ملخص
بعد أسابيع من دخول الرئيس دونالد ترمب مجدداً البيت الأبيض في فترة رئاسية ثانية صدرت سلسلة من القرارات وصفها مراقبون بـ"التهديدات المتفاقمة لحرية الصحافة" في أميركا، لكنها تظل معقولة ومقبولة في نظر آخرين.
لم يكن في الحسبان أن تتحول دفة "الاحتفال" باليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام من طور تحسين التعامل مع الذكاء الاصطناعي وتعظيم الاستفادة منه، أو حتى من كيفية التعامل مع حرية الإعلام المكبلة في دول عالم ثالث هنا أو سبل وقف نزف الصحافيين الذين يلقون حتفهم أثناء القيام بعملهم، صوب حرية الصحافة التي يخشى عليها أبناؤها والقائمون عليها والمدافعون عنها، لا في أعتى الدول ديكتاتورية أو في أكثرها سلباً للحريات، بل في الولايات المتحدة الأميركية التي كثيراً ما ينظر إليها العالم باعتبارها "قلعة من قلاع حرية الإعلام"، و"رمزاً من رموز حرية الصحافة".
في اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق الثالث من مايو (أيار)، والممتد الاحتفاء به، أو ربما تأبينه، حتى السادس من الشهر الجاري، اختارت الأمم المتحدة الذكاء الاصطناعي الآخذ في النمو والتوغل في منصات الصحافة والإعلام، شعاراً للاحتفال، وهو ما يؤثر سلباً أو إيجاباً في حرية التعبير وفي مبادئ الإعلام الحر والمستقل والتعددي.
المعلومات سلعة
فعاليات العالم في يوم حرية الصحافة ستتطرق إلى المعلومات كسلعة عامة في عصر الذكاء الاصطناعي، والتحديات الحرجة التي تتقاطع عنها التكنولوجيا وحرية الصحافة، والسبل التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد بها في دعم حرية التعبير عبر تسهيل الوصول إلى المعلومات، مع تقليص هوامش الآثار العكسية السلبية وأخطرها نشر المعلومات الكاذبة والمضللة وخطاب الكراهية ودعم أنواع مستجدة من الرقابة. في هذا اليوم تستعرض الفعاليات الأممية كيف تقوم بعض الجهات باستخدام الذكاء الاصطناعي للمراقبة الجماعية للصحافيين والمواطنين، وهو ما "يخلق تأثيراً مخيفاً في حرية التعبير".
حرية التعبير والصحافة تأتي في يومها العالمي هذا العام محملة بالمفاجآت ومشبعة بالإثارة من معقل الحرية ومنبع الصحافة، لا يسع العاملون والمهتمون بالصحافة في العالم في هذا اليوم إلا أن تتوجه أعينهم صوب أميركا، يرصدون ما يحدث، ويترقبون ما ستؤول إليه أوضاع الصحافة في دولهم.
وعلى رغم أن علاقة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالصحافة والإعلام لم تكن يوماً على ما يرام، في الأقل في ما يختص بالمنصات الإعلامية التي لا تضع حدوداً أو قيوداً لانتقاده ومستشاريه وسياساته وقراراته، فإن العلاقة لم تصل يوماً إلى درجة الالتباس والتعقيد التي وصلت إليها حالياً.
قرارات وتهديدات
في فبراير (شباط) الماضي، بعد أسابيع من دخول ترمب مجدداً البيت الأبيض في فترة رئاسية ثانية، صدرت سلسلة من القرارات وصفها مراقبون بـ"التهديدات المتفاقمة لحرية الصحافة" في أميركا، لكنها تظل معقولة ومقبولة في نظر آخرين. بفارق زمني ساعات عدة، أعلن مالك صحيفة "واشنطن بوست" الملياردير جيف بيزوس أن قسم الرأي في الصحيفة العريقة لن ينشر أية آراء تتعارض و"الحريات الشخصية" و"الأسواق الحرة"، وأنه سيُكتب يومياً لدعم القضيتين، وأن الآراء المخالفة لهذا التوجه ستنشر في وسائل إعلام أخرى غير "واشنطن بوست".
من جهته، صدرت قرارات وتصريحات من الإدارة الأميركية أدى معظمها إلى تفجر الشكوك والمخاوف حول حرية الصحافة والتعبير، لا سيما بين العاملين في الصحافة، وسرت تساؤلات حول مدى تدخل الإدارة الأميركية في تحديد مسار ومحتوى الإعلام، بعد ما كان حراً طليقاً حدوده مواثيق العمل الإعلامي وقيود الشرف الصحافي، أو في الأقل بدا هكذا.
ضمن القرارات والتصريحات التي أثارت فزع الصحافيين والمؤمنين بأهمية حرية الصحافة ما صدر عن البيت الأبيض في فبراير الماضي، من احتفاظه بحق تقرير من يحق له من الصحافيين تغطية أنشطة الرئيس ومن لا يحق له.
خلفية صدور هذا القرار المفاجئ الذي أثار كثيراً من المخاوف حول حرية الصحافة كانت في حد ذاتها مدعاة أكبر لتفجير المخاوف، فقد نشب نزاع قضائي بين وكالة "أسوشيتد برس" والبيت الأبيض، بسبب منع مراسليها من دخول "المكتب البيضاوي" "لأنها تصر على الإشارة إلى "خليج المكسيك" بهذا الاسم على رغم أنف الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بأن يكون "خليج أميركا".
علاقة متوترة
تبدو مثل هذه القرارات والإجراءات فردية أو نتيجة احتقانات لحظية، لكن الأمر أبعد من ذلك. علاقة ترمب المتوترة بالصحافة والإعلام قديمة، لكن الإجراءات المتبعة جديدة، والآثار المتوقعة عميقة، والرسائل التي وصلت لصحافة العالم وإعلامه وجماهيرهما الغفيرة ثاقبة وخطرة.
بعد أيام من إعلان فوز ترمب بالسباق الرئاسي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، تساءل موقع "الحرة" الخبري "في ولايته الثانية، هل تتغير علاقة ترمب بالإعلام؟"، وبعد إنعاش الذاكرة بطبيعة العلاقة المتوترة بين الرئيس في فترته الأولى (2017-2020) إذ الانتقادات اللاذعة للصحافيين غير المؤيدين، ومنع دخول بعضهم البيت الأبيض، ورغبته في تغطية صحافية ولكن بمقاييسه الخاصة، أشارت إلى تعامل ترمب مع الصحافيين "خلف الكواليس" وأنه "محب وكاره للصحافة"، ويعتبر بعضهم مضللاً. وذكرت استخدام الرئيس وصف "معسكر العدو" لقناتي "سي أن أن" و"أم أس أن بي سي"، معيداً إلى الذاكرة عبارة "أعداء الشعب الأميركي" التي دأب على استخدامها طوال فترته الرئاسية الأولى، كذلك أشارت إلى أن مستشاري الرئيس يؤمنون أن وسائل الإعلام التقليدية منفصلة بالكامل عن واقع الحال في أوساط المجتمع الأميركي.
ضحايا العلاقة الملتبسة
المثير هو أن منصة "الحرة" وجدت نفسها ضمن قوائم ضحايا العلاقة الملتبسة، وفي قول آخر ضمن ضحايا تقليل الإنفاق الحكومي وتقليص الموازنة الفيدرالية قبل أسابيع. القناة الناطقة بالعربية التي أنشأتها أميركا ومولتها في أعقاب غزو العراق عام 2003، وذلك بهدف تقريب وجهات النظر بين العالم العربي وأميركا، وفي قول آخر لتبييض وجه أميركا عربياً أعلنت توقفها عن البث وتسريح معظم موظفيها، وذلك بعد ما اتخذ الرئيس قراراً بوقف الدعم المخصص لها.
كذلك صدر قرار مشابه في حق "إذاعة صوت أميركا"، وهي مؤسسة أميركية عامة موجهة للجمهور غير الأميركي، أُسست عام 1942 كـ"وسيلة دعاية مضادة تستهدف بصورة خاصة الشعوب الخاضعة للأنظمة الاستبدادية، لا سيما في الكتلة السوفياتية في أوروبا الشرقية خلال الحرب الباردة".
كلتا المنصتين تقدمت بدعاوى قضائية لوقف تنفيذ قرار وقف التمويل والتصفية، وقبل أيام أمر القاضي الفيدرالي في العاصمة الاتحادية واشنطن رويس لامبيرث الحكومة بالتراجع عن "إغلاق وسائل إعلام حكومية موجهة للجمهور في الخارج"، كذلك وجه بإعادة موظفي "الوكالة الأميركية للإعلام الدولي"، الموكلة بالإشراف على عمل هذه المؤسسات، إلى وظائفهم، واستئناف دفع الإعانات المالية المخصصة من قبل الكونغرس والمعلقة منذ مارس (آذار) الماضي.
وبعيداً من الحرب القضائية، تبقى مثل هذه القرارات والقرارات المضادة كاشفة للعلاقة بين الرئيس والإعلام، وكذلك بين مفهوم الإدارة الأميركية الحالية ومبادئ حرية الصحافة والتعبير، التي كثيراً ما اعتبرها العالم "قلعة حرية الصحافة".
الاستطلاعات وحرية الصحافة
العالم يتابع ويقارن ويتعجب، لا سيما في أجواء مناسبة مثل "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، أما في الداخل الأميركي فالأمر مختلف، حيث تشير قياسات الرأي العام إلى أن غالب الأميركيين قلقون جراء القيود "المحتملة" على حرية الصحافة في بلادهم، لكنه ليس حديث الساعة، بمعنى أنه باستثناء المحافل الأكاديمية والإعلامية، تندر هيمنة أحاديث حرية الصحافة ومناقشات علاقة الشد والجذب بين الرئيس والصحافة غير المؤيدة له.
أحدث استطلاع للرأي حول حرية الإعلام أجرته مؤسسة "بيو" لبحوث الرأي العام وأعلنت نتائجه في الـ24 من أبريل (نيسان) الماضي، خلص الاستطلاع إلى أن غالبية من الأميركيين مستمرة في القلق في شأن قيود محتملة على حرية الصحافة، وهو القلق الذي كان موجوداً في عصر الرئيس السابق جو بايدن أيضاً، ولكن بنسب مختلفة. التغير الكبير الذي حدث هو في التحولات الكبيرة في التوجهات الحزبية منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي.
قال 43 في المئة إنهم قلقون للغاية أو قلقون جداً، و26 في المئة قالوا إنهم قلقون إلى حد ما، وهما النسبتان القريبتان من نتائج استطلاع أجري في الوقت نفسه من العام الماضي، وجاءت فيه نسبة القلقين للغاية أو جداً 41 في المئة، والقلقين نوعاً ما 29 في المئة.
المثير هو أن من كانوا قلقين العام الماضي ليسوا هم أنفسهم القلقين هذا العام وإن تقاربت النسب. القلقون وقت إدارة بايدن كانوا في الغالب جمهوريين ومستقلين يميلون إلى الحزب الجمهوري، أما القلقون في عصر ترمب فغالبهم من الديمقراطيين.
ونوهت مؤسسة "بيو" بأن الاستطلاع يأتي في وقت اتخذت فيه الإدارة الأميركية الحالية إجراءات ضد عدد من المؤسسات الصحافية الأميركية، مما أثار قلق المدافعين عن حرية الصحافة، وأشارت المؤسسة كذلك إلى أن الأميركيين الذين يتابعون الأخبار المتعلقة بقرارات الرئيس الأميركي الخاصة بالصحافة من كثب هم الأكثر قلقاً في شأن القيود المحتملة على الحرية، أما غير المتابعين فلا يقلقهم الأمر كثيراً.
وكما هو متوقع فإن الديمقراطيين أكثر ميلاً إلى التعبير عن القلق على حرية الصحافة من الجمهوريين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أولويات الأميركيين
في اليوم العالمي لحرية الصحافة ينبغي النظر إلى استطلاعات الرأي وقياسات التوجهات من زاوية أوسع وأكثر صدقية كذلك. استطلاع للرأي أجرته شبكة "أن بي آر" الإذاعية الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 حول أهم القضايا التي يعتبرونها أولوية ومن شأنها أن تحدد من سيصوتون له في الانتخابات الرئاسية، جاء الترتيب كالتالي: التضخم والأسعار وحرية الصحافة والتأمين الصحي والإجهاض والجريمة وحمل الأسلحة وتعيينات القضاء الأعلى والتعليم والهجرة. وفي استطلاع أجرته مؤسسة "بيو" مطلع العام الحالي عن أهم القضايا، جاء الترتيب كالتالي: دور المال في السياسة والتأمين الصحي والتضخم والعجز في الموازنة الفيدرالية وقدرة الجمهوريين والديمقراطيين على العمل معاً والفقر والإدمان والقيم الأخلاقية والأسلحة وطريقة عمل النظام السياسي والهجرة، ولم تُذكر حرية الصحافة أصلاً.
بمعنى آخر، لا يمكن إنكار أو استبعاد فرضية تسييس قياسات الرأي العام، على أية حال أشار استطلاع آخر أجرته مؤسسة "غالوب" في أكتوبر الماضي إلى تراجع ثقة الأميركيين في المؤسسات الأميركية، بما فيها الصحافة، إذ قال 31 في المئة فقط إن لديهم ثقة كبيرة أو مقبولة في قدرة وسائل الإعلام والصحافة على نقل الأخبار بدقة.
خلاصة الـ100 يوم
نقل الأخبار بدقة يتداخل مع قدرة الصحافيين ورغبتهم في القيام بالمهمة، إضافة إلى الأجواء التي تيسر أو تعسر ذلك. مجلة "نيوزويك" الأميركية أوجزت خلاصة الـ100 يوم الأولى من حكم ترمب في السطور التالية "شهدت إدارة ترمب توتراً في علاقتها بالصحافة، إذ اتبعت نهجاً أكثر صرامة في التعامل مع وسائل الإعلام مقارنة بسابقاتها، بما في ذلك تغييرات طاولت مجموعات الصحافيين، وإمكان الوصول إلى البيت الأبيض والبنتاغون، إضافة إلى دعوى قضائية رفعتها وكالة ’أسوشيتد برس‘ في شأن المصطلحات المتعلقة بخليج المكسيك بعدما أعاد ترمب تسميته خليج أميركا. تشير هذه التغييرات إلى انتقال موازين القوة من جمعية مراسلي البيت الأبيض إلى البيت الأبيض، وهو ما يمنح الإدارة الأميركية السيطرة على جموع الصحافيين".
قبل أيام من اليوم العالمي لحرية الصحافة كان القائمون على الصحافة في تجمعهم السنوي الذي تنظمه "جمعية مراسلي البيت الأبيض" منذ عام 1921 والمعروف بـ"عشاء المراسلين"، إنه التقليد السنوي للجمعية الذي لا يعني تجمعاً لمراسلي البيت الأبيض في مناسبة اجتماعية تغلب عليها الضحكات والمكون الكوميدي الترفيهي فحسب، بل يعد رمزاً لقوة الصحافة، وتمسك الصحافيين بالتعديل الأول للدستور الأميركي، وتأكيد الصحافة باعتبارها "أداة محاسبة للأقوياء"، وحضور الرئيس كتقليد سنوي يرمز لاحترام حرية الصحافة حتى لو كانت تهاجمه أو تنتقده أو حتى تسخر منه.
عشاء المراسلين
في عشاء هذا العام "لم يكن هناك رئيس، لم يكن هناك ممثل كوميدي، ما تبقى في العشاء السنوي لجمعية مراسلي البيت الأبيض هم الصحافيون والتعديل الأول للدستور"، بهذه الكلمات استعرض تقرير لوكالة "أ ب" عشاء مراسلي البيت الأبيض.
العشاء السنوي الذي يقام لأغراض عدة بينها جمع التبرعات وتوجيهها لمنح دراسية في مجال الصحافة، وترسيخ الصلات الاجتماعية بين المراسلين يحضره الرئيس، أي رئيس، إضافة إلى فقرة كوميدية عادة ما تكون ملغمة بالنكات والسخرية من الرئيس، أي رئيس.
هذا العام لم يحضر الرئيس، وأُلغيت الفقرة الكوميدية، "والتخلي عن المرح التقليدي للحدث، والتركيز على الاحتفاء بالصحافة"، بحسب ما جاء في رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها رئيس الجمعية يوجين دانيالز لـ900 عضو من أعضاء الجمعية في مارس الماضي.
وقال دانيالز في الحفل، الذي غاب عنه ترمب (سبق وغاب عنه في أعوام فترته الرئاسية الأولى) "لقد تعرضنا للاختبار والهجوم، لكن في كل يوم يستيقظ فيه أعضاؤنا، يركضون إلى البيت الأبيض، بالطائرة، بالقطار، بالسيارة، في مهمة واحدة، هي محاسبة الأقوياء"، وعُرض مقطع فيديو لرؤساء سابقين، من رونالد ريغان الجمهوري إلى باراك أوباما وبايدن الديمقراطيين، وهم يلقون كلمة في العشاء ويؤكدون أهمية دور الجمعية في تأكيد حرية الصحافة وحماية الديمقراطية.
إلغاء الكوميديا
الفقرة الكوميدية الملغاة في عشاء حرية الصحافة هذا العام لها تاريخ حافل، لا في إلقاء النكات فقط للإضحاك، ولكن في السخرية من الرؤساء الحاضرين العشاء، ولعل أبرزها كان عام 2023 حين ظل الممثل الكوميدي روي وود جونيور يصوب نكاته الساخرة من عمر الرئيس حينئذ جو بايدن الذي كان ضمن الحضور. قهقه بايدن وابتسم، وانفجر ضاحكاً حين قال روي وود جونيور "شعار الرئيس بايدن: دعوني أنهي المهمة، ليس شعار حملة انتخابية، بل رجاء، قولوا ما تشاؤون عن الرئيس، لكنه عندما يستيقظ من القيلولة ينجز العمل".
المفارقة هي أن صحافي موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أليكس تومسون هو من فاز بجائزة "ألدو بيكمان" الصحافية عن تغطيته "عملية التستر من قبل القائمين على الحزب الديمقراطي على التدهور المعرفي للرئيس السابق بايدن أثناء وجوده في منصبه". وفي خطاب قبوله الجائزة أمام جمع المراسلين الغفير ومعظمهم من المنتقدين أداء الرئيس ترمب وفي ما يعتبرونه قرارات من شأنها النيل من حرية الصحافة، قال "كانت الصحافة متساهلة للغاية مع الحزب الديمقراطي. لقد فاتنا، وأنا منهم، كثير في هذه القصة (حال بايدن العقلية وقدراته المعرفية بسبب السن)، وأصبح بعضهم يثق بنا لدرجة أقل لهذا السبب"، مضيفاً أن "الاعتراف بالأخطاء يبني الثقة، والدفاع عنها يزيد من تآكلها".
تقول الأمم المتحدة عن احتفال هذا العام باليوم العالمي لحرية الصحافة إن المناسبة اليوم هي تذكير للحكومات بضرورة الوفاء بالتزاماتها تجاه حرية الصحافة، وإن هذا اليوم يتيح للعاملين في وسائل الإعلام فرصة التفكر في مسائل حرية الصحافة والأخلاقيات المتعلقة بها، وتعتبر هذه المناسبة فرصة للوقوف إلى جانب وسائل الإعلام الملجومة والمحرومة من حقها في ممارسة حرية الصحافة.
المؤكد أن اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام ذو مذاق مختلف وفريد، ربما تشكل استخدامات الذكاء الاصطناعي وفوائدها وأخطارها ومستقبلها حجر زاوية في موضوع هذا العام، لكن الأثر المدعاة للتفرد هو السؤال عن حرية الصحافة في معاقل الحرية التقليدية، والبحث في احتمالات أن يكون العالم مقبلاً على معايير جديدة لحرية الصحافة، تبدو أنها تميل إلى اليمين قليلاً أو كثيراً، وذلك في ضوء المستجدات.