Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحرب بين الهند وباكستان... اختبار للسلاح الصيني مقابل الأوروبي؟

أكثر من 100 طائرة حربية وقفت وجهاً لوجه لأكثر من 100 ساعة

المواجهة الهندية – الباسكتانية كانت اختباراً حقيقياً للسلاح الصيني أمام التقنيات الأوروبية المتطورة (أ ف ب)

ملخص

لم تكن الحرب القصيرة بين الهند وباكستان في النصف الأول من شهر مايو مجرد مواجهة عسكرية بين خصمين نوويين، بل كانت اختباراً عملياً للأسلحة التي تمتلكها الدولتان ومنافسة حقيقية بين التقنية الحربية الصينية التي تستخدمها باكستان والسلاح الأوروبي المتطور الذي يستخدمه الجيش الهندي.

لم تكن الحرب القصيرة بين الهند وباكستان في النصف الأول من شهر مايو (أيار) مجرد مواجهة عسكرية بين خصمين نوويين، بل كانت اختباراً عملياً للأسلحة التي تمتلكها الدولتان ومنافسة حقيقية بين التقنية الحربية الصينية التي تستخدمها باكستان والسلاح الأوروبي المتطور الذي يستخدمه الجيش الهندي.

أجواء القارة الهندية كانت مشحونة منذ الهجوم الإرهابي في كشمير الهندية في 22 أبريل (نيسان) وسط تبادل التهديدات بين نيودلهي وباكستان. الجميع يترقب حدوث عملية عسكرية والجيوش في أهبة الاستعداد على طرفي الحدود بينما تحاول الدول الصديقة تنفيس الغضب وتهدئة الأمور. شهدت سماء كشمير آنذاك نشاطاً كثيفاً للمقاتلات الهندية والباكستانية التي كانت تتجول على طول الخط الحدودي لإرعاب الطرف الآخر.

أنظمة المراقبة والترصد تعمل على مدار الساعة لرصد أي تحرك مريب من الطرف الآخر. وفي ليلة السابع من مايو، أطلقت الأنظمة الباكستانية صفارات الإنذار وفتحت قنوات الاتصال مع الصين وجرى تشغيل أحد أحدث أنظمة الرادار الجوية ليشهد العالم بعدها قتالاً جوياً كان الأكبر من نوعه خلال الأعوام الماضية.

التقنية الصينية تتفوق على الأوروبية

انطلقت أكثر من 70 طائرة حربية هندية متوجهة إلى الحدود الباكستانية، وفي مقدمة سرب المقاتلات "طائرة رافال" فرنسية الصنع، المقاتلة التي يفتخر بها العالم الغربي وتعول عليها الهند في دفاعها. وقد بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي سابقاً أن الخسائر الهندية في القتال الجوي ضد باكستان لم تكن لتحدث لو كانت الهند تمتلك مقاتلات "رافال".

في الجانب الآخر، علت 40 طائرة باكستانية في السماء لمواجهة المقاتلات الهندية، أكثر من 100 طائرة حربية وقفت وجهاً لوجه لأكثر من 100 ساعة، هذه الأرقام وحدها كافية لجعل هذه المواجهة مثالاً يدرس في المعاهد الحربية، لكن ما حدث خلال هذه الساعات كان أكثر إثارة للانتباه.

لم تتجاوز طائرة واحدة الحدود، بقيت المقاتلات الهندية في حدودها وكذلك المقاتلات الباكستانية على بعد أكثر من 100 كيلومتر. في هذه الأثناء، فعّلت باكستان والصين منظومة data link لرصد التحركات الجوية والتواصل السريع بين المكونات المختلفة للسلاح الجوي. القوات الجوية الباكستانية تعتمد بصورة كبيرة على السلاح الصيني، إذ كانت تستخدم طائرات J10C الصينية من الجيل 4.5 والمزودة بصواريخ P15-L  الصينية بعيدة المدى أيضاً.

بقيت المقاتلات في حالة الترصد لفترة، الطائرات الحربية الهندية تضع عينها على أهداف داخل العمق الباكستاني التي تدعي الهند أنها "مواقع إرهابية"، بينما تركز المقاتلات الباكستانية على منافستها الهندية، تترقب وترصد تحركاتها لحظة بلحظة، وما إن أطلقت الطائرات الهندية صواريخ على الأهداف الباكستانية من داخل حدودها تلقى الطيارون الباكستانيون باستهداف المقاتلات الهندية. كانت باكستان بفضل المنظومة الصينية قد حددت المقاتلات الهندية لذا باغتت الصواريخ الباكستانية الطيارين الهنود ولم يكن لديهم سوى 9 ثوان لأخذ القرار.

ادعت إسلام آباد أنها أسقطت خمس مقاتلات هندية، بينها ثلاث مقاتلات من نوع "رافال" الفرنسية، بينما تنفي الهند ادعاءات باكستان مع اعتراف بتحمل الخسائر، أما الوسائل المحايدة فتقول إن الهند خسرت أكثر من مقاتلة من بينها واحدة على الأقل "رافال" الفرنسية.

وبحسب تصريحات المسؤولين الباكستانيين للإعلام المحلي فإن القوات الجوية استخدمت التقنية الصينية، لكن الفضل يعود للتخطيط الفعال واندماج السلاح الأجنبي مع أنظمة الترصد المحلية التي أثبتت فعاليتها في المواجهة.

أثارت مواجهة ليلة السابع من مايو نقاشاً حول العالم حول فعالية السلاح الصيني مقارنة بالسلاح الأوروبي، لا سيما وأن الطائرات التي استخدمتها باكستان لم تكن الأحدث لدى الصين إلا أنها تفوقت في القتال الفعلي على نظيرتها الأوروبية. كما أن الاشتباك الجوي بين باكستان والهند أعطى رؤية عن مستقبل القتال الجوي حيث يجري رصد واستهداف المقاتلات على بعد مئات الكيلومترات باستخدام تقنيات ما وراء المدى البصري.

الضربات الهندية ألحقت أضراراً كبيرة بتسعة مواقع باكستانية من بينها مراكز في مدينة باهاولبور ومريدكي في العمق الباكستاني، ما يشير إلى دقة الاستهداف الهندي وفشل المنظومات الدفاعية الباكستانية في تصديها.

المسيرات الإسرائيلية في سماء باكستان

بدأ اليوم الثاني من الحرب بدخول سرب من المسيرات الهندية في مختلف المدن الباكستانية، معظم هذه المسيرات كانت إسرائيلية الصنع أرسلت بغرض التمويه والتجسس ومعرفة مواقع ومدى المنظومة الدفاعية الباكستانية. ويرجح الخبراء أن باكستان لم تفعل منظومة الدفاع الجوي حتى لا تنكشف مواقعها، وجرى إسقاط معظم المسيرات الهندية بتقنيات أخرى.

الجدير بالذكر أن بعض المسيرات الهندية ألحقت أضراراً ذات أهمية رمزية، إذ استهدفت القاعدة الجوية نور خان قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد التي تستخدمها الشخصيات الرسمية، إضافة إلى استهداف قاعدة جوية حديثة قرب مدينة حيدر آباد الهندية ما أسفر عن سقوط قتيل وجرحى.

ردت باكستان بإطلاق مسيرات محلية وتركية الصنع بأعداد كبيرة إلا أنها لاقت المصير نفسه، إذ جرى إسقاط جميعها من قبل القوات الهندية ولم تتمكن أي منها بإلحاق الضرر على المواقع الهندية.

وعلى رغم أن المسيرات لم تحدث أضراراً عسكرية ولم يجرِ استخدامها بشكل فتاك خلال المواجهة، إلا أنها أحدثت تغييراً في قواعد الاشتباك بين الجارتين، وهناك احتمال كبير من أن استخدام المسيرات سيزيد خلال الأعوام المقبلة، وربما تستخدم حتى في حالة السلم مستقبلاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الدفاع الجوي

الجانب الآخر من مقارنة السلاح المستورد لدى باكستان والهند يتعلق بأنظمة الدفاع الجوي، إذ تستخدم باكستان منظومة HQ9 الصينية وهي قادرة على اشتباك الطائرات على مدى 125 كيلومتراً والتصدي للصواريخ على مدى 25 كيلومتراً، وتشبه إلى حد كبير منظومة S300 الروسية، لكن الحرب القصيرة بين الهند وباكستان أثبتت أن الدفاع الجوي الباكستاني لم يكن قادراً على التصدي للصواريخ الهندية التي ضربت العمق الباكستاني، وربما لهذا السبب تناقش باكستان شراء أنظمة متطورة من الصين بعد الحرب.

من جانب آخر، نشرت نيودلهي منظومة الدفاع الجوي الروسي S400 المتطورة التي أثبتت فعاليتها بصورة كبيرة في التصدي للهجوم الصاروخي الباكستاني في العاشر من مايو.

أشارت بعض التقارير إلى أن باكستان استهدفت بطاريات منظومة الدفاع الجوي الهندي في أودهام بور ما أسفر عن مقتل مسؤول عسكري واحد على الأقل، فيما نفت الهند ادعاءات إسلام آباد بأنها نجحت في استهداف المنظومة الدفاعية.

ومع انتهاء الحرب ادعى كل من الهند وباكستان الانتصار في هذه المواجهة القصيرة، لكن المحللين يشككون في هذه الدعاوى ويدرسون بدلاً من ذلك فعالية الأسلحة التي استخدمتها الدولتان، لاسيما في ما يتعلق بالمقارنة بين السلاح الصيني التي يجري اختباره للمرة الأولى في ساحة المعركة أمام الأسلحة الأوروبية المتطورة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير