ملخص
أعلنت روسيا سيطرتها على قرية مالييفكا في منطقة دنيبروبيتروفسك وسط أوكرانيا، فيما قالت الأخيرة إن مسيّراتها هاجمت مصنعا روسيا للعتاد الحربي الإلكتروني.
أعلنت روسيا اليوم السبت سيطرتها على قرية جديدة في منطقة دنيبروبيتروفسك في شرق وسط أوكرانيا، هي الثانية في هذه المنطقة منذ بدء هجومها في فبراير (شباط) 2022، فيما قال مسؤول من جهاز الأمن الأوكراني إن طائرات مسيرة أوكرانية قصفت مصنعاً لمعدات الاتصالات اللاسلكية وعتاد الحرب الإلكترونية في منطقة ستافروبول الروسية في هجوم خلال الليل اليوم.
وذكر المسؤول أن منشأتين في مصنع سيغنال في مدينة ستافروبول، التي تبعد نحو 540 كيلومتراً عن الحدود الأوكرانية، تضررتا في الهجمات. ونشر المسؤول عدة مقاطع مصورة قصيرة تظهر انفجاراً وعموداً كبيراً من الدخان الكثيف يتصاعد في السماء.
وأضاف أن المصنع من المنشآت الرائدة في إنتاج عتاد الحرب الإلكترونية، بما في ذلك الرادار ومعدات الملاحة اللاسلكية ومعدات الاتصالات اللاسلكية.
وأردف المسؤول، "في هذه الليلة قصفت طائرات مسيرة بعيدة المدى تابعة لجهاز الأمن الأوكراني منشآت الإنتاج في مصنع ستافروبول اللاسلكي (سيغنال)". وتابع، "يوقف كل هجوم من هذا القبيل عمليات الإنتاج ويقلل من الإمكانات العسكرية للعدو. وسيستمر هذا العمل".
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من تفاصيل الهجوم. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية بعد على طلب للتعليق.
وتواصل موسكو تحقيق مكاسب ميدانية في أوكرانيا، في حين انتهت الجولة الثالثة من محادثات السلام بين الروس والأوكرانيين الأربعاء في إسطنبول من دون إحراز أي اختراق.
وقال الجيش الروسي في بيان على "تيليغرام" إن قواته "حررت بلدة مالييفكا" في منطقة دنيبروبيتروفسك. ومطلع يوليو (تموز) الجاري، أعلنت روسيا سيطرتها على بلدة داتشنوي الصغيرة في هذه المنطقة.
وتمثل السيطرة على مالييفكا، إذا أكدتها كييف، انتكاسة رمزية أخرى للقوات الأوكرانية. ويمثل أي تقدم روسي حقيقي في منطقة دنيبروبيتروفسك أهمية استراتيجية في المحادثات التي قد تعقد لاحقاً لإيجاد حل النزاع بين الجانبين.
وفي منطقة دونيتسك في الشرق، أعلن الجيش الروسي اليوم أيضاً سيطرته على قرية زيليني هاي التي وصفها بأنها "مهمة للدعم اللوجستي للقوات الأوكرانية".
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن زيليني هاي كانت تحمي الحدود الإدارية مع منطقة دنيبروبيتروفسك، ونشرت صوراً لهجمات جوية مكثفة وجنود يرفعون الأعلام الروسية على مبانٍ متضررة وسط حقول خضراء.
ويتمسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمطالبه لا سيما تنازل كييف عن المناطق الأوكرانية التي ضمتها روسيا، وتخلي أوكرانيا عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهي شروط تعتبرها أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون غير مقبولة.
من جهتها، تريد أوكرانيا انسحاباً كاملاً للقوات الروسية التي تحتل نحو 20 في المئة من مساحة أراضيها الإجمالية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تصريحات نُشرت أمس الجمعة إن مفاوضين من كييف وموسكو بحثوا في إمكان عقد لقاء بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثاتهم في إسطنبول هذا الأسبوع، لكن الكرملين استبعد الجمعة عقد لقاء مماثل خلال 30 يوماً.
قتلى في الجانبين
قُتل شخصان بهجوم نفذته طائرة مسيرة في منطقة روستوف بجنوب غربي روسيا، فيما أسفرت ضربة روسية في أوكرانيا عن مقتل شخص في مدينة دنيبرو شرق البلاد، وفقاً لمسؤولين روسيين وأوكرانيين.
وقال حاكم منطقة روستوف الروسية يوري سليوسار عبر "تيليغرام"، "في منطقة زيموفنيكوفسكي اندلعت النيران في سيارة إثر هجوم بطائرة مسيرة، وقُتل شخصان".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت واعترضت 54 مسيرة بما فيها 24 في منطقة بريانسك الحدودية مع أوكرانيا ليل الجمعة – السبت.
وفي أوكرانيا أعلن رئيس بلدية دنيبرو بوريس فيلاتوف عبر "تيليغرام" مقتل شخص في "ناطحة سحاب راقية"، معرباً عن أسفه لـ"عدم وجود مأوى"، داعياً السكان إلى "عدم البقاء في الطوابق العليا" أثناء القصف.
من جهته أفاد حاكم منطقة خاركيف بإصابة ثلاثة أشخاص في القصف على مدينة زمييف.
وقبل ذلك صرح رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف عبر "تيليغرام" بأن المدينة كانت "هدفاً لهجوم مركَّب استمر قرابة ثلاث ساعات". وأضاف "استخدم العدو أنواعاً مختلفة من الأسلحة في وقت واحد: قنابل موجهة وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة".
وفي زابوريجيا جنوب أوكرانيا أُبلغ عن اندلاع حرائق في المنطقة إثر هجمات روسية وأصابت إحدى هذه الضربات مبنى سكنياً من دون التسبب في إصابات وفق التقارير الأولية، كما أوضح حاكمها إيفان فيدوروف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قتال عنيف
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة إن القوات الأوكرانية تخوض قتالاً عنيفاً حول مدينة بوكروفسك في الشرق، وهي مركز لوجيستي تُعلن روسيا السيطرة على قرى قُربه بصورة شبه يومية.
وأضاف زيلينسكي في خطابه المسائي عبر الاتصال المرئي أن القائد الأعلى للجيش الأوكراني أوليكسندر سيرسكي أبلغ اجتماعاً لكبار المسؤولين بأن الوضع حول بوكروفسك هو محور الاهتمام الحالي في الحرب التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وقال زيلينسكي "تمت تغطية جميع الاتجاهات العملياتية مع التركيز بصورة خاصة على بوكروفسك، فهي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام". وتابع أن القوات الأوكرانية "تواصل عملياتها" في المناطق الحدودية في منطقة سومي الشمالية، حيث تمركزت القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة.
وفي تقرير منفصل على تطبيق "تيليغرام" وصف سيرسكي مدينة بوكروفسك وخمسة قطاعات أخرى بأنها من بين أصعب مسارح العمليات على طول الجبهة الممتدة لمسافة ألف كيلومتر. وقال "الاتحاد الروسي يدفع الثمن غالياً لمحاولته شن هجوم صيفي".
وتحاول القوات الروسية منذ أشهر تضييق الخناق على بوكروفسك، مركز الطرق والسكك الحديد الذي تم إجلاء جميع سكانه تقريباً قبل الحرب، وكان يبلغ عددهم نحو 60 ألف نسمة.
وكان سيرسكي قد أكد في مايو (أيار) أن قوات كييف نجحت في استقرار الوضع حول المدينة التي تضم أيضاً منجم الفحم الوحيد في أوكرانيا، والذي يُنتج فحم الكوك لصناعة الصلب في البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس السيطرة على قريتين على جانبي بوكروفسك، وهما زفيروف غرباً ونوفويكونوميشن شرقاً. وأعلنت موسكو قبل أيام "تحرير" قرية ثالثة قرب المدينة، وهي نوفوتوريتسك.
ولم يُقر المسؤولون الأوكرانيون بفقدانهم السيطرة على تلك القرى. وذكرت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في تقرير مسائي أن اثنتين منهما زفيروف ونوفويكونوميشن، كانتا في مناطق تحاول فيها القوات الروسية اختراق الدفاعات الأوكرانية.