Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الممثلة المغربية كوثر بودراجة ترحل في أوج شبابها

شاركت في أعمال سينمائية وتلفزيونية منوعة واشتهرت ببرامجها التي تسعى إلى خلق حوار بين الشعوب المغاربية

الممثلة المغربية كوثر بو دراجة رحلت في أوج شبابها (صفحة الممثلة - فيسبوك)

ملخص

غيب الموت الممثلة والإعلامية المغربية كوثر بودراجة أول من أمس الجمعة، بعد صراع مع مرض السرطان، وهي في عز شبابها، مما خلّف أجواء من الحزن داخل الأوساط الفنية والإعلامية في المغرب، إذ كانت بودراجة تحظى بالشهرة داخل الأوساط المغاربية لما تتمتع به من موهبة لم يتسن لها الاستمرار.

لم تمنح الحياة الممثلة والإعلامية المغربية الشابة كوثر بودراجة فرصة أن تعيش لفترة أطول حتى تحقق أحلامها في مجال الفن والتمثيل، وتواصل تألقها في مجال الإعلام، فقد رحلت أول من  أمس الجمعة وهي على مشارف الـ 40، وكتب الممثل المعروف رشيد الوالي الذي جمعته بها تجربة التمثيل في مسلسل "الماضي لا يموت"، كلمة مؤثرة على صفحته في "إنستغرام" جاء فيها "كيف للقلب أن يصدق أن روحاً بتلك الطيبة والرقي قد غادرتنا فعلاً؟"، مضيفاً "كنت سعيداً بانضمامها إلى عالم التمثيل، ذلك المجال الذي وجد مكانه الطبيعي في قلبها الرهيف وإحساسها الصادق، كوثر لم تكن مجرد فنانة، كانت إنسانة صريحة، قوية الشخصية، شديدة الإحساس، تعرف كيف تزرع البهجة في من حولها، وكيف تترك أثرها الطيب في كل قلب التقاها".

وقد تتالت على صفحات مواقع التواصل كلمات عدة من رموز الفن والإعلام في المغرب تشيد بما كانت تتصف به الفنانة الراحلة من روح إيجابية، وتتأسف على تجربتها الفنية والإعلامية القصيرة التي حال مرض السرطان دون أن تمتد لعقود أخرى، قياساً إلى ما كانت تتمتع به من موهبة في المجالين معاً.

وعانت الراحلة خلال الأشهر الأخير تدهور حالها الصحية وظلت تقاوم المرض إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة في إحدى المصحات الخاصة بمدينة الدار البيضاء، ووري جثمان الفقيدة الثرى بعيداً من أعين الكاميرات ومتابعة الصحافيين، بناء على وصيتها ورغبة عائلتها أيضاً في أن تكون هذه اللحظة محصورة على المقربين من ذويها وحسب.

بين الإعلام والتمثيل

ولدت كوثر بودراجة في مدينة الصويرة عام 1985 وانطلقت في مجال الإعلام مع قناة "ميدي-1" عبر برنامج "جاري جاري" الذي كانت يعتمد على فلسفة التقارب بين البلدان المغاربية، بغض الطرف عما تخلقه الحياة السياسية من خلافات، فقد ضم هذا البرنامج الذي يفتح نقاشات حول عادات وتقاليد وفنون وثقافات البلدان المغاربية، فريق عمل يمثل هذا التنوع المغاربي، فإضافة إلى بودراجة شاركت في التقديم الإعلامية الجزائرية سلمى عبادة، والإذاعية التونسية إيمان عميري، والمسرحي الليبي ميلود العمروني، والباحث الموريتاني صو ممادو، والفكاهيان المغربيان يوسف قصير وحمزة الفيلالي.

وبهذه الروح المغاربية تنتقل كوثر بودراجة لتقديم برنامج آخر على قناة "نسمة" التونسية اسمه "ناس نسمة"، وفي القناة ذاتها قدمت برنامج "ممنوع على الرجال"، ثم شاركت في تقديم برنامج "مذيع العرب" على قناتي أبوظبي والحياة.خاطبت

أما على مستوى التمثيل فقد شاركت في مجموعة من المسلسلات المغربية مثل "أحلام بنات" في جزأين و"الوعد" و"كازا ستريت" و"سلمى أبو البنات" و"الماضي لا يموت" و"سولو دموعي"، وفي مجال السينما شاركت في أفلام دولية مثل "أطومان" و"كردستان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واشتغلت كوثر بودراجة أيضاً في قطاع الموضة، إذ كانت عارضة أزياء ومقدمة برامج في هذا المجال لعل أبرزها البرنامج الإيطالي" ليست الموضة وحدها"، واللافت أن الفنانة والإعلامية الراحلة كانت داخلة في القضايا العامة، وكانت تعبر عن مواقفها التحررية باستمرار عبر الإعلام وعبر حساباتها في مواقع التواصل، وقد جرى انتخابها سفيرة لبرنامج "ستانداب" العالمي لانتقاد ومحاربة ظاهرة التحرش في الشوارع، وأدت رفقة مجموعة من الأصوات أغنية توجيهية عنوانها "بارك/ كفى"، تنتقد العنف ضد النساء، وفي المقابل كانت بودراجة تنتصر للحريات الفردية وتدافع عن الخيارات الذاتية للفرد التي يجب أن تقطع مع سلطة المجتمع، في مغرب شهد كثيراً من التحولات على المستوى الحقوقي.

وكانت تتلقى الانتقادات تباعاً بسبب مواقفها الجريئة التي تتعدى الفن إلى الحياة العامة، غير أنها حتى آخر لحظاتها ظلت تدعو إلى أن يكون الفنان الصورة المضيئة للمجتمع والمدافع الأول عن القيم والحقوق.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون