تجاهلت سوق النفط التوترات العنيفة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وارتفعت الأسعار عقب تقارير إعلاميَّة ذكرت أن الصين "ما زالت مستعدة لإبرام اتفاق تجاري جزئي مع الولايات المتحدة"، بينما تلقت الأسعار "دعماً من الاضطرابات في العراق والإكوادور" عضوي أوبك.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 65 سنتاً، إلى 58.89 دولار للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 56 سنتاً إلى 53.19 دولار للبرميل. وزاد الخامان أكثر من واحد بالمئة.
ومن المقرر أن يلتقي مفاوضون من أكبر اقتصادين بالعالم في واشنطن يومي الخميس والجمعة في أحدث مسعى للتوصل إلى اتفاق يهدف إلى إنهاء نزاع تجاري طال أمده، وتسبب في إبطاء النمو الاقتصادي العالمي.
لكن التوترات بين البلدين زادت هذا الأسبوع بعد أن فرضت الولايات المتحدة قيوداً على إصدار تأشيرات السفر لمسؤولين صينيين وإدراج عدد من الشركات الصينيَّة الكبرى على قائمة سوداء.
وفي تقرير اليوم، ذكرت "بلومبيرغ"، نقلاً عن مسؤول على دراية مباشرة بمباحثات التجارة بين الصين والولايات المتحدة، أن بكين "ما زالت مستعدة لإبرام اتفاق تجارة جزئي".
وذكرت أيضاً صحيفة "فايننشال تايمز"، نقلاً عن مصدر لم تسمه، أن الصين "تعرض زيادة المشتريات السنويَّة من المنتجات الزراعيَّة الأميركيَّة ضمن مساعٍ لإبرام اتفاق تجارة مؤقت مع واشنطن".
وقال رؤساء كبرى شركات التجارة العالميَّة فيتول وترافيجورا وجنفور في مؤتمر النفط والمال السنوي بلندن، "أسعار النفط ستتراجع العام المقبل إلى نحو 50 دولاراً للبرميل، نظراً إلى تباطؤ الطلب العالمي على الخام".
تركيا تبدأ عمليَّة عسكريَّة في سوريا
وعلى صعيد التوترات في الشرق الأوسط، شنَّت طائرات حربيَّة تركيَّة، بعد ظهر اليوم الأربعاء، غارات على منطقة رأس العين الحدوديَّة في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد وقتٍ قصيرٍ من إعلان أنقرة "بدء عمليتها العسكريَّة ضد المقاتلين الأكراد".
وأفادت وكالات الأنباء، بأن قصفاً مدفعياً متواصلاً يستهدف مدينة رأس العين، ما دفع بعشرات السكان إلى النزوح، في وقت أعلنت فيه قوات سوريا الديموقراطيَّة بدء تركيا شنَّ غارات "ضد مناطق مدنيَّة" متسببة بحالة "هلع" بين الناس.
وقال المرصد السوري، إن قصفاً مدفعياً تركياً استهدف قرى في محيط مدينة تل أبيض الواقعة على بعد أكثر من مئة كيلومتر غرب رأس العين.
في سياق متصل، أظهرت بيانات حديثة لمعهد البترول الأميركي، أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت بواقع 4.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) إلى 422 مليوناً، وكان محللون توقعوا زيادة 1.4 مليون برميل.
وتوقع التقرير ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من الخام بواقع 1.27 مليون برميل يومياً في 2019 ليصل إلى مستوى قياسي عند 12.26 مليون برميل يومياً.
السعوديَّة تستعيد كامل إنتاجها
في السياق ذاته، قال الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو" السعوديَّة أمين الناصر، في مؤتمر النفط والمال، إن الهجمات على منشأتين نفطيتين سعوديتين ليس لها أي تأثير في وضع الطرح العام الأولي للشركة، وذلك قبيل إدراج جزئي مزمع بالبورصة.
وقال، "الإنتاج استقر في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي عند 9.9 مليون برميل يومياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، "أرامكو في طريقها إلى استعادة طاقتها الإنتاجيَّة القصوى للنفط عند 12 مليون برميل يوميا بحلول نهايَّة نوفمبر (تشرين الثاني)".
وأوضح، "الهجمات لم تسفر عن أي تراجع في إيرادات الشركة، لأنها واصلت التوريد إلى عملائها كما كان مقرراً".
ووفقاً لوكالة "رويترز"، توقَّعت مصادر مطلعة أن يكون هناك أكثر من 6 ملايين مستثمر من الشركات والأفراد مهتمين بالاكتتاب بأسهم أرامكو.
فيما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" حسب مصادرها، أن نشرة الإصدار الخاصة بأرامكو ستصدر قبل نهايَّة الشهر الحالي.
وستُصدَر النشرة باللغة العربيَّة في الخامس والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول)، ليتم بعدها بيومين إصدار النشرة باللغة الإنجليزيَّة، وذلك حسب مصادر الصحيفة.
وحسب المصادر، فإن عمليَّة بناء سجل الأوامر ستتم في نوفمبر (تشرين الثاني) على أن يتم اتخاذ القرار النهائي بخصوص المُضي قدماً بالطرح بعد نتائج عمليَّة بناء سجل الأوامر.
وسيجري تقييم نتيجة عمليَّة بناء سجل الأوامر والسعر المحدد لطرح أسهم أرامكو، ليتبع هذا التقييم القرار النهائي بخصوص المُضي قدماً بطرح حصة 1 أو 2% من أرامكو في "تداول" هذا العام.
إنتاج نيجيريا يتجاوز المستهدف في "أوبك"
ومنحت أوبك نيجيريا مستوى إنتاج مستهدف أعلى في ظل اتفاق قادته المنظمة لكبح الإمدادات في خطوة لم تعلن عنها المنظمة، وذلك عقب مساعٍ من أكبر دولة مصدرة للخام في أفريقيا لإدخال تعديلات على الاتفاق ليستوعب توسُّع صناعة النفط بها.
وقال ثلاثة مندوبين لدى أوبك، اطلعوا على الأمر، إن "حصة نيجيريا زادت إلى 1.774 مليون برميل يومياً من 1.685 مليون برميل يومياً في الاجتماع الأخير لأوبك في يوليو (تموز) الماضي". وقال أحد المندوبين "حدث بالفعل. لم أسمع بأي تغييرات أخرى على الاتفاق".
واتفقت أوبك في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مع منتجين من خارجها، من بينهم روسيا على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً بدايَّة من العام الحالي.
تبلغ حصة أوبك من التخفيضات 800 ألف برميل يومياً مع إعفاء فنزويلا وإيران وليبيا منها. ولم يتضح ما إذا كان هذا الرقم قد عُدل أو أي من حصص الدول الأخرى لاستيعاب زيادة حصة نيجيريا.
وبدأت نيجيريا المشاركة في الاتفاق في يناير (كانون الثاني)، وكانت مستثناة من تخفيضات أوبك السابقة بسبب هجمات قلَّصت الإنتاج.
إيرادات ليبيا من النفط تصعد لـ16 مليار دولار
وفي ليبيا، أعلن البنك المركزي أن إيرادات ليبيا النفطيَّة بلغت 22.7 مليار دينار ليبي (16.09 مليار دولار) في أول تسعة أشهر من العام.
وذكر أن إجمالي الإنفاق الحكومي في هذه الفترة بلغ 29.26 مليار دينار (22.16 مليار دولار) متجاوزا إجمالي الإيرادات البالغ 24.57 مليار (18.61 مليار دولار) دون ذكر أرقام العام الماضي للمقارنة.
وخلال الشهر الماضي، قال البنك المركزي، "إيرادات ليبيا من النفط أول ثمانيَّة أشهر من العام بلغت 20.2 مليار دينار ليبي (15.3 مليار دولار)".
ويبلغ إنتاج ليبيا الحالي من النفط نحو 1.3 مليون برميل يومياً. وشهد إنتاج النفط في ليبيا عضو أوبك تقلبات حادة في الأعوام الأخيرة بسبب الهجمات والاحتجاجات والصراع السياسي وسط الاضطرابات التي أعقبت انتفاضة 2011.
جنوب السودان يعلن مزاداً لتطوير 8 حقول
في السودان، قال مسؤول بوزارة النفط في جنوب السودان، إن البلاد "ستطلق مزاد تراخيص لتطوير ثمانيَّة حقول نفط في وقت لاحق هذا الشهر".
وقال المسؤول، خلال مؤتمر للنفط والطاقة، إن إنتاج جنوب السودان من النفط "بلغ 178 ألف برميل يومياً، وإنه يستهدف 200 ألف برميل يومياً في غضون العامين المقبلين".
وقال أركانجيلو أوكوانج أولير المدير العام للتخطيط والتدريب والأبحاث لدى وزارة النفط، "نعكف على زيادة إنتاج النفط".
وأضاف أنه في الأجل الطويل، "يهدف جنوب السودان إلى تعزيز الإنتاج إلى 350 ألف برميل يومياً، لكنه لم يحدد إطاراً زمنياً".
كان ذلك المستوى ذروة إنتاج جنوب السودان قبل 2012، حين تسببت حرب أهليَّة استمرت خمس سنوات في توقف النشاط تقريباً في قطاع النفط بالبلاد، وقال أولير، "أنا متفائل بأننا نمضي قدماً صوب حكومة مستقلة".