ملخص
أكد حاكم إقليم دارفور أن الجيش السوداني، مدعوماً بالقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة، مستمر في جهوده لفك الحصار عن الفاشر، على رغم مما وصفه باليأس الدولي من تنفيذ قرار مجلس الأمن في شأن الأوضاع الإنسانية والعسكرية في المدينة.
واصل طيران الجيش السوداني أمس الجمعة تكثيف غاراته الجوية على تجمعات وتمركزات قوات "الدعم السريع" في مناطق عدة بولايات كردفان الثلاث: شمال وجنوب وغرب، وتحديداً بارا والخوي والنهود والفولة والدبيبات، والتي تعد الأعنف منذ اندلاع هذه الحرب قبل 27 شهراً، وذلك بهدف تدمير القوة الصلبة للأخيرة وتضييق الخناق والضغط عليها عسكرياً.
وبحسب مصادر عسكرية فإن الجيش والقوات المساندة له تتقدم نحو مدينة بارا بولاية شمال كردفان من أجل السيطرة عليها عبر محاور عدة، أهمها محورا الطريق القومي والصحراء، مشيرةً إلى أن الجيش استعد لهذه المعركة بتجهيز حشود وتعزيزات عسكرية ضخمة.
في الأثناء أشارت حكومة ولاية شمال كردفان إلى أن هجمات قوات "الدعم السريع" على القرى التي تقع حول مدينة الأبيض عاصمة الولاية تسببت في نزوح نحو 7500 نازح.
وذكر مفوض العون الإنساني في حكومة شمال كردفان محمد إسماعيل أن قوات "الدعم السريع" هاجمت 14 قرية في محلية بارا و13 قرية في محلية شيكان جنوب مدينة الأبيض إلى جانب القرى التي تعرضت للهجمات حول مدينتي النهود والخوي بغرب كردفان.
وتشن قوات "الدعم السريع" اعتداءات على قرى في جنوب وشرق وغرب مدينة الأبيض، مما أسفر عن قتلى وجرحى وتشريد السكان الذين يفرون إلى الأبيض.
وكانت الأمم المتحدة أبدت الخميس قلقاً حيال تقارير متواترة عن حشود عسكرية لقوات "الدعم السريع" تخطط لمهاجمة مدينة الأبيض.
هدوء حذر
في محور دارفور ما زال الهدوء الحذر يخيم على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور لليوم الثالث على التوالي في حين تسمع أصوات قصف مدفعي متقطع لفترة محدودة للغاية، بحسب شهود.
من جانبه أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن الجيش السوداني، مدعوماً بالقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة، مستمر في جهوده لفك الحصار عن الفاشر على رغم مما وصفه باليأس الدولي من تنفيذ قرار مجلس الأمن في شأن الأوضاع الإنسانية والعسكرية في المدينة.
وأشار في منشور على "فيسبوك" إلى استمرار الانتهاكات من قبل قوات "الدعم السريع" في مدينة نيالا التي لا تقل عما يحدث في الفاشر.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تفاقم الوضع الإنساني في دارفور، حيث تواجه مدن عدة، وعلى رأسها الفاشر، حصاراً خانقاً منذ أبريل (نيسان) 2024 وانهياراً في الخدمات الأساسية وسط مطالبات محلية ودولية بتكثيف الجهود لوقف القتال وإغاثة السكان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تفريغ العاصمة
أمنياً، وجه قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان بتفريغ العاصمة الخرطوم من جميع التشكيلات العسكرية والكيانات المسلحة خلال أسبوعين، وذلك في خطوة تهدف إلى إعادة الأمن وتهيئة الأوضاع لعودة المواطنين إلى مناطقهم المتأثرة بالحرب.
وتم تشكيل لجنة خاصة للإشراف على تنفيذ القرار وتهيئة البيئة المناسبة لعودة سكان ولاية الخرطوم برئاسة عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر على أن تعمل بالتنسيق مع رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة على تنفيذ مهامها، وفي مقدمها إخلاء العاصمة من كل القوات المقاتلة والكيانات المسلحة، وذلك في غضون أسبوعين فقط.
ويأتي هذا القرار في وقت تتصاعد فيه شكاوى سكان العاصمة ومحلياتها المختلفة من تفاقم الوضع الأمني، في ظل استمرار وجود عناصر من الجيش وقوات مساندة له إلى جانب مجموعات مسلحة متفلتة متهمة بارتكاب عمليات سرقة ونهب واسعة مستغلين حالة الفراغ الأمني وضعف أداء الشرطة.
وينظر إلى هذا الإجراء باعتباره محاولة للحد من الفوضى الأمنية وتحسين الظروف الميدانية تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية تدريجاً إلى الخرطوم.
إدريس يزور الخرطوم
زار رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس أمس الجمعة العاصمة الخرطوم للمرة الأولى منذ تكليفه المنصب.
وتأتي هذه الزيارة وفقاً لبيان صادر من حكومة ولاية الخرطوم تمهيداً لبداية الإعمار وفقاً لموجهات وعمل اللجنة العليا المعنية في هذا الشأن.
وأشار البيان إلى أن إدريس سيقف على الأوضاع العامة وحجم الأضرار التي طاولت البنى التحتية في الولاية، تمهيداً للبدء الفوري في عملية التهيئة والإعمار.
وفي مايو (أيار) الماضي أكمل الجيش السوداني سيطرته على كامل ولاية الخرطوم بعد طرد قوات "الدعم السريع" من آخر معاقلها في جنوب وغرب أم درمان.
عقوبات جديدة
دولياً، أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة حزمة عقوبات رابعة تستهدف شخصيتين وكيانين اقتصاديين في السودان.
وشملت هذه العقوبات "بنك الخليج" وشركة "ريد روك" للتعدين، وهي شركة تعمل في مجال التنقيب والتعدين، وسبق أن خضعت الشركة الأم لها لعقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وتفيد الوثائق بأن "ريد روك" متورطة في دعم عمليات تصنيع الأسلحة والمركبات للجيش السوداني مما يعزز من قدراته في الصراع الجاري في حين يبرز قطاع التعدين كأحد أهم مصادر تمويل النزاع في السودان، حيث تتركز المعارك حول المناطق الغنية بالموارد.
ويمتلك "بنك الخليج" أفراداً وشركات على صلة مباشرة بعائلة قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي) ويلعب دوراً رئيساً في تمويل عمليات هذه القوات.
كما استهدفت العقوبات قائد قوات "درع السودان" أبو عاقلة محمد كيكل الذي كان انشق في وقت سابق للانضمام إلى "الدعم السريع" قبل أن يعود إلى التحالف من جديد مع الجيش عام 2024.
وعُيِّن كيكل بعد سيطرة قوات "الدعم السريع" على مدينة ود مدني وجميع مناطق الجزيرة والياً لولاية الجزيرة، وهو متهم بارتكاب انتهاكات بحق مجموعات الكنابي، وهي مجتمعات أفريقية تعمل في الزراعة.
كما تضمنت القائمة أيضاً القيادي الميداني في قوات "الدعم السريع" حسين برشم المتهم بلعب دور بارز في تنفيذ فظائع جماعية تشمل القتل العشوائي والعنف العرقي والتهجير القسري واستهداف المدنيين، لا سيما في إقليم دارفور والمناطق المتأثرة بالنزاع.
وبحسب الاتحاد الأوروبي فإن العقوبات تشمل تجميد أصول الشخصيات والكيانات المشمولة ومنع تقديم أي تمويل أو موارد اقتصادية لهم بشكل مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى حظر السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي.