ملخص
كثفت المجموعات المسلحة خلال الأعوام الأخيرة هجماتها في المناطق الريفية في شمال غربي ووسط نيجيريا، حيث يكون حضور الدولة ضعيفاً، ونهبت القرى وقتلت السكان وارتكبت عمليات اختطاف للحصول على فدية.
قتل عناصر من جماعة مسلحة 40 عضواً في الأقل ينتمون لمجموعة للدفاع الذاتي بهجوم على بلدة في وسط نيجيريا واشتباكات أعقبته، أول من أمس الأحد، بحسب شهادات سكان محليين والصليب الأحمر اليوم الثلاثاء.
ووقع الهجوم قبل يومين في ولاية بلاتو التي تخيم عليها توترات مجتمعية لا سيما بين مزارعين متوطنين ومربي الماشية الرحل جراء النزاع على أراضي المنطقة ومواردها وتشهد تصاعداً في أعمال العنف منذ أشهر.
كما كثفت المجموعات المسلحة خلال الأعوام الأخيرة هجماتها في المناطق الريفية في شمال غربي ووسط نيجيريا، حيث يكون حضور الدولة ضعيفاً، ونهبت القرى وقتلت السكان وارتكبت عمليات اختطاف للحصول على فدية.
وقال المسؤول عن الصليب الأحمر في ولاية بلاتو نور الدين حسين ماغاجي لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، إن "المئات من عناصر مجموعة الدفاع الذاتي وقعوا في مكمن"، أول من أمس في بلدة كوكاوا.
ووقع الهجوم فيما كان الرجال يتجمعون بعد اشتباكات أودت بـ10 مسلحين في بلدة بونيون المجاورة، وفق أحد السكان.
وقال نور الدين حسين ماغاجي، إن "المعلومات الأولية لطاقمنا الميداني تفيد بنقل 30 جثة في الأقل إلى مستشفى محلي. وقد نقل بعض الجرحى إلى مستشفى في ولاية بوشي المجاورة"، مشيراً إلى احتمال "العثور على جثث أخرى في الأحراج".
وذكر موسى إبراهيم، وهو من سكان قرية بونيون "تأكد مقتل 10 من أفراد الميليشيات بعدما هاجم قطاع الطرق بلدتنا الأحد".
وفي حين لم تتضح هوية المهاجمين، أشارت المصادر إلى أنهم "قطاع طرق"، وهو مصطلح عام يستخدم في نيجيريا للإشارة إلى العصابات الإجرامية.
وأنشأت ميليشيات للدفاع الذاتي بدعم من الحكومة ومجموعات محلية لمساعدة أجهزة الأمن النيجيرية، سواء بصورة رسمية أو غير رسمية، ولكن النتائج كانت متباينة.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، قتل "أكثر من 100" من أفراد عصابة خلال اشتباكات مع قوات دفاع محلية مدعومة من الحكومة في ولاية زمفارا بشمال غربي نيجيريا. وهاجم عناصر من "قوات الدفاع المدني في زمفارا" المدعومة من الحكومة معقل زعيم عصابة شهيرة يدعى بيلو تورجي، لكنه تمكن من الفرار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم جهود الجيش والشرطة ومجموعات الدفاع المحلية، فلا يزال العنف يهدد المناطق الريفية في نيجيريا، سواء من جانب قطاع الطرق أو الإرهابيين، الذين معقلهم في الشمال الشرقي.
وكثيراً ما تجد مجموعات الدفاع الذاتي المحلية نفسها في مواجهة هجمات عنيفة من جانب الجماعات المسلحة، أو تثير أعمالاً انتقامية عنيفة من جانبها.
وعلى رغم أن قطاع الطرق ليس لديهم توجه أيديولوجي محدد وأن دافعهم الرئيس هو الربح المادي لكن تحالفهم المتنامي مع الإرهابيين يثير قلق السلطات.
وخلال العقود الأخيرة، أدى الاستيلاء على الأراضي والتوترات السياسية والاقتصادية وتدفق الدعاة المسلمين والمسيحيين المتطرفين الذين يؤججون الصراعات، إلى تعميق الانقسامات في المنطقة الوسطى في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان، وخصوصاً في ولايتي بينو وبلاتو.
وتشهد المنطقة تقلص الأراضي المتاحة للزراعة وتربية الماشية بصورة مطردة بسبب تغير المناخ والتوسع البشري، مما يؤدي أحياناً إلى تأجيج التنافس الدموي على مساحات تتناقص.