Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مجموعة الدول السبع تحولت إلى "6 زائد 1"

الجلسة العفوية التي جمعت رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع 4 من نظرائه على كأس نبيذ، قد تكون محاولة منهم لاكتساب شيء من الشجاعة للتعامل مع دونالد ترمب

قادة العالم يتناولون كأساً من المشروب على هامش قمة "مجموعة السبعة" في كندا (الموقع الرسمي لحكومة المملكة المتحدة)

ملخص

في ظل التوترات مع دونالد ترمب، تحولت قمة مجموعة السبع إلى "ستة زائد واحد"، إذ أظهر لقاء غير رسمي بين خمسة قادة تقارباً ملحوظاً بينهم، خلال وقت تتزايد فيه الخلافات مع الرئيس الأميركي حول قضايا مثل روسيا والشرق الأوسط والتجارة الحرة.

عادة ما تتسم القمم بطابع رسمي صارم، وتكاد تكون معدة سلفا كسيناريو مكتوب، بحيث يجتمع فيها قادة أكبر الديمقراطيات حول العالم للنظر في قرارات سبق أن تفاوض عليها مسؤولوهم. لكن في بعض الأحيان النادرة، تخرج لحظة عن هذه الإجراءات الرسمية، لحظة ذات طابع إنساني تخرق الروتين الآلي.

إحدى هذه اللحظات في قمة "مجموعة الـسبع" داخل كندا، برزت عندما غادر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر -الذي لا يعرف عادة بعفويته بل بكرهه للارتجال- مما بدا وكأنه اجتماع ثنائي ودي، عقده مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

وفي ردهة الفندق، لمح ستارمر المستشار الألماني فريدريش ميرتس. وسرعان ما اقترب أحدهما من الآخر وجلسا لتبادل أطراف الحديث بصورة غير رسمية. من ثم انضمت إليهما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، تلاها مستضيف المؤتمر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، وأخيراً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد تقديم الماء لهم، وصلت كؤوس النبيذ. وعلى نحو غير معتاد، لم تكن هناك ملاحظات مدونة أمامهم، ولا مسؤولون حاضرون، إنما فقط "خمسة زملاء يتناولون كأساً من النبيذ ويتحادثون".

لا بد من الإشارة هنا إلى أنه على رغم جميع الانتقادات التي توجه إلى السير كير داخل المملكة المتحدة، فإن هذا المشهد قدم دليلاً إضافياً على أنه بعد 11 شهراً فقط من توليه مهام منصبه، بدا زعيماً يحظى باحترام كبير من نظرائه الدوليين، وقائداً يجذب الآخرين بطبيعته، وبنى علاقات صداقة وطيدة مع عدد من نظرائه.

وفيما تظل تفاصيل المحادثة بينهم غير معروفة إلى حد كبير، إلا أن أزمة الشرق الأوسط كانت بلا شك من المواضيع التي جرت مناقشتها.

كان هناك شعور بأن المناسبة لم تكن مجرد لقاء ودي، بل بدت وكأنها اجتماع تحضيري للقمة، لتنسيق طريقة التعامل مع الضيف المسبب للإحراج الذي كان سيصل إلى كندا بين لحظة وأخرى.

وبينما كانوا يتجاذبون أطراف الحديث مساء الأحد الماضي، كانت طائرة الرئاسة الأميركية لدونالد ترمب تهبط في مطار ألبيرتا.

اللقاء العفوي وغير الرسمي في ردهة الفندق، عبر بوضوح عن شعور بأن هذه القمة هي أقرب لأن تكون لـ"مجموعة ستة زائد واحد" منها لقمة "مجموعة السبع".

ففيما يتفق جميع قادة الدول الست على طريقة التعامل مع روسيا (لجهة تشديد العقوبات عليها)، وأزمة الشرق الأوسط (دعوة لتخفيف التصعيد بين إسرائيل وإيران)، إلا أنه من غير المرجح أن يوافق ترمب على أي من هاتين المقاربتين.

ومن المقرر أن تعقد جلسة حول التجارة الحرة العالمية، خلال وقت يمضي فيه الرئيس الأميركي قدماً في فرض رسوم جمركية عالمية. لكن مع حلول صباح يوم الإثنين الماضي، كانت الانقسامات واضحة للعيان منذ البداية.

يعرف رئيس الوزراء الكندي السيد كارني على نطاق واسع بدبلوماسيته الهادئة وبلباقته أينما حل. وهاتان الصفتان كان أظهرهما سابقاً خلال فترة توليه منصب محافظ "بنك إنجلترا"، عندما كان عليه أن يتعامل مع مسألة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.

لكن خلال وقت كان فيه كارني يرحب بدونالد ترمب في أول اجتماع ثنائي يعقد خلال القمة، بدا وكأنه يستجمع كل ذرة من ذرى خبرته الدبلوماسية.

فبينما كان يقف إلى جانب الرئيس الأميركي للإجابة عن الأسئلة، بدا كارني وكأنه مضيف مكلف مهمة غير سارة، تشبه إلى حد كبير مرافقة عم محرج في حفلة زفاف، لا يجرؤ أحد على إزعاجه خوفاً من تعريض الميراث للخطر.

إلا أن كارني تعامل مع الموقف بهدوء وبراعة. فعندما بدأت الأسئلة تتزايد وتتشعب، تولى السيطرة على الموقف، وتدخل ليعلن أن الرئيس الأميركي أجاب بما فيه الكفاية.

ليس مستغرباً أن نتساءل عما إذا كان رئيس الوزراء الكندي يقول لنفسه من خلال تعابير وجهه المتوترة "لا تتصرف كما فعل جاستن ترودو!".

هذه الإشارة تعود إلى عام 2018، عندما فقد رئيس الوزراء الكندي آنذاك ترودو صبره أخيراً مع دونالد ترمب، وذلك أثناء استضافته قمة "مجموعة السبع" في مدينة كيبيك، وهي المرة الأخيرة التي حظيت فيها كندا بهذا الشرف الذي تسبب لها بالإرباك. وكانت التداعيات فورية بحيث انفجر غضب ترمب، وهو في طريقه إلى لقاء كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، وأمر مسؤوليه بسحب الدعم الأميركي للبيان المشترك للقمة.

هذه المرة، قلل الجميع من أهمية إصدار أي نوع من البيانات المشتركة. ويبدو أن صدور بيان لـ"مجموعة الستة" من دون الدولة السابعة هو الأرجح.

إلا أنه كما يوحي لقاء الأصدقاء الخمسة الذين اجتمعوا لاحتساء كأس من النبيذ، فإنه بعيداً من غرابة أطوار الرئيس الأميركي المبالغ فيها، فإن الحلفاء الآخرين يقتربون من بعضهم بعضاً بصورة أكبر، وربما بفضل ترمب.

© The Independent

المزيد من تحلیل