها كثير.
شكَّل الركيزة الثقافية الثالثة بعد والديه الفنية، وقدم رؤية جديدة للمسرح العربي المعاصر جمعت بين الموسيقى والكوميديا والسياسة والجرأة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مسرحيات ثورية بلغة ساخرة
من مسرحياته التي لقيت رواجاً كبيراً ولا تزال حتى اليوم: "سهرية" و"نزل السرور" و"حاجة فاشلة" و"بالنسبة لبكرا شو؟"، فيلم أميركي طويل، وغيرها، وهي على رغم قدمها، فإن جيل اليوم من الشباب اللبناني لا يزال يرددها أو يردد عبارات منها بصورة يومية، فمضمونها لم يعفُ عليه الزمن، وهي التي انتقدت السياسة والحرب والسياسيين بصورة قوية.
أعماله قلما تحدثت عن الحب، بل تمحورت حول نقد الواقع اللبناني والاجتماعي والسياسي بأسلوب فني ساخر وغاضب، وهو الذي يمتد جمهوره من لبنان نحو الوطن العربي والشتات الاغتراب في كل أقاصي الأرض، فيما لم تخف أعماله تأييد اليسار السياسي والاجتماعي ووقوفه في صف القضية الفلسطينية ومناهضة النظام السياسي التقليدي في لبنان، كما أن أعماله كانت صوتاً متمرداً على الظلم والفساد والمنظومة السياسية.
وعلى رغم ابتعاده عن الفن بصورة مباشرة في العقد الماضي، فإن أعماله تبقى نغمة تمرد لم تغب، وكذلك كثير من مقولاته.
وقد أعرب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن ألمه لغياب الفنان الكبير زياد الرحباني الذي غيبه الموت اليوم، بعد مسيرة فنية استثنائية تركت بصمتها العميقة في وجداننا الثقافي، وقال في بيان صادر عن قصر بعبدا "زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة. وأكثر، كان ضميراً حيّاً، وصوتاً متمرّداً على الظلم، ومرآةً صادقة للمعذبين والمهمّشين، حيث كان يكتب وجع الناس، ويعزف على أوتار الحقيقة، من دون مواربة".