Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غزة: إسرائيل تمضي في الحرب وأميركا تفرض المساعدات

"حماس" تتحدث عن "اشتباكات ضارية" في رفح وتل أبيب تفقد جنديين والسفير الأميركي: آلية جديدة لتوزيع الغذاء

ملخص

أغلقت عشرات المطابخ الخيرية في غزة أبوابها أمس الخميس بسبب نقص الإمدادات، مما أدى إلى قطع شريان حياة يستخدمه مئات الآلاف من الناس، وأثار مخاوف من مزيد من الوفيات المرتبطة بسوء التغذية.

قال السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي اليوم الجمعة إن عدداً من الشركاء اتفقوا على آلية لتوزيع المساعدات على غزة، موضحاً أن الآلية الجديدة للمساعدات الإنسانية لا تعتمد على العمل العسكري، ونأمل أن تبدأ قريباً.

وتفرض إسرائيل حصاراً على القطاع منذ مارس (آذار) الماضي.

وأكد هاكابي في مؤتمر صحافي أن بعض الشركاء تعهدوا بالتمويل ولا يريدون الكشف عن هوياتهم حتى الآن، مضيفاً "سيكشف عن مزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة، وستكون هناك مشاركة من منظمات غير ربحية".

وأضاف أن إسرائيل لن تشارك في توزيع مساعدات غزة، لكنها ستشارك في توفير الأمن، موضحاً أن شركات أمن خاصة ستكون مسؤولة عن ضمان سلامة العاملين وتوزيع الغذاء.

وعندما سئل عن قواعد الاشتباك التي ستتبعها شركات الأمن الخاصة المشاركة، رفض السفير الأميركي لدى إسرائيل التعليق، وقال إن كل شيء سيكون متوافقاً مع القانون الإنساني الدولي.

وأوضح أن وصول المساعدات لا يتوقف على التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وقال إن هناك حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية في غزة، و"حماس" غير قادرة أو غير راغبة في توفيرها، مؤكداً أن ترمب يريد أن يجري توزيع الغذاء في غزة بأمان وكفاءة.

محادثات حول هدنة

وأجرى وفد من "حماس" محادثات الأربعاء والخميس في الدوحة مع الوسطاء المصريين والقطريين، تناولت التوصل إلى هدنة في غزة، لكنها لم تحقق أي تقدم، بحسب ما قال مصدران مقربان من الحركة لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة.

وأوضح أحد هذين المصدرين أن "مسؤولي ملف المفاوضات المصريين اجتمعوا مرتين مع وفد قيادي في ’حماس‘ برئاسة خليل الحية (رئيس الوفد المفاوض)، بمشاركة المسؤولين عن ملف المفاوضات القطريين يومي الأربعاء والخميس في الدوحة"، فيما أكد المصدر الثاني أن "لقاءات الدوحة كانت جدية، ولكن لم يجر إحراز تقدم ملموس".

وذكر متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الجمعة أن المستشار فريدريش ميرتس عبر عن قلقه إزاء مصير الرهائن والوضع الإنساني في قطاع غزة، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأضاف المتحدث أن ميرتس "عبر عن أمله في بدء مفاوضات وقف إطلاق النار قريباً"، مضيفاً أن الوضع في سوريا كان محل نقاش أيضاً خلال الاتصال الذي جرى أمس الخميس.

اشتباكات في رفح

وقالت حركة "حماس"، أمس الخميس، إن مقاتليها خاضوا "اشتباكات ضارية" مع جنود إسرائيليين في جنوب قطاع غزة قرب رفح. وأشار بيان الحركة، الذي نشر على تطبيق "تيليغرام"، إلى أن "حماس" لا تزال نشطة في المناطق التي وسّع الجيش الإسرائيلي سيطرته عليها، وذلك بعد أكثر من 19 شهراً من بدء الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية على غزة.

وقالت "حماس"، في بيان لاحق، إن مقاتليها نصبوا كميناً لقوة إسرائيلية، مكونة من 12 جندياً، داخل منزل في حي التنور شرق رفح واستهدفوها بقذيفتين مضادتين للأفراد والدروع ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود.

وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، اليوم، مقتل اثنين من جنوده في معارك بجنوب قطاع غزة. وقال البيان إن ضابطين وجنديين أصيبوا بجروح بالغة.

ونادراً ما أصدرت "حماس" بيانات عن اشتباكات حول رفح في الأشهر القليلة الماضية إذ تتحدث التقارير عن وقوع معظم الاشتباكات في المنطقة الشرقية من مدينة خان يونس القريبة والأجزاء الشمالية من القطاع.

"على بعد خطوات"

في هذا الوقت، قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس إن التوصل إلى حل لإيصال المساعدات الغذائية إلى غزة "على بعد خطوات"، وإن إعلاناً سيصدر قريباً، في حين أبدى العاملون في مجال الإغاثة تشككهم في أن الخطة ستحدث فرقاً مع سكان القطاع المتضررين من الصراع.

وتزايدت التوقعات في شأن خطة المساعدات الجديدة لقطاع غزة، الذي سوي بالأرض جراء حملة عسكرية إسرائيلية على مدى 19 شهراً دمرت معظم البنية الأساسية فيه ودفعت سكانه البالغ عددهم ما يقرب من 2.3 مليون نسمة للنزوح مرات عدة.

وانتقد قادة أوروبيون ومنظمات إغاثة خطط إسرائيل للسيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة والاستعانة بشركات خاصة لتوصيل الغذاء للسكان، بعد شهرين من منع الجيش دخول الإمدادات إلى القطاع.

وخلال مؤتمر صحافي دوري، لم تقدم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس تفاصيل تذكر حول الآلية الجديدة، لكنها أشارت إلى "مؤسسة خيرية" قالت إنها ستنفذ الخطة، وقالت بروس "كنت أتمنى إعلانها اليوم، لكن المؤسسة ستعلن ذلك قريباً".

وأضافت "في حين أنه ليس لدينا أي شيء محدد لنعلنه في هذا الصدد اليوم، ولن أتحدث نيابة عن المؤسسة التي ستتولى هذا العمل، فإننا نرحب بالتحركات الرامية إلى إيصال المساعدات الغذائية العاجلة إلى غزة سريعاً بطريقة تضمن وصول المساعدات الغذائية بالفعل إلى المستهدفين".

واتهمت إسرائيل منظمات منها الأمم المتحدة بالسماح لكميات كبيرة من المساعدات بالوصول إلى أيدي "حماس"، التي تتهمها بالاستيلاء على الإمدادات المخصصة للمدنيين وتقديمها لمقاتليها.

 

خيارات

ومن بين الخيارات التي تدرسها الولايات المتحدة استناداً إلى وثيقة اطلعت عليها "رويترز" وتداولتها وكالات إغاثة، فإن مؤسسة "إغاثة غزة" التي تأسست حديثاً تستعد لإنشاء أربعة "مواقع توزيع آمنة" سيخدم كل منها 300 ألف شخص.

وبحسب الوثيقة، سيجري توصيل الحصص الغذائية المعدة مسبقاً وحقائب أدوات النظافة والإمدادات الطبية إلى هذه المواقع بواسطة مركبات مصفحة عبر ممرات خاضعة لرقابة مشددة، لمنع أي انحراف في مسار المساعدات.

وجاء في الوثيقة أن خبراء سيتولون تأمين المواقع ومحيطها، وذلك "لردع تدخل الشبكات الإجرامية أو الجماعات المسلحة الأخرى التي سعت دائماً إلى السيطرة على المساعدات الإنسانية أو تحويل مسارها".

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي لن يتمركز في تلك المواقع أو بالقرب منها، أما منظمات الإغاثة، التي اتهمت إسرائيل مراراً بتعمد تجاهل الطبيعة المعقدة لعملية توزيع المساعدات في غزة، فأبدت تشككها.

وبحسب وثيقة تشاركتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الآلية التي اقترحتها إسرائيل لتوزيع المساعدات الغذائية "تبدو غير قابلة للتنفيذ عملياً وغير متوافقة مع المبادئ الإنسانية، وستخلق أخطاراً أمنية خطرة، ويحدث كل هذا مع عدم وفاء إسرائيل بالتزاماتها بموجب القانون الدولي".

ترمب "اجتمع" مع مسؤول إسرائيلي

ذكر موقع "أكسيوس"، نقلاً عن مصدرين مطلعين، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اجتمع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أمس الخميس، وناقشا المحادثات النووية مع إيران وحرب إسرائيل على غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعقد الاجتماع في البيت الأبيض، ولم تعلنه الولايات المتحدة ولا إسرائيل، وفقاً لـ"أكسيوس".

وقال أكسيوس إن ديرمر التقى مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأربعاء وعقد اجتماعات عدة في البيت الأبيض منها الاجتماع مع ترمب. 

"إعادة نتنياهو للمسار الصحيح"

في الأثناء، كشف مسؤولون إسرائيليون عن أن ترمب قد يعلن خطة خاصة بغزة بمشاركة جزئية مع إسرائيل، وفق ما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم".

 

وأضافت الصحيفة أن هناك مخاوف في الحكومة الإسرائيلية من خلق خطة ترمب أمراً واقعاً في غزة يتضمن تنازلات محتملة لـ"حماس"، وقالت إن ترمب بات يتعمد تهميش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادته للمسار الصحيح.

من جهتها ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ترمب قرر قطع الاتصال مع نتنياهو وأن مسؤولين أميركيين أبلغوا وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أن ترمب يرفض تلاعب نتنياهو به، وذلك بعد تواصله مع نواب جمهوريين لإحباط الاتفاق مع إيران.

وأفاد مصدران أميركيان مقربان من الرئيس الأميركي، بأن الأخير يشعر بخيبة أمل من نتنياهو، وقرر المضي قدماً بتحركاته في الشرق الأوسط من دونه، وفق ما نقلت الصحيفة أمس الخميس.

وأشارا إلى أن "ترمب لا يزال غاضباً من محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي دفع مستشار الأمن القومي المقال مايكل والتز إلى القيام بعمل عسكري ضد إيران".

ونفى نتنياهو سابقاً تلك الادعاءات، وأوضح مكتبه الأسبوع الماضي أنه تحدث إلى والتز مرة واحدة فقط.

الصليب الأحمر يناشد لإنهاء "الفظائع" في غزة

قال بيير كرينبول المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس إن على الحكومات التحرك فوراً لوقف "الفظائع" في غزة، مضيفاً أن المعاناة هناك وصلت إلى حد "يشكك في إنسانيتنا من جذورها".

وفرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على القطاع في مارس (آذار)، عندما استأنفت حملتها العسكرية المدمرة على حركة "حماس" بعد وقف لإطلاق النار في حرب مستمرة منذ 19 شهراً.

وأغلقت عشرات المطابخ الخيرية في غزة أبوابها أمس الخميس بسبب نقص الإمدادات، مما أدى إلى قطع شريان حياة يستخدمه مئات الآلاف من الناس، وأثار مخاوف من مزيد من الوفيات المرتبطة بسوء التغذية.

وأضاف بيير كراهينبول للصحافيين في جنيف "إنها لحظة حاسمة لأن ترفض الدول والجهات الفاعلة العالمية والأطراف المعنية السماح باستمرار هذا الرعب المتواصل من دون انقطاع".

ومضى يقول "يجب أن يشعر الجميع بأنه طفح الكيل إزاء ما يحدث في غزة"، من دون أن يحمل أي طرف المسؤولية.

وأردف "لا أستطيع أن أشعر بالارتياح إزاء الكلفة البشرية لهذا الصراع، و(أقول) بصراحة إذا كان هذا هو مستقبل الحرب فيجب أن نشعر جميعاً بالرعب".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار