Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع الخصوبة مع التقدم في العمر... رجالا ونساء

كما تمر المرأة بمرحلة انقطاع الطمث يبلغ الذكور سن اليأس أو ما يعرف بـ"الأندروبوز"

تأتي عملية تجميد البويضات كفرصة للمرأة للحفاظ على قدرتها على الإنجاب بعد مرحلة انقطاع الطمث (رويترز)

بصورة عامة ترتبط في الأذهان مشكلة تراجع الخصوبة مع التقدم في العمر بالمرأة، فتتحمل المسؤولية كاملة في تراجع القدرة على الإنجاب، مما يبرر توافر تقنيات حديثة لمواجهة هذه الحالة الطبيعية، مثل عملية تجميد البويضات. وكما هو معروف تتراجع مستويات الخصوبة من سن معينة، عاماً بعد عام، إلى أن تنعدم في مرحلة معينة لديها، فيصبح من المستحيل لها طبياً أن تُنجب، لكن هل تتحمل المرأة بالفعل المسؤولية وحدها في انعدام فرص الإنجاب؟ أم أن الخصوبة تتراجع أيضاً لدى الرجل مع تقدمه في العمر؟ فلا يعلم الجميع أنه كما تمر المرأة بمرحلة انقطاع الطمث، أو سن اليأس، Menopause، يعيش الرجل أيضاً تجربة "الأندروبوز" Andropause التي تتراجع فيها مستويات الهرمونات لديه وأيضاً الخصوبة.

 

سن اليأس لدى الرجل أيضاً

في الواقع غالباً ما يتم التركيز على مرحلة انقطاع الطمث لدى المرأة التي تترافق مع انعدام فرص الإنجاب بالنسبة إليها، وإن كانت عملية تراجع الخصوبة تحصل تدريجاً قبل أعوام منها، لكن الرجل يبلغ أيضاً مرحلة سن اليأس أو ما يعرف بـ"الأندروبوز" التي تنخفض فيها مستويات هرمون التستوستيرون بعد سن الـ40. بالنسبة إلى لمرأة قد يتم الربط بين مرحلة انقطاع الطمث التي تتوقف فيها الإباضة وانقطاع الخصوبة، خصوصاً أن انخفاض مستويات الهرمونات يحصل بموازاة توقف الإباضة، إلا أن الأمور تختلف بالنسبة إلى الرجل الذي يمر بمرحلة "الأندروبوز" لأن مستويات الهرمونات تنخفض فيها بصورة تدريجية عاماً بعد عام. فهذا لا يحصل بصورة حادة ومفاجئة، كما بالنسبة إلى المرأة، مما يسبب لها أعراضاً قوية وواضحة. قد يعاني الرجل أعراضاً معينة نفسية وجسدية نتيجة مروره بهذه المرحلة، فيُلاحظ لديه تقلبات في المزاج وتراجع في القدرة على الانتصاب وضعف في العضلات ونوبات حرارة وأرق وتراجع في مستويات التركيز، كما تتراجع كمية البذرة التي تصنع في عملية القذف بموازاة هذه المرحلة، لكن هذه الأعراض لا تكون واضحة وحادة كما لدى المرأة التي تتوقف لديها الإباضة والخصوبة بصورة تامة بعدما تبدأ بالتراجع سريعاً من عمر 38 سنة، وإن كانت الهرمونات لا تنخفض بصورة كبيرة عندها. بالنسبة إلى الرجل لا ترتبط وظيفة الخصيتين ودور البذرة بصورة مباشرة بهرمون التستوستيرون.

وفق ما أوضحه الطبيب الاختصاصي في أمراض وجراحة المسالك البولية إيلي حلو تبدأ الخصوبة لدى الرجل كما لدى المرأة في مرحلة البلوغ، "وتستمر بالنمو بصورة تدريجية ما لم تواجه عوامل سلبية تضر بها، وتؤثر سلباً فيها، مع الإشارة إلى أن العوامل هذه، ولو اختلفت بين الرجل والمرأة أحياناً، تؤذي بالشكل ذاته كليهما، إلا أن الخصوبة تبلغ الذروة لدى المرأة في سن 26 سنة، ثم في سن 35 سنة تبدأ بالتراجع، قبل أن تتراجع بمعدلات كبرى وسريعة في سن 38 سنة، ومن بعدها في مرحلة الأربعينيات، حيث يكون الانخفاض الأكبر، إلى أن تبلغ المرأة مرحلة انقطاع الطمث التي تنقطع فيها الخصوبة بصورة تامة لديها، أما في حال تجميد البويضات، فيبقى الأمل موجوداً بالإنجاب ولو بعد مرحلة انقطاع الطمث".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وضع خاص للرجل

في المقابل ما يختلف لدى الرجل أنه صحيح أن الخصوبة تتراجع أيضاً لديه مع التقدم في العمر، إلا أنها تتراجع بصورة تدريجية وبطيئة مع مرور السنوات. ويبقى احتمال حصول الحمل موجوداً ما دامت البذرة موجودة، ولو بمعدلات أقل. فمع تقدمه في العمر تتراجع كميات الحيوانات المنوية لديه بصورة واضحة وكبيرة، لكنها تبقى موجودة. وما دامت موجودة، ولو بعدد قليل، تبقى فرص الحمل موجودة، بالتالي ما يختلف بين الرجل والمرأة أن الإباضة التي تسمح بحصول الحمل تتوقف بصورة تامة في مرحلة معينة لدى المرأة، ويصبح احتمال حصول حمل منعدماً بالنسبة إليها، "فمسألة حصول الحمل والإنجاب عبارة عن احتمالات وأرقام، بالنسبة إلى الرجل ما دامت هناك بذرة لديه، يبقى احتمال حصول حمل لدى المرأة موجوداً إذا كانت في سن تكون فيها قادرة على الإنجاب، وهذا ما يفسر كون الرجل يبقى قادراً على الإنجاب بالفعل على رغم تراجع الخصوبة لديه"، انطلاقاً من هذا الوضع، يتابع حلو، "من الممكن لرجل في الـ80 من عمره أن ينجب من دون مشكلة، ويحصل ذلك بالفعل، وكثيرة هي الأمثلة على ذلك بين الناس عامة وبين المشاهير بصورة خاصة، والممثل آل باتشينو خير دليل على ذلك لاعتباره أصبح أباً في عمر 83 سنة. وأيضاً جورج كلوني الذي أصبح أباً بعد سن الـ50. بالتالي، يكون الرجل قادراً على الإنجاب في سن متقدمة، وإن كانت الخصوبة تتراجع تدريجاً لديه، بعدما تزيد في مرحلة البلوغ ثم في مرحلة الشباب مع نمو الخصية وبلوغ الخصوبة معدلها الطبيعي في مرحلة الرشد.

وشدد الطبيب حلو على أن "الخصوبة تتراجع تدريجاً في حياة الرجل"، ومن الممكن أن تنخفض كمية البذرة لديه من 200 مليون إلى 10 ملايين، مع تراجع وظيفة الخصيتين ومستويات إنتاج البذرة بالتالي الخصوبة، "إلا أن هذا لا يشكل عائقاً أمام القدرة على الإنجاب بالنسبة إليه".

عوامل تؤثر سلباً

إلا أن مستويات الخصوبة لا تبقى ثابتة في مختلف الظروف والأوقات بوجود عوامل معينة يمكن أن تؤثر فيها سلباً، وأشار حلو إلى وجود عوامل مؤثرة خاصة بالرجل وأخرى خاصة بالمرأة وتؤثر في الخصوبة لدى كل منهما، "كما بالنسبة إلى بطانة الرحم المهاجرة لدى المرأة ودوالي الخصيتين لدى الرجل. وفي حياة الرجل هناك عوامل عديدة يمكن أن يتعرض لها فتؤثر في مستويات الخصوبة لديه، منها الأمراض المزمنة في حال الإصابة بها لفترة طويلة، فهي تؤثر في مستويات الخصوبة مع مرور السنوات حتى في حال عدم التعرض لمضاعفاتها، ومنها السكري. أيضاً يؤدي تناول الرجل الستيرويدات لتكبير العضلات إلى تداعيات قد لا يكون من الممكن العودة عنها أحياناً، فهي تقضي على الخصوبة بصورة حادة وسريعة، سواء لدى الرجل أو لدى المرأة. أيضاً، يؤثر التعرض للالتهابات وللمشكلات في الهرمونات والإصابة بالسرطان والخضوع للعلاج الكيماوي والعلاج بالأشعة على مستويات الخصوبة لدى الرجل والمرأة على حد سواء. وفي حال معالجة أي مشكلة تؤثر في الخصوبة والقدرة على الإنجاب، يمكن أن تتحسن مستوياتها، لكنها لا تعود بالضرورة إلى المستويات التي كانت عليها في السابق".

لكن، ما يبدو لافتاً بالنسبة إلى حلو هو تراجع مستويات الخصوبة لدى الرجل على المستوى العالمي في العقود الأخيرة، "ففي دراسة أجريت قارنت بين مستويات الخصوبة لدى الرجل اليوم وقبل 30 عاماً تبين أنها تراجعت بصورة ملحوظة. فمعدلات البذرة لدى الرجل في تراجع واضح، أما العوامل التي أسهمت في ذلك فهي التلوث ونمط العيش والنظام الغذائي الذي تغلب عليه الأطعمة المصنعة والموجات الكهرومغناطيسية الناتجة من أدوات مختلفة في المحيط من إنترنت وهواتف".

اقرأ المزيد

المزيد من صحة