ملخص
جاءت هذه الحادثة بعد نحو أسبوع من أخرى مروعة هزت مصر بعدما أسفر اصطدام حافلة ركاب بسيارة نقل على الطريق الإقليمي مما أسفر عن مقتل 18 فتاة من قرية السنابسة بمحافظة المنوفية، وكانت أعمارهن بين 14 و22 سنة، إذ كانوا في طريقهن للعمل بإحدى المزارع ليتحول "حلم الرزق إلى كابوس على الطريق"، لتصفهم وسائل الإعلام بأنهن "شهيدات لقمة العيش".
لم تكد تهدأ فاجعة مقتل 18 فتاة وسائقاً في حادثة مروعة هزت مصر إثر اصطدام سيارة نقل بحافلة ركاب من فئة "ميكروباص" التي كانت تقلهم على الطريق الإقليمي بمدينة أشمون التابعة لمحافظة المنوفية (شمال مصر)، حتى وقعت حادثة أخرى اليوم السبت على ذات الطريق باتجاه (القاهرة- الإسكندرية الصحراوي)، مما أسفر عن 9 حالات وفاة، وإصابة 11 شخصاً آخرين.
وقالت تقارير محلية، إن المعاينة الأولية التي أجرتها الجهات المتخصصة كشفت عن أن الحادثة بدأت عندما اصطدمت سيارة ميكروباص بالرصيف الجانبي للطريق، مما أدى إلى توقفها المفاجئ في مكان الحادثة، قبل أن تصطدم بها سيارة أخرى كانت قادمة من الخلف، مما أدى إلى وقوع الحادثة قرب قرية بني سلامة التابعة لمركز منشأة القناطر في محافظة الجيزة، مشيرة إلى أن الفحوصات الأولية أظهرت عدم وجود أية مخالفات مرورية أو تجاوزات تتعلق بالحمولة، ما يشير إلى أن السبب الأرجح للحادثة هو فقدان السيطرة على عجلة القيادة من قبل سائق الميكروباص لحظة الاصطدام بالرصيف.
وتلقت الأجهزة الأمنية بلاغاً يفيد بوقوع حادثة تصادم عنيف على الطريق الإقليمي، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين. وعلى الفور، انتقلت قوة من رجال الشرطة مدعومة بعدد من سيارات الإسعاف إلى موقع الحادثة، حيث تبين تصادم حافلتي ركاب من نوع "ميكروباص" بصورة مروعة نتيجة السرعة الزائدة واختلال عجلة القيادة في يد أحد السائقين.
وأعلنت هيئة الإسعاف المصرية أنها دفعت بـ18 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات نقلت المصابين إلى مستشفى الباجور التخصصي بمحافظة المنوفية (شمال) لتلقي الرعاية الطبية العاجلة، وفي الوقت ذاته سارعت الجهات المتخصصة إلى الدفع بقوات من المرور لتأمين موقع الحادثة وتعيين الخدمات اللازمة على الطريق الإقليمي لضمان عدم تعطل الحركة المرورية، مع اتخاذ الإجراءات الفورية لتيسير سير المركبات وتفادي حدوث تكدسات أو حوادث إضافية، وجرى رفع آثار التصادم بصورة سريعة، فيما بدأت الجهات المتخصصة التحقيق لمعرفة ملابسات الحادثة بدقة.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة المصرية، أن وزير الصحة خالد عبدالغفار أصدر توجيهاته الفورية برفع درجة الاستعداد القصوى بجميع المستشفيات المحيطة، وتوفير سبل الرعاية الطبية للمصابين، مع تأكيد تقديم الدعم النفسي لهم ولأسر الضحايا، موضحة في بيان لها أن الوزير كلف نائبه محمد الطيب بالتوجه فوراً إلى محافظة المنوفية لمتابعة تقديم كافة أوجه الرعاية الطبية والنفسية للمصابين، والتأكد من توافر جميع الإمكانات اللازمة، بما في ذلك الأطقم الطبية المتخصصة والأدوية والمستلزمات الطبية وأكياس الدم بجميع فصائلها، مع إعداد تقرير مفصل حول الحالة الصحية للمصابين والخدمات المقدمة لهم.
وجاءت هذه الحادثة بعد نحو أسبوع من أخرى مروعة هزت مصر بعدما أسفر اصطدام حافلة ركاب بسيارة نقل على الطريق الإقليمي مما أسفر عن مقتل 18 فتاة من قرية السنابسة بمحافظة المنوفية، وكانت أعمارهن بين 14 و22 سنة، إذ كانوا في طريقهن للعمل بإحدى المزارع ليتحول "حلم الرزق إلى كابوس على الطريق"، لتصفهم وسائل الإعلام بأنهن "شهيدات لقمة العيش".
ووقعت الحادثة عندما اندفعت شاحنة نقل ثقيلة بقوة نحو الحافلة الصغيرة التي تحمل الفتيات العاملات، وفق ما أظهرت التحقيقات، مبينة أن السرعة الزائدة واختلال عجلة القيادة هما السبب في الأمر، وذلك في حين ألقت قوات الأمن القبض على سائق الشاحنة المتسبب في الحادثة، ومالكها.
وخرجت جنازات الفتيات الـ18 بصورة جماعية في مشهد مهيب أثار التعاطف والحزن بصورة واسعة على المستويين الرسمي والشعبي فضلاً عن وسائل التواصل الاجتماعي، التي تجادل روادها حول جودة الطرق في مصر ومسؤولية القائمين عليها وسلوكيات السائقين إضافة لأوضاع الفتيات التي دفعتهن للخروج للعمل في هذه السن المبكرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورداً على الحادثة، قال وزير النقل المصري كامل الوزير، إن سائق السيارة النقل المتسبب في الحادثة كان من دون رخصة مهنية وتحت تأثير المخدرات، معلناً "إطلاق خطة إصلاح عاجلة للطريق وتنظيم حركة المرور"، فضلاً عن صدور "تعليمات بمراجعة شاملة لتصميم الطريق الإقليمي وتقييم معايير السلامة فيه".
ودائماً ما تشهد الطرق السريعة في مصر من آن لآخر حوادث مروعة، تسفر عن سقوط ضحايا كثر، وتتعدد أسباب هذه الحوادث التي تتكرر بصورة شبه يومية على رغم جهود الحكومة في تحسين جودة الطرق والمحاور في البلاد على مدى الأعوام الـ10 الماضية.
ويرجع المتخصصون والمراقبون أسباب وقوع الحوادث على الطرق السريعة في مصر، إلى كثير من الأسباب، منها حال الطرق وعدم التزام بعض السائقين السرعات المقررة والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة وحال الطقس وغياب القوانين الرادعة لبعض المخالفات الخطرة أثناء القيادة وغيرها، وفي كثير من الحوادث توجه أصابع الاتهام إلى قائدي سيارات النقل وسيارات الأجرة.
وتشير الإحصاءات الرسمية المصرية الخاصة بالوفيات الناجمة عن حوادث السيارات على الطرق إلى أنه في عام 2024 انخفض عدد الوفيات في حوادث الطرق بمصر بنسبة 10.3 في المئة، بينما زاد عدد المصابين بنسبة 7.5 في المئة، وبلغ عدد المصابين 76362 مصاباً، كذلك فإن الركاب هم الفئة الأعلى بين المصابين، بينما السائقون هم الأقل.
ووفق الإحصاءات ذاتها ففي عام 2023 وصل عدد إصابات حوادث الطرق إلى ما يقارب 71 ألف إصابة مقابل 55.9 ألف إصابة عام 2022 بنسبة ارتفاع 27 في المئة، وكان أعلى عدد إصابات على مستوى المحافظات في محافظة الدقهلية، وأقل عدد إصابات في محافظة الإسماعيلية، وذلك في وقت بلغ فيه عدد المتوفين من حوادث الطرق في الفترة نفسها 5861 متوفى عام 2023 مقابـل 7762 عام 2022 بنسبة انخفاض 24.5 في المئة، وأعلى عدد للمتوفين على مستوى المحافظات في محافظة القاهرة حيث بلغ 718 متوفى وأقل عدد وفيات في محافظة شمال سيناء حيث بلغ 18 متوفى عام 2023، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الحكومي.