Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا: الأولوية الآن لوقف النار أما الدولة الفلسطينية في المستقبل

فرنسا تدافع عن قرارها وسط انتقادات إسرائيلية وأميركية وتريث أوروبي وترمب: قرارها لا وزن له

ملخص

أعلنت فرنسا تعلن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين رسمياً في الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، مؤكدة أن القرار يدعم "معسكر السلام" ولا يكافئ "حماس". بريطانيا أعلنت من جهتها أنها تؤيد الاعتراف بدولة فلسطينية "في نهاية المطاف"، لكن تركّز حالياً على وقف إطلاق النار وتخفيف معاناة غزة.

بعد إعلان فرنسا عزمها الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، قال وزير العلوم والتكنولوجيا البريطاني بيتر كايل لشبكة "سكاي نيوز" اليوم الجمعة، إن لندن تؤيد الاعتراف بدولة فلسطينية في نهاية المطاف، لكن الأولوية الآن يجب أن تكون تخفيف المعاناة في قطاع غزة وتوصل إسرائيل وحركة "حماس" إلى وقف إطلاق النار.

وذكرت حكومات بريطانية متعاقبة أنها ستعترف رسمياً بدولة فلسطينية في الوقت المناسب، من دون أن تضع جدولاً زمنياً أو تحدد شروطاً لذلك.

وقال كايل "نريد دولة فلسطينية، نرغب في ذلك، ونريد التأكد من توافر الظروف التي يمكن أن تتيح لهذا النوع من الحل السياسي طويل الأمد أن يتحقق". وأضاف "أما حالياً، واليوم، فعلينا أن نركز على ما سيخفف من المعاناة الشديدة وغير المبررة في غزة، وهو ما يجب أن يكون الأولوية بالنسبة إلينا اليوم".

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس الخميس إن إقامة دولة فلسطينية هو "حق أصيل للشعب الفلسطيني"، وجدد دعوته إلى وقف إطلاق النار باعتباره خطوة ضرورية نحو تحقيق حل الدولتين.

وأفاد تقرير نشرته "بلومبيرغ نيوز" بأن عدداً من وزراء الحكومة البريطانية يمارسون ضغوطاً على رئيس الوزراء كير ستارمر، لحثه على الإسراع في اتخاذ قرار الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.

فرنسا تدافع عن قرارها

دافعت فرنسا اليوم الجمعة، عن قرارها الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة قريباً، مؤكدةً أنها تسعى إلى تأكيد أن "معسكر السلام على صواب"، في وجه انتقادات إسرائيلية وأميركية لاذعة تتهمها بالدخول في لعبة "حماس".

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم، إن باريس لا تُكافئ بهذا القرار "حماس" بل تثبت أن الحركة "على خطأ". وكتب بارو عبر منصة "إكس"، "لطالما رفضت حماس حل الدولتين. باعترافها بفلسطين، تقول فرنسا إن هذه الحركة الإرهابية على خطأ. وتقول إن معسكر السلام على صواب في وجه معسكر الحرب".

وأثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس الخميس، عزمه الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر (أيلول) المقبل، غضباً في إسرائيل التي نددت بالقرار ووصفته بأنه "مكافأة للإرهاب".

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم، إن قرار الرئيس الفرنسي لا معنى له. وأضاف لصحافيين رداً على المسألة، "إنه رجل جيد، أنا أحبه، لكن هذا التصريح لا وزن له".

إعلان ماكرون

مساء الخميس، قال الرئيس الفرنسي إن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول (المقبل)، معبراً عن أمله في أن يساعد ذلك في إحلال السلام في المنطقة.

ونشر ماكرون، الذي أعلن القرار عبر منصة "إكس"، رسالة بعث بها إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يؤكد فيها نية فرنسا أن تصبح أول قوة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطينية.

وقال "وفاء لالتزامها التاريخي بالسلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، قررت فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين"، وأضاف "سألقي هذا الإعلان الرسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل".

ستصبح فرنسا، التي تضم أكبر جالية يهودية وأخرى مسلمة في أوروبا، أول دولة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطينية، مما قد يقدم دفعة أكبر لحركة تهيمن عليها حتى الآن دول أصغر وأكثر انتقاداً لإسرائيل بصورة عامة.

عقب ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن قنصل بلاده في القدس سلم رسالة من ماكرون إلى السلطة الفلسطينية، مضيفاً "فرنسا ستمضي قدماً بالاعتراف الكامل بدولة فلسطين في سبتمبر".

وذكر بارو على منصة "إكس"، أنه "سيؤكد هذا الالتزام من فوق منبر الأمم المتحدة الإثنين المقبل"، في إشارة إلى المؤتمر الذي ستنظمه فرنسا والسعودية في نيويورك بهدف وضع معالم خريطة طريق لدولة فلسطينية.

عباس: انتصار للحق الفلسطيني

رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقرار فرنسا باعتباره "خطوة شجاعة ستسهم بإرساء السلام القائم على حل الدولتين، وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي"، وأعرب عن شكره لجهود السعودية وقادتها على هذا الصعيد.

وقال عباس إن هذه الخطوة "انتصار للحق الفلسطيني، وتعكس حرص فرنسا على دعم شعبنا الفلسطيني وحقوقه الثابتة والمشروعة في أرضه ووطنه، والتزامها بالشرعية والقانون الدولي".

وحث الرئيس الفلسطيني دول العالم، خصوصاً الدول الأوروبية التي ما زالت لم تعترف بدولة فلسطين، على اتخاذ هذا القرار.

ترحيب سعودي

رحبت السعودية اليوم الجمعة بإعلان فرنسا أنها ستعترف بدولة فلسطين، معتبرة أن هذا "القرار التاريخي" يؤكد "حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة".

وأعلنت وزارة الخارجية السعودية على منصة "إكس"، "ترحيب المملكة العربية السعودية بإعلان رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون عزم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة"، مشيدة بـ"هذا القرار التاريخي الذي يؤكد توافق المجتمع الدولي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وجددت السعودية "دعوتها لبقية الدول التي لم تعترف بعد، إلى اتخاذ مثل هذه الخطوات الإيجابية والمواقف الجادة الداعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق".

وتتشارك السعودية وفرنسا رئاسة المؤتمر الدولي حول مستقبل الدولة الفلسطينية المقرر في الـ28 والـ29 من يوليو (تموز)، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك على مستوى الوزراء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الشيخ يشكر السعودية

رحب نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ الخميس بإعلان الرئيس الفرنسي أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين، معتبراً أنه "يمثل التزام فرنسا بالقانون الدولي".

وشكر الشيخ في تغريدة على حسابه على منصة "إكس" ماكرون على رسالته الموجهة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي قال فيها إنه سيعلن في سبتمبر رسمياً اعتراف بلاده بدولة فلسطين، كما شكر المملكة العربية السعودية "على الجهد الكبير الذي بذلته مع فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين".

وذكر الشيخ أنه أجرى مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وشكره على الجهود الكبيرة التي بذلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في اتصالاته مع فرنسا ودفعها للاعتراف بدولة فلسطين. 

نتنياهو: تهديد وجودي

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس إن إعلان فرنسا أنها ستعترف بدولة فلسطين "يكافئ الإرهاب"، ويشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل.

وجاء في بيان لنتنياهو أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى "إيجاد وكيل إيراني جديد، وهو تماماً ما تحولت إليه غزة"، لافتاً إلى أن هذا الأمر سيكون "منصة إطلاق لإبادة إسرائيل، وليس العيش بسلام بجوارها". 

وتابع نتنياهو "لنكن واضحين: الفلسطينيون لا يسعون إلى دولة إلى جانب إسرائيل، إنهم يسعون إلى دولة بدلاً من إسرائيل".

ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هذه الخطوة بأنها "عار واستسلام للإرهاب"، مضيفاً أن إسرائيل لن تسمح بإقامة "كيان فلسطيني من شأنه أن يضر بأمننا ويهدد وجودنا".

وعلق سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل مايك هاكابي اليوم، ساخراً بأن ماكرون لم يُحدد موقع الدولة الفلسطينية المُستقبلية. وكتب عبر منصة "إكس"، "أستطيع الآن أن أكشف وعلى نحو حصري أن فرنسا ستُقدم منطقة كوت دازور" الساحلية الفرنسية لإقامة الدولة الفلسطينية عليها.

ويواجه ماكرون أيضاً انتقادات في فرنسا من اليمين واليمين المتطرف، إذ صرّحت الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبن بأن "الاعتراف بدولة فلسطينية اليوم يعني الاعتراف بدولة حماس، وبالتالي دولة إرهابية".

وندد المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF) بقرار ماكرون، واصفاً إياه بأنه "فشل أخلاقي وخطأ دبلوماسي وسياسي".

أميركا وألمانيا وإيطاليا

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الجمعة إن واشنطن ترفض خطة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية، ووصفها بأنها "قرار متهور".

وكتب روبيو في منشور على "إكس"، "هذا القرار المتهور لا يخدم سوى دعاية ’حماس‘ ويعوق السلام".

من جهته، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم إن برلين لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية على المدى القريب، وإن أولويتها الآن تتجه لإحراز "تقدم طال انتظاره" نحو حل الدولتين.

وأضاف المتحدث "أمن إسرائيل ذو أهمية بالغة للحكومة الألمانية"، وقال "لذلك، لا تعتزم الحكومة الألمانية الاعتراف بدولة فلسطينية على المدى القريب".

وأكد المتحدث أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يكون إلا إحدى الخطوات الأخيرة في حل الدولتين.

وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني قال في روما اليوم إنه "لم يعد بإمكاننا القبول بالمجازر والمجاعة" في قطاع غزة، لكنه رفض في الوقت نفسه الاعتراف بدولة فلسطين في هذه المرحلة. وأوضح تاياني أن "الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يتم في الوقت نفسه الذي يعترفون فيه بدولة إسرائيل"، مثيراً انتقادات من المعارضة.

ترحيب عربي

رحبت وزارة الخارجية الأردنية بإعلان الرئيس الفرنسي عزمه على الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرة هذا القرار "خطوة في الاتجاه الصحيح".

وأضافت الوزارة في بيان أن المملكة "تثمن قرار الرئيس الفرنسي باعتباره خطوة مهمة للتصدي لمساعي إنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير، وتجسيد دولتهم المستقلة وذات السيادة على ترابهم الوطني".

وأكد البيان أن قرار ماكرون هو "خطوة في الاتجاه الصحيح المفضي إلى تجسيد حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال" الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

بدورها، رحبت قطر بالقرار، معتبرة أن هذه الخطوة "تمثل دعماً مهماً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق". ولفتت وزارة الخارجية القطرية إلى أن "هذا الإعلان يعد تطوراً إيجابياً ينسجم مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويسهم في تعزيز فرص تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة"، داعية جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، إلى اتخاذ خطوات مماثلة.

كذلك، أشادت الكويت بالخطوة الفرنسية "المهمة، التي من شأنها الإسهام نحو تحقيق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية في شأن تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

إسبانيا ترحب

رحب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بإعلان فرنسا أنها ستنضم إلى إسبانيا في الاعتراف بدولة فلسطين، قائلاً إن هذه الخطوة من شأنها أن "تحمي" حل قيام دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب.

وجاء في منشور على منصة "إكس" لسانشيز الذي يعتبر معارضاً بشدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة "معاً، يتعين علينا حماية ما يحاول (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو تدميره. حل الدولتين هو الحل الوحيد".

المزيد من الأخبار