"لا يمكننا السماح لهذه الفرصة بأن تكون الأخيرة"، هذا ما قاله ديكون عندما أجهضت شريكته أليسون في مسلسل ’متنفس رومانسي‘ Romantic Getaway الجديد على منصة "سكاي كوميدي".
فشلت للتو محاولتهما للتلقيح الاصطناعي على حساب هيئة الخدمات الصحية الوطنية وهي تجربة مؤلمة، لكن ما هي الخطوة التالية؟
يلعب كاثرين رايان وروميش رانغاناثان البطولة في دوري زوجين يسرقان المال لتمويل علاج التلقيح الاصطناعي على حسابهما الخاص في هذه السلسلة الجديدة المكونة من ست حلقات ويبدأ عرضها في الأول من يناير (كانون الثاني) 2023.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ربما يبدو فهم ذلك صعباً لكنني أحس بمحنتهما، وربما لم أصل حد السرقة عندما كنت أواجه صعوبات في تأمين كلف التلقيح الاصطناعي وعلاج العقم، لكنني اختبرت الخوف من نفاد الأموال أثناء محاولتي تحقيق ذلك.
في ظل إصابة واحدة من كل ثماني نساء بالعقم وزيادة عدد النساء الراغبات في إنجاب أطفال في سن متأخرة، فليس من المستغرب أن تكون هناك مجموعة من الأعمال أخيراً حول أطفال الأنابيب، لكن هل ستكون مشاهدتها نافعة إذا كنت شخصاً يعاني ألم محاولة الإنجاب؟ هل يمكن أن يكون الموضوع مضحكاً؟ لماذا قد يرغب شخص مثلي مر بجحيم العقم في مشاهدة زوجين على شاشة التلفزيون في عز التجربة؟
كنت قادرة دائماً على لمس الجانب الكوميدي في حالتي أثناء تعاملي مع فجيعة اختبارات الحمل السلبية مرة تلو أخرى، وفي نهاية المطاف كان هناك شيء من الطرافة في عينات الحيوانات المنوية التي لا نهاية لها والتي تعين على شريكي استخلاصها من أجل من التلقيح الاصطناعي، وفي الهوس بمستويات الهرمونات.
أنا أيضاً لم أقدر على تحمل كلف التلقيح الاصطناعي مثل الزوجين في ’متنفس رومانسي‘ لكن لحسن حظي لم أضطر إلى ارتكاب جريمة على كل حال في النهاية، إذ عرضت صديقة من أيام الطفولة مساعدتها ونجح الأمر.
لدي الآن ابنتان في الرابعة والسادسة من العمر، لكن بالنسبة إلى ديكون (يجسده رانغانثان) وأليسون (رايان) تأخذهما رحلة التلقيح الاصطناعي الخاصة بهما إلى عالم الجريمة الجهنمي.
أخبرني مبتكرا العمل رانغاناثان وبنجامين غرين "قد يكون تكوين أسرة أمراً صعباً ومرهقاً بشكل غير معقول، تعمقنا حقاً في تجاربنا المشتركة في غرفة الكتابة مع سارة مورغان وإلين غريس، وكنا ندرك تماماً مدى صعوبة تحقيق التوازن بين التعامل بحساسية مع رحلة التلقيح الاصطناعي لشخصياتنا بينما نأخذ في الحسبان أننا نصنع كذلك دراما كوميدية سريعة الإيقاع، لكن على أقل تقدير إذا تعلم الناس أي شيء من المسلسل فقد يكون ربما أن السرقة من رئيسك في العمل ليست الحل".
صحيح أن خطة أليسون وديكون لتمويل علاج أطفال الأنابيب غير تقليدية، لكنها تلخص معاناة العقم.
التلقيح الاصطناعي مكلف أيضاً للأشخاص الذين يرغبون في إنجاب طفل من دون شريك عن طريق الحصول على الحيوانات المنوية أو البويضات من متبرع أو الأشخاص الذين لديهم علاقات جنسية مثلية.
يتحول المسلسل إلى نسخة معاصرة من قصة الزوجين المجرمين بوني وكلايد اللذين اشتهرا فترة الكساد العظيم في أمريكا، ويقرر الزوجان المتفائلان سرقة 50 ألف جنيه استرليني من رئيسهما السيئ في العمل ألفي، لكن ديكون الذي تسيطر عليه حماسته يزيد صفراً إضافياً على المبلغ المحول حيث يصل إلى نصف مليون جنيه إسترليني، ويصبح مأزقهما الآن متعباً أكثر من التلقيح الاصطناعي بكثير، ولا يدريان ما إذا كان سيتم القبض عليهما؟
في مشهد باكر من الحلقة الأولى كانا يجلسان في سيارتهما ويحدقان في وحدة الذاكرة المتنقلة التي استخدمها ديكون في إجراء التحويل المصرفي ويقول، "من الجنوني التفكير في أن هذه ستعطينا طفلاً".
تذكر أليسون أنها في "ظروف مثالية" لا تريد إنجاب طفل في السجن إذا قبض عليهما، لكن لا يمكنهما التراجع الآن وهما متورطان بشدة، وربما انتهك أليسون وديكون القانون لكن لا يزال بادياً عليهما ذلك الشعور بالتحرر الذي انتابني عندما تخلصت من العبء المالي للتلقيح الاصطناعي.
عيادة التلقيح الاصطناعي الفخمة التي عثرت عليها أليسون "مضمونة النجاح"، وحساباتها خاطئة في هذا الأمر تماماً كما هي حيال سرقة المال، إذ لا يوجد مكون سري يضمن النجاح، ومهما كانت الأموال المنفقة على التلقيح الاصطناعي، وقد تجاوزت في حالتي 8 آلاف جنيه استرليني لكل تجربة في المملكة المتحدة، فالحقيقة هي أن بعض النساء لن ينجبن طفلاً أبداً.
سرعان ما نرى أليسون تدخل عيادة ويمبول لعلاج العقم، ويتأكد الطبيب الخاص من أن محاولاتها السابقة كانت على حساب هيئة خدمات الصحة الوطنية ويسأل ما إذا شرح شخص ما لها وضع مستويات الهرمونات لديها وكيف يؤثر ذلك في فرص الحمل لديها.
كان المشهد بمثابة رحلة في ذاكرتي إذ إني أجريت المحادثة نفسها بالضبط، وتعتقد أليسون أن فرصة حملها تبلغ 30 في المئة، لكن الطبيب الخاص لا يبدو متفائلاً للغاية حيال النسبة ليخبرها أن "احتياط المبيض منخفض".
كم كرهت سماع هذه الكلمات عندما قيل لي الشيء عينه، وستكون محظوظة إذا حصلت على بويضة واحدة أو اثنتين من استرجاع التلقيح الاصطناعي، و"حتى في تلك الحال سيكون مشكوكاً في جودة بويضتك".
تبدو متوترة تماماً كما كنت أنا، ومثل أليسون "تقيدت بدفع الكلف الكاملة لأطفال الأنابيب" بعد تلقي الحقنة الأولى على رغم فرص نجاحي المنخفضة، وكنت أنا أيضاً محظوظة لو استعادوا بويضة أو اثنتين.
ليس الدخول في دوامة أطفال الأنابيب ممتعاً، كيف يمكنك التوقف إذا كنت تمتلك المال؟ أتذكر أنني استجمعت شجاعتي وقلت للطبيب بتفاؤل "فلنفعلها"، تماماً كما قالت أليسون. تدعي أليسون أن الطبيب "كان قاسياً في شأن فرصها في الحمل"، ويجب أن يكونوا كذلك أو أن تصرفهم يصبح غير أخلاقي، وأخفيت مثلها تلك المعلومات عن شريكي، تقول "لقد فعلنا كل هذا وربما يكون جسدي هو الشيء الذي يفسد كل الجهود".
إلقاء المرء اللوم على عيادات التلقيح الاصطناعي السابقة أسهل بكثير من إلقائه اللوم على جسده.
في حين أن حل أليسون كان "علينا الذهاب إلى العيادة الفاخرة لأن الوقت ينفد"، كان الحل بالنسبة إليّ عكس ذلك. كنت بحاجة إلى التوقف عن زيارة العيادات الفاخرة في المملكة المتحدة والذهاب إلى عيادات أرخص في أوروبا، إذ كان علاج التلقيح الاصطناعي حينها يكلف ربع السعر.
اعتقدت أنني كلما خضت المزيد من عمليات التلقيح الصناعي كلما زادت فرصتي في الحمل، وإذا كان بإمكاني القيام بثلاث تجارب في إسبانيا أو روسيا بنفس كلفة تجربة واحدة في المملكة المتحدة في ذلك الوقت، فهذا أمر لا يحتاج إلى تفكير، ويفعل جميعنا ما يتعين عليه القيام به، لكن ديكون وأليسون يصلان حد التطرف.
ليس ’متنفس رومانسي‘ أول عرض تلفزيوني أو فيلم عن أطفال الأنابيب، لكن إلى أي مدى يتم تناول الفكرة على الشاشة شاملاً؟
صوّر مسلسل ’محاولة‘ Trying الذي عرضته منصة "آبل تي في +" سنة 2020، ويدور حول زوجين من لندن يرغبان بشدة في إنجاب طفل، بوضوح أيضاً الاضطراب الذي يرافق محاولة إنجاب طفل باستمرار، فقام جيسون (رافي سبال) و نيكي (إستر سميث) بالتجربة الوحيدة المتاحة لهما على حساب هيئة خدمات الصحة الوطنية ولم تنجح، إنه أمر مفجع!
كانت خطوتهما التالية التبني، وهي عملية لا تقل تعقيداً عن التلقيح الاصطناعي، فلقد جربا كل شيء بما في ذلك توقيت ممارسة الجنس في فترة الإباضة، وعندما أدركت نيكي أنها لم تحسب أيام خصوبتها بدقة تصرّ على أن يمارس جيسون الجنس معها في حافلة عمومية على الفور.
تشرح نيكي في يأس تام، "تتضاءل الفرص مع كل ساعة".
كانت هناك مسلسلات تلفزيونية وأفلام أخرى مضحكة عن العقم ولكنها مؤثرة بشكل مؤلم، مسلسل ’حمى الإنجاب‘ Baby Fever الدنماركي الكوميدي الرومانسي الذي بدأت "نتفليكس" عرضه هذه السنة ويدور حول الخصوبة والاختيارات والأبوة والحب، يحكي قصة طبيبة الخصوبة نانا (جوزفين بارك) ومرضى التلقيح الاصطناعي لديها، إذ تتشابك الأمور عندما تسكر وتقوم بتلقيح نفسها بالحيوانات المنوية لصديقها السابق بعدما اخترقت بنك الحيوانات المنوية، وقد يسمح لها حملها السري برؤية المرضى من منظور جديد، لكنه يتسبب أيضاً في مشكلات رومانسية كبيرة.
يصف مؤلفا ’حمى الإنجاب‘ أميلي نيزباي فيك ونيكولاي فيفر المسلسل بأنه "قصة شخصية ومضحكة وصعبة ومدهشة حول علاج الخصوبة".
ويضيفان، "الخضوع لعلاج الخصوبة أمر صعب للغاية، ونحن نعلم ذلك لأننا مررنا به بأنفسنا لكنه يمكن أن يكون تجربة للأمل والفرح والضحك أيضاً، ويمكنه إثارة عدد من المشاعر المختلفة لدى المرء في فترة بهذا القصر، ولذلك السبب نريد عمل مسلسل حيث الدراما والكوميديا موجودتان معاً دائماً، لأن تجربتنا مع الخصوبة كانت كذلك".
واحدة من أكثر التصويرات الواقعية للعقم هي الدراما الكوميدية ’حياة خاصة‘ Private Life التي أطلقتها "نتفليكس" سنة 2018، من بطولة بول جياماتي وكاثرين هان في دوري زوجين من نيويورك خلال الأربعينيات من العمر يكافحان مع التلقيح الاصطناعي، ويظهر العمل بوضوح تأثير العقم على زواجهما، وهو الضغط الذي سيفهمه أي زوجين يبذلان جهداً من أجل الحمل، وكذلك الطريقة التي يتعامل بها الأشخاص المقربون منهما مع الموضوع.
يقال إن القصة مستوحاة من رحلة العقم الخاصة بالكاتبة والمخرجة تمارا جنكينز، مما يجعلها تبدو حقيقية جداً على الشاشة.
الحلقة الوحيدة من المسلسل الكوميدي ’بطون منتفخة‘ Bumps التي عرضت على قناة "بي بي سي1" عام 2020 تحكي قصة أنيتا (أماندا ريدمان) وهي امرأة تبلغ من العمر 62 عاماً تخضع سراً لعلاج أطفال الأنابيب وتحمل من طريق التلقيح الاصطناعي بمساعدة متبرعين بالبويضات والحيوانات المنوية قبل أن تكتشف أن ابنتها البالغة من العمر 38 عاماً حبلى أيضاً.
كان المشاهدون يتمنون بيأس على ما يبدو أن توجه "بي بي سي" بإنتاج سلسلة عن الموضوع، لكن وفقاً لإحدى المراجعات كانت الحلقة "مقدمة مثيرة للاهتمام كفاية" لكنها أصبحت "خليطاً لا معنى له".
في فيلم ’التبديل‘ The Switch الكوميدي الرومانسي الصادر عام 2010 من بطولة جينيفر أنيستون بدور امرأة عازبة في الـ 30 من عمرها تريد طفلاً بمساعدة متبرع بالحيوانات المنوية، يتم خلط الحيوانات المنوية المتبرع بها في حفلة للتلقيح وليس في العيادة المتخصصة.
في الدراما الطبية لعام 2006 ’رجل العائلة‘ Family Man على "بي بي سي1" من بطولة تريفور إيف في دور طبيب الخصوبة الجذاب الدكتور باتريك ستو في "عيادة ويشارت" للخصوبة التي احتفلت أخيراً بإنجاب الطفل رقم 2000 من طريقها، تروي الدراما التي وصفت بأنها "رحلة مؤثرة عبر أفراح وأحزان محاولة إنجاب طفل من خلال التلقيح الاصطناعي" قصة أربعة أزواج يواجهون مشكلات في الخصوبة ويلجأون إلى الدكتور ستو لتحقيق أحلامهم بالإنجاب.
في هذه الأثناء، في فيلم ’أم و طفل‘ Baby Mama الكوميدي الرومانسي الصادر عام 2008، كانت كيت (تينا فاي)، سيدة أعمال عازبة ناجحة في سن الـ 37 تحاول الخضوع لعمليات التلقيح الاصطناعي، لكن رحمها الذي يأخذ شكل حرف T يجعل النجاح غير مرجح، فتقرر تجربة تأجير الأرحام.
كما أن شارلوت بطلة مسلسل ’الجنس والمدينة‘ Sex and the City تتعامل أيضاً مع العقم وتحاول التلقيح الاصطناعي والوخز بالإبر الصينية وممارسة الجنس في التوقيت المناسب، وبعدما تزوجت مرة أخرى تبنت في النهاية طفلاً ثم حملت لاحقاً كما لو كان الأمر معجزة.
من الجيد أن الأعمال التلفزيونية والأفلام تصور الخسائر العاطفية والجسدية المترتبة على أطفال الأنابيب، وكما نرى لا تنتهي التجارب دائماً بالحمل، لكن في بعض الأحيان يكون الحل بالتبني بدلاً من ذلك.
لكن كل هذه المحاولات تساعد في فهم أنك إذا كنت تريد طفلاً فالأمر ممكن، وهو تذكير لي كذلك بأنني كنت محظوظة جداً لتمكني من الإنجاب بعدما قيل لي إن فرصي في الحمل تكاد تكون معدومة.
في ’متنفس رومانسي‘ تبدأ أليسون بالتشكيك فيما إذا كانت تريد طفلاً أساساً وليس هذا مستغرباً، ففي نهاية المطاف لديها وزوجها مشكلات أخرى، إنهما هاربان من القانون.
سيبدأ بث ’متنفس رومانسي‘ على منصتي "سكاي كوميدي" و"ناو" بداية السنة الجديدة.
© The Independent
