ملخص
لونجين عبدو التي جرى اختطافها رميت في حقيبة سيارة رباعية الدفع من الخلف، كانت معصوبة العينين ومقيدة اليدين إلى أن وصلت سجناً سرياً تحت الأرض، هناك سمعت كلمة "رايس" التي تعني "الرئيس" ومن ثم "لدي فتاة جميلة من أجلك"، وطوال الأشهر السبعة الأولى من اختطافها وأسرها كانت تقبع في سجن انفرادي ضمن قاعدة عسكرية في منطقة حور كلس قرابة الحدود التركية شمال سوريا، تلك القاعدة كانت في الغالب الأعم تخضع لسيطرة فصيل "الحمزات" أي جماعة بولاد.
عقب سقوط النظام السوري وإطاحة حكم بشار الأسد أواخر العام الماضي، الذي استمر لنحو ربع قرن، تضمن حرباً أهلية ضروساً استغرقت زهو عقد ونصف، توعد الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، بوضع خطة منهجية تراعي حقوق الإنسان وتكفل علاقات حسنة مع الأميركيين والأوروبيين وبقية شركاء المنطقة.
تلك الوعود اصطدمت بحواجز متعددة كان على رأسها قرار الشرع إسناد مهمة قيادة فرقة عسكرية بارزة في الجيش السوري الجديد لقيادي ميداني هو سيف بولاد الذي يرزح تحت عقوبات أميركية وأممية صارمة مع قواته "الحمزات" على خلفية أعمال عدائية نفذوها في الشمال السوري إبان سيطرتهم هناك سابقاً، وقد شملت التعنيف والاختطاف والاغتصاب والتعذيب والانتهاكات الجسدية والنفسية والمعنوية ضد الجماعات الكردية التي كانت تمثل الأقلية في منطقة عفرين بجوار حلب شمال سوريا.
البحث في العمق
شبكة "سي أن أن" الأميركية أعدت تحقيقاً موسعاً استعرض مقابلات مع شهود عيان رفقة مقاطع مصورة وصور حصرية تتبع للسجون السرية التي كانت في عهدة تلك الميليشيات المقاتلة، تلك الصور كانت تحمل تأكيداً دقيقاً حول الانتهاكات المرتكبة من قبلهم إذ كان يتزعم تلك المجموعات آنذاك القائد العسكري سيف بولاد المعروف باسم سيف أبوبكر، الذي أصبح مع خطة دمج الفصائل الثورية في الجيش الوطني قائداً لفرقة عسكرية كبرى في محافظة حلب التي تعد واحدة من كبرى المدن السورية، وبولاد نفسه متهم بارتكاب جرائم تصفية وانتهاكات ضد حقوق الإنسان كما تصنفه الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة، إلا أنه الآن أصبح زعيماً عسكرياً شرعياً، وبدور مؤثر داخل كيان وزارة الدفاع.
تعسف مستمر
لونجين عبدو هي ناشطة ولاجئة سورية لاقت نصيبها من الاحتجاز والتنكيل والإهانة على يد ميليشيات بولاد التي كانت تسمى "الحمزات" شمال سوريا إبان مراحل الثورة السورية، الشابة ذات الـ29 سنة تقول "هذه إهانة لمعاناتنا"، وتضيف "هذه الترقية لهذا الشخص تعني تهميش معاناتي ومعاناة من لاقوا مصيري".
في تلك الأثناء كانت ترفع العقوبات الغربية عن سوريا بأوامر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بينما تروي عبدو معاناتها تحت وطأة الانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها، تزامن الحدثان مع الفرحة العارمة للشعب السوري برفع العقوبات بعد عقود طويلة من الزمن، لكن ذلك لم ينف حال الخوف من أن الدعم الغربي للرئيس الشرع، ما لم يكن مشروطاً، فإنه قد يكون وسيلة لتشجيع مرتكبي انتهاكات العهد القديم للاستمرار بما برعوا به سابقاً في ظل سجلاتهم الحقوقية المقلقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التحقيق أشار علانية إلى وجود مؤشرات غير مطمئنة حيال قادة عسكريين بعينهم كسيف بولاد لمواصلة انتهاكاته السابقة، وخصوصاً أن الاتحاد الأوروبي جدد عقوباته على بولاد شخصياً في مايو (أيار) الماضي بذريعة استمراره بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وبعضها وصل إلى مرحلة التطهير العرقي، تلك الجرائم ارتكبها بولاد ورفاقه في حق الأقلية العلوية في غرب سوريا خلال مارس (آذار) الماضي وأسفرت عن مقتل وجرح واختطاف الآلاف منهم.
وينظر إلى أن أعداداً كبيرة من المدنيين العزل جلهم من الطائفة العلوية قد قتلوا على يد القوات المتحالفة مباشرة مع الشرع، تلك المذابح جاءت بعد تحرك لفلول نظام الأسد السابق في مواجهة العناصر الأمنية للسلطات الجديدة في الساحل السوري، فكانت النتيجة هجمات انتقامية واسعة النطاق.
تحالف القوى
سيف بولاد القائد المعاقب كان ينتمي رفقة مقاتليه إلى صفوف ما كان يعرف بالجيش الوطني الذي ينتشر شمال سوريا ويحظى بدعم عسكري وتقني ولوجيستي تركي مباشر، كما أنه قاتل رفقة هيئة تحرير الشام بقيادة الشرع في المواجهة النهائية مع قوات الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، التي أفضت لسقوط نظامه في أيام قلائل، وعلى رغم ذلك فإن هيئة تحرير الشام مصنفة جماعة إرهابية من قبل الأمم المتحدة وأميركا لارتباطها بتنظيم "القاعدة"، كما حال جماعة بولاد وقوات مقاتلة أخرى.
في الوقت ذاته أفادت منظمات حقوقية ومدنية سورية رفقة منظمة "هيومن رايتس ووتش" بأن فصائل الجيش الوطني السوري السابق، المنظمة حالياً، لا تزال تحتجز وتعذب وتبتز المواطنين الأكراد شمال سوريا من دون عقوبات رادعة لسلوكهم، وتأتي تلك العقوبات على السكان إثر خلفية اتهامات غالباً لا أساس لها من الصحة، لكن تركيا في الغالب هي من تحرك الملف بذريعة الانتماء لميليشيات كردية مناوئة لها.
كارثة فعلية
يرى بعض الخبراء المطلعين والمهتمين بالشأن السوري أن قضية دمج هؤلاء المقاتلين في الجيش السوري هو بمثابة كارثة فعلية، كما قالت الدكتورة أنيسة بلال، المديرة التنفيذية لمنصة جنيف لبناء السلام، وهي شبكة مشتركة بين الوكالات تعمل بصورة وثيقة مع الأمم المتحدة، موضحة أن "توظيف نفس الجماعات المسلحة التي ارتكبت انتهاكات ضد الأكراد ليس إشارة جيدة".
وأضافت "إلى أن تتم محاسبة مرتكبي الجرائم السابقة، ليس فقط من قبل النظام ولكن من قبل الجماعات المسلحة المختلفة، لا أرى أي استقرار في سوريا بالمستقبل القريب".
وقد كشف تحقيق شبكة "سي أن أن" الأميركية أن معديه حاولوا التواصل مع الرئاسة السورية ووزارة الدفاع السورية وسيف بولاد شخصياً في محاولة للحصول على تعليقات حيال الانتهاكات المذكورة لكنهم لم يتلقوا أي رد.
"لدي فتاة جميلة لأجلك"
من جديد تروي الناشطة لونجين عبدو قصتها حينما اختطفت من منزلها في عفرين بريف حلب يوم كانت تبلغ من العمر 22 سنة، كان ذلك عام 2018 تحديداً، وهو العام السابع للحرب السورية التي بدأت عام 2011، وقتذاك كان الجيش الوطني السوري بغطاء تركي مشترك قد شنا حملات توغل ومداهمة برية للمناطق ذات الأقلية الكردية، حينها قتل المئات، وعند استكمال سيطرتهم على المنطقة، سادت حال من انفلات أمني مريع.
عبدو التي جرى اختطافها رميت في حقيبة سيارة رباعية الدفع من الخلف، كانت معصوبة العينين ومقيدة اليدين، إلى أن وصلت سجنا سرياً تحت الأرض، هناك سمعت كلمة "رايس"، التي تعني "الرئيس" ومن ثم "لدي فتاة جميلة من أجلك"، وطوال الأشهر السبعة الأولى من اختطافها وأسرها كانت تقبع في سجن انفرادي ضمن قاعدة عسكرية في منطقة حور كلس قرابة الحدود التركية شمال سوريا، تلك القاعدة كانت بالغالب الأعم تخضع لسيطرة فصيل "الحمزات" أي جماعة بولاد، وبعد ذلك بعامين تم نقلها مع 10 نسوة أخريات ضمنهن شقيقتها وطفلان اختطفا رفقة والدتهما نحو مكان آخر. تقول "كنا نعاني معاً، ونجوع معاً، ونتعرض للتعذيب معاً".
سوق نخاسة
امرأتان محتجزتان أيضاً من قبل رجال بولاد وافقتا على الحديث مع الشبكة الأميركية شرط عدم الكشف عن اسميهما خشية من أي عملية انتقام محتملة من قبل القائد العسكري ذي النفوذ.
السيدتان أشارتا إلى أنهما لا تزالان تشعران بالصدمة ولن تتمكنا من الكشف عن كل حيثيات اختطافهما. في وقت كانت فيه أميركا والأمم المتحدة ومنظمات حقوقية أكدت أن فصائل الجيش الوطني السوري قد تورطت بما لا يدع مجالاً للشك بعمليات اختطاف واعتداء جنسي واسع النطاق على السيدات والفتيات الكرديات ضمن منظومة حكم إرهابي في شمالي البلاد، وفي تلك الأثناء المريرة قال شهود عيان، بينهم أحد مقاتلي الحمزات السابقين، إن بعض النساء تم بيعهن في أسواق النخاسة والمتاجرة والمبادلة فيهن بين الرجال ذوي النفوذ واغتصابهن مراراً وتكراراً من قبل عناصر الفرقة، ويكمل "كانت تجارة. كانوا يشترونهن ويبيعونهن، كانوا يبيعونهن لأشخاص مقربين منهم". وأضاف، "(بولاد) خان مبادئ الثورة، فبدأت أتساءل عما إذا كان هناك فرق بين هؤلاء الأشخاص الذين يسمون أنفسهم ثواراً وبين نظام بشار الأسد".
رسائل مضللة
في تلك المرحلة العصيبة من تاريخ الشمال السوري، 2018 وما تلاها تحديداً، قام مقاتلو الحمزات والمتشددون بتصوير مقاطع فيديو للنساء في السجون، في واحد من تلك المقاطع يظهر رجل عسكري يعتدي على سجينتين جنسياً بالإكراه، غير مبال بالكشف عن شخصيته، فيما تصرخ السيدتان "حباً بالله، اتركونا وشأننا من فضلكم".
إحدى الناجيات من رحلة الأسر والخطف تلك قالت بعدما نالت حريتها، إن أسوأ جزء في كل ما حصل كان "الاغتصاب"، المرأة أخفت هويتها لدواع أمنية، لكنها أضافت أن الجوع والتعذيب كانت عوامل قهر إضافية، وأن الرحلة بأسرها كانت مليئة بالآلام، كما أجبرت النساء على الإدلاء باعترافات قسرية تفيد بارتباطهن بجماعات كردية مسلحة، تلك الاعترافات كتبها مقاتلو الحمزات وتلتها النسوة قسراً.
"بابا، بابا"
الناشطة عبدو ذاتها أجبرت على النوم وتناول الطعام بوضعية القرفصاء إلى جانب المرحاض الذي يعج بالحشرات في قاعدة حور كلس، وكانت حين اختطافها الطويل ذاك تسمع دائماً أصوات قادمة من حولها لصراخ مألوف، تبين لاحقاً أنه صوت أختها ذات الـ17 ربيعاً، "لم أكن أريد أن أصدق ذلك. طرقت الباب، ثم سألت المقاتل "هل أحضرت أختي؟ قال لا"، هكذا قالت عبدو لشبكة "CNN" من شقتها الصغيرة في فرنسا، حيث منحت حق اللجوء بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحها من الأسر عام 2020. "كانت صرخات أختي من التعذيب تتعالى. وعندها عرفت، ظلت تنادي (بابا، بابا). كانت تنادي على والدنا، وعندها أصبت بانهيار تام".
بولاد يرى ويعاين
وفي السياق قالت النسوة اللاتي نلن حريتهن لاحقاً، إن بولاد شخصياً زار السجن وشهد بنفسه عمليات التعذيب. تقول إحداهن "جاءنا سيف (بولاد) أبوبكر ثلاث مرات. كنا نسأله متى سيتم إطلاق سراحنا لكنه لم يعطنا إجابة أبداً"، تلك السيدة التي سألت بولاد ولم يجبها بقيت لاحقاً في حلب بعد تحريرها، نفس المحافظة التي احتجزت فيها النساء ويقود بولاد الآن فرقة عسكرية فيها. "لقد أعطى الرجال الأوامر. افعلوا هذا وافعلوا ذاك، كان يعلم بشأننا وما كان رجاله وقادته يفعلونه بنا".
عبدو وصفت إحدى الحوادث التي عانتها الأسيرات بالمريرة إذ تعرضن لتسمم غذائي بسبب وجبة طعام من الجبن المليء بالديدان، وفي اليوم التالي زار بولاد السجن ووجدهن يصرخن من شدة الألم. تقول عبدو "رأينا (بولاد) مرات عدة. وفي كل مرة كان يأتي إلينا، كان يعدنا بوعود، لكن لم يحدث أي شيء على الإطلاق"، مضيفة أن بولاد أخبرهن أن الأوضاع ستتحسن. "إذا كان هناك أي شيء، فقد ازدادت معاملتنا سوءاً". تضيف لونجين عبدو "حاولت كثير من النساء اللاتي كن معي الانتحار أكثر من مرة، كانت محاولات الانتحار شبه يومية في السجن". ومن جديد لم يرد بولاد حتى الآن حول الأسئلة حيال تلك الفترة من اعتقال وتعذيب واغتصاب النساء على أيدي مقاتليه وقواته العسكرية.
صراع الإخوة - الأعداء
فعلياً لم يظهر مكان الأسيرة المحررة عبدو ورفيقاتها إلى العلن سوى عام 2020 عندما عادت المعارك لتندلع في عفرين شمالاً، تلك المعارك أدت لقتال دار في مقار الحمزات وسجونها أنفسها، فجرى تحرير النسوة على يد فصيل آخر لم يتم ذكر اسمه في وثائق لاحقة، لكن الناس في المنطقة هناك قمن بتصوير النسوة وهن يخرجن من السجون، وجرى نشر تلك المقاطع على شبكة الإنترنت، لم يكن ذلك الفصيل يريد تحريرهن بل إعادة احتجازهن لمصلحته من جديد في لعبة تتكرر فصولها وفصول معاناة ضحاياها كما اتضح لاحقاً، لكن تلك المقاطع المصورة كانت كفيلة بإحراج المتصارعين أمام الرأي العام ووسيلة لمعرفة عائلات النساء بأماكن وجودهن، ليقوم المجتمع الكردي العام في سوريا والمهجر بالضغط من أجلهن ومن أجل حريتهن، تبع ذلك إطلاق سراح عبدو وشقيقتها تحت الضغط في اليوم الأخير من عام 2020، وبعد أشهر قليلة أصبحت عبدو لاجئة في فرنسا، هناك حيث وجدت وسيلة جديدة للحياة، وفي تلك الحياة الجديدة عادت لجامعتها في النهار، فيما تدير ليلاً شبكة لدعم ضحايا الاعتقال في سوريا تحت اسم شبكة "ليلون".
لم تنتهِ القصة
قالت عبدو بعد ذلك، إنه عندما ظهر اسمها على لوائح المفرج عنهم إن النساء قالت لها "لونجين، أرجوك لا تنسنا يا لونجين، لذا، بقي هذا في رأسي. وكثيراً ما وعدت نفسي بأنني إذا خرجت من السجن، فسأعمل من أجل الشابات في السجن طوال حياتي".
لونجين عبدو حظيت بكثير من الانتهاك العرضي والتعذيب والتجويع والقسوة وظلت ولا تزال تطاردها تلك الذكريات، وعلى رغم أنها تحررت من المعتقل لكنها لم تنجُ من المطاردة بعد معرفة رقم هاتفها وتهديدها بعدم الحديث عن الماضي وما تعرضت له، ومن بين تلك الرسائل صور لها وهي تخضع للتعذيب والتعنيف وغيره، قالت عبدو عن ذلك "شعرت وكأنهم يحتجزونني مرة أخرى"، كان ذلك عام 2022. وتتابع، "كان أسبوعاً مليئاً بالخوف. كان الأمر أشبه بتعرضي للتعذيب مرة أخرى بصورة متكررة، كان الأمر مروعاً".
توازن أمني دقيق
بعد سقوط نظام الأسد تم تعيين بولاد قائداً للفرقة العسكرية "76" في محافظة حلب، وهي فرقة عسكرية كبيرة، وتشكل واحدة من ثلاث وحدات مقاتلة في المنطقة الشمالية، وإلى جانب بولاد جرى تعيين قادة آخرين ارتكبوا جرائم لا تقل وحشية عن جرائم الحمزات، ومن بينهم محمد حسين الجاسم المعروف باسم أبوعمشة، الذي كان يقود فرقة "العمشات" في الجيش الوطني كقائد للفرقة 25 في حماة، وبدوره ارتكب جرائم مطابقة للحمزات وأيضاً في الشمال السوري وأدرج حينها على لوائح العقوبات الغربية، وأخيراً أدرج من جديد على خلفية تورطه بمجازر الساحل.
إحدى الناجيات أيضاً وهي تقيم حالياً في أوروبا قالت، إنه مع وجود قادة ميليشيات الجيش الوطني السوري في السلطة لا يمكنها التفكير في العودة إلى الوطن. وأكملت، "هذه غصة ألم ستبقى في قلبي ما دام هؤلاء الأشخاص الذين ظلموا وقتلوا ونهبوا يحكمون الآن بلداً بأكمله، ما دام هؤلاء الناس يحكمون سوريا، فلا يمكنني حتى التفكير في العودة للعيش بينهم، هذا مستحيل".
وقال براين كارتر، مدير ملف الشرق الأوسط في معهد أميركان إنتربرايز للأبحاث ومقره واشنطن في ذات الشأن، إن قرار الشرع بتعيين بعض قادة ميليشيات الجيش الوطني السوري في مناصب في الجيش كان جزءاً من عملية توازن أمني دقيق ميز سوريا ما بعد الأسد.
وأضاف كارتر "في عالم مثالي، كان الشرع سيرغب في بناء وحدات جديدة من الجيش، بدلاً من إعادة تصنيف ميليشيات الجيش الوطني السوري كفرق جديدة"، وتابع "الرئيس السوري الجديد لم يكن لديه خيار سوى دمجهم، إذ إن تهميشهم سيسبب على الأرجح مشكلات مع تركيا، لكن الأهم من ذلك أنه سيتسبب في مزيد من القتال داخل سوريا في هذه الفترة الانتقالية".