ملخص
وصف مصدر عسكري اشتباكات الثلاثاء بأنها من عمل "مجموعة غير منضبطة تحاول نهب سوق المدينة"، تصدت لها "قوات مكلفة حماية السوق".
أدى نقص الغذاء إلى اندلاع اشتباكات بين الجيش السوداني وميليشيات متحالفة معه الثلاثاء في مدينة كادقلي المحاصرة في جنوب السودان، التي تشهد شحاً في المواد الغذائية، وفق ما أفادت به مصادر عدة وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال عيسى كافي، البالغ 33 سنة، "حاول مسلحون إخراج مواد غذائية من المستودعات لإطعام الجياع"، مؤكداً أن "الحصار طال أمده" في هذه المدينة الواقعة في جنوب كردفان.
وبحسب شاهد آخر، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، "حاولت قوات كافي طيار فتح مخازن السوق ومتاجرها لتوفير الطعام، لكن قوات الجيش تصدت لها".
تقاتل ميليشيات كافي طيار إلى جانب الجيش في كردفان منذ أن انقلبت قوات "الدعم السريع" على حليفها السابق في أبريل (نيسان) 2023، مما أشعل فتيل حرب أودت بحياة الآلاف.
ووصف مصدر عسكري اتصلت به وكالة الصحافة الفرنسية، وطلب عدم الكشف عن هويته لعدم حصوله على تصريح بالتحدث لوسائل الإعلام، اشتباكات الثلاثاء بأنها من عمل "مجموعة غير منضبطة تحاول نهب سوق المدينة"، تصدت لها "قوات مكلفة حماية السوق".
جمع المعلومات بصورة مباشرة معقد للغاية في مناطق النزاع في السودان التي انقطعت عنها الاتصالات، وأصبح من الصعب على المراقبين المستقلين الوصول إليها، مثل مدينة كادقلي المحاصرة منذ بداية الحرب.
تشهد منطقة كردفان ذات الأهمية الاستراتيجية، لوقوعها عند مفترق طرق بين الخرطوم ودارفور، معارك بين المعسكرين المتحاربين، اللذين يتقاسمان السيطرة على البلاد، إذ يسيطر الجيش على وسط السودان وشماله وشرقه، بينما تسيطر قوات "الدعم السريع" على كامل منطقة دارفور تقريباً في الغرب.
خلال الأسابيع الأخيرة، اتهمت قوات "الدعم السريع" بشن هجمات دامية في جنوب كردفان.
تتهدد المجاعة مناطق عدة في جنوب كردفان، ويعتبر إيصال المساعدات إلى كادقلي شبه مستحيل، وفقاً للأمم المتحدة.
قال إبراهيم كوكو (41 سنة)، وهو من سكان كادقلي في اتصال عبر الأقمار الاصطناعية، "نعاني منذ أشهر ارتفاع الأسعار ونقص المنتجات، والتجار يستغلوننا".
يصل سعر المواد الغذائية الأساسية، كالعدس والرز والسكر، إلى 10 دولارات للكيلوغرام.
وفقاً لتقرير حديث صادر عن المجلسين الدنماركي والنروجي للاجئين، فإن 96 في المئة من عائلات اللاجئين في كادقلي "لا تستطيع تأمين حاجاتها الأساسية".
وقالت عائشة كومي، وهي مدرسة وأم لخمسة أطفال، "بلغت الأمور حد تشارك عائلتين كيساً من الذرة لا يكفي حتى لوجبة واحدة".