ملخص
بحسب معلومات "اندبندنت عربية"، فإن مبادرة "حماس" لإنهاء الحرب تتضمن صفقة رهائن شاملة على دفعة واحدة، وهدنة طويلة الأمد وانتهاء الحرب، وكذلك إعادة الإعمار ووضع السلاح.
بعدما رفضت "حماس" جميع مقترحات الهدن الإنسانية في غزة، بادرت الحركة في صياغة رؤيتها الخاصة لإنهاء الحرب الدائرة ضدها في القطاع، ووصفت عرضها بأنه "شامل ومتزن" وبدأت في حملة ترويجية كبيرة لإقناع الوسطاء به.
بنود مبادرة "حماس"
بحسب معلومات "اندبندنت عربية"، فإن مبادرة "حماس" لإنهاء الحرب تتضمن صفقة رهائن شاملة على دفعة واحدة وهدنة طويلة الأمد وانتهاء الحرب، وكذلك إعادة الإعمار ووضع السلاح.
وتفيد المعلومات الواردة بأن "حماس" جاهزة لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم في غزة دفعة واحدة ومن دون مراسم مستفزة للإسرائيليين أو المجتمع الدولي، وفي المقابل تطلق تل أبيب سراح أسرى فلسطينيين، وذلك بناء على اتفاق الطرفين حسب المفاوضات.
كما أن "حماس" في مبادرتها "الشاملة" تعرض هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، تراوح ما بين خمسة وسبعة أعوام، وفيها تتعهد بعدم ترميم قدراتها العسكرية أو تصنيع أسلحة أو ممارسة أي نشاط مسلح.
وهذا ما يقرأه المتخصص في مجال السياسة أيمن الرقب بأنه تمسك من "حماس" في حكم القطاع وبقائها في السلطة، ويقول "تلتف الحركة على المبادرة العربية التي تشترط تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وترفض بقاء ’حماس‘ في الحكم".
وأضاف أن العرض الحمساوي الشامل يتضمن إعلان إسرائيل انتهاء الحرب على غزة، وبناء على ذلك تقع على تل أبيب مسؤوليات من قبيل الانسحاب الكامل من غزة، إضافة إلى فك الحصار وفتح المعابر وإمداد القطاع بالغذاء والدواء والوقود والمساعدات الإنسانية.
وضع السلاح
وللمرة الأولى يشمل عرض "حماس" مصطلحاً جديداً وهو "وضع السلاح"، ومن غير الواضح ماذا تعني الحركة في هذا البند، إن كانت تنوي تسليم سلاحها للوسطاء أو وضعه تحت مسؤولية الجهة التي ستدير غزة أو أن تضعه جانباً دون استخدام.
يقول الباحث في شؤون الفصائل الفلسطينية ضياء حسن إن "حماس" منفتحة على وضع السلاح، مضيفاً "المقصود هنا أن يوضع في ظل اتفاق معين أو تحت إدارة أو حكومة فلسطينية واحدة، ويبدو أن الحركة منفتحة وتفهم أن ما قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ليس كما بعده".
وتابع "الحركة تعي جيداً أن الظروف قاسية على سكان غزة، وأن إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة تريد القيام بمخططات خطرة، ولهذا تعلمت الحركة من أخطائها وفهمت الأمر، وأظهرت أنها مستعدة لوضع السلاح".
ويرى حسن أن "حماس" قدمت كثيراً من التنازلات في السابق ولا ترى أية مشكلة في تقديم تنازلات جديدة، بما يضمن الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة.
وبحسب الباحث في شؤون الفصائل فإن "حماس" غير متمسكة بالحكم كما فهم بعض عندما عرضت هدنة طويلة الأمد، إذ تطلب الحركة تشكيل لجنة مستقلة من المدنيين تقود قطاع غزة لحين ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني حتى إتمام الاتفاقات الموقعة بين "حماس" والفصائل الفلسطينية، وهذا يعني أنها ستبقى ولكن ستتحول من فصيل مقاتل إلى حزب سياسي.
حشد للمبادرة
بدأت "حماس" تحشد لمبادرتها الخاصة لإنهاء الحرب، وأطلعت فريق الوسطاء في قطر على رؤيتها، وطلبت من المسؤولين السياسيين في الدوحة مناقشة الخطة مع الإسرائيليين، وبالفعل سافر رئيس "الموساد" ديفيد بارنياع إلى العاصمة القطرية لبحث الملف. وأكدت ذلك صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية.
وفي إطار الحشد لرؤيتها، سافر رئيس المجلس القيادي الأعلى لحركة "حماس" محمد درويش إلى تركيا والتقى وزير الخارجية هاكان فيدان، وطلب منه نقل المبادرة الحمساوية إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ظل العلاقات الجيدة بين أنقرة وواشنطن.
وبعدها سافر درويش إلى مصر، وعرض على المسؤولين في القاهرة مبادرته في شأن إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
هدنة طويلة الأمد
يقول المستشار الإعلامي لحركة "حماس" طاهر النونو "منفتحون على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل في غزة، لكن ’حماس‘ غير مستعدة لإلقاء سلاحها، فكرة الهدنة أو مدتها غير مرفوضة بالنسبة لنا، الحركة مستعدة للإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة مقابل وقف الحرب بصورة كاملة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويضيف "نأمل في أن تُقبل رؤية ’حماس‘ بما يضمن وقفاً كلياً لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل وصفقة جادة لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات بصورة فورية وبكميات كافية".
قبل زيارة ترمب للسعودية
تحاول "حماس" ترويج مبادرتها قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، إذ يقول المتخصص في مجال السياسة أيمن الرقب "المطروح حالياً هدنة موقتة تناقش خلالها هدنة طويلة وتفكيك الحركة ونزع سلاحها، لكن الأقرب الآن مع اقتراب وصول ترمب للمنطقة هدنة موقتة قبل بدء جولته، على أن يأتي بجعبته اتفاق واضح لوقف الحرب".
في إسرائيل يعلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مبادرة "حماس"، قائلاً "الضغط العسكري فعال، نحن نتفاوض تحت النيران، ونرى تصدعات بدأت تظهر في مطالب الحركة في المفاوضات، على ’حماس‘ تسليم سلاحها وسيسمح لقادتها بالمغادرة".
أما رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فقد قال "على حركة ’حماس‘ إنهاء سيطرتها على قطاع غزة وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية والتحول إلى حزب سياسي، إذ ألحقت الحركة أضراراً بالغة بالقضية الفلسطينية".