Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التتويج العاطفي بدوري الأبطال يؤكد مكانة إنريكي كأفضل مدرب في العالم

الانتصار الساحق الأخير لباريس سان جيرمان على إنتر ميلان أثبت مجدداً كفاءة المدير الفني الإسباني ومع ذلك لا يزال ينظر إليه بغرابة على أنه لا يقدر حق قدره

لويس إنريكي المدير الفني لباريس سان جيرمان الفرنسي يرفع كأس دوري أبطال أوروبا لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

قاد لويس إنريكي باريس سان جيرمان إلى مجد أوروبي استثنائي، محولاً نهائي دوري الأبطال إلى لحظة إنسانية خالدة تخطت النتيجة إلى العاطفة، حيث امتزج التكتيك الثوري بالتكريم العائلي، ليؤكد مكانته كأفضل مدرب في العالم.

في لحظة النصر، وعلى رغم من الحجم الجيوسياسي العالمي لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، لم يكن أبطال أوروبا الجدد ينظرون سوى لرجل واحد، لم يكن ناصر الخليفي، ولا أمير قطر، بل كان، بطبيعة الحال، لويس إنريكي، الذي حمله اللاعبون على أكتافهم رمزياً.

في تلك اللحظة، لم يكن يفكر إلا في فتاة صغيرة واحدة، لقد أراد لويس إنريكي أن يزرع علم باريس سان جيرمان في أرض الملعب ليعيد إحياء اللحظة التي جمعته بابنته الراحلة شانا عام 2015، لكن المشهد تجاوز ذلك بكثير، والعواطف أيضاً بلغت مستوى آخر.

وعندما أحضر لاعبو باريس سان جيرمان كأس أوروبا إلى جماهيرهم التي رافقتهم بعد الفوز الساحق بنتيجة (5 - 0) على إنتر ميلان الإيطالي، كشف المشجعون عن تيفو يحمل صورة من تلك اللحظة في 2015 مع برشلونة، حيث كان لويس إنريكي يزرع العلم مع شانا، ولكن هذه المرة بألوان باريس سان جيرمان، وقد بدا عليه التأثر الشديد.

وسرعان ما حرص على أن يتأثر الجميع بدرجة أكبر.

ففي المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة، لم يستطع المدرب، الذي كثيراً ما يعرف بالعصبية الشديدة، أن يتوقف عن الابتسام، إلى أن سئل عن "التيفو"، عندها أراد أن يوضح شيئاً، في ليلة امتلأت بالمشاعر المتضاربة.

وقال "كانت لحظة مؤثرة للغاية، إنه أمر جميل من الجماهير، ومن أجل عائلتي، لكنني لا أحتاج إلى الفوز بدوري الأبطال كي أتذكر ابنتي، فهي دائماً حاضرة معنا، أشعر بذلك حتى عندما نخسر، فالأمر يجسد كل اللحظات الإيجابية التي عشناها".

لقد أضفت هذه القصة بعداً إنسانياً وعاطفياً قوياً على مباراة كرة قدم كانت تحوي كثيراً من العناصر الأخرى، بعضها معقد للغاية. ومع ذلك، في صميم كل ما حدث، كان من المستحيل ألا يشعر المرء بالفرح من أجل لويس إنريكي نفسه.

يمتلك طاقة هائلة يمكن أن تربك من حوله، وغالباً ما يكون حاد الطباع، لكنه حقيقي حتى النخاع، إنه دائماً على طبيعته، بغض النظر عمن يتحدث إليه حتى كيليان مبابي.

وفي ميونيخ، كان بالفعل رجل الساعة، قد نكون الآن بصدد الحديث عن أفضل مدرب في العالم، ولهذا السبب كان مشهد بحث اللاعبين عنه ورفعه على الأكتاف ذا رمزية بالغة، فلويس إنريكي في هذه اللحظة يتفوق على الجميع.

لم يكن الأمر متعلقاً بالنتيجة فقط ولا حتى بتحقيق الثلاثية، بل كان بطريقة تحقيقها.

فباريس سان جيرمان تحت قيادة لويس إنريكي يقدم شيئاً مميزاً، وربما حتى يقدم شيئاً فريداً من نوعه.

ويزداد هذا التميز وضوحاً بعد موسم كان أحد أبرز مواضيعه أن الكثير من الفرق باتت تلعب بالطريقة نفسها.

حتى المدير الفني للمنتخب الإنجليزي توماس توخيل اشتكى في أحاديث خاصة من أن الكثير من الفرق تبني لعبها فقط عبر الظهيرين، مع حرية إبداعية شبه منعدمة.

هذا النهج يعد تطوراً للعبة التمركز التي ابتكرها بيب غوارديولا، لكنه يكاد يذهب بها إلى أقصى الحدود في اتجاه واحد، فهناك الكثير من التمركز والاستحواذ، لكن هناك القليل جداً من الإلهام الفردي.

وهذا ما يجعل نهج لويس إنريكي مثيراً للاهتمام للغاية أيضاً، فهو يتبع الأيديولوجيا نفسها، لكنه سلك الاتجاه المعاكس.

لقد قلب باريس سان جيرمان بقيادته كل ذلك رأساً على عقب، فبدلاً من الحفاظ على الاستحواذ بطريقة منضبطة، ينقضون عليك بكل طاقتهم، إنهم يفرضون عليك الفوضى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن أبرز التحديات الكبرى التي فشل فيها إنتر فشلاً ذريعاً، محاولة الصمود خلال أول 20 دقيقة طاغية يفرضها باريس عليك.

ثم تأتي تلك اللمسة الإضافية البديعة، فهو يترك لمهاجميه حرية الانطلاق والتعبير عن أنفسهم. وفي هذا السياق، يبدو خفيتشا كفاراتسخيليا مثالياً تماماً لهذا الفريق.

ومن خلال ذلك، كما قالت إحدى الشخصيات في نادٍ منافس، فإنهم يخلقون لك كماً هائلاً من المشكلات التي تفاجئك تماماً، ولا يوجد مثال أبلغ على ذلك من مهارة كفاراتسخيليا في استخدام قدميه.

فهو إلى جانب عثمان ديمبيلي وديزيريه دوي وبرادلي باركولا يتمتع بحرية انطلاق نادراً ما تراها الآن مع الفرق الكبرى.

والإحساس العام يذكر فعلاً ببرشلونة بيب غوارديولا في موسم (2008 - 2009).

وذلك مناسب، لأن لويس إنريكي ذهب أبعد من ذلك، فقد قدم تطوراً راق لتلك الأيديولوجيا.

ولهذا السبب، من المحتمل أننا نتحدث الآن عن أفضل مدرب في العالم، الرجل الذي يدفع بكرة القدم نحو آفاق جديدة.

وبالطبع، هناك حجة منطقية مفادها أن قوة باريس سان جيرمان المدعومة من قطر تجعل كل ذلك أسهل بكثير، فقد وفروا له مساحة خالية ليبدأ منها، في دوري يتمتع فيه النادي بتفوق مالي هائل، حتى أن بعض مراهقي الفريق تبلغ كلفة كل منهم نحو 50 مليون جنيه إسترليني (67.68 مليون دولار).

وربما هذا هو ما أوصل فكر لويس إنريكي إلى هذا المستوى تحديداً، حيث يحقق ثلاثية جديدة بعد تسجيل رقم قياسي في نهائي دوري الأبطال.

ومع ذلك، فإن إنجازاته الآن كافية لتظهر أنه قادر على تطبيق هذا النهج في أي مكان وتحقيق النجاح.

من السهل أن ننسى مدى الركود والجمود الذي بدا عليه برشلونة في موسم (2013 - 2014) قبل أن يتولى لويس إنريكي القيادة، فقد فاز هناك بثلاثية رائعة، مما يجعله الآن سادس مدرب فقط يحقق دوري الأبطال مع ناديين مختلفين. ثم أعاد الحياة إلى منتخب إسبانيا الشاب في "يورو 2020".

وكل هذا يجعل من المدهش أكثر أن لويس إنريكي لم يمنح فرصة تطبيق هذا النهج في الدوري الإنجليزي الممتاز. فقد أبدت أندية عدة، من تشيلسي إلى مانشستر يونايتد، اهتماماً به، لكنها في النهاية تراجعت جميعاً. وكانت هناك أسباب متنوعة، لكن من أكثرها شيوعاً أنه قد يكون مفرطاً في الجدية، ومتطلباً أكثر من اللازم.

في ميونيخ، رأينا ما يمكن أن يقدمه ذلك بالفعل. كما أن تلك التصورات تجاهلت جانبه الإنساني العميق، الذي شهدناه أيضاً في تلك الليلة.

لقد كان لويس إنريكي رجل الساعة، وأفضل مدرب في العالم في الوقت الحالي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة