ملخص
لم تكن حركة "حماس" مستعدة لحرب تستمر أكثر من عام، وقد اضطرت إلى تبني إجراءات تقشفية مثل خفض النفقات الإدارية والرواتب، في الوقت الذي تحاول فيه الحفاظ على بعض الخدمات الأساسية، من خلال تشكيل لجان طوارئ.
مع امتداد أمد الحرب في غزة المستمرة بلا هوادة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، باتت حركة "حماس" تعاني نفاد مواردها لتمويل الحرب في مواجهة إسرائيل، مما يدفع بتحديات متزايدة هي الأكبر في تاريخها الممتد لأربعة عقود، لمواصلة القتال وإدارة شؤون القطاع.
ويزعم مسؤولون إسرائيليون سابقون وحاليون أنه في ظل نضوب الجناح العسكري لـ"حماس" ومع نضوب موارده المالية إذ لم يعد قادراً على دفع رواتب مقاتليه بشكل كاف، فإن الحركة تعمل على تجنيد فتيان مراهقين لتنفيذ مهام مثل المراقبة أو زرع المتفجرات على الطرق التي تسلكها القوات الإسرائيلية.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الإثنين، إن حركة "حماس" تعاني أسوأ أزمة مالية وإدارية في تاريخها وتجد صعوبة بالغة في تأمين الموارد اللازمة لمواصلة القتال ضد إسرائيل وإدارة شؤون قطاع غزة. ولم تتمكن الجماعة أيضاً من تعويض الأنفاق المجهزة ومراكز القيادة تحت الأرض التي دمرتها القوات الإسرائيلية. وقال ضابط استخبارات إسرائيلي سابق رفيع المستوى يدعى أودي ألم للصحيفة، إن "حماس لا تعيد بناء أنفاقها، ولا تدفع رواتب مقاتليها المدربين تدريباً عالياً، إنهم فقط يحاولون البقاء على قيد الحياة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد إيلام وعنصر من الشرطة الفلسطينية وأثنان من سكان غزة، أن إدارة "حماس" لم تعد قادرة على دفع رواتب عناصر الشرطة وموظفي الوزارات في غزة، حيث تتولى الجماعة الحكم منذ عام 2007، ولا تستطيع الاستمرار في دفع مخصصات الوفاة لعائلات المقاتلين الذين قُتلوا.
وأوضح الكاتب الفلسطيني إبراهيم المدهون في تعليقات للصحيفة الأميركية، أن الحركة لم تكن مستعدة لحرب تستمر أكثر من عام، وقد اضطرت إلى تبني إجراءات تقشفية مثل خفض النفقات الإدارية والرواتب، في الوقت الذي تحاول فيه الحفاظ على بعض الخدمات الأساسية، من خلال تشكيل لجان طوارئ تقدم خدمات محلية أساسية مثل جمع النفايات وإدارة وقود المولدات، في محاولة للإبقاء على مظهر من مظاهر السلطة الحاكمة.
وأشعلت "حماس" الحرب المدمّرة في غزة عندما هاجمت إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وتم أسر نحو 250 آخرين نُقلوا إلى غزة كرهائن. ومنذ ذلك الحين، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من58 ألف فلسطيني من سكان قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لسلطات الصحة في غزة.
ويقول مسؤولون عسكريون من إسرائيل إن "حماس" فقدت 90 في المئة من قيادتها و90 في المئة من مخزونها من الأسلحة خلال مجريات الصراع. وفي المرحلة الأولى من الحرب، سارعت "حماس" إلى تخزين الأموال والإمدادات تحت الأرض، لكن هذه الموارد بدأت تنفد. وفقاً لبيان نُشر في مجموعة "واتساب" التابعة للجيش الإسرائيلي في مارس (آذار) 2024، فإن القوات الإسرائيلية صادرت أكثر من 3 ملايين دولار من الأنفاق تحت مستشفى الشفاء في شمال غزة.
يواصل الوسطاء المفاوضات بين "حماس" وإسرائيل حول التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، إذ تسعى إسرائيل إلى ضمان قدرتها على مواصلة الضغط على "حماس"، بينما تبحث الحركة عن طوق نجاة. وعلى رغم أن جميع الأطراف تؤكد إحراز تقدم في المحادثات، فإن الاتفاق لا يزال بعيد المنال.