ملخص
يجتمع قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في جبال روكي الكندية بدءاً من اليوم، وسط انقسامات متزايدة مع الولايات المتحدة حول السياسة الخارجية والتجارة، إذ تسعى كندا التي تستضيف القمة جاهدة لتجنب الصدام مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الأحد إن الصراع في الشرق الأوسط سيكون ضمن أهم القضايا على جدول أعمال قمة مجموعة السبع، مؤكداً أنه يجب "إفساح مجال للدبلوماسية"، مضيفاً "إسرائيل طلبت منا توفير مواد إطفاء وسنقوم بذلك"، وذلك في تصريحات قبل مغادرته إلى كندا لحضور قمة مجموعة السبع.
وأعرب المستشار الألماني عن أمله في التوصل إلى اتفاق في شأن أربع نقاط خلال قمة مجموعة السبع المقبلة، ضمن مسعى لحل الصراع بين إسرائيل وإيران، وأضاف ميرتس قبل توجهه إلى كندا لحضور الاجتماع أنه يتوقع أن يكون الصراع داخل الشرق الأوسط على رأس جدول أعمال القمة، وعبر عن أمله في أن تظهر مجموعة السبع موقفاً موحداً.
وأولى النقاط هي عدم السماح لإيران بتطوير أو امتلاك أسلحة نووية، والثانية حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات التي تستهدف وجودها، والتي قال ميرتس إنها تتمثل في البرنامج النووي الإيراني، والنقطتان الثالثة والرابعة هما الحيلولة دون تصاعد الصراع وضرورة تهيئة المجال للسبل الدبلوماسية.
وذكر ميرتس للصحافيين دون الخوض في تفاصيل "أود أن أضيف أننا في ألمانيا نستعد أيضاً في حال استهدفت إيران أهدافاً إسرائيلية أو يهودية في ألمانيا"، وأضاف أن الحرب في أوكرانيا ستُناقش أيضاً خلال قمة مجموعة السبع، وأنه يجب مواصلة الضغوط على روسيا لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأكد أن القادة الأوروبيين يرغبون في الاتفاق على عقوبات جديدة تجاه موسكو نهاية هذا الشهر، لإجبارها على التفاوض.
وذكر أن القضايا الاقتصادية ستكون أيضاً على جدول أعمال القمة، وأن جهوداً ستبذل من أجل التوصل إلى اتفاق في شأن الرسوم الجمركية، عقب قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم على شركاء واشنطن التجاريين الرئيسين خلال وقت سابق من العام الحالي.
ويجتمع قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في جبال روكي الكندية بدءاً من اليوم، وسط انقسامات متزايدة مع الولايات المتحدة حول السياسة الخارجية والتجارة، إذ تسعى كندا التي تستضيف القمة جاهدة لتجنب الصدام مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ويقول رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن أولوياته تتمثل في تعزيز السلام والأمن وبناء سلاسل توريد المعادن المهمة وخلق فرص عمل، لكن من المتوقع أيضاً أن تتصدر قضايا مثل الرسوم الجمركية الأميركية والصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا جدول أعمال القمة.
وشنت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة سلسلة ضربات أول من أمس الجمعة على إيران، في ضربة لجهود ترمب الدبلوماسية لمنع مثل هذا الهجوم.
وستعقد القمة في منتجع كاناناسكيس الجبلي على بعد نحو 90 كيلومتراً غرب كالجاري. وفي آخر مرة استضافت كندا القمة عام 2018، غادر ترمب قبل أن يندد برئيس الوزراء الكندي آنذاك جاستن ترودو ووصفه بأنه "غير نزيه وضعيف للغاية"، وأمر الوفد الأميركي بسحب موافقته على البيان الختامي.
وقال رولاند باريس المتخصص في العلاقات الدولية داخل جامعة أوتاوا، والذي كان من مستشاري ترودو، "سيتكلل هذا الاجتماع بالنجاح إذا لم يتسبب دونالد ترمب في ما يعرقل الأمر بأكمله، أي شيء ما عدا ذلك لن يشكل أزمة".
ومزح ترمب مراراً في شأن ضم كندا، وسيصل خلال وقت هدد فيه كارني بالرد إذا لم تلغ واشنطن الرسوم الجمركية التي فرضتها على الصلب والألمنيوم.
وقال جوش ليبسكي مدير الاقتصاد الدولي في المجلس الأطلسي، وهو مؤسسة بحثية، وكان من قبل مسؤولاً في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية "أفضل الاحتمالات عدم وجود انتكاسات من وراء الكواليس".
ورفض مكتب كارني التعليق على كيفية تأثير الضربات الإسرائيلية في إيران على القمة.
توقعات بعدم إصدار بيان مشترك
قال دبلوماسيون إن كندا تخلت عن فكرة إصدار بيان مشترك شامل، وستصدر بيانات موجزة بدلاً من ذلك، على أمل الحفاظ على التواصل مع الولايات المتحدة.
وقال مسؤول كندي كبير للصحافيين إن أوتاوا تريد التركيز على الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الأعضاء السبعة معاً، كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال السيناتور الكندي بيتر بوم وهو دبلوماسي سابق مخضرم كان ممثلاً شخصياً لترودو في قمة عام 2018، إن ما بلغه أن القمة ستستمر لفترة أطول من المعتاد لإعطاء الوقت لعقد اجتماعات ثنائية مع الرئيس الأميركي.
ومن بين الضيوف المتوقع حضورهم القمة التي تستمر من الأحد إلى الثلاثاء المقبل قادة من أوكرانيا والمكسيك والهند وأستراليا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية والبرازيل، وجميعهم لديهم أسباب تدفعهم إلى الرغبة في التحدث إلى ترمب، وقال بوم عبر الهاتف "سيريد كثر التحدث إلى الرئيس ترمب في شأن اهتماماتهم ومصالحهم الخاصة ومخاوفهم".
وذكر مسؤول أميركي رفيع المستوى أول من أمس أن المناقشات ستشمل التجارة والاقتصاد العالمي والمعادن النادرة وتهريب المهاجرين، والمخدرات وحرائق الغابات والأمن الدولي والذكاء الاصطناعي وأمن الطاقة، مضيفاً "الرئيس حريص على تحقيق أهدافه في جميع هذه المجالات، بما في ذلك تحقيق العدالة وتبادل المنفعة في العلاقات التجارية الأميركية".
وخلال فبراير (شباط) الماضي تحولت زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للبيت الأبيض إلى مشادة حامية، مما شكل تحذيراً لزعماء وقادة العالم في شأن التوازن الدقيق المطلوب في أي تفاوض مع ترمب، لكن دبلوماسيين يقولون إن الإحباط من التعاملات مع إدارة ترمب دفع بعضاً إلى إظهار حرص أكبر على تأكيد مواقفهم.
وكندا من أبرز المؤيدين علناً لموقف أوكرانيا، ووصل ترمب إلى السلطة بعدما وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب مع روسيا خلال 24 ساعة، لكن الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء الصراع أصيبت بالجمود.
وقال مسؤول أوكراني مشارك في التحضيرات للقمة إن الأمل في خروج بيان قوي تأييداً لبلاده يتضاءل، بدلاً من ذلك ينصب الأمل في إحراز أي نجاح على عقد اجتماع يتسم بالود بين ترمب وزيلينسكي.
وقال مسؤول أوروبي إن قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، وقمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي خلال وقت لاحق من الشهر الجاري، ستقدمان فرصة التأكيد لترمب على الحاجة إلى المضي قدماً في مشروع قانون عقوبات صاغه أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، مع حزمة أوروبية جديدة للضغط على روسيا لوقف إطلاق النار والدخول في محادثات أوسع نطاقاً.
مؤشرات مبكرة
يقول ماكس برجمان المدير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن أول قمة دولية يحضرها ترمب ستقدم بعض المؤشرات المبكرة على ما إذا كان مهتماً بالعمل مع الحلفاء لحل المشكلات المشتركة.
وأضاف برجمان "السؤال الطاغي هنا هو بالأساس ما إذا كانت الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة أطر عمل مثل مجموعة السبع؟ هذا سيكون الاختبار الكبير".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن العلاقة التي تربطه بترمب جيدة وصريحة، على رغم خلافات على ملفات مثل أوكرانيا وتغير المناخ.
وقال ماكرون أول من أمس إن مؤتمر الأمم المتحدة الذي تتشارك في استضافته فرنسا مع السعودية والمقرر بعد قمة السبع، للعمل على تحقيق حل الدولتين في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي تأجل.