ملخص
جاء النمو الاقتصادي في منطقة اليورو في الربع الأول من العام الحالي أقل بقليل من المتوقع مع تقدم إجمال الناتج المحلي 0.3 في المئة، مقارنة مع الربع السابق، وفق ما أفادت وكالة "يوروستات"
تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس بضغط من خسائر كبيرة في قطاع الطاقة، بعد انخفاض أسعار النفط الخام، في حين يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية أميركية مهمة وتصريحات من رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول.
وانخفض مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.5 في المئة، وهبطت أسهم قطاع الطاقة اثنين في المئة لتتصدر الخسائر، وسجلت معظم البورصات الأوروبية خسائر في مستهل التعاملات.
وانخفضت أسعار النفط بأكثر من ثلاثة في المئة على خلفية احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي أميركي-إيراني محتمل قد يخفف العقوبات عن طهران ويعزز إمدادات النفط.
وتحملت شركات النفط الكبرى العبء الأكبر، إذ انخفضت أسهم شركتي "بريتيش بتروليوم" و"شل" خمسة في المئة وثلاثة في المئة على الترتيب، مما أدى إلى تراجع المؤشر الرئيس.
ويتركز الاهتمام على بيانات مبيعات التجزئة الأميركية الوشيكة وأرباح "وول مارت"، التي يمكن أن تقدم صورة أوضح عن معنويات المستهلكين.
وهوت أسهم شركة "تيسينكروب" 12 في المئة، بعدما سجلت المجموعة المصنعة لمجموعة واسعة من المنتجات من الغواصات إلى قطع غيار السيارات انخفاضاً في أرباحها التشغيلية للربع الثاني من العام الحالي.
الاقتصاد البريطاني يسجل نمواً بنسبة 0.7 في المئة
سجل الاقتصاد البريطاني نمواً فاق التوقعات في الربع الأول من العام الحالي، على ما أظهرت بيانات رسمية اليوم الخميس، في الفترة التي سبقت رفع ضرائب الشركات وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية.
وأفاد مكتب الإحصاء الوطني في بيان أن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة 0.7 في المئة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس (آذار) الماضيين، بعدما سجل نمواً طفيفاً في الربع الأخير من العام الماضي.
وتمثل هذه البيانات دفعة قوية لحكومة حزب "العمال" التي واجهت صعوبات لإنعاش النمو الراكد منذ توليها السلطة في يوليو (تموز) 2024.
ورحبت وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز بالأنباء معتبرة أن الأرقام "تظهر قوة وإمكانات الاقتصاد البريطاني"، لكن المحللين نبهوا إلى أن هذا النمو القوي قد لا يستمر.
الناتج المحلي في منطقة اليورو
في الأثناء، جاء النمو الاقتصادي في منطقة اليورو في الربع الأول من العام الحالي أقل بقليل من المتوقع مع تقدم إجمال الناتج المحلي 0.3 في المئة، مقارنة مع الربع السابق، وفق ما أفادت وكالة "يوروستات".
وفي تقديرات أولى نشرت في الـ30 من أبريل (نيسان) الماضي، أفاد "يوروستات" بنمو نسبته 0.4 في المئة للبلدان الـ20 في منطقة اليورو.
وبقيت النسبة على حالها (0.3 في المئة) في كامل الاتحاد الأوروبي (27 دولة).
ويبدو أن هذا الأداء المتين، مع أنه أتى أقل من التوقعات، عائد إلى مشتريات سابقة من الولايات المتحدة قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ في مارس (آذار) وأبريل الماضيين، بحسب محللين، لكن الآفاق تبقى قاتمة للعام بمجمله.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد تسببت التدابير الحمائية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تباطؤ النمو الأميركي، وشهد إجمال الناتج المحلي في الولايات المتحدة تراجعاً مفاجئاً في الربع الأول من العام بنسبة 0.1 في المئة مقارنة بالربع السابق.
وتجري المفوضية الأوروبية مفاوضات مع واشنطن، في مسعى إلى إلغاء الرسوم الجمركية التي تبلغ 25 في المئة على السيارات والألمينيوم والفولاذ و10 في المئة على المنتجات الأخرى.
وتشهد أوروبا منذ عامين ركوداً اقتصادياً بسبب ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، وسيكون انتعاش النشاط المتوقع هذا العام محدوداً جداً.
تراجع أسعار المنتجين في أميركا على غير المتوقع خلال أبريل
وفي أقصى الغرب انخفضت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة على غير المتوقع خلال أبريل الماضي، مع انخفاض كلفة الخدمات بأكبر قدر منذ عام 2009، متأثرة بانحسار الطلب على السفر الجوي والإقامة الفندقية.
وقال مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأميركية اليوم الخميس إن مؤشر أسعار المنتجين انخفض 0.5 في المئة الشهر الماضي.
وعلى مدى الـ 12 شهراً حتى أبريل الماضي، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين 2.4 في المئة بعد صعوده 3.4 في المئة خلال مارس 2025، وأسهمت سياسة الحماية التجارية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فضلاً عن حملته المناهضة للهجرة وإشارته إلى كندا باعتبارها الولاية الأميركية الـ 51، وإعلان رغبته في الاستحواذ على غرينلاند، في انخفاض حاد في السفر لغرض السياحية مما أثر في مبيعات تذاكر الطيران وحجوزات الفنادق.
"وول ستريت" تفتح على انخفاض
وفتحت المؤشرات الرئيسة في "وول ستريت" على انخفاض اليوم الخميس مع تراجع التفاؤل الذي أعقب تعليق الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، بينما واجه سهم "يونايتد هيلث" ضغوطاً بعد تقرير ذكر أن وزارة العدل الأميركية تحقق مع شركة التأمين الصحي بتهمة الاحتيال.
وانخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي 273.1 نقطة أو 0.65 في المئة إلى 41777.98 نقطة، وتراجع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بواقع 22.8 نقطة أو 0.39 في المئة إلى 5869.82 نقطة، ونزل أيضاً مؤشر "ناسداك" المجمع 115.6 نقطة أو 0.60 في المئة إلى 19031.243 نقطة.
"نيكاي" يتراجع لليوم الثاني
في شرق آسيا، تراجع مؤشر "نيكاي" للجلسة الثانية اليوم، مواصلاً هبوطه من أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر تقريباً، إذ أدى ارتفاع الين إلى انخفاض أسهم شركات صناعة السيارات.
وانخفض "نيكاي" واحداً في المئة ليصل إلى 37755.51 نقطة عند الإغلاق، مع ارتفاع قيمة الين لليوم الثالث، مما أثر سلباً في قيمة الإيرادات الخارجية للمصدرين اليابانيين، وخسر مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.9 في المئة لينهي الجلسة في المنطقة الحمراء لليوم الثاني.
وصعد المؤشر الياباني 25 في المئة بين أدنى مستوياته التي سجلها في السابع من أبريل الماضي وأعلى مستوى له أول من أمس الثلاثاء، ومن أسباب ذلك تنامي التفاؤل في شأن سلسلة من الاتفاقات التجارية تبرمها الولايات المتحدة مع دول أخرى من شأنها إنهاء خطر دخول الاقتصاد العالمي في ركود.
وقالت المحللة لدى "نومورا" ماكي ساوادا، "كان ارتفاع المؤشر الياباني سريعاً للغاية، ولا نزال عند مستوى مرتفع جداً".
كان قطاع معدات النقل الأسوأ أداء بين القطاعات الصناعية في بورصة "طوكيو"، إذ هوى 2.8 في المئة، وتراجع سهم "تويوتا" 3.4 في المئة، بينما فقد سهما "هوندا" و"نيسان" 3.9 في المئة لكل منهما.
وأدت أنباء، أمس الأربعاء، عن اجتماع مسؤولين من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لمناقشة سعر صرف الدولار مقابل الوون إلى تكهنات بأن واشنطن قد تسعى إلى خفض سعر صرف الدولار في إطار المفاوضات التجارية مع الدول الآسيوية.
وتكبدت شركات الإلكترونيات خسائر أيضاً إذ هوى سهم "سوني" 2.8 في المئة وتراجع سهم "نينتندو" 2.2 في المئة.