ملخص
يعيش نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي بين 2.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين احتلتهما إسرائيل في حرب 1967.
سادت حال من الغضب بين الفلسطينيين، أمس الأحد، مع احتشاد المشيعين في الطرق المؤدية إلى مقبرة في بلدة المزرعة الشرقية بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل لدفن شابين، أحدهما أميركي من أصل فلسطيني، قتلهما مستوطنون.
وقالت سلطات الصحة الفلسطينية وشهود، إن سيف الدين مصلط (21 سنة) تعرض لضرب مبرح أفضى إلى الموت، في حين أُردي حسين الشلبي (23 سنة) قتيلاً برصاصة في صدره أطلقها مستوطنون خلال مواجهة مساء الجمعة الماضي.
ويرتبط معظم سكان البلدة الصغيرة، والبالغ عددهم نحو 3 آلاف، بصلات عائلية مع أشخاص في الولايات المتحدة ويحمل كثير منهم الجنسية الأميركية بمن فيهم مصلط الذي قُتل بعد أسابيع من سفره لزيارة والدته في المزرعة الشرقية.
واعتاد زيارة البلدة في فصل الصيف قادماً من تامبا بولاية فلوريدا. وقال والده كامل مصلط الذي قدم من الولايات المتحدة لدفن ابنه "لا توجد مساءلة". وأضاف "نطالب حكومة الولايات المتحدة أن تفعل شيئاً حيال ذلك ... لا أريد أن يذهب موته هباء".
وقتل إسرائيليون مواطنين أميركيين في الضفة الغربية في الأعوام القليلة الماضية من بينهم الصحفية الفلسطينية الأميركية شيرين أبوعاقلة، والفتى الفلسطيني الأميركي عمر محمد ربيع، والناشطة التركية الأميركية عائشة نور إزجي إيجي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الجمعة الماضي، إنها على علم بمقتل مصلط، لكن الوزارة ليس لديها تعليق آخر "احتراماً لخصوصية عائلة الضحية وأحبائه".
وقال كثير من أفراد العائلة وسكان البلدة، إنهم يريدون من الولايات المتحدة فعل مزيد مثل قيادة تحقيق لتحديد المسؤول عن الواقعة.
وأحال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأحد، الأسئلة المتعلقة بالتحقيق إلى الحكومة الإسرائيلية، وقال إن الوزارة "ليست لديها أولوية أعلى من سلامة المواطنين الأميركيين في الخارج وأمنهم".
وكان الجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق، إن إسرائيل تحقق في الواقعة. وذكر أن المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين اندلعت بعد إلقاء فلسطينيين الحجارة على إسرائيليين، مما أدى إلى إصابتهم بجروح طفيفة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"خيانة"
قالت عائلة مصلط، إن المسعفين حاولوا الوصول إلى سيف الدين لثلاث ساعات قبل أن يتمكن شقيقه من نقله إلى سيارة إسعاف، لكنه توفي قبل الوصول إلى المستشفى.
وقال دومي (18 سنة) الذي يعيش في المزرعة الشرقية منذ أربعة أعوام بعد عودته من الولايات المتحدة، إن المخاوف منتشرة في المجتمع المحلي منذ الجمعة، وإن والديه ناقشا مسألة إرساله إلى الولايات المتحدة.
وأضاف، "إذا كان لدى الناس أبناء كهؤلاء، فسيرغبون في إعادتهم إلى أميركا لأن المكان هنا ليس آمناً لهم".
وكانت مشاعره متضاربة بشأن العودة إذ قال، إنه يريد البقاء قرب أرض عائلته التي يزرعونها منذ أجيال، وإن على واشنطن فعل مزيد لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية. وقال "إنه نوع من الخيانة".
وتقول جماعات حقوقية إن عنف المستوطنين في الضفة الغربية يتصاعد منذ اندلاع حرب إسرائيل على حركة "حماس" في قطاع غزة في أواخر 2023.
وقُتل عشرات الإسرائيليين في هجمات شنها فلسطينيون في الشوارع في الأعوام القليلة الماضية، ويكثف الجيش الإسرائيلي مداهماته في أنحاء الضفة الغربية.
ويعيش نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي بين 2.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين احتلتهما إسرائيل في حرب 1967.
وألغى الرئيس الأميركي دونالد ترمب في يناير (كانون الثاني) العقوبات التي فرضتها إدارة سلفه جو بايدن على جماعات وأفراد من المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بالتورط في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وقال مالك (18 سنة)، الذي اعتاد زيارة متجر مصلط للمثلجات في تامبا وعاد إلى الضفة الغربية لقضاء إجازة لبضعة أشهر، إن وفاة صديقه أثارت تساؤلات لديه حول الشعور بالانتماء.
وأضاف وهو يقف في المقبرة قبل وقت قصير من دفن صديقه "ولدت وترعرعت في أميركا، لا آتي إلى هنا سوى شهرين من 12 شهراً في السنة، إذا مت هكذا لن يحاسب أحد على قتلي".