ملخص
شنت روسيا هجوماً جوياً واسعاً على أوكرانيا باستخدام أكثر من 400 مسيّرة و40 صاروخاً، مما أسفر عن مقتل أربعة في كييف وأضرار واسعة في مناطق أخرى. بدورها، استهدفت أوكرانيا مطارات روسية ودعا زيلينسكي إلى تحرك دولي حاسم بوجه موسكو.
قصفت القوات الروسية أوكرانيا بكثافة ليل الخميس – الجمعة بواسطة أكثر من 400 طائرة مسيّرة و40 صاروخاً باليستياً، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي دعا حلفاءه إلى التحرك "بشكل حاسم" إزاء هذه الضربات التي أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص في الأقل في العاصمة كييف.
وأعلنت أوكرانيا أيضاً أنها قصفت "بنجاح" مطارين عسكريين روسيين خلال الليل.
وأفيد بتعرّض أكثر من منطقة أوكرانية لضربات متعددة، لا سيما في الغرب، بعيداً من الجبهة، بعد أيام قليلة من الهجمات التي شنتها أوكرانيا بمسيرات على قواعد جوية روسية.
وكتب زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي، "يجب محاسبة روسيا. منذ الدقائق الأولى لهذه الحرب، قصفت مدناً وقرى لتدمير أرواح". وأضاف، "الآن هو الوقت الذي يمكن فيه لأميركا وأوروبا والعالم وقف هذه الحرب من خلال الضغط على روسيا". وتابع، "إذا كان هناك من لا يمارس الضغط ويعطى الحرب مزيداً من الوقت لحصد الأرواح، فهذا تواطؤ... علينا أن نتحرك بحزم".
أما وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا فرأى في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أن الهجوم الروسي الليلي على المدنيين "يُظهر مجدداً ضرورة زيادة الضغط الدولي على موسكو في أسرع وقت ممكن".
وأفاد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر "تيليغرام"، بأن "أربعة أشخاص تأكد مقتلهم في العاصمة"، بعدما أشار بداية إلى مقتل شخص وإصابة 20 آخرين، نُقل 16 منهم إلى المستشفيات.
وفي وقت سابق، قالت أجهزة الطوارئ إن كييف تتعرض "لهجوم بمسيّرات وصواريخ باليستية" يطاول أحياء عدة في المدينة. وذكر المصدر نفسه أن من بين الأضرار التي أُبلغ عنها إثر الانفجارات وتساقط الأنقاض اندلاع حريق في مبنى سكني.
وأفادت السلطات المدنية والعسكرية في العاصمة بتضرر خطوط قطارات أنفاق جراء القصف الروسي. وأشارت شركة السكك الحديد الوطنية من جهتها إلى وقوع أضرار في المنطقة مما يؤثر في حركة القطارات الوافدة إلى ضاحية كييف الجنوبية.
إسقاط 406 من المسيرات والصواريخ
خارج العاصمة، طاول قصف روسي واسع النطاق مناطق عدة. ففي لوتسك غرب البلاد قرب الحدود مع بولندا، "دمر هجوم واسع بمسيّرات وصواريخ" مبنى سكنياً "بشكل جزئي" مما أدى إلى وقوع خمسة جرحى، وفق ما أفاد قائد الإدارة العسكرية في المنطقة إيفان رودنيتسكي عبر "تيليغرام".
وفي الغرب أيضاً، تعرضت منطقة ترنوبيل "لهجوم جوي هو الأوسع حتى الآن" مع "ضربات عدة"، وفق ما قال قائد الإدارة العسكرية للمنطقة فياتشيسلاف نيغودا، وأفاد لاحقاً بوقوع خمسة جرحى.
وقال رئيس بلدية ترنوبيل سيرغي نادال إن "مرافق صناعية ومنشآت" أصيبت، وأشار إلى أن "التيار الكهربائي انقطع في بعض أجزاء ترنوبيل، فيما انخفض ضغط إمدادات المياه بسبب انقطاع التيار الكهربائي".
وعلى ضفاف نهر دنيبرو في وسط أوكرانيا، "أُسقطت ثلاثة صواريخ روسية و22 طائرة مسيرة"، وفق ما أعلن حاكم منطقة تشيركاسي إيغور تابوريتز الذي قال إن الغارات لم تُسفر عن وقوع إصابات.
وقال سلاح الجو الأوكراني إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت 406 من الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية من أصل 452 خلال هجوم الليل.
هجمات أوكرانية على موسكو وقواعد روسية
في روسيا، قال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إن العاصمة تعرضت لهجمات من 10 مسيّرات أوكرانية خلال الليل.
وقد أغلقت موقتاً ثلاثة مطارات في المدينة، حسب ما أفادت وكالة النقل الجوي التي رفعت بعد ذلك القيود على حركة الملاحة.
وأفادت شركة السكك الحديد الروسية بأن قاطرة خرجت عن سكتها ليل الخميس – الجمعة في منطقة بيلغورود الروسية، الواقعة عند الحدود مع أوكرانيا، من دون وقوع أي إصابات. وأوضح حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف عبر "تيليغرام" بأن "عبوة ناسفة كانت مزروعة تحت السكة".
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن الدفاعات الجوية أسقطت 174 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.
في المقابل، أفادت هيئة أركان الجيش الأوكراني في بيان بأن الجيش شن ضربات أصابت ثلاثة مخازن للوقود في قاعدة إنغلز بمنطقة ساراتوف، وطاولت كذلك قاعدة دياغيليفو في منطقة ريازان.
ترمب: لا أعتقد أن روسيا وأوكرانيا ستبرمان اتفاقاً
أوحى تصعيد المعارك بأن لا مؤشرات إلى أي تهدئة بعد أكثر من ثلاثة أعوام على بدء الهجوم العسكري الروسي الواسع النطاق، على رغم دعوات أوكرانيا والغرب إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإجراء مفاوضات وإنهاء الحرب.
ونبّه الرئيس الأميركي على أثر اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، إلى أن موسكو تعتزم الرد على الهجوم الأوكراني الواسع الذي استهدف طائرات حربية روسية في نهاية الأسبوع الفائت على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها.
وجاء ذلك بعدما اتهمت موسكو كييف الثلاثاء بالوقوف وراء قصف استهدف طائرات روسية وتفجيرات طاولت جسوراً في مناطق روسية محاذية للحدود في نهاية الأسبوع الماضي، وتسبب بخروج قطار ركاب وقطار شحن وقطار مراقبة عن السكة، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، معتبرةً أن هدفها تقويض مباحثات السلام بين البلدين.
وقال ترمب أمس الخميس إنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم الرد على الهجوم الأوكراني على القواعد الجوية الروسية.
وقال ترمب خلال لقائه المستشار الألماني فريدريش ميرتس في البيت الأبيض، "قلت (لفلاديمير بوتين): لا تفعل ذلك، عليك أن لا تفعل ذلك. يجب أن تتوقف، ولكن مجدداً، هناك كراهية شديدة (بين أوكرانيا وروسيا)"، وأشار ترمب إلى أنه لا يعتقد أن روسيا وأوكرانيا ستبرمان اتفاقاً.
من جهته، طالب المستشار الألماني الرئيس الأميركي بممارسة مزيد من الضغط على روسيا، لوقف الحرب في أوكرانيا.
وقال ميرتس لترمب في المكتب البيضاوي "تعلمون أننا وفرنا الدعم لأوكرانيا، ونحن نتطلع إلى مزيد من الضغط على روسيا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"دعم غير مشروط"
كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تعهد تقديم "دعم غير مشروط" لروسيا في كل المجالات، بما في ذلك في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، وأعرب عن ثقته في أن موسكو "ستنتصر" في الصراع، بحسب ما أعلنت بيونغ يانغ.
واستقبل كيم في بيونغ يانغ سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، الذي كان يقوم بزيارته الثانية إلى العاصمة الكورية الشمالية في أقل من ثلاثة أشهر.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن كيم أبلغ شويغو بأن بيونغ يانغ "ستقدم دعماً غير مشروط لموقف روسيا وسياساتها الخارجية في كل القضايا السياسية الدولية الحاسمة، بما في ذلك القضية الأوكرانية".
وأضافت أن الزعيم الكوري الشمالي "أعرب عن ثقته وتفاؤله بأن روسيا، كعادتها، ستحقق النصر الحاسم في سبيل العدالة".
كما اتفق الجانبان على "مواصلة توسيع العلاقات بصورة ديناميكية"، بحسب المصدر نفسه. وتوضح الزيارة التي قام بها شويغو، وزير الدفاع الروسي السابق، لكوريا الشمالية التقارب المتزايد بين موسكو وبيونغ يانغ.
وعززت موسكو وبيونغ يانغ تعاونهما العسكري في السنوات الأخيرة، وقدمت كوريا الشمالية لحليفتها روسيا عتاداً وعديداً لدعمها في حربها ضد أوكرانيا. ووقع البلدان اتفاق دفاع مشترك، خلال زيارة نادرة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية العام الماضي.